• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أن تربية الأولاد في حضن الأمهات خيراً من !!! الحلقة الثانية والأخيرة .
                          • الكاتب : سيد صباح بهباني .

أن تربية الأولاد في حضن الأمهات خيراً من !!! الحلقة الثانية والأخيرة

 
أن تربية الأولاد في حضن الأمهات خيراً من !!!
 
 
 
 
 
عطر بلقيس : فيتعلم كل إحساس نظيف وليتربى على كل شعور طاهر..
 
 
وبعضهم لو سألته منذ متى قبلت أولادك, أو ضممتهم بين أحضانك ؟ ربما لا يتذكر, وهذا من إمارات نزع الرحمة والرفق من قلبه . 
روى الإمام مسلم في صحيحه : ( أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان عنده رجل اسمه الأقرع بن حابس رضي الله عنه، وكان شديداً -يعني: مجبولاً على الشدة والقسوة، فرأى الأقرع بن حابس النبي عليه الصلاة والسلام يقبل الحسن و الحسين ، فقال: تقبلون أولادكم؟ والله إن لي عشرة من الأولاد ما قبلت أحداً منهم، فغضب النبي عليه الصلاة والسلام، وقال: وما أملك لك إن نزعت الرحمة من قلبك ؟!). 
وإذا سألت بعضهم كم مرة أخبرت ولدك وقلت له " أنا أحبك " ؟ ربما فغر فاه من الدهشة .
ولقد علمنا الحبيب محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن الرجل إذا أحب أخاً له في الله فليخبره بذلك .
فعَنْ عَنِ الْحَارِثِ ؛أَنَّ رَجُلاً كَانَ عِنْدَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وآله وسلم ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي أُحِبُّهُ فِي اللهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم : أَوَ مَا أَعْلَمْتَهُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : لاَ . قَالَ : فَاذْهَبْ إِلَيْهِ فَأَعْلِمْهُ . فَذَهَبَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : إِنِّي أُحِبُّكَ فِي اللهِ . قَالَ : أَحَبَّكَ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي لَهُ.أخرجه عَبْد بن حُمَيْد (444) . والنَّسَائِي ، في "عمل اليوم والليلة" 183 . 
فإذا كان هذا مع من لم تربطك به صلة دم أو رحم فما بالك بأولادك وفلذات أكبادك فهم أولي الناس بذلك . 
أنشد الرياشي :
 
من سره الدهر أن يرى الكبدا * * يمشي على الأرض فلير الولدا 
 
في دراسة تقول أن الفرد إلى أن يصل إلى عمر المراهقة يكون قد سمع مالا يقل عن ستة عشر ألف كلمة سيئة ولكنه لا يسمع إلاّ بضع مئات كلمة حسنة . 
 
ألا يحتاج أولادك منك إلى كلمة الحب , ونظرة الحب , ولقمة الحب ولمسة الحب , وضمة الحب , وقبلة الحب ,وبسمة الحب.فالآن اذهب إلى أولادك وخذهم بين أحضانك وامسح على رؤوسهم وداعبهم ، لا تتردد افعل ذلك ولسوف ترى الفرق .
 
والآن قل لولدك :
 
ولدي وأنت على الزمان * * * لي السراج النير 
لك من حناني ما يضيق* * * الوصف عنه ويقصر 
ولدي وهل شيء اعز * * * علي منك وأكثر 
يصفو الزمان إذ ابتسمت* * * بناظري ويثمر 
وإذا شكوت فكل ما * * * حولي جديب مقفر 
 
واعلم أخي الحبيب أن كل الأبناء الذين حصلوا على حب حقيقي من الأبوين يتمتعون بصفات:الثقة , والصحة النفسية , والقدرة على الإنجاز , والقدرة على تكوين علاقات , والإبداع والاستقلالية . 
 
