• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : (( داعش )) حلم البعث القديم .
                          • الكاتب : علي جابر الفتلاوي .

(( داعش )) حلم البعث القديم

أنطلق حزب البعث المقبور بالعمل السياسي من سوريا والعراق ، وامتد نشاطه الى لبنان ، وعلى مستوى أقل في بعض البلدان العربية ، تأسس حزب البعث بشعاره المعلن ( الوحدة والحرية والاشتراكية ) بناء على تعليمات وخارطة عمل من دوائر المخابرات الغربية ، التي تأتي الكثير من قراراتها بناء على رغبة اللوبي اليهودي العالمي ، وجاء تأسيس الحزب ردّا على أنتشار الفكر الديني الواعي الذي تبناه عدد من علماء الأمة ، وهذا هو أسلوب الفكر اليهودي العالمي ، والحركة الماسونية الدولية التي تعمل في الخفاء ، مقارعة الفكر الذي يرون فيه تهديدا لأفكارهم وطروحاتهم ووجودهم ، بفكر مضاد قد يكون مرتديا الزي الديني بالشكل الذي يخدمهم ، فوجدوا الفكر التكفيري خير من يخدمهم ويحقق أهدافهم ، وأكثر ما يخشاه اللوبي اليهودي هو الاسلام الواعي التنويري ، وليس الأسلام السلفي التكفيري ، بل اللوبي اليهودي قد تحالف من خلال وكلاء اللوبي في المنطقة مع الفكر السلفي التكفيري لمحاربة أسلام التنوير المقاوم للاستعمار والصهيونية .
جاء الفكر الأسلامي الواعي ردّا على الامتداد الاستعماري في البلدان العربية والأسلامية ، وجاء فكر حزب البعث ردّا على ولادة الوعي الأسلامي الجديد المقاوم للاستعمار والصهيونية التي تجاوزت واحتلت فلسطين وشردت شعبها ، وأعتدت على المقدسات الأسلامية ، بمساعدة دول الغرب الأستعمارية ، بالتعاون مع حلفائهم من الحكام العرب .
 أنتجت الدوائر الغربية واللوبي اليهودي أضافة الى حزب البعث الذي يدعي العلمانية ، تيارا دينيا سلفيا تكفيريا أنطلق من الديار المقدسة في نجد والحجازعلى يد محمد عبد الوهاب ، الذي تبنت فكره ومذهبه التكفيري عائلة آل سعود ، فسيطرت هذه العائلة على نجد والحجاز وأسست دولة المملكة العربية السعودية ، بدعم من الدول الغربية وأمريكا واللوبي اليهودي العالمي ، وكان للعائلة السعودية الوهابية الدور الكبير في معاونة اليهود الصهاينة لأحتلال فلسطين .
من بداية تأسيس السعودية الوهابية ، أصبح اللوبي اليهودي الدولي يمتلك مخلبين مسمومين غرزهما في جسد الأمة ، مخلب الفكر التكفيري المتلبس  بالدين ومخلب الفكر البعثي المتلبس بالعلمانية ، وهو بعيد عن التوجه العلماني لأن العلمانية كنظرية لحكم الدولة لا تعادي الأنسان ، في حين أن حزب البعث من خلال سلوكه الواقعي هو عدو الانسان ، ولا يختلف عن المنهج التكفيري في القتل وسفك الدماء ، وطبيعي أن يتفقا في هذا المحور لأن صانعهما واحد ، والهدف من صنعهما هو خلق الفتن وأشاعة الكراهية من خلال تبني منهج القتل لتحقيق الأهداف ، فالفكر البعثي والتكفيري وجهان لعملة واحدة ، وقد أثبت الواقع اليوم هذه الحقيقة من خلال عمل منظمة داعش في العراق والشام .
 تبنت السعودية الفكر الوهابي السلفي التكفيري ، ليكون هذا التيار الديني المتطرف أضافة الى تيار البعث المدعي بالعلمانية خصمين لدودين للفكر الاسلامي الواعي الذي يدعو الى مقاومة الاستعمار ، ومقاومة الصهاينة الذين أحتلوا فلسطين والمقدسات الأسلامية فيها ، ولا زال هذا الصراع مستمرا بين التيار الأسلامي المقاوم ، والتيار التكفيري الذي تقوده السعودية ، والمولودة غير الشرعية ( قطر ) التي بدأت السعودية تتضايق منها ، لأن السعودية تشعر أن قطر أخذت تنافسها في قيادة الفكر السلفي التكفيري ، خاصة بعد أن أحتضنت قطر الشيخ القرضاوي الذي أخذ يضخ الفتاوي بناء على رغبة قطر وليس السعودية ، كذلك خلقت قطر منظمات أرهابية تكفيرية تقدم لها الدعم بعيدا عن المشورة السعودية ، وبما أن السعودية تتحسس من أي توجه يريد أن يسلب دورها ومركزها القيادي للفكر التكفيري ، لهذا نراها تتحسس من أي نشاط أو حركة دينية تعمل بعيدا عن دائرة توجهاتها وتعليماتها لهذا السبب تضايقت السعودية من قطر ، وتضايقت أيضا من حزب الأخوان المسلمين عندما استلم السلطة في مصر ، لأن الحزب أخذ يتصرف بعيدا عن توجيهات المخابرات السعودية ، وستتضايق من أي نشاط أسلامي في المستقبل يعمل بعيدا عن توجيهاتها .
