• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : حي على الفلاح ... من يسمعها ويعيها ؟ .
                          • الكاتب : خالد حسن التميمي .

حي على الفلاح ... من يسمعها ويعيها ؟

لم تزل (حي على الفلاح ) جملة تصدح بها كل المآذن من شمال الوطن لجنوبه مساجداً وحسينيات دون أن يتمكن أي شخص أو جهة أو حزب من وقفها أو التقليل من صداها وهي تتكرر في اليوم الواحد بعدد الصلوات ، لابل يرددها المصلون من الطفل الى العجوز نساءاً  رجالاً عاملا أو عاطلاً سائلاً او مسؤولاً وتحف ملائكة الله بهذه الجموع وتهلل وتكبر وتقول طوبى لكم من قوم مثابر .
لكن هل عمل المتصدين للمسؤولية بهذه الدعوة الإلهية المباركة فقاموا الى الفلاح والنجاح في كسب الأجر حقاً ؟
والله لو إن عُشر القائمين بالفعل والقاعدين على كراسي الحكم سعوا للفلاح لما وصل حال البلاد والعباد الى ما هو فيه ولما هرب المواطن من وطنه ولاذ ببلاد لايعرف فيها مخلوقا ولايتكلم بلسانها او يتزيّ بزيها او يأكل مأكلها أو يعرف تقاليدها وأعرافها ولما عانى الذل والهوان للحصول على جنسية غير جنسيته وأدى ماعلى مواطنيها من إلتزامات وواجبات وسار على قوانينها التي لايعرف عنها شئ قبل وصوله لها .
متى يسعى الى الفلاح حقاً من يقبل على وظيفة نافذة أو يتطوع لواجب نيابي وهو يعرف إن في صلب الواجب الإنابة عن أشخاص في البرلمان ؟ ومتى يسعى للفلاح وكسب الآخرة مقاولو المناصب والإقصائيون وممتهنو السحت الحرام وسرقة قوت الشعب بالقانون الذي سنّوه لأنفسهم حصراً في وقت يتلوى المواطن جوعاً وهو ينتظر راتبه التقاعدي او ذل مكرمة الإعانة المالية من الرعاية الإجتماعية ووزارة العمل ؟ ومتى يقتل المقتدون بعلي ( عليه السلام ) الفقر وهم القادرون على محوه من البلاد بقرار واحد ؟ ومتى يلوذ المظلوم بحمى القانون فيقتص له من ظالمه دون أن يقلق من تحيزه ؟ ومتى يلفظ لسان المؤذن هذه الجملة وهو على يقين من إنه يقولها لآذان تعيها وتعمل بها وليس لآذان تسمع ولا تفعل ولا تطبق ، ومتى يحصل العراقي ويفلح في أن ينعم بخدمات تحفظ له بعض مما فقده من خدمات وأساسيات حقيقية .
الا ياسادة المقامات العالية والمتصدين لمهام خدمة البشر في عراقنا من السياسيين القابعين في صوامع الإيمان السياسي العصي على المواطن ولوجها أو الوصول إليها نريد فلاحكم وفلاحنا فإن لم تتمكنوا من إتيان الفلاح للوطن تنحّوا جانباً ودعوا القادرين عليها يقومون بها .
سرق النعاس النوم من عيون الناس من القلق والفاقة ، وأنتم ياساسة الوطن في واد غير وادينا الجدب ، تقطفون من ثمار خيرات العراق من كل لون وطعم ورائحة ولا هم لكم الاّ الإقتتال على الكراسي اللعينة العفنة برائحة الموت والمؤامرات والإثم والخيانة الوطنية ، ينام الناس على الأرصفة ، والمنطقة الخضراء تكتسي بدخان الشواء وسكانها يرقصون على أنغام آلامنا جراء التفجيرات والقتل اليومي الممنهج والمرسوم بدقة في غرفة القدر وسجلات قبض الأرواح العراقية المتلاحقة وعلى إيقاع ألحان صرخاتنا المكبوتة المذبوحة على السيطرات والحواجز الأمنية اللا مجدية في اليوم ألف مرة .
يرحل الآذان الى السماء ويحمل معه الصلوات وقوائم بأصحابها الصادقين منهم ، ولاخوف من الله جل وعلا لدى المتمترسين خلف الحواجز الهاربين من الشعب ، يتمترس وهو يردد (حي على الفلاح) أي نفاق هذا وأي ضحك على الذات قبل الآخرين ؟ إن الله يعلم مافي السرائر والعلن ، الفلاح ليس كلمات نرددها بل هي ( الخدمة الجهادية ) الحقيقية للشعب وخدمة   للذات  أيضاً لأنها تعنى هيا الى فعل الكسب والحصاد ، وهيا الى النجاح والفوز والنصر ولكن هل يفلح السياسيون الذين فشلوا في وظائفهم وتكليفهم في كسب الرهان على اربع أخرى نتمناها خير وليست عجاف كالعشر التي مضت وأكلت لحمنا ودقّت عظامنا والوطن تتردد في اركانه ملايين المرات يومياً ( حي على الفلاح) ، بيننا وبين الحقيقة كلمة الشعب في نهاية نيسان فيلملم البعض أغراضه موليا ويعتمر البعض الآخر خوذة العمل وبدلة الإعمار .   




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=43883
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 03 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28