• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : بوق قناة البغدادية يتوعد بإسقاط الحكومة .
                          • الكاتب : صادق غانم الاسدي .

بوق قناة البغدادية يتوعد بإسقاط الحكومة

 من محاسن أسقاط النظام الدكتاتوري في العراق هو ظهور ما لم يتوقعه الشعب من فسحة واسعة للحرية لاتوجد لها مثيل في الدول الأقليمية المحيطة بنا ,في الوقت الذي لم تستغل تلك المساحة في تضميد جراحات الماضي وترميم احوال الوطن على كافة المستويات سيما الجانب الاعلامي من التوعية والارتقاء بمستوى العقول التي ظلت عقود من الزمن تنقصها ممارسة دورها والتعبير عن رأيها وأكتساب المعرفة والاطلاع على ثقافات الشعوب التي سبقتنا بهذا المضمار , نحن كنا نعول أن تسود البلد حالة من الرقي والتمدن خصوصا عندما رفعت الرقابة عن اللسان وسمح لكل فرد من التعبير بكل مايدور في ذهنه بشرط أن لايجرح مشاعر الناس والنيل من مقدساتهم واحترام الثوابت الوطنية والقيم العليا التي نادى بها الاسلام , لا أنكر ان هنالك نقلة نوعية وسريعة شهدها العراق خصوصا في المجال الاعلامي والكم الهائل من الصحف والمطبوعات والبوسترات واتساع حجم التبادل الثقافي ترافقه القنوات الفضائية من التي تقف على الحياد وأخرى تتبناها الحكومة للتعبير عن سياستها ,وفي الجانب الاخر قناة تنخر في جدار الدولة من اجل اسقاطها واعادة النظم الدكتاتورية والماضي المميت وظهر ذلك جليا من خلال تبنيها للبرامج واللقاءات والحورات وحث مشاهديها على التمرد وعدم الانصياع للقرارات والانخراط بالعملية السياسية , وما يقدمه بوق البغدادية  أنور الحمداني ذلك الرجل الذي لم يفارق اللباس الزيتوني الزي الدموي للنظام المقبور حتى في لقاءاته مع المواطنين ,اليوم يطل علينا في الساعة التاسعة من قناة البغدادية المملوكه لأحد الرجال عون الخشلوك والذي ظهر فجأة على الساحة الاعلامية وهو يمتلك قناة وفللا وأرصدة في البنوك الخليجية مع العلم  أن تمويل  تلك القناة من جهات دينية قطرية وأماراتية فقط ,ما يقوم به انور الحمداني جاء حسب توجهات اسياده الذين منحو له احدى الشقق الفاخرة المؤمنه والراقية جدا بمدينة الشيخ زايد المصرية وفريق من الحماية  خوفا عليه من الاستهداف ,تدرب هذا الفلسلطيني الاصل على يد اقربائه فيصل القاسم الطائفي المقيت مقدم برنامج الاتجاه المعاكس من قناة الجزيرة ووزير الاعلام السابق محمد سعيد الصحاف صاحب كلمة (العلوج) وكان يذهب كل أسبوع الى الاردن للقاء رغدة صدام حسين والذي  اتهمته احدى الصحف الاردنية بان له علاقة مع رغدة لكثرة ما يتردد عليها ,ولايخلوا الامر ان بعض الفاسدين والمحسوبين على الحركات الدينية في العراق يقدمون له العون والتشجيع للنيل من الحكومة بشتى انوا ع الطرق , هذا البرنامج يستقبل فيه كل يوم مسؤول بصفة وزير او عضو مجلس نواب يتم استجوابه بطريقة استفزازية وكأن الحوار متفق عليه , مما يخرج الضيف في برنامجه كل ما في حقيبته من فساد وأجرام ويتهم الحكومة بالتقصير المتعمد , ويظهر المستندات التي تدين الوزير او الجهىة الاخرى بالاهمال , وعلى هذه الشاكلة ولمدة عام خرج الكثير من المسؤولين كل واحد يسقط الاخر ويدعي انه الحريص على الممتلكات الوطنية , ولم اسمع يوما واحداً ومن خلال متابعتي للبرنامج أن انور الحمداني سلط الضوء ولو بإشارة عابرة عن تجربة صحيحة او انجاز صغير او مجرد التنويه عن عمل ايجابي قامت به الحكومة كل مايهمه هو كيف يستطيع ان يسقٌط المسؤول امام اعين الشعب والبحث عن التلكؤ,حتى ظهر اكثر من عشرات المسؤولين عن ملف الخدمات والفساد يشكون له عجز الحكومة في متابعة القضايا الخدمية ومحاربة الفاسدين, مع العلم انهم جزاء مهما من المسؤولية واصحاب قرارا في اصلاح الخلل فحيث ما وجد الفساد والتلكؤ فهم يتحملون ذلك بالدرجة الاولى وكان من الاجدر بالمسؤول ان يكون سدا منيعا من البداية لمنع فعاليات الفساد والسرقة قبل ان تحدث لا حينما تحدث ثم يقوم بنشر غسيله على حبال الاخرين فهو منافق وغير مؤهل للمسؤولية وخان الامانة وهو اول من سرق اموال الشعب  فالجميع الذين ظهروا  يشكون من سوء عمل الحكومة هم مشتركون في خراب العراق , البرنامج ايضا  لايخلوا من العبث بعواطف ومشاعر الناس من خلال التناغم على احاسيسهم بتقديم لقطات دينية وأناشيد حسينيه كي يتصور المشاهدين ان انور الحمداني يعتبر ذلك مثلا ويقتدي به , الشعب العراقي لاينسى ان الحمداني وهو من حارب الطقوس الدينية ولايعترف بسيرة اهل البيت عليهم السلام وهو من الذين تصدوا للسائرين في درب الامام الحسين عليه السلام , وتصرفاته تظهر ذلك من خلال الاسئلة الاستفزازية التي وجها للشيخ احمد الكبيسي في احد اللقاءات بعد أن كان هذا الشيخ محترما وابتعد عن لغة الطائفية لكن حينما قال (الكبيسي) ( لايوجد داعش في الانبار وانما الموضوع مثل السعلوة عندما كانوا اهلنا يرونها لنا ثم القاعدة صناعة ايرانية امريكية اسرائيلية ثم محافظ الانبار وغيره من المتعاونين مع القوات الامنية ) مما أيد انور ذلك الكلام  ولم يكن هذا الجواب مرضيا للكثير وابتعد الشيخ عن حياده وظهر ما يحمل في طياته من حقد , اتمنى من الذين يتابعون البرنامج ان يمعنوا في مايقوله هذا البوق بدقة سيجدوا من بداية اللقاء الى اخره لايثني على الخيرين في بلدنا ولم يشير على واحدة من المحاسن ’نعم بالتأكيد ان هنالك فساد وهنالك ضياع للمال العام وايضا تقصير متعمد , ولانبخس الجانب الاخر من يعمل جاهدا ولاغبار عليه  ويضحي بالغالي وتوفير الرفاهية وتذليل الصعاب وهنالك من يصدح على منابر الجمعة في تشخيص الخلل ومحاربته ويحث الناس على وحدة الصف لتفويت الفرص على المغرضين في ايقاع الاذى على شعبنا .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=43383
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 03 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3