في مثل هذا الوقت .. لابد لنا ان نتذكر قامة من القامات الوطنية التي ضحت بالغالي والنفيس من اجل بناء الوطن , وبذلت الغالي والنفيس
من اجل عزة وكرامة العراقيين . الا وهو سماحة السيد الفقيد , عبد العزيز
الحكيم . قدس .القائد الذي لعب دورا محوريا بتهديم المنظومة العفلقية ووضع نهاية لحياة الطاغية المستبد , المقبور صدام حسين . وكان سماحته .. يمثل مع شقيقه , اية الله الفقيد سماحة السيد محمد باقر الحكيم قدس .الخطر الاكبر..الذي يزعزع عرش الطاغية ويقظ مضجعه , ويرعب كيانه , ويفزع اعوانه رغم ترسانتهم الحربية , ووجود الالاف من الحراس الذين يحيطون بهم . وكان رحمه الله . من اصحاب القلوب الرقيقة تبكيهم المواقف الانسانية , وتسعدهم الابتسامة التي ترتسم على وجوه الفقراء .. عندما تمسح على رؤوسهم .. الايادي البيضاء التي لا ترتجي ثوابا الا من الله ! . لذا تجده سباقا بتكريم الايتام والفقراء , لا يجد حرجا في زيارتهم وتفقدهم بنفسه ..والعمل على سد احتياجاتهم , وزرع الامل في نفوسهم . ومن يشاهد سماحته بينهم .. يكاد لا يصدق بانه ذاك الرجل الذي يشد وسطه يوم المعارك ,ويتوسط مقاتليه يشحذ هممهم , ويخطب بهم ويحمسهم على بذل الارواح من اجل عزة وكرامة عراقنا الحبيب . فتراه كالاسد .. ثابت الجاش , لا يرف له جفن , كاجداده احفاد الرسول ص .. عند الخطوب . وقد كان له الفضل بجمع كلمة الفرقاء تحت خيمة واحدة , والعمل على رص الصفوف لتفويت الفرصة على الاعداء الذين يتحينون الفرص للانقضاض على العراق وشعبه . وكان لسماحته .. مكانة كبيرة في قلوب الشعوب والزعماء قاطبة , وكانت امريكا تحسب لسماحته الف حساب , وتعرف جيدا تاثيره المباشر على تحريك العملية السياسية وتوجيهها الوجهة التي يريد , وتعلم.. ان سماحته ابن الحوزة العلمية وابن قائدها .. وكلمة واحدة من سماحته تكفي لقلب الطاولة على الرؤوس . وكانت الاحزاب والكتل ..على ما يرام , استطاع احتوائهم .بحكمته وسياسته المرنه , وبراعته في كسب القلوب وتقريب وجهات النظر , وتمتين روح الاخوة , والابتعاد عن التناحر والتقاطع . واستطاع سماحته ان ينقي الاجواء العربية وخاصة الدول المجاورة .. ويجعل منها علاقات طبيعية .. من خلال زياراته المستمرة , والعمل على تليين المواقف المتشنجة , وفتح افاق التعاون المشترك على جميع الاصعدة .وتفكيك الملفات وحلحلت كل ما من شانه ان يقف حائلا دون ترطيب الاجواء العربية , واستمرار ديمومتها .. هذا هو سماحة السيد .. رحمه الله . واليوم في خضم التجاذبات الحزبية , والاختلافات المذهبية , والتباينات الاساسية بين الكتل , واختلاف نوايا الفرقاء , والشعور بالخيبة والخذلان , نستذكر السيد الجليل [ عزيز العراق قدس ] الذي كان يظلل الكل بامنه وسلامه , ويستريح الكل في خيمته العراقية التي يجد فيها, السني والشيعي والكردي والمسيحي والصابئي واليزيدي .كل ما يتمنى الابن من والد مؤمن , يشرق بوجه صبوح وابتسامة تغنيه عن عما يريد . وفي غيابه كأن لسان حالنا ينادي [ رحم الله عزيزنا عزيز العراق .. لو كان بيننا لما وصلنا الى ما نحن عليه الان ]ا
|