• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : بين معارك الانبار والموصل .
                          • الكاتب : د . هشام الهاشمي .

بين معارك الانبار والموصل




١-لا اشك أن تنظيم داعش صار مستعدا الان لفتح جبهة قتال مع القوات العراقية في الموصل وجزيرة الثرثار؛ المعارك في الانبار من قبل تنظيم داعش كان مختلف عنه في الموصل ، وكان أكثر مطاولة ومناورة في الكر والفر، لكن ما ينبغي أن يعلم المراقب لتنظيم داعش هو أنه غير من أساليبه القتالية في الانبار و لايزال يناور بخلاياه النائمة التي استيقظت ولم تنته مفاجأته للقوات الحكومية بعد، وأن الوضع لم يستقر في الرمادي إلى الآن ومناطق البوبالي والبغدادي لا تزال تحت سيطرته، طبعا بوجود ضباط من الجيش السابق ونخب من قدامى مقاتلي الانبار وبوجود فصائل مسلحة وأبناء العشائر المسلحين لا تريد لأي قوة حكومية أن تنجح في تحرير الانبار من داعش!!!

٢-لعل الامر الأهم الذي يمكن أن نحسبه لتنظيم داعش في الانبار هو أنه مال إلى عدم الاقتتال مع القوى المسلحة الأخرى من أهالي الانبار ما أمكنها ذلك، وقام بالسيطرة على مناطق هي خارج سيطرة تلك القوى، بينما ذهب أبناء العشائر والفصائل في الانبار نحو مسار تمثل في المجلس العسكري العام لثوار العراق، الأمر الذي ما كان موفقا لو انضم اليه كل الفصائل ولكنه جاء مخيب لكل التصورت حيث اعتزلته الفصائل السلفية والاخوانية ولم يبقى به الا ( هيئة الضاري- وبعثية الدوري) وهم جيوش نت فقط!!!

٣-الامر الخفي في هذه المعارك، والتي لا يعترف بها القيادات الأمنية ، بل سعدون الدليمي على وجه التحديد، هي أن معظم الخطوات التي اتخذها من الناحية الدعم لأبناء العشائر طوال فترة معارك الانبار إنما كانت لدعم حلفائه من رؤساء العشائر التي تساند قائمته في الانتخابات القادمة ، فيما كان تنظيم داعش يجرجرونه نحو النهاية المدروسة.

٤-محافظ الانبار ومجلس المحافظة كانوا قد اختاروا خيار الحسم العسكري ، وكان معظم أعضاء قائمة متحدون كذلك، بمن فيهم رافع العيساوي وأهم رموزها، وكان حضور الحراك الشعبي السني فيها ظاهره الموافقة، فيما رفضت  الفصائل المسلحة والضاري والبعثية هذا الخيار، وأوحت هذا القوى المعترضة انها ضد القوات الحكومية القادمة من خارج بغداد وهي مع الشرطة المحلية، وذلك كي لا يتعاونوا مع الإخوان المسلمين والحزب الاسلامي خاصة ويتركوهم يفشلون سياسيا مع حلفائهم .

٥-لا يمكن لتنظيم داعش في الانبار أن ينجح حين يكون الجيش والعشائر والإعلام والمحافظ ومجلس المحافظة ومتحدون ضده، اللهم إلا إذا اتحد مع القوى المسلحة الاخرى واستمر احترامه للعشائر والأهالي وتبنى فكرة انه يقاتل من اجلهم، ومثل هذا السلوك لا يكن ممكنا في الانبار .

٦-أن من العسير مواجهة تنظيم داعش في بمعارك نظامية داخل المدن والشوارع وهو يعتمد في معاركه هذه على مقاتلين من أبناء تلك الأحياء والقرى، فمن دون أبناء العشائر وأهالي تلك الأحياء لن يهزم داعش بشكل نهائي، وكان الأولى بالحكومة هو تشكيل فوج إسناد من أبناء الرمادي ومن رموز الذين قاتلوا القاعدة في عام ٢٠٠٦_ ٢٠٠٨ وليس الصحوات الجديدة الهاربة !!!

٧-في الموصل، موقف العشائر  محايد إلى حد كبير، وكذلك حال الأحزاب السياسية بقدر ما، وهما تحديدا من يمكنهما احداث التوازن العسكري على الارض في معارك داعش مع القوات الحكومية، وذلك لاعتقادهم بأن تنظيم داعش حالة عابرة، ولا ينبغي التعاون معه، ولا يجب قتاله.. لان القيادات الأمنية طائفية وهي ما زالت تعمل الخطأ بعد الخطأ  بحق السنة العرب في الموصل .. وعليه تنظيم داعش سيعمل على فتح جبهة قتال في الموصل لانه قادر على مسك الأرض!!.

من ذلك كله أن الفارق بين معارك الانبار والموصل يتمثل في ميول أهالي المحافظتين، إذ إن الثقل الذي تمثله عشائر الانبار جعل حجم التنسيق معها حكوميا وإقليميا أكبر بكثير من عشائر الموصل، حيث ضخت أموال كثيرة لزعامات تلك العشائر، بينما كان الأمر أقل من ذلك مع عشائر الموصل.

كل ذلك لا يعني التقليل من أهمية عشائر الموصل، ولكنها نأت بنفسها ان تدخل بحرب ضد تنظيم داعش ولو على مستوى تأسيس الصحوات بل يعد من افشل مشاريع المصالحة الوطنية مشروع إسناد ام الربيعين!!! لكنها محاولة حكومية لإسناد القوات الأمنية هناك ، وعليه ان تنتبه الحكومة وان تتعلم من دروس معارك الانبار ولا تجعلها قاعدة تعمل بها على كل جبهات، فجبهة الموصل غير!!!.


 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=42432
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 02 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16