ذكرنا سابقا أن الحياء ينقسم إلى أقسام ثلاثة حياء من الله , ومن الناس , ومن النفس , فالحياء بكل أقسامه يردع الإنسان من جميع مظاهر الانحراف والرذيلة ,سواء كانت سرية أو علنية , وان الكثير من الحالات والتصرفات الفردية أو الاجتماعية السيئة لا يرتكبها البعض حياءً من القانون والمجتمع , وربما يكون رادعا ضد الانحراف أمام الآخرين , وانكشافه وهتك الحرمات الثلاثة ( الإلهية والاجتماعية والنفسية ), هذا الحياء ينقسم كل جزء منه إلى مراتب وأجزاء منها في المرأة وهو الأغلب والحصة الكبرى , ومنها للرجل والذي يطلع على الروايات في هذا الباب يجد الكثير منها متعلقة بالمرأة , وان الحياء عشرة أجزاء تسعة منه للمرأة وواحدة للرجل .
المرأة تتمتع بمجموعة من المزايا وكذلك الرجل , وعندما تطرح المرأة أمام الرجل , والرجل أمام المرأة بأعتبار أنهما صنفان , فهناك مزايا وضعها الله تعالى لكلا الصنفين , وأكد على المرأة أكثر من الرجل مع وحدة الملاك بينهما لكن في المرأة هذه الميزة تزيدها جمالا وقربا من الله تعالى , وتنسجم مع الجبلة التي خلقت عليها , الآ وهي صفة الحياء .
من أجزاء الحياء الكامن في المرأة :
منها : الحيض
منها: الزواج
منها : التفرع : أي رمي الزوجة لحجابها أمام زوجها , وإظهار شعرها .
منها : الولادة
منها : الفجور
هذا ما شار إليه الإمام أبو عبد الله الصادق \" ع : ( الحياء عشرة أجزاء تسعة في النساء وواحد في الرجال ، فإذا حاضت الجارية ذهب جزء من حياها وإذا تزوجت ذهب جزء وإذا أفترعت ذهب جزء وإذا ولدت ذهب جزء وبقى لها خمسة أجزاء فان فجرت ذهب حياءها كله وان عفت بقى لها خمسة أجزاء ) (1).
وكما أن حياء المرأة تسعة أجزاء كانت شهوتها كذلك , ولولا الحياء وأجزائه عندها لتعلقت الكثير منهن في رجل واحد (2) .
فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: ( إن الله تبارك وتعالى جعل الشهوة عشرة أجزاء تسعة منها في النساء
وواحدا في الرجال، ولو لا ما جعل الله عز وجل فيهن من أجزاء الحياء على قدر أجزاء الشهوة لكان لكل رجل تسع نسوة متعلقات به (3) .
وقد وردت روايات في هذا الباب من مدح النساء التي تخلع لباس أو درع الحياء مع زوجها , وترتديه مع غيره من هذه الروايات ما ورد عنه عليه السلام : «خير نسائكم التي إذا دخلت مع زوجها خلعت درع الحياء» (4).
المصادر والهوامش :
1 - بحار الأنوار : ج100 , ص 244.
2- الخصال ج 2 ص 205.
3 - بحار الأنوار ج100, ص 244.
4 - المصدر السابق ص 239.
|