بدأنا نسمع هذه الايام ان الحكومة المركزية في بغداد تحاصر اقليم كردستان وهذا الحصار ليس بالمعنى العسكري وانما بالتعبير المجازي على الحصار من قبيل الحصار الاقتصادي وهو ما كان يفترض بهم ان يطلقوا تسميته على أنه حصار اقتصادي كما كان العراق يعيشه من حصار اممي اقتصادي طال لقمة العيش لأبناء العراق وذلك بسبب السياسات الحمقاء التي مارسها صدام وزبانيته خلال فترة حكمهم ما جعلهم ان يقدموا العراق لقمة سائغة لوضع مأساوي .

القضية اليوم تختلف تماما ايها الاخوة المتصدين لحكم كردستان العراق فالقضية هي قضية الشعب العراقي كله الذي يتوقف مصير اقتصاده على الموازنة العامة للبلد والتي ما زالت متأخرة بسبب معارضتكم انتم كتحالف كردستاني فأقسمتم ان لا تمرروا تلك الموازنة ما لم يتم تنفيذ ارادتكم وان كانت على حساب الدولة العراقية والمنجز الوطني والاموال العامة الاتحادية للبلد ، انتم من رفض تصدير النفط عن طريق الشركة الوطنية العراقية كي تكون اموال النفط الاتحادية بيد الدولة العراقية وهذا الامر خارج نطاق السيادة وهو ذات الفعل الذي يتم ممارسته من قبلكم كحكومة اقليم في باقي الموارد الاتحادية الاخرى ومع كل ذلك تريدون ميزانية الاقليم البالغة 17% وكل ما يتم تصديره من نفط لديكم وباقي الواردات ودون ان تقر الميزانية المعطلة بسببكم ، فمن اين يمكن ان تدفع الدولة العراقية وهي غير متمكنة من الميزانية التي ما زالت حبر على ورق .

ولذلك ان مشكلة عدم توزيع الرواتب على الموظفين في الاقليم يعود الى تلك الممارسات التي تخطها حكومة كردستان وتنتهجها للمواجهة مع المركز فلا بد ان يتضح لأبناء الاقليم ان الممارسات التي تسلكها الجهات الحاكمة في الاقليم سوف تأخذ بهم الى مجهول لأنهم في الاساس لم يحصلوا من الموازنات المهولة والواردات سوى الفتات منها ولابد لشعب الاقليم ان يقف بحسم وقوة صلبة امام هذا الوضع المأساوي الذي يمرون به نتيجة تلك السياسات التي لا تخدم سوى الاحزاب المتنفذة في الاقليم .