الرسالة الثانية : اجعل أولادك يحترمونك :
إن أطفالنا نبتات طرية فإذا تركت دون ركائز مالت واعوجت، وما ينشأ عليه الطفل من صغره يصبح ملازماً وراسخاً معه في كبره وقد قال الشاعر ماذا تقول المهندسة عطر بهذا: 
 
وينشأ ناشئ الفتيان فينا *** على ما كان عوّده أبوه . 
 
ولكي يحترمك أولادك لابد أن تكون قدوة لهم في جميع تصرفات, فلا يصح أن تنهاهم عن الكذب وتكذب أمامهم و ولا أن تأمرهم بالعفة والشرف وأنت بمنأى عن ذلك .
يقول الشاعر تعلمي يا عطر:
 
يا أيها الرجـل المعــلم غيــــره *** هـــــــلا لنفسك كــان ذا التعــليم 
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى *** كي ما يصح به وأنت سقيم 
ابدأ بنفســك فانهها عن غيها *** فــإذا انتهت منــــه فأنت حكيـــم 
لا تنــه عن خـــلق وتــأتي مثله *** عــار عليك إذا فعـــلت عظــــــيم 
 
وإذا أحبك أولادك واحترموك فإنهم سوف يجدون في تلبية رغباتك وتنفيذ طلباتك , حتى لو كان ذلك يتصادم ورغباتهم وما يحبونه .
يروى أن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما كان قد تزوج عاتكة بنت عمرو بن نفيل وكانت من أجمل نساء قريش , وكان عبد الرحمن من أحسن الناس وجها وأبرهم بوالديه فلما دخل بها غلبت على عقله ، وأحبها حبا شديدا فثقل ذلك على أبيه فمر به أبو بكر يوما وهو في غرفة له فقال: يا بني إني أرى هذه قد أذهلت رأيك وغلبت على عقلك فطلقها قال لست أقدر على ذلك فقال أقسمت عليك إلا طلقتها فلم يقدر على مخالفة أبيه فطلقها فجزع عليها جزعا شديدا وامتنع من الطعام والشراب فقيل لأبي بكر أهلكت عبد الرحمن فمر به يوما وعبد الرحمن لا يراه وهو مضطجع في الشمس ويقول هذه الأبيات: 
 
فو الله لا أنساك ما ذر شارق . . . وما ناح قمري الحمام المطوق 
فلم أر مثلي طلق اليوم مثلها . . . ولا مثلها في غير شيء يطلق 
لها خلق عف ودين ومحتد . . . وخلق سوي في الحياء ومنطق 
 
فسمعه أبوه فرق له وقال له راجعها يا بني فراجعها وأقامت عنده حتى قتل عنها يوم الطائف مع رسول الله أصابه سهم فقتله فجزعت عليه جزعا شديدا وقالت ترثيه: 
 
فآليت لا تنفك نفسي حزينة . . . عليك ولا ينفك جلدي أغبرا 
فتى طول عمري ما أرى مثله فتى . . . أكر وأحمى في الهياج وأصبرا 
إذا شرعت فيه الأسنة خاضها . . . إلى القرن حتى يترك الرمح أحمرا 
 
أبو الفتح الأبشيهي: المستطرف في كل فن مستظرف ص 483
 
فانظر كيف سارع الولد في تلبية رغبة أبيه محبة واحتراماً وإجلالا له , على الرغم من مقاساته ومعاناته من تلبية هذه الرغبة.
 
