• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : زها حديد مخربة .
                          • الكاتب : هادي جلو مرعي .

زها حديد مخربة

 تعودنا السخرية كلما كانت هناك مباراة بكرة القدم بين العراق واليابان،
ونقول، من يعطل الحواسيب اليابانية؟ خاصة حين أخذ اليابانيون يتقنون فن
إدارة الكرة، وتطوير قدرات لاعبيهم الذين كانوا يخسرون بسهولة في
السبعينيات والثمانينيات، ثم بدأوا يتلاعبون بأعصابنا ويذيقوننا المهانة
ويفوزون علينا بالأربعة والخمسة، ومعنا العرب كذلك، ففرق الكرة العربية
إعتادت أن تنهار في مواجهة اليابانيين، وإذا ما خسرت اليابان، أو تعادلت
في مواجهة فريق عربي قلنا، لقد تعطلت الحواسيب بالفعل! وصارت عرضة
لفيروسات لاتصد ولاترد، فكأنها بعض حبيبات الرمال دخلت في تلك الأجهزة
وخربتها، ولم تعد صالحة، بإنتظار إعادة تبديل ماعطب منها، أو برميها مع
مخلفات أخرى، وتصنيع أخرى جديدة.
في العام 2012 نجحت العراقية زها حديد وهي مهندسة معمارية أبدعت في تصميم
مختلف الملاعب والصالات والقاعات والمبان المستخدمة في أغراض مختلفة،
نجحت في إقناع اللجنة الخاصة بتقييم التصاميم المقدمة من 46 مهندسا،
وبقيت من ضمن 11 مصمما نالوا، ثم غلبتهم جميعا وفازت بثقة اليابانيين،
ونقل موقع ألكتروني ينشر تصاميم إبداعية، إن ملعب اولمبياد لندن الذي
صممته زها حديد في العام 2012 كان عاملا مؤثرا في توجهات اللجنة المختصة
بعد الذهول الذي أصاب العالم كله من روعة التصميم وجاذبيته وسحره الذي
ذهب بالألباب ودفع الشركات العالمية ومؤسسات دولية الى الإسراع في طلب ود
المصممة العراقية ذائعة الصيت، وحدث أن كانت لزها تصاميم رائعة في أنحاء
مختلفة من الأرض.
العراقية زها حديد تعيش في الخارج، ولاتوجد من نوايا للعودة، بينما
لايبدو إنها نجحت في تقديم تصميم يرقى الى مستوى ماقدمته في السابق من
خلال مشاركتها في مسابقات عالمية كبرى حظيت فيها بثقة دول ومؤسسات، ويقال
إنها شاركت في مسابقة خاصة بتطوير الجامعة التكنولوجية في العاصمة بغداد
وغلبتها شابة مغمورة، ويقال ،إن الشابة فازت لأن والدها مسؤول رفيع جدا
في الدولة، مايعني أن سبب إحجام زها عن بلدها الى يعود الى بلدها، وليس
لها، فهي ليست السبب، بل بلدها ومن يدير شؤونه حيث لم ينجح أحد في
إستقطابها، وتوفير فرص ثقة أكبر لها لتقدم عطاءا ما يعيد العلاقة بين زها
والوطن.
نجحت زها حديد في تخريب الحاسبات اليابانية، وخربت طموحات كل الذين
نافسوها وشاكسوها، وصار التعطيل حقيقