• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الجميلة والمليحة ونسوا ما لله..... .
                          • الكاتب : سيد صباح بهباني .

الجميلة والمليحة ونسوا ما لله.....

 بسم الله الرحمن الرحيم
(هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاء لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)آل عمران /6.
(وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ) التحريم /12.
( يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ )الأعراف
( ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ) الأحزاب
( ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ ) الأحزاب
الإيمان والأخلاق وللأسف أين سارت الرياح مالوا!!
عندما نجلس مع الأخوة الشباب، ونسألهم عن المواصفات المثالية في الزوجة، يذكرون - حقيقة أو مجاملة- عنصر الإيمان.. إذا كان الجو إيمانيا، عادةً يذكرون أن تكون متدينة.. ولكن عندما تجلس معهم جلوساً مفتوحاً، فإن أحدهم يفتح قلبه لكَ ويصرح بأنه يريد امرأة جميلة!.. والحال بأن الجمال ما هو؟..
وأقول عشق الجسد فأني........
أولاً الجمال من صفات الوجه عموماً.. صحيح، الجمال البشري مجموعة عناصر: طولاً، وعرضاً، ونحافة؛ وحتى شكل الأصابع، ولون الشعر، وطول الشعر...؛ كل هذه الأمور مواصفات تؤثر في تقييم الجمال البشري، ولكن مظهر الجمال متركز في الوجه.. ومن المعلوم أن الوجه عبارة عن ظاهر وباطن.. وباطن الوجه هو كما نراه في المتاحف الطبية في غرف المشرحة، أو في بعض الهياكل التي مرت عليها فترة، وتآكل فيها الجلد، وإذا بك لا ترى إلا مجموعة من العروق والأعصاب والكتل اللحمية والعضلات المتناثرة!.. إن رب العالمين بيد قدرته - هو المصور : (هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاء لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) ـ،رسم هذا الجمال على جلد سمكه سمك ورقي، بل إن سمك الجلد أقل من سمك الورقة.. فالورقة سمكها يُرى بالعين المجردة، بينما سمك الجلد سمك يُرى تحت المجاهر.

والمثقفة والطبيبة والمهندسة عمواً يعرفون هذه الظاهرة....

فإذن، إن الإنسان يرى جمالاً مرسوماً على ما هو أقل سمكاً من الورقة، وهذا الجمال ليس جمالاً ثابتاً.. فلو أنه -لا قدر الله عز وجل لمؤمن ولا لمؤمنة- يصاب بحريق الدنيا قبل الآخرة، ترى تشوهات لا تطاق!.. إن هذا الجمال الذي ربما أسر القلوب، وأغوى الآلاف إن لم يكن الملايين في بعض الحالات - كهذه الوجوه التي يتعارف رؤيتها في الإعلام.. قد تكون امرأة تأسر قلوب الملايين بجمالها-، ولكن الله عز وجل إذا شاء -لا أقول في عشية وضحاها- في ثوان يزيل هذا الجمال بشكل سريع جداً، وتتحول من أجمل الوجوه إلى أبشع الوجوه.. فالقضية ليست بذلك الدوام، وذلك العمق الذي تستحق أن يجعل الإنسان أسيراً!..

إذن أنتبهن يا ذوات المكياج والتجميل ..وصبغة الله وما أحلها أنا في 54 من العمر ولحد الآن وأن شعر رأسي أسود صبغة الله وما أحلاها.....

