البرلمان العراقي أسم كبير في معانيه العامة وكذلك في طبيعته التشريعية يعتبر الراعي والمحافظ على حقوق الامة كل الامة دون استثناء وله اليد الطولى والعليا اذا اراد ذلك وهذا الامر لن يحصل ما لم يعمل البرلمان نفسه على صناعة هذه الشخصية التي ذات قيمة اعتبارية في الوسط الدستوري وفي نفوس الشعب العراقي .
ما نراه في برلماننا الهمام عكس ذلك تماما حيث يعمل جاهدا على أن تكون الخلافات والمنازعات وعمليات التسقيط السياسي والتصفيات هي الاساس في عمله حتى في تشريع القوانين والتصويت عليها تدخل تلك المفردات والمزايدات بين اعضاءه لتصل الى ذروتها في صناعة من نوع اخر وهي الازمات الشديدة وما نمر به اليوم هو ذات الامر الواقع الذي نعيشه في الوقت الحالي خصوصا انشغال الحكومة العراقية في مقاتلة قوى الارهاب العالمي التي تكالبت على العراق من كل حدب وصوب فوجدنا ان الطعن في الظهر أصبح من المستحبات التي تقوم بها بعض الكتل السياسية او بعض السياسيين الذين لا يعرفون السباحة الا في تلك المياه الضحلة وهم يريدون النيل من الحكومة فيعمدون الى الاقلال من الجهد العسكري وتضليل الرأي العام وتصويره على أنه المالكي يحاول من تلك الحملة العسكرية كسب الانتخابات والحال ان الارهابيين يؤسسون لدولة في غرب العراق بمساعدة دول خارجية بالمال والسلاح حتى جعلوا من مدينة الرمادي رهينة عسكرية بيدهم نتيجة تلك الاصوات السياسية .
فذلك رئيس القائمة العراقية اياد علاوي يقول ان الحكومة تقاتل اهل الانبار وليس داعش او الارهابيين من القاعدة وغيرهم .
وذلك رئيس كتلة الاحرار المستقيل عنها بهاء الاعرجي يقول أن اربع محافظات عراقية خارج سيطرة الحكومة وان الحملة العسكرية في الانبار تستنفذ كل واردات الاحتياطي للدولة العراقية علما ان الاحتياطي النقدي هو 90 مليار دولار فهل في عشرة ايام نستنفذ الاحتياطي كما يقول يعني في اليوم الواحد ما يقارب عشرة مليار !!! هل تصدقون ذلك ؟؟ أنا اعجب كثيرا .
وذلك رئيس قائمة متحدون يقول ان الحرب في الانبار ضد اهلها وليس هناك ما يدعو الى تلك الحملات العسكرية والحال ان الانبار عبارة عن امارة اسلامية بيد بعض جرذان العرب فهل يقبل ان يحكم أهالي الانبار امثال هؤلاء ؟ أنا لا أعتقد ان شرفاء الانبار يقبلوا بذلك وقد شمروا سواعدهم حتى لا يحكمهم امثال هؤلاء الرعاع ويفرضون عليهم احكام الجاهلية الرعناء ، هذه هي حسابات العشائر الاصيلة ليست كحساباتكم ايها السياسيون.
انا اقول اتركوا الامر للجيش العراقي فهو القادر والعارف بتلك الامور ولا تكونوا نواب لصناعة الازمات بل كونوا نوابا يسهرون على رعاية الشعب. |