يتفق الجميع, على أن أهم أركان الدكتاتورية, تبنى على أسس أغلبها, قائمة على أشلاء ألابرياء, ولن يصل صاحب المنصب الرفيع إلى مكانه, ألا بعد أن يعوم في بحر من الدم, ويقدم القرابين من أبناء الشعب المظلوم, ممن يتعامل معهم كعبيد, أو وسائل لتحقيق الهدف المنشود, فهم أدوات بين يدي الدكتاتور ليس أكثر من ذلك.
الموت المجاني, وضحايا ألارهاب, يضاف اليها ضحايا الجوع والفقر ممن انهارت منازلهم على رؤوسهم, ولانعرف ماذا يمكن ان يصنف ضحايا الفقر؟ وتحت أي بندٍ يمكن أعتبارهم؟ وكيف يتم التعامل معهم؟ يضاف الى هذه ألاصناف آلانفة الذكر صنف آخر من الضحايا, هم ضحايا ألاستهتار والغطرسة, التي يتبعها بعض من يفهم صلاحيات ألامن والجيش بألخطأ, فهو يدرك أن من أصبح حماية, أو أنخرط في مؤسسة عسكرية, يتحول ببساطة إلى قاتل, بصلاحياتٍ مطلقة.
الصلاحيات الممنوحة لبعض, المؤسسات العسكرية, وألاجهزة ألامنية, أنما تعطى لهم لأجل حماية الناس, وليس لأجل قتلهم بدمٍ بارد, وأزهاق ألارواح, ممارسات تذكرنا بطغاة, أكل عليهم البين وشرب, ومن يتبع خطاهم سيكون مصيره كمصيرهم في مزابل التاريخ, مع الحثالة والحمقى.
وألاكثر حمقاً منهم من يستخدم الدم العراقي للدعاية ألانتخابية, بدعوى الحرص على حرمة الدم, الذي في الحقيقة لايوجد أرخص منه في هذه ألايام, ألاستاذ الجامعي محمد بديوي الشمري, التحق بالرفيق ألاعلى, لأنه دخل في مشادة كلامية مع حماية الرئيس الطالباني الذي بكل صراحة, وصل الشعب العراقي, لدرجة نسيانه فهو بمثابة الحاضر الغائب, ألا أن تصرف حمايته, أعاد أسمه الى الساحة, أن يقتل أستاذ في وضح النهار أمام الملأ هذا عار, في زمن يسمى بزمن الديمقراطية! ذلك المفهوم المشوه الذي تحول تدريجياً الى مسخ, بسبب تصرفات البعض, أما ألاكثر عاراً من ذلك أن البعض بدل من يتعامل من باب الحرص على المواطن العراقي, أخذ يتعامل مع الموضوع, كأنه فرصة على جاءت على طبقٍ من ذهب, قبيل ألانتخابات.
نسي البعض أن حرمة الدم العراقي, تهدر كل يوم, بسبب صفقات ألاسلحة الفاسدة, وبسبب التآمر الواضح من قبل البعض, على قتل الشعب العراقي, وقبلاً من ذلك كله, أن ممارسات البعض من البيشمركة, لم تختلف كثيراً عن تصرفات البعض من قوات سوات حين أقدموا على قتل المدرب محمد عباس, في وسط الملعب في نادي كربلاء, فمن سن السنة السيئة, وأهان الدم العراقي, لايمكن أن يدعي الحرص المبالغ فيه على دم ألاستاذ الشهيد المغدور, فمن لايحترم دم أبناء الشعب, لايمكنه أن يلوم من يستهتر بها من بعده, فهو أصبح مثلاً وقدوة للغير.
من جانب آخر, نتمنى أن تصل قضية ألاستاذ الجامعي, الذي ذهب ضحية لممارسات البعض من يفهم أن الصلاحيات تستخدم للقتل, الى القضاء على أرض الواقع, وليس مجرد دعاية أنتخابية, لا تعدو أكثر من زوبعة في فنجان, تستغل لصالح البعض, فحبر ألانتخابات, لن يكون أغلى من دم ألانسان, ولايمكن أن يختلط الحبر بالدم, فالدم أغلى من الحبر, ومن جميع مناصبكم اللعينة.
|