• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أور ليست عيلام ..ونوروز ليس عيدا فارسيا .
                          • الكاتب : حسين باجي الغزي .

أور ليست عيلام ..ونوروز ليس عيدا فارسيا

رسمت سحر الليالي في أور ومرأى زقورتها المهيبة أخاديد وخطوط في ذاكرتي حفرتها أزاميل الزمن وتجسدت ثنائيا توأما في روحي ومكانة أثيرة في قلبي ليس لأنني ولدت تحت أسوار قصر( شولكي ) أو رضعت من درة  (بو ابي/ شبعاد الجميلة) بل لآجل تاريخها الذي زين جوهرة التاج العراقي العريق ولاجل ناسها الطيبين المهووسون بحب آجرها ولبنتاها المغسولة بالعشق السرمدي والمعفرة بالأريج السومري المضوع بالمحبة والعرفان لأديم هذه البقعة الطاهرة ، والتي نفتدي كل غال ونفيس رخيصا على محراب كل حرف سومري خط على جدرانها ،ونريق دمائنا بخورا تحت قدميي تماثيلها.

ازاء هذه الوشائج العميقه والعلاقة القدسية  بين سومر وابنائها كان لزاما علينا ان لاتمر على البابنا  وعيوننا همسات  او لمزات تنسب الى تاريخها وارثها سوءا كانت عابرة او نافرة .

واذ لايخفى على كل ذو لب ان استذكارالعيد و الإحتفال به اليوم  يعبر عن احترامنا و اعتزازنا بتاريخنا و حضارتنا العريقة و إفتخاراً بمنجزات أسلافنا العظام الذين قدموا للبشرية الكثير من العلوم و الفنون ، كما هي فرصة لبث الوعي القومي و الوطني و تقوية الأواصر الإجتماعية بين ابناء هذه الأمة.

وقد ترتبط و تستند أعياد الامم  تلك على اساطيرها القديمة أو حوادث تاريخية مهمة ، كتولي أحد الملوك للعرش، او عمل قام به ، أو بداية لتقويم قديم ، او بناء مدينة ما او الاستقلال و التحرر من الظلم و غيرها.

فمثلاً تحتفل الأقوام الآرية من الكورد و الفرس و الأفغان بعيد نوروز، ويعتبرهذا العيد عند الشعب الكردي بداية السنة الجديدة 2710 وفق التقويم الكوردي و الموافق لـ 2010 ميلادية ، وتبدأ السنة في 21 أذار من كل عام، و يحتفلون به كيوم التحرر من الظلم و الإستبداد حسب اسطورة (كاوة الحداد) ، كما هي  بداية لربيع جديد ايضاً.

أما الفرس فيعتبرون نوروز رأس السنة الفارسية و التي تبدأ ايضاً في 21 آذارمن كل عام ، و يقال ان سبب الإحتفال به هو ان الملك الفارسي جمشيد سمى اول يوم من السنة بـ (نوروز) وقر ماء الحياة للناس  ووعدهم بحياة ابدية، كما يعتبره البعض منهم يوم بداية الخليقة. و السنة الفارسية 2569 تقابل السنة الميلادية 2010.

 

 

اما السومريون فكانوا يحتفلون بيوم أكيتو وهو الاسم الذي أُطلق على عيد الربيع في بلاد ما بين النهرين قديمًا.       

تعني الكلمة في اللغة السومرية  (Akiti-šekinku ) أي "حصاد الشعير"، و Akiti-šununum  أي "بذر الشعير". وهكذا، فإن اسم هذا العيد مشتقٌ من اللفظ المكافئ لكلمة "الشعير (Akiti) في اللغة السومرية، حيث كان يشار به في الأصل إلى عيدين يتم الاحتفال بهما في بداية كل نصف عام في التقويم السومري؛ والذين يمثلان موسميّ بذر الشعير في الخريف وحصاد الشعير في الربيع.

أما في الحضارة البابلية ، فقد اتخذ هذا اليوم عيدًا للاحتفال بالنصر الذي حققه الإله مردوخ(Marduk)على الإلهة تيامات(Tiamat).

 

لقد وحد الاحتفال بعيد (زكموك) ،بتسمية السومريون  اي عيد راس السنة  و,أكيتو ،، بالبابلية السامية  وتلفظ (حجتو )بالعربية

  وظل العراقيون جميعا يحتفلون بهذا العيد لاّلاف السنين .فقد اعتبر العراقيون الاول من نيسان بداية السنة الجديدة (نيسانو(

بالاكدية بمعنى الدليل والعلامة ومنها جاءت كلمة (نيشان ) بالعراقية الدارجة ومنهم ادخلت في العربية .ولا زال نظام السنة العراقية موجودا في علم ( الابراج )الذي اوجده العراقيون حيث برج (الحمل )اول الابرج في تهاية شهر اذار .

 

ان الشعوب الآرية ومنذ أقدم العصور كانت تقتبس من الحضارة العراقية من كتابة ولغة وفنون وعلوم وافكار دينية .

ومن جملة هذه العلوم التقويم العراقي وتقسيم السنة وبالذات (عيد رأس السنة) فاطلقوا عليه اسم (نيروز )اي اليوم الجديد .

لقد ظلت مدينة بابل حتى منتصف الألف الأول ق.م  تحافظ على عيد اكيتو و ظل الإله مردوخ المحور الرئيسي لهذا العيد.

و حافظ الرافدانيون على عيد اكيتو حتى عصور متأخرة، ويقال إن الإسكندر المقدوني قد شارك في إحتفالات اكيتو في مدينة بابل . ولكننا لا نعرف متى توقفت إحتفالات عيد اكيتو ؟

مما تبين فقد فات على الكثير ان يميز بين ما هو سومري وما هو فارسي . لذلك فإن أور ليست عيلام  ، ونوروز ليس عيدا فارسيا  خالصا ولا علاقة له بحضارتنا الرافدينة الأصيلة.

 

حسين باجي الغزي

ء/لجنة الدفاع عن اور

 

 

لجنة الدفاع عن اور

 

احمد الباقري

عبدالامير الحمداني

طارق حربي

امير دوشي

علي شبيب ورد

حسين باجي الغزي




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=4269
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 03 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18