• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : قبل أن يستفحل امر الفلوجة .
                          • الكاتب : حميد الموسوي .

قبل أن يستفحل امر الفلوجة

انتشار قوى الارهاب العالمي المنظم تحت مسمى داعش والقاعدة في مدينة الانبار واحتلال مدينة الفلوجة تمهيدا لاعلانها امارة لااسلامية .. هذا الانتشار بهذه الكثافة في تينك المدينتين نتيجة حتمية وارتدادية لما جرى ويجري في سوريا خاصة بعد الانتصارات التي حققها الجيش السوري وسحقه لزمر الارهاب الوافد وتطهير معظم المدن السورية من دنس الارهاب .وكنا ومعنا الكثيرون قد حذرنا- قبل اكثر من عام من تداعيات الاوضاع في سوريا وانعكاسها على العراق بصورة خاصة واكدنا على ضبط الامن وخاصة في المدن الحدودية ولكن  : لارأي لمن لايطاع . قلناها بالحرف الواحد : اذا انتصر الشعب السوري وحكومته على الارهاب  فستفر المجاميع الارهابية الى العراق نتيجة امتداد الحدود مع سوريا وضعف الرقابة فيها وقلة القوات الرادعة والسبب الاهم وجود حواظن في المدن الحدودية وكذلك وجود الشد الطائفي ، وستجعل من هزيمتها في سوريا انتصارا في العراق بدعم مالي وتسليحي ولوجستي من دول هذا المشروع الارهابي الدولي الرامي الى تمزيق العراق وسوريا ولبنان وهي السعودية وقطر وتركيا واسرائيل.اما اذا انتصرت تلك المجاميع الارهابية  والدول المذكورةواقامت  مشروعها في سوريا فسيكون ذلك حافزا ودافعا قويا للزحف نحو العراق ولبنان لأكمال المشروع التدميري.وهذا ماحصل وهاهو العراق يقدم  المزيد من الشهداء البررة لتطهير مدينة الرمادي وسيقدم القوافل لتحرير الفلوجة فضلا عن الدمارالذي الحقه الارهابيون في تلك المحافظة واقضيتها ومدنها والذي يحتاج الى ميزانية سنوية لأعادة اعماره.  ترى ما الذي يجعل السيطرة على الاوضاع الامنية بهذه الصعوبة برغم وجود قوى امنية باعداد هائلة وتجهيزات متكاملة واستنفار دائم ؟!.
هل هنالك ارادات خارجية فرضت هذا الواقع  المؤلم المرير وجعلته احد شروطها،ام ان هناك نوايا غير مخلصة في الداخل؟!
هل استمرار هذه الاوضاع المأساوية تمثل ديمومة لوجود البعض وترسيخا لمركز البعض،واستمرارا لأمتيازات البعض الآخر؟!!.
قادة العراق وسياسيوه هل عجزوا تماما عن الحل،واذا كان الامر كذلك فلماذا لايطلعون شعبهم على الحقائق ويقدمون اعتذارهم ويسلمون الراية لمن يتعهد بايصال السفينة العراقية الى بر الامان قبل ان تغرق بمن فيها ومافيها؟!!.
حصيلة عام 2013من العمليات الارهابية افضع اجراما واشد فتكا من العام الماضي .الوف الشهداء والجرحى وخراب وتعطيل الحياة العامة . تفجير الحسينيات والمساجد ومجالس العزاء عادت الى الظهور وبشراسة بعدما  علقت  الى اجل .
تهجير العوائل من مدن حزام بغداد يتجدد وبلا رادع .
عملية اجتثاث الشبك في الموصل وسهل نينوى والتركمان في طوز خرماتو مستمرة ومن دون علاج الجديد المضاف في العمليات الارهابية اقتحام الدوائر الرسمية واحتجاز رهائن في المدن الحدودية بغية احتلالها واتخاذها مراكز انطلاق نحو العاصمة بغداد .
المدن الحدودية تتعرض الى غزو ويتمكن ارهاب ( داعش )من احتلال مدينة تكريت ولم يتركها الاّ بعد قتال مستميت وسقوط اعداد من القوات المسلحة واسقاط طائرة مروحية واستشهاد طاقمها.وهاهم يحتلون مدينة الفلوجة وبعض الشيوخ والسياسيين يطلبون من الحكومة عدم اقتحام المدينة لقتالهم بل امهالهم شهرا لمغادرتها!!. 
مدينة الرمادي عادت لها المجاميع الارهابية وبكثافة، فجرت معظم الجسور والطرق الدولية،احتلت الكثير من دوائرها الرسمية وقد كادت ان تعلنها تعلنها امارة لدولة العراق والشام .لولا صولة الجيش العراقي الباسل وسحق جرذان داعش ومن وقف خلفها وتطهير مدينة الرمادي من دنسهم.