الرسالة الثالثة : اجعل أولادك يهابونك : 
يجب مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال ، فمن الأطفال من ترهبه الإشارة، ومنهم من لا يردعه إلا الجهر الصريح , ومنهم من يحتاج إلى الضرب أحياناً.
ولكن بعض الآباء لا يعرفون من العقوبات إلا الضرب وفقط . بل انه لا يعترف إلا بالعقاب والقسر في تربية الأولاد , وهذا له عواقبه الوخيمة على حياتهم . ولقد أوضح ذلك ابن خلدون في مقدمته الرائعة " في الفصل الأربعون في أن الشدة على المتعلمين مضرة بهم" فقال : "وذلك أن إرهاف الحد في التعليم مضمر بالمتعلم، سيما في أصاغر الولد، لأنه من سوء الملكة. ومن كان مرباه بالعسف والقهر من المتعلمين أو المماليك أو الخدم، سطا به القهر وضيق على النفس في انبساطها، وذهب بنشاطها ودعاه إلى الكسل وحمل على الكذب والخبث، وهو التظاهر بغير ما في ضميره، خوفاً من انبساط الأيدي بالقهر عليه، وعلمه المكر والخديعة لذلك، وصارت له هذه عادة وخلقاً، وفسدت معاني الإنسانية التي له من حيث الاجتماع والتمدن، وهي الحمية والمدافعة عن نفسه أو منزله.وصار عيالاً على غيره في ذلك، بل وكسلت النفس عن اكتساب الفضائل والخلق الجميل، فانقبضت عن غايتها ومدى إنسانيتها، فارتكس وعاد في أسفل السافلين. وهكذا وقع لكل أمة حصلت في قبضة القهر ونال منها العسف، واعتبره في كل من يملك أمرة عليه. ولا تكون الملكة الكافلة له رفيقة به. وتجد ذلك فيهم استقراء. وانظره في اليهود وما حصل بذلك فيهم من خلق السوء حتى إنهم يوصفون في كل أفق وعصر بالخرج، ومعناه في الاصطلاح المشهور التخابث والكيد، وسببه ما قلناه. فينبغي للمعلم في متعلمه والوالد في ولده أن لا يستبدوا عليهم في التأديب. (مقدمة ابن خلدون 347 ). 
ولقد أوصى المربون بعدم اللجوء إلي العقاب البدني وحده إلا إذا فشلت أساليب الترغيب، فالشكر والثناء والاستحسان وتقديم الهدايا البسيطة وغيرها يدفع الأطفال إلى المزيد من النجاح، أما العقاب وحده فإنه يدفع إلى الخمول وضعف الأداء وتثبيط الهمة . 
إن نتائج الدراسات الإنسانية والسلوكية توصي بضرورة الاهتمام أولا بقضية الثواب والاستحسان وتركز علي الثواب لعدة أسباب منها الأثر الانفعالي السيئ الذي يصاحب العقاب، أما الإثابة والاستحسان ففيهما توجيه بناء لطبيعة السلوك المرغوب فيه، شريطة أن يكون الثواب علي فعل حقيقي يستحق الإثابة أو نتيجة ترك فعل غير مرغوب، أما الإثابة علي غير سبب حقيقي فإنها تفقد الثواب قيمته وأثره التربوي . 
 