والذي نقوله بالنسبة إلى انتخاب المرأة كي تكون شريكة، هو انتخاب المليحة.. ينبغي أن نلتفت أنه بين الرجال والنساء هنالك جاذبية، كجاذبية حجر المغناطيس.. إن حجر المغناطيس عندما تراه ملقىً على وجه الأرض، لا ترى فرقاً بينه وبين باقي الأحجار والمعادن، ولكن قرب إليه برادة حديد، فإذا بآلاف القطع تتجه إليها.. كذلك فإن رب العالمين جعل الخاصية المغناطيسية في أرواح البعض، وحتى في وجوه البعض.. نحن نرى في بعض المؤمنين ممن جعل الله عز وجل شيئاً من الاسمرار في وجوههم، جاذبية وجمالاً خفياً، لا تراه في بيض الوجوه - مثلاً- من المنحرفين والكفار وأهل الكتاب.. فإذن، إن الجاذبية في الأنثى قضية لا تقاس بالمساحيق .. كما ذكرت "وصبغة الله " وهذه التناسقات الظاهرية، فمن الممكن أن يُرزق الإنسان المؤمن امرأة مؤمنة، وفيها هذه الجاذبية الخفية.

وما الفائدة في جمال يكون وبالاً على الإنسان في دنياه وآخرته!.. كبعض النساء اللواتي يبالغن في الاهتمام بالظاهر، لإيقاع الشباب في فخوخهن، كهذا الذي نراه في الشوارع - هذه الأيام -  من مظاهر الإثارة.. إن المرأة المتزينة للأجنبي كأنها تقول بلسان الحال : أيها الرجال انظروا إلي!.. كأنها تستجدي نظرات الرجال!.. وكأنها فقيرة مستجدية إلى رجل ينظر إليها!.. ولهذا تفرح فرحاً بليغاً عندما ترى رجلاً مفتتَناً بجمالها.. وقد لاحظنا أيضاً أنه عندما يذهب بعض الأخوة إلى دول  الغرب والعياذ بالله أن دولنا تتنافس وللأسف..، وتمد المرأة يدها للمصافحة، والمؤمن يستنكف؛ فإنها تعيش حالة من التوتر، لأن هذا الرجل المؤمن أعرض عن جمالها وعن مصافحتها!..

إن المرأة التي لها إنسانية، وحتى لو لم يكن لها دين، ولها شخصية، ولها كرامة؛ تراها تستنكف عن هذا الاستجداء، بأن تمشي في الشوارع وهي تقول بلسان الحال: أيها الناس أنا بحاجة إلى رجل!.. لا بحاجة إلى زوج، وإنما بحاجة إلى رجل.. فلو كانت تقول - ولو بلسان المقال - : أنا بحاجة إلى زوج؛ لما عوتبت في ذلك، بل هذا فخر لها، بأن تطلب من يحصن دينها.. ولكن الكلام إذا كانت بلسان الحال تستجدي الرجال، وتطلب أنظارهم وعطفهم، بل شهوتهم.. إن بعض النساء - مع الأسف - تعلم بأن الطرف المقابل كتلة من الشهوة، وليس فيه لا وفاء ولا إنسانية، ولا رغبة في حياة شرعية، ولكن مع ذلك تقبل!.. وقد لاحظنا أن بعض البنات تفتتح حياتها الزوجية - بمعنى حياة المعاشرة- برجل أجنبي بعلاقة محرمة، وهي تعلم أن هذا العفاف الذي صانته طوال عمرها، قد جعلته بين يدي رجل لا يعرف إلا الشهوة، ولا يعرف إلا العلاقة البهيمية المنحطة!.. يا للأسف....

إن المؤمنة عليها إذا كانت تود رغبة الرجال فيها بشكل شرعي، أن تطلب من الله عز وجل هذه المودة؛ وليعود للقرآن الكريم ويرى ما حل بالصديق يوسف ,والعذارء مريم عليهما السلام فإن رب العالمين هو الذي يجعل الود في قلوب المؤمنين.. فلتطلب من الله عز وجل هذه الجاذبية، ولكن بشرط أن يكون أثر هذه الجاذبية لفرد معين، لزوج صالح، لا لكل من هب ودب.إذن كرامة المرأة وعزتها في الإسلام ويؤد هذا قوله تعالى : (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ)... قال تعالى : ( يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ )الأعراف... وللحجاب فوائد وحصن ويقوي من إيمان المرآة والفوائد التي نحصل عليها من جراء الحجاب وهي كالآتي أدناه ...

