• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : وقفات مع دجال البصره ( 2 ) .
                          • الكاتب : ابواحمد الكعبي .

وقفات مع دجال البصره ( 2 )

 من تهريجات اتباع دجال البصره اعتمادهم على الروايات الضعيفه وبعض الروايات التي فيها من الأضطراب الشيئ الكثير
إنّ روايات الملاحم والفتن بحر لا قرار له وفيها من الاضطراب والتباين ما لا حصر له.
فيما يختص باليماني فإننا نلحظ ذلك التباين والاضطراب في الروايات التي تتحدث عنه وهذا امر طبيعي إذ هو الشخصية الأهم في حركة التمهيد المهدوية فكان الحفاظ على حياته يتطلب التمويه والتعتيم على التفاصيل المتعلقة بهويته واسمه وخططه وتحركاته وذلك لحفظه من كيد السلطات الجائرة.
ولكنّ صفات خصم اليماني وهو السفياني أكثر وضوحا وجلاءا, فإذا عرفنا صفات الخصم وهو (السفياني) عرفنا أنّ من سيقود حركةً ضده سيكون هو اليماني الذي تحدثت عنه الروايات.
فإذاً هناك سبيلان لمعرفة اليماني عليه السلام:
السبيل الأول: معرفة صفات خصمه السفياني فمن سيقف بوجه السفياني سيكون هو اليماني الذي تحدثت عنه الروايات
هذا ليس سبيلا استنبطناه من رؤوسنا ولكنّ له نظيرا في التاريخ أشار اليه القرآن الكريم
إنّ اليهود وهم من أهل الكتاب كانت كتبهم تخبرهم بنبي يأتي فيهزم " الكفار المشركين" ويستأصل شأفتهم فكانت هذه واحدة من العلامات البارزة عندهم و كانت كتبهم تذكر أنّ من سيطهر الارض من المشركين هو النبي المخلّص الموعود.
إذاً هم يعرفون جيدا "عقيدة" الخصم الذي سيخرج ذلك المخلص ليتصدى له وبالفعل كان صلى الله عليه وآله وسلم قد بدأ بمواجهة المشركين في مكة بينما آمن المشركون في المدينة فانقلب اليهود على أعقابهم.
لم يكونوا بحاجة للمناطقية إطلاقا بل كان يكفيهم ما عرفوه من عقيدة خصوم ذلك النبي الموعود, وبالمثل سنجد فيما سيأتي رواية تطلب من السائل عدم المبالاة باسم السفياني والتركيز على حركته السياسية لمعرفته وتشخيصه جيدا.
قال تعالى : (وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ ) سورة البقرة, 89
الآن ننطلق للتعرف على السفياني..
أولا: يكون خروج اليماني مزامنا لخروج السفياني وليس قبله. الخروج هنا المقصود به الحضور والبروز على الساحة.
عن الإمام الباقر صلوات الله وسلامه عليه قال: «خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة وفي شهر واحد وفي يوم واحد ونظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا فيكون البأس من كل وجه...» (بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج52، ص232).
فهذا الدجال الحالي الذي يزعم أنه هو اليماني فليخبرنا أين هو السفياني خصمه اللدود الذي يكون ظهوره على الساحة مزامنا لظهور اليماني؟

ثانيا: حكومة السفياني ستشمل سوريا والأردن وفلسطين.
عن عبد الله بن أبي منصور البجلي قال: سألت أبا عبد الله صلوات الله وسلامه عليه عن اسم السفياني فقال: «وما تصنع باسمه، إذا ملك كور الشام الخمس دمشق، وحمص، وفلسطين، و الأردن، وقنسرين فتوقعوا عند ذلك الفرج، قلت: يملك تسعة أشهر؟ قال: لا ولكن يملك ثمانية أشهر لا يزيد يوما»
(راجع كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق:ص651 -652).
لاحظ هنا عدم اكتراث الإمام عليه السلام بالإخبار عن اسمه لأنه قد يحاول في فترة ما التكتم على نسبه ولكنّ الامام أرشد السائل الى التركيز على الحركة السياسية للسفياني. فأين هو هذا الذي تقع تحت سلطته سوريا والأردن وفلسطين؟

ثالثا: إنه رجل لا يتزيا بعباءة الدين بل كفره بواح واضح يجاهر به وليس كهؤلاء الرؤساء الذين يبدون الحد الأدنى على الأقل من ملامح التسمي بالاسلام
الإمام الباقر عليه السلام قال: (إنك لو رأيت السفياني لرأيت أخبث الناس . أشقر أحمر أزرق ، لم يعبد الله قط ، لم ير مكة ولا المدينة . يقول يا رب ثاري والنار)(البحار:52/354)

رابعا: انه سفياني النسب..
عن الإمام الصادق عليه السلام قال: ( إنا وآل أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله . قلنا صدق الله وقالوا كذب الله . قاتل أبو سفيان رسول الله صلى الله عليه وآله وقاتل معاوية بن أبي سفيان علياً بن أبي طالب عليه السلام وقاتل يزيد بن معاوية الحسين بن علي عليه السلام والسفياني يقاتل القائم عليه السلام ) ( البحار:52/90 )

خامسا: انه رجل مجاهر بنصبه للشيعة وعدائه لهم ويسعى الى تصفيتهم ..
عن الإمام الباقر عليه السلام: «أن الفاسق لو قد خرج لمكثتم شهرا أو شهرين بعد خروجه لم يكن عليكم بأس حتى يقتل خلقا كثيرا دونكم. فقال له بعض أصحابه: فكيف نصنع بالعيال إذا كان ذلك؟ قال: يتغيب الرجل منكم عنه، فإن حنقه وشرهه فإنما هي على شيعتنا وأما النساء فليس عليهن بأس إن شاء الله تعالى. قيل: فإلى أين يخرج الرجال ويهربون منه؟ فقال: من أراد منهم أن يخرج، يخرج إلى المدينة أو إلى مكة أو إلى بعض البلدان، ثم قال: ما تصنعون بالمدينة، وإنما يقصد جيش الفاسق إليها، ولكن عليكم بمكة فإنها مجمعكم، وإنما فتنته حمل امرأة: تسعة أشهر، ولا يجوزها إن شاء الله»
(كتاب الغيبة لمحمد بن إبراهيم النعماني: ص311 – 312).
يستفاد من الراوية أنّ السفياني لعنه الله سينشغل عن الشيعة لمدة شهرين بسفك الدماء في مناطق أخرى وستكون تلك مدة كفيلة بكشفه ومعرفة حقيقة أمره فيدرك الشيعة أنه هو السفياني الذي تحدثت عنه الروايات فتكون لديهم فرجة زمنية كافية للخروج من الكوفة أو المدن والمناطق التي سيتوجه للاستيلاء عليها والفرار منه والخلاص بذلك من القتل.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=42979
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 02 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28