ولقد حدد العلماء خطوات للعقوبة التربوية منها : 
أ ـ تجاهل خطأ الطفل في البداية: يتم في هذه المرحلة تجاهل خطأ الطفل مع حسن الإشارة والتلميح دون المواجهة والتصريح، وذلك حتى يعطى الفرصة لمراجعة سلوكه ويصحح خطأه، وحتى لا نلفت نظره بشدة إلى الخطأ، فربما استمر عليه عناداً وإصراراً . 
ب ـ عتاب الطفل سراً: وهذه مرحلة تالية؛ فبعد السقطة الأولى التي نكتفي فيها بالتلميح تأتي مرحلة التوبيخ والتصريح سراً، على ألا نكثر من ذلك حتى لا تسقط هيبة المربي في نفس الطفل.. ومن توجيهات علماء التربية في هذا الباب (لا تكثروا القول عليهم بالعتاب في كل حين، فإنه يهون عليهم سماع الملامة وركوب القبائح ويسقط وقع الكلام في قلبهم. 
ت ـ عتاب الطفل ولومه جهراً: فإذا استمر على خطأه رغم تحذيره ومعاتبته سراً فينبغي معاتبته أمام إخوانه أو رفاقه ولا ينبغي أن يشتمل لومه وتقريعه على شتم أو سب أو تحقير لذاته. 
والهدف من معاتبته على ملأ هو استغلال خوف الطفل على مكانته بين أقرانه في الرجوع عن الخطأ وتعديل السلوك . 
ث ـ الضرب: وهو يأتي في نهاية المطاف بالنسبة لأساليب العقوبة المختلفة، وقد أقره الشرع بضوابطه وحدد له الفقهاء وعلماء السلوك في الإسلام حدودا لا يتجاوزها المربي، وأحاطوها بشروط بالغة حتى لا تخرج العقوبة عن مغزاها التربوي، ومن هذه الشروط : 
1 ـ أن يكون الضرب على ذنب حقيقي، فلا يصح أن يضرب الطالب على شبهة أو ظن . 
فمن تهاون في ترك الصلاة ونصح وحذر, لكنه ظل سادراً في غيه فلا بد أن ينبه بشدة . 
عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْروٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم:مُرُوا أَبْنَاءَكُمْ بِالصَّلاَةِ لِسَبْعِ سِنِينَ ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرِ سِنِينَ ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ ، وَإِذَا أَنْكَحَ أَحَدُكُمْ عَبْدَهُ , أَوْ أَجِيرَهُ , فَلا يَنْظُرَنَّ إِلَى شَيْءٍ مِنْ عَوْرَتِهِ ، فَإِنَّ مَا أَسْفَلَ مِنْ سُرَّتِهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ , مِنْ عَوْرَتِهِ" .أخرجه أحمد 2/180(6689 ). 
2 ـ لا يكون الضرب شديداً مبرحاً فيخرج من دائرة العقوبة الموجهة إلى الانتقام والتشفي . 
3 ـ لا يزيد الضرب على ثلاث ضربات. قال محمد بن أبي زيد في كتابه الذي ألفه في حكم المعلمين ( 1 / 116 ) والمتعلمين : ( ( لا ينبغي لمؤدب الصبيان أن يزيد في ضربهم إذا احتاجوا إليه على ثلاثة أسواط شيئا ) ) ومن كلام عمر رضي الله عنه : ( ( من لم يؤدبه الشرع لا أدبه الله)).
4 ـ لا يكون الضرب على الوجه أو على الأماكن ذات الحساسية الشديدة في الجسم (مكان المقاتل) لما ورد في صحيح مسلم أن الرسول - صلي الله عليه وسلم- قال: (إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه ).
5 ـ أن يكون الضرب مفرقا لا مجموعا في محل واحد. 
6 ـ أن يكون ثابتا في المبدأ ومساواة بين الأولاد وعدلا بينهم، لأن العقوبة الظالمة لا تجلب الضرر. ولله در من قال : 
 
فقسا ليزدجروا ومن يك حازماً * * فليقسُ أحياناً على من لا يرحمُ 
 
فالطفل كما أنه يحب والديه ويحترمهما, فانه كذلك من الواجب عليه أن يهابهما, وهي هيبة تقدير وإجلال , وليست هيبة خوف وجبن ؛ لأن نتائج هيبة الاحترام والتقدير تتباين تماما عن هيبة الخوف. 
عن محمد بن عمر، قال: كان محمد بن عبد الرحمن بن أبي الزناد باراً بأمه، وكان أبوه، يقول: يا محمد. فلا يجيبه حتى يشب فيقوم على رأسه فيلبيه، فيأمره بحاجته، فلا يستفهمه هيبة له. 
 