بعد حل حزب البعث في العراق التجأت بعض فلول البعث الى التيارات الدينية التكفيرية لأن مرجعية التكفير والبعث واحدة ، وهما مخلبان مسمومان ينهشان بجسد الأمة ، فظهرت القيادات البعثية الصدامية من رجال المخابرات وبعض الضباط السابقين في الجيش العراقي السابق في ميدان الصراع ، وهم يقودون المنظمات الأرهابية من داعش أو غيرها في سوريا والعراق ، وقد تناقلت وكلات الانباء أسماء عدد من هؤلاء الضباط الذين يقودون العمليات الأرهابية ، وآخر اسم سمعنا به  من ضباط صدام ( ابراهيم الجنابي ) قائد (داعش) في جرف الصخر في محافظة بابل ، وقد ألقت القوات الأمنية القبض عليه ، وهو ضابط في الجيش العراقي السابق برتبة عميد ، كذلك أعلن عن عدد من أسماء ضباط آخرين يعملون في صفوف المنظمات الأرهابية التكفيرية في سوريا والعراق ،  وجود هؤلاء في صفوف التنظميات الأرهابية دليل على أن حزب البعث والفكر التكفيري وأن أختلفا في الشكل لكن عملهما وهدفهما واحد ، وهو أستهداف الشعوب خدمة لأمريكا والصهيونة ، فهما مخلبان يختلفان في الشكل ويتحدان في الحركة بأتجاه واحد .
أما الضباط الآخرون من الجيش العراقي السابق ممن ينتمون الى العراق وليس الى صدام المقبور أو حزبه ، فأنهم اليوم يقودون الصراع ضد داعش وأخواتها دفاعا عن وطنهم العراق وشعبهم الذي ينتمون أليه ، فألف تحية لهؤلاء الأبطال، وألف رحمة الى الذين أستشهدوا ، ومنهم الشهيد البطل محمد الكروي . 
( داعش ) مختصر ( الدولة الاسلامية في العراق والشام ) ، هذه المنظمة التكفيرية تسعى لتأسيس الدولة الأسلامية في العراق وسوريا ، بدعم من الدولة الاسلامية التكفيرية في نجد والحجاز ، وفرختها ( قطر ) التي بدأت تنافس أمها غير الشرعية (السعودية) ، أصل الصراع بين الفرخة والأم صراع نفوذ ، قطر تريد سرقة دور السعودية في قيادة المنظمات الأرهابية ، والسعودية ترفض ، أنه تسابق من أجل فعل الشر ، ( أدعو ربي أن ينتقم من الأم وفرختها ) لأنهما السبب في سفك دماء المسلمين اليوم باسم الجهاد التكفيري الدموي .
 حلم ( داعش ) لتأسيس دولتها في ( الشام والعراق ) ، هو حلم حزب البعث القديم لتأسيس دولته الموحدة في سوريا والعراق ، أذ أسسوا قيادة الحزب القومية لأدارة الدولة البعثية في الشام والعراق ، هذا الحلم البعثي القديم ظهر الى الساحة من جديد ، وهذه المرة باسم ( داعش ) التي تقاتل باسم الدين زورا ، أذ أعلنت الجهاد في هاتين الدولتين ، لكن الجهاد ضد من ؟
جهادهم ضد المسلمين الذين لا يوافقونهم على التكفير ، ومن يخالفهم ولا يوافق على  فكرهم المتخلف فهو كافر أو مرتد يجب قتله ، أما جرحاهم فينقلونهم الى أسرائيل لمداواتهم وعلاجهم ، بل تطورت العلاقة الى تبادل المعلومات بين الصهاينة والمسلحين من داعش وغيرهم ، هذا هو فكرهم وهذا دينهم سلم مع الصهاينة وحرب على المسلمين الآخرين ، وهذا هو دين السعودية وقطر الداعمتين لهذه المنظمات الأرهابية .
( داعش ) اليوم هي حلم البعث القديم ، لذا نرى فلول الصداميين في المنطقة الغربية يتحركون اليوم باسم ( داعش ) ، لأنهم وجدوا أنسجاما في الأهداف بين( داعش) والبعث ، كما أن من أنتج البعث أمس ، هو من أنتج دعش اليوم ، لقد أثبت الواقع أن الكثير من قيادات داعش في العراق وسوريا ، هم مجموعات من رجال صدام المقبور ، ممن كانوا يعملون في الجيش أو المخابرات والأمن السابق ، وانخرطوا اليوم في ( دعش ) للأنتقام من الشعب العراقي الذي ألقى بهم في مزبلة التأريخ .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=43864
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 03 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20