فالحجاب حراسة شرعية لحفظ الأعراض و دفع أسباب الريبة و الفتنة و الفساد ـ

طهارة القلوب ـ

الحجاب داعية إلى طهارة القلوب للمؤمنين و المؤمنات و عمارتها بالتقوى و تعظيم الحرمات و صدق الباري تعالى : ( ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ) الأحزاب

مكارم الأخلاق ـ

الحجاب داعية إلى توقير مكارم الأخلاق من العفة والاحتشام و الحياء و الغيرة و حجب المساوئ من التلوث بالشائنات كالتبذل و التهتك و السفالة و الفساد.

علامة على العفيفات ـ

الحجاب علامة شرعية على الحرا ئر العفيفات في عفتهن و شرفهن و بعدهن عن دنس الريبة و الشك ... قال تعالى : ( ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ ) الأحزاب

و صلاح الظاهر دليل على صلاح الباطن و إن العفاف تاج المرأة ، و ما رفرفت العفة على داراً إلا أكسبتها الهناء

قطع الأطماع و الخواطر الشيطانية ــ

الحجاب وقاية اجتماعية من الأذى و أمراض قلوب الرجال و النساء فيقطع الأطماع الفاجرة و الأعين الخائنة ، و يدفع أذى الرجل في عرضه و أذى المرأة في عرضها و محارمها بالوقاية من رمي المحصنات بالفواحش و إبعاد مقالة السوء و دنس الريبة و الشك و غيرها من الخطرات الشيطانية..

حفظ الحياء ــ

و هو مأخوذ من الحياة ... فلا حياة بدونه و هو خُلق يودعه الباري تعالى في النفوس و هو من خصائص الإنسان و إيصال الفطرة و خلق الإسلام ، و الحياء شعبة من شعب الإيمان ، فهذا هو مفعول الحياء بالتحلي بالفضائل ... و بسياج رادع يصد النفس و يزجرها عن تطورها في الرذائل و ما الحجاب إلا وسيلة فعالة لحفظ الحياء ، و خلع الحجاب هو خلع للحياء ..

الحجاب يمنع نفوذ التبرج و السفور و الاختلاط

الحجاب حصانة ضد الزنا و الإباحية ــ

الحجاب للمرأة ساتر و هذا من التقوى ... قال تعالى : ( يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ) سورة الأعراف

ــ حفظ الغيرة

فالحجاب باعث عظيم على تنمية الغيرة على المحارم من أن تنتهك أو ينال منها و باعثٍ على توارث هذا الخلق الرفيع في الأسر و الذراري ... غيرة النساء على عفتهن و أعراضهن و شرفهن و غيرة أوليائهن عليهن ... و غيرة المؤمنين على محارم المؤمنين من أن تنال الحرمات أو تخدش بما يجرح الكرامة و العفة و الطهارة و لو بنظرة أجنبي إليه...

وما علينا إلا أن نعود إلى ثقافتنا وتربيتنا العقائدية ، وللعلم أن اليوم يوجد زي الحشمة والتجمل وأن عصرنا اليوم عصر التطور وفيه كثرة العروض وشتى التصميم في فن الخياطة والله ولي التوفيق وهو أرحم بعباده وأرحم الراحمين,وفي نهاية المطاف الحجاب للمرأة ساتر و هذا من التقوى فلتتأس المؤمنة بمولاتنا فاطمة (ع) التي تقول: (خير للمرأة أن لا ترى الرجال، وأن لا يراها الرجال) زوجات الرسول عليهم رضوان الله وقبلهم العذراء مريم عليها السلام ....

ويداً بيد للتعاون لإعلاء منهجنا وعقيدتنا التي خلفها لنا السلف الصالح وأرجو من يقرأ الموضوع يهدي لوالدي ثواب سورة المباركة الفاتحة تسبقها الصلوات على محمد وآله والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.

المحب المربي

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=4339
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 03 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 5