ومن أحسن مذاهب التعليم، ما تقدم به الرشيد لمعلم ولده. قال خلف الأحمر: بعث إلي الرشيد في تأديب ولده محمد الأمين فقال: " يا أحمر إن أمير المؤمنين قد دفع إليك مهجة نفسه وثمرة قلبه، فصير يدك عليه مبسوطة وطاعته لك واجبة، فكن له بحيث وضعك أمير المؤمنين. أقرئه القرآن وعلمه الأخبار وروه الأشعار وعلمه السنن، وبصره بمواقع الكلام وبدئه وامنعه من الضحك إلا في أوقاته، وخذه بتعظيم مشايخ بني هاشم، إذا دخلوا عليه، ورفع مجالس القواد، إذا حضروا مجلسه. ولا تمرن بك ساعة إلا وأنت مغتنم فائدة تفيده إياها من غير أن تحزنه، فتميت ذهنه. ولا تمعن في مسامحته، فيستحلي الفراغ ويألفه. وقومه ما استطعت بالقرب والملاينة، فإن أباهما فعليك بالشدة والغلظة. انتهى " .ابن خلدون : المقدمة 1/348 ، البيهقي : المحاسن والمساويء 244 ، المسعودي : مروج لذهب ص 4 . 
وقال عبد الله بن عمر : (( أدب ابنك فإنك مسئول عنه ، ماذا أدبته وماذا علمته ؟ وهو مسئول عن برك وطواعيته لك)).
فهل نهتم بتربية أبناءنا ونجعلهم يحبوننا ويحترموننا ويهابوننا قبل أن يفلت الزمام من أيدينا ؟. 
روى أبو داود في سننه، عن ابن مسعود، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يعلمهم أن يقولوا في التشهد: "اللهم، ألف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبُل السلام، ونجنا من الظلمات إلى النور، وجنّبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا، وأزواجنا، وذرياتنا، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، واجعلنا شاكرين لنعمتك، مثنين بها قابليها، وأتممها علينا ". ويقول صلى الله عليه وعلى آله وسلم في سلوك المؤمن نحو جاره ، ونحو نفسه : (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره)) رواه البخاري ومسلم . وكان الإمام علي عليه السلام يوصي أبنه الحسن عليهم السلام بحق الجار قال : سمعت من جدك رسول عليه الصلاة والسلام ويوصني بالجار :" مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه ". 
 
والمؤمن الحقيقي يعتبر العالم كله حاضرا عند الله تعالى ، وإن كل الأعمال تتم في حضوره ، وينبغي لهذا الحضور الإلهي أن يكون رادعاً كافياً للخجل والكف عن المعاصي والذنوب والعمل الصالح هي لب الأعمال كما قال الإمام علي عليه السلام :
فَمَا طَمَعِي في صَالِحٍ قَدْ عَمِلْتُه * ولكنني في رحمة الله أطمع
فإِنْ يكُ غفرانٌ فذاك بِرَحْمَة ٍ * وإن لم يكن أجزى بما كنت أصنع
مَلِيكي وَمَوْلاَيا وَرَبِّي وَحَافِظِي * وإني له عبدُ أقرُّ وأخضعُ .
 
فالوصايا السابقة هي منهج الآداب السامية التي يؤدب الله عباده ذلك؛ لأن في امتثالها فلاحهم دنيا وآخرة هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنهم يرون آثارها التربوية في توجيه وتهذيب سلوكهم، وتعمل على زيادة الألفة و المحبة بينهم كما يؤدي هذا إلى تماسك مجتمعهم وبعد ما عرفنا ما هي ثمن هذه الوصايا وما هي قيم هذا الإنسان الذي فضله الله سبحانه على جميع مخلوقاته ، وبهذه القيم الروحية وجبت علينا المحبة والتفاني والتوادد والتآخي إذن يداً بيد للتعاون والتآخي للعمل والبناء وزرع الأرض التي هي من السنة الواجبة المستحبة لقول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " الأرض لمن أحياها" لأهمية الزراعة في الإسلام الساعة الواحدة والنصف صباحاً اللهم جازني مقابل عملي الأمر بالمعروف والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.
المحب المربي 22032011
السيد صباح بهبهاني
behbahani@t-online.de



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=4294
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 03 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3