قد يظن البعض ان دعوى المرجعية والاعلمية يمكن تكون اعلى مرتبة يطلبها البعض ممن يريد ان يبني له صرحا في سجل اهل العلم والعلماء وواقع الحال ان جميع اهل العلم لم يصلوا الى هاتين المرتبتين الا بالتواضع والخشوع بل البعض كان يتخوف ان يقدم على التقدم الى هذه المراتب والتصدي لها لانها حقيقة مراتب لا تنال الا بالتوفيقات الالهية والتسديدات الربانية وتراثنا ما شاء الله فيه الشواهد المتواترة عن اهل العلم الذين لم يكونو قاصرين عن التصدي للمرجعية بل هم من اهلها وتدور مدارهم وهم من اقطابها امثال السيد يوسف الحكيم والسيد الشهيد الاول كمثال على زماننا الحالي وكيف لا وهم اهل علم قد محصهم الله لرفعة دينه وعلو كلمة الحق على السنتهم فكانوا يرون مع ان لهم الجدارة والقدرة من التصدي لها ولهم الاستطاعة ان يخدمون المذهب من جهة اخرى وان انبراء من له العلم ومن هو الاقدر كافيا في القيام بالتكاليف ووقفوا في جانب تلك المرجعيات مساندين لها مؤازرين واما الان ونحن في زمن الاعاجيب وزمن المهاترات بين ادعياء العلم والمرجعية نرى الحال فيه ان كلا يدعي وصلا بليلى وانه الوريث وان له الاحقية وانه من تلاميذ الاعلم وهلم جرا حتى ضاعت بين ادعائاتهم روح العلم وقداسة العلماء ولم يكتفوا بذلك بل جعلوا انفسهم في مقامات تخول لهم ان يقفوا بوجه العلماء والذين هم شموس لايمكن ان تخفى وانوار لايمكن ان تخفت فنصبوا العداء لها وحاولوا بشتى الطرق باتباع الحيل والمكائد ليوهنوا المرجعية ويشوهوا قدسيتها فنرى من هولاء الشرذمة والذين ظهروا في زمن واحد ونقطة واحدة وهدف واحد امورا تحاول كما قلنا ان تسلب القدسية للمرجعية ولمكانة العلماء وان هذه المكانة العالية المضامين والتي تعتبر نيابة عن الامام روحي له الفدا يتسنمها من يشاء فمن كان مولعا بالالات الموسيقية والطرب اصبح مرجعا .....ووكيل الامن السابق اصبح ايضا .......مرجعا ومن جاء في ضروف غامضة لايعلم عنه شيء تصدى للاعلمية وعلى كل حال فالثمرة التي اريد ان الخص فيها هذه الكلمات ان ما بعد المرجعية والاعلمية درجة اخرى وهي اشد واعظم مما يدعيه هولاء الا وهي درجة الغلو التي هي اساس بناء البذور السيئة في ما نشهده وسوف نشهده لاحقا والامس ليس ببعيد عنكم حتى قالوا من غلوهم بخامس السفراء والعصمة الصغرى والمقام الرباني والمعجزات فكلها قد طرقت اسماعنا وشاهدناها شهادة عين ونرى في قبالها النتائج التي عصفت بحال الحوزة من نيل وسب للعلماء وتسقيط وتشهير بالكذب والبهتان فالغلو هو المرحلة الاخيرة التي يطلبها هولاء ومتى شاهدناها سنرى الخطر الذي لايبلغه خطر اخر على المجتمع اجمع فقد ورد عنهم سلام الله عليهم : « إحذروا على شبابكم الغلاة لا يفسدونهم ، فإنّ الغلاة شرّ خلق الله ، يصغّرون عظمة الله ، ويدّعون الربوبية لعباد الله ، وإن الغلاة لشرّ من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا((كتاب الأمالي للشيخ أبي جعفر الطوسي : 650 ح12 )) ...واختم قولي بالحمد الواحد المنان على ان جعل لنا بصيرة في امورنا فارانا الحق حقا فاتبعناه والباطل باطلا فاجتنبناه ... والحمد لله رب العالمين |