• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المناهج الدراسية لاتفي بالغرض المطلوب .
                          • الكاتب : صادق غانم الاسدي .

المناهج الدراسية لاتفي بالغرض المطلوب

عرف عن المؤسسة التعليمة انها اكثر المؤسسات التماساً مع حياة المواطنين ولايكاد بيتا يخلوا في المجتمع العراقي من فرد يتعلم او يعلم ,هذه المؤسسة الكبيرة والواسعة تسنتد في قوتها وديمومة نجاحها وتفوقها على مقومات استراتيجية يخطط لها لفترة زمنية وبتغيير مستمر حسب معطيات التطور العلمي من اكتشافات ونتائج تعمم من نظريات حققت اغراضها نتيجة البحث في هذا المجال , ولاتبقى في حلقة لاتنفذ منها كون المناهج التعليمية تنساق لحجم التحديات والتنافس العلمي واتساع الحضارة وارتقاء الفكر الانساني والاحتكاك العالمي بين مختلف الشعوب , اركان التعليم تستند الى مقومات اولها وابرزها الكتاب وهو المنهج وطريق ايصال المادة ويعني الاسلوب والمعلم والطالب والمساحة المكانية, وربما النقطة الاخيرة اصبحت اليوم تشكل عاملا اساسيا في عملية التأثير على عقول الطلبة وحب العلم  بواسطتها , فمثلا ان المكان اذا لم يكن ملائما لقيام اجواء دراسيا سليمة سينشغل فكر الطالب ويهرب ذهنه ولايتحقق النجاح والتفوق ,ولذلك عمدت الدول الاوربية على جعل المدارس في أماكن خالية من الصخب والضوضاء وبعيدا عن التأثيرات النفسية ,وهيأت للصف الواحد 20 الى 25 طالب كحد اعلى ,وهذا مايحصل اليوم في سويسرا والسويد وباقي الدول حسب الدراسات التي نطلع عليها عبر وسائل الاعلام , كما يشكل المنهج الدراسي العمود الاساسي في تنمية روح المهارات والنهوض بحالات الابداع لدى المتلقين ووضعهم على الطرق المختصرة من اجل تحديد مستقبلهم, كما تنميٌ المناهج الدراسية أذهان الطلبة وصولا لتحقيق مستقبلهم العلمي والفكري , ان ثمارالحقيقة التعليمية التي يحصل عليها الطالب هي من العمليات الفكرية الناتجة من الدراسة والتحليل اذا تطابقت روح المنهج مع الظروف والوقائع الخاضعة لتقيم سنوي ورؤى متغيرة حسب طبيعة الثقافات التي هي عبارة عن مجموعة من الاراء والافكار التي تتحلى فيها الشعوب وتتعامل معها بعقلية التطور والحياة المدنية , ولاتعتمد دراسة الطالب لمنهج ثابت لعقد من الزمن وبطبعات تخلوا من الخرائط والنتائج  وكأن المادة لم تخضع الى عوامل الاحتكاك ومراعاة الوعي والتغير بجميع اركان العلوم  , فهذا سيجعل من فكر الطالب ان لا يواكب الحركة السريعة من التطور سوى التفكر باللجوء الى المؤسسات العسكرية بل معظم المناهج التي لاتخضع لمفهوم الحوار والتغير المستمر ستجعل من الخريجين ان يسيروا ببوصلة ثابتة الى المهن العسكرية تأثرا بمنهجية الدراسة المغلقة , أن الابتعاد عن البحث والتفكير ومسايرة المنهجية العلمية ومارافقها من تغيرات على المستوى العلمي والادبي وحصر دائرة التفكير بمنهاج مخصص لدراسة احوال البلد وازماته الاقليمية واغلاق دائرة المعرفة على احوال الشعوب سيصيب ذهن الطلبة بالعقم ولم نثمر برجال مستقبل  كالمفكرين والباحثين ,وهذا بحد ذاته يعتمد على ايجاد دراسات اكاديمية لمعرفة اتجاه البلد من خلال وضع مناهج تتناسب مع التقدم ولتشمل كافة الاختصاصات ,( يقول احدالمفكرين اليابانيين معظم دول العالم تعيش على ثروات تحت اقدامها وتنضب بمرور الزمن أما نحن في اليابان فنعيش على ثروة فوق أرجلنا تزداد وتعطي بقدر ماناخذ منها) , مع العلم أن التطور الذي يشهده اليابان اعتمد على التعليم كمنهج في بناء عقلية الشعب ولهذا وضع كتاب اسمه الاخلاق يدرس لمدة 7ـ 8سنوات ,مناهجنا الدراسية اليوم لم تشهد تطور في المفهوم الاكاديمي بل شهدت تطورا من ناحية الطباعة والحجم واضافة رسوم جديدة ملونة مع العلم ان هذا لايتناسب مع حجم الملايين  من الدولارات التي صرفت في مطابع عمان ناهيك عن الاخطاء المطبعية  كما حصل في طبع بعض المواد في  نفس العام مرتين للمراحل المتوسطة , قد تكون الدراسة والمناهج في العراق اكثر صعوبة من دراسة المناهج في سوريا ومصر حسب ما صرح لي الكثير من اولياء امور الطلبة العائدين من تلك البلدان , لسبب بسيط ان الدراسة في العراق تمارس بطريقة بدائية لم تتغير منذ الثلاثينيات من القرن الماضي ولحد الان التي تعتمد على طريقة الالقاء والاستجواب الطريقة التي اكل عليها الدهر وشرب , ولازالت بعض المناهج الدراسية مقسمة الى اجزاء  بكتب مما يؤدي الى التوسع وتراكم معلومات وتشتيت الحفظ وعدم التركيز والخوض على الاهم وتحديد الاختصاص وباستطاعة المختصين في هذا الحقل  أختزال الاجزاء بمادة واحدة بدلا من ثلاث مواد ويكون تأثيرها من الناحية الفكرية والعملية اكثر نفعا وتطورا على مدارك وعقول الطلبة ,ولايختلف الامر للدراسات الاولية في الجامعات والمعاهد العراقية ويعاني اكثر اساتذتها من ضعف المعلومة ورداءة الخط  لدى معظم الطلبة الدارسين ويفتقرون ايضا الى الحوار العلمي والتفكير والبحث  لانشغالهم بمغريات الحياة العصرية والابتعاد عن زيارة المكتبات في الجامعة والتي اصبحت خالية من روادها , واذا  كلفُ الطلب بكتابة تقارير فهنالك مكاتب خاصة في مناطق بغداد يستطيع الطالب الحصول على ادق واجود التقارير المطبوعة الكترونيا ولايحتاج للعناء والجهد كما في السابق , ولا استثني  طلبة الدراسات العليا الذين يتطلب منهم العناء والبحث والتفكر والمكوث في المكتبات العامة لساعات طويلة او ربما يتطلب  السفر للحصول على المعلومة وتدوينها ونقلها من مصادر متنوعة  كما كان يحدث في السابق ,التفكر والتأمل عاملان مهمان في العملية التربوية ويستطيع الباحث من خلالها تحقيق المجد والوصول الى اهدافه باقصر الطرق واقل التكاليف ,وقد نوه القرأن الكريم على التفكر  حينما قال (يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتِ الحكمة فقد اوتى خيرا كثيرا ومايذكرٌالا اولوا الالباب).

sadikganim@jmali.com




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=43066
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 02 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29