• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : متطلبات الحركة الاصلاحية .
                          • الكاتب : محمد عبد الصاحب النصراوي .

متطلبات الحركة الاصلاحية

 كل شعب من شعوب العالم يتوق ويحاول التمسك بالمثل العليا و التي تمثل  نمطاً فطرياً سليماً بعيدا عن المحسوبية و الرياء و الكذب و التي كان يمثلها رواد الفكر الانساني السليم وحملة المبادئ والرسالات الاصلاحية, و خير دليل على كلامنا هذا الشخصيات التاريخية التي عرفتها الانسانية عبر الازمان , بغض النظر عن الانتماء و المحيط التي كانت تسكن به , كانت عيون الناس تتطلع دائما ً الى تقليدهم و نقل احاديثهم و الاقتداء بهم. صحيح هناك بعض الشخصيات المشهورة في التاريخ كانت محبوبة ربما من قبل الكثيرين على الرغم  من ظلمها وجورها في قتل وتعذيب العباد لكن هذه الشخصيات جملها التاريخ المنحرف ووضعها في خط الاستقامة , وهذا  تاريخٌ وضعه حكام الجور و الظلم ووضعه و عاض السلاطين.

لكن هناك شخصيات لا يمكن ان يطعن في تاريخها ودورها في المجتمع من الناحية الاصلاحية و على عبر العصور , على العكس كلما مر الزمان زادت قيمة تلك الشخصية و زاد صيتها و ارتفع شأنها في ساحة العلم و العلماء, لان طريق الاصلاح يحتاج الى نفوس كريمة وطاهرة لتباشر دورها في عملية خلق اجواء تساعد على نشر الروح الانسانية بين افراد المجتمع بغض النظر عن انتماءاتهم المذهبية و العرقية,  وذلك لان المقدم الحقيقي على عملية الاصلاح لا محال قد  تخلق بأخلاق الانبياء التي كانت ولازالت قصص تتداولها الشعوب كل يوم لترسم لنا أعظم و اجمل الصور الانسانية التي نفتخر بها ونحيا بها ماديا و معنويا.
عندما نتصفح كتب التاريخ ونقرأ الانجازات التي حققها كل واحد منهم نجد هناك تنوع رائع في استخدام الوسائل و الآليات التي رافقت عملية الاصلاح وكانت تختلف ايضا في باختلاف الزمان و المكان , وكانت تختلف بالطرح لان لكل شعب من الشعوب ثقافاته الخاصة التي تحتاج الى لياقة عالية في كيفية التعاطي مع الظواهر الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية,  لان هذه الظواهر لايمكن ان تخلى منها اي بقعة من بقاع العالم, حيث  نجد  ان هناك اصوات مدوية لبعض المصلحين العظام  يصل صداهم لكل الاسماع ويعتبر بها الانسان و يستخدمها موروثا اجتماعيا يعلم من جيل الى جيل أخر.
هكذا يبنى المجد التربوي الذي يؤسس قاعدة فكرية  تنطلق منها المبادئ و الاخلاق النبيلة , و هي مشتركات يسعى لتحصيلها كل انسان يعرف معنى الانسانية و متطلباتها. لذلك يمكننا ان نميز المصلح من خلال صفات يشترك بها جميع المصلحين الحقيقين و يجب ان يسعى الى الالتزام بها ومنها:
1. ان يكون المصلح صادق النية و ذلك ينعكس من خلال افعاله واقواله.
2. الاخلاق هي رسالة الانبياء و الرسل , و من اجمل صفات المصلحين ان يكون ذو خلق رفيع.
3. ان يكون المصلح مطلعا و عارفا بحال امته و ان لا يصدر منه حكم مبني على التخمينات الغير مدروسة.
4. عدم تأثر المصلح بأقوال عامة الناس ومن الخطأ ان تكون حركته الاصلاحية متسمة و متأثرة بالجو العام للبسطاء من الناس.
5. ان يراعي قومه  من خلال الادوات التي يستخدما سواء كانت بشرية ام مادية من خلال استخدام الرفعة و الخلق الكريم في الطرح و المعالجة.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=42565
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 02 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 11