• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كبة السراي بطعم ثقافي ! .
                          • الكاتب : نبيل محمد سمارة .

كبة السراي بطعم ثقافي !

 على الرغم من المصائب والاكتئاب النفسي الذي اصبح جاشما على صدورنا من جراء الخروقات الامنية والتفجيرات المتعاقبة , يبقى العراقيين مشهورين على مدى التاريخ بانه شعب كريم ويصرف كثيرا على عزائمه مهما تعدت الأسباب , وبعد سقوط صدام حسين ودخول الانتاكيت والديكورات التركية وغيرها من النماذج التي تجعل من ديكور المطاعم جميلة وفاتنة المظهر , سارع الكثير من أصحاب المطاعم بترميم مطاعمهم على الغرار الأوربي , ودفع الكثير عشرات الدفاتر من الدولارات كي يكون مطعمه زاهرا بديكورات لجذب الناس للمطعم ...
ولكن , ما زال مطعم \"كبة السراي\" ذات الركن الهادئ يكتض بالناس على الرغم من بساطته , وما زال المطعم نفس المكان وما زال رواده يأتون من كل انحاء بغداد ليتذوقوا نكهة هذه الكبة اللذيذة البغدادية , وخاصة في يوم الجمعة عند ذهاب الناس الى شارع المتنبي , هذا الشارع الثقافي الذي يملاء جانبيه عشرات الكتب النفيسة والنادرة , وعند وصولك في منتصف شارع المتنبي تحس أن أنفك بدء يلاعب بطنك برائحة اتية من مكان ما لتسير نحو هذه الرائحة اللذيذة الى أن ترى نفسك في مطعم السراي , والغريب في المطعم توجد على جدرانه صور بغداد القديمة وشخصياتها التي كانت محل افتخار الناس أمثال الرؤساء والملوك واصحاب المهن والحرف اليدوية، و أي شخص يدخل إلى المطعم ويرى هذه الصور يتذكر تاريخ بغداد القديمة ويتذكر كيف كنا نعيش بخير ونعمة، وتعد هذه الصور عنصر جذب للزبون وأغلب الزبائن يترك الكبة وينشغل بالتفرج على الصور، وبعضهم يحدق فيها إلى درجة البكاء.
أتذكر أول كبة أكلتها كانت عام 1987 عندما كنت بصحبة والدي للتبضع من شارع المتنبي العريق وبقت رائحتها معلقة في أنفي ....
من سوء حظي أن يوم عطلتي الأسبوعية يصادف \" الأحد\" هذا ما يمنعني الذهاب الى شارع المتنبي , ولكن قبل جمعتين قررت الذهاب الى هناك وسرعان ما حطت قدماي شارع المتنبي , وعلى الرغم من اكتضاض الناس بالمثقفين والرواد سارعت الى مطعم السراي , اندهشت كثيرا ! المطعم لم يتغير منه شيئا , نفس ديكوراته البغدادية على الرغم من مرور سنين طوال على غيابه , تذوقت ولكن الشيئ الوحيد الذي تغير هو طعم الكبة ؟ كانت أطيب بكثير منذ أن اكلتها قبل اكثر من خمسة وعشرون سنة , أحساس وشعور جميل وانت واقف تاكل من هذه الكبة وانت تنظر للصور القديمة وتقراء عن تاريخ بغداد وسترى الكثير من مثقفي العراق يقفون بجنبك وانت تاكل ... فعلا انها كبة بطعم ثقافي ............. هذه تكملة لمقالتي هذا مع حبي للجميع


كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : فوزي الاتروشي ، في 2014/02/13 .

تعابير جميلة وبنكهة ارجعتنا الى ذكريات شبابنا , أن مقالتك هذه تحمل بصمة الواعد , وعرفت ان تميز اشياء من الصعب ترتيبها , عشت وعاش والدك الاديب الكبير محمد سمارة



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=42692
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 02 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29