تتخلل هذه الموجة عمليات الكواتم واللاصقات واختطاف لرجال الصحوة وقتلهم وتهريب ارهابيين من السجون .
ماكنة الموت اليومي التي تحصد العراقيين بالجملة مستمرة مستهدفة المساجد والحسينيات والاسواق ودور العلم ،والملاعب ،والساحات الرياضية، والاماكن المكتضة ببسطاء الناس ..مستمرة متبوعة بشجب واستنكار من الجهات المسؤولة البعيدة عن هذا الدمار.
المشهد شبه اليومي للعمليات الارهابية الموزعة على شكل سيارات مفخخة،واحزمة ناسفة، وعبوات مزروعة او ملصوقة، وهاونات وقذائف اين ما وقعت اصابت،واسلحة كاتمة،وكل ادوات واسلحة الابادة والدمار والتخريب التي تحصد ارواح العراقيين بلا تمييز تستهدفهم في كل بقعة يتواجدون عليها..وقودها المتميز فقراء الوطن كونهم الشريحة الاكبر والاوسع انتشارا في بحث متواصل عن اسباب الرزق والعيش الشريف،وكونهم الاقل حيطة وحيلة وحماية.
الاهتمام الامني يجب ان ينصب على المدن الحدودية من خلال تكثيف تواجد قوات الحدود وتجهيزها باحدث الاسلحة و الاجهزة المتطورة . فهي الخاصرة الرخوة وهي بوابة تدفق الارهابيين واسلحة الخراب والدمار.لاشك ان وجود اصوات داعمة للارهاب داخل البرلمان ووجود حواضن آمنة للارهابيين الوافدين من خلف الحدود فضلا عن تبني السعودية وقطر لتمويل المشروع الارهابي في العراق وسوريا يشكل دعما واسنادا لتزايد اعمال الارهاب وصعوبة في انهاء هذا الملف تماما.ومادامت احداث الانبار والفلوجة قد افرزت الارهاب وشخصت مموليه وداعميه وغطائه السياسي فعلى جميع الكتل الوطنية توحيد موقفها وتأجيل خلافاتها للوقوف بحزم لتنظيف العراق من زمر الارهاب واقصاء المتاجرين بدماء العراقيين وطردهم من الساحة السياسية.لقد آن الاوان لأتخاذ الاجراء الحازم بحق من يقف مع الارهاب من المسؤولين والاعلاميين المحرضين والداعمين للزمر التخريبية من خلال التصريحات المناوئة للعملية السياسية والمشككة في عقيدة وقدرة الجيش العراقي الباسل .
ما يحصل في العراق هجمة دولية منظمة حشدت لها المليارات من الدولارات وتجنيد الالوف من المرتزقة وتجهيزهم باحدث الاسلحة والمعلومات الحربية والمخابراتية بهدف اسقاط العملية السياسية واثارة الحرب الاهلية التي تؤدي بالنتيجة الى سقوط الالوف وربما الملايين من الابرياء في فتنة عمياء لاتبقي ولاتذر و تدمير العراق واقتصاده وبناه التحتية ومن ثم تقسيم العراق الى دويلات طوائف ضعيفة تحت الحماية الاجنبية.لاشك ان هذه النتيجة يعرفها الجميع الامر الذي يدعو كل الاطراف السياسية والدينية والثقافية ومؤسسات المجتمع المدني الى تأجيل خلافاتها وتوحيد موقفها بوجه هذه الهجمة الشرسة حتى يتم تطهير العراق من آخر ارهابي عاث فيه فسادا.وحتى لا يستفحل امر احتلال الفلوجة ويمتد ويتسع ليشمل مدنا اخرى- خاصة وان هناك مدنا تتشابه اوضاعها مع اوضاع مدينة الفلوجة وفيها عوامل مشجعة وحواضن للارهاب- ينبغي الاسراع في معالجة الاوضاع الامنية في الفلوجة بعد استنفذت الحكومة كل ما عليها وبعد خروج العوائل من المدينة فرارا من السلوكيات الشاذة لمجرمي داعش والقاعدة وبعدما اطلع العالم على جرائم هؤلاء المتوحشين وحصلت الحكومة على الدعم والتأييد الدولي من حكومات القرار الدولي وبعد تضامن كل شعوب العالم الحر مع القضية العراقية .كما ينبغي على الحكومة اخراس كل الاصوات الداعمة بشكل وبآخر للارهاب وادانة اصحاب هذه الاصوات وانزال العقاب اللازم بهم كونهم خانوا العراق وشعبه في احلك الظروف العصيبة التي يمر بها بتعاونهم سياسيا او اعلاميا او ماليا او لوجستيا.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=42464
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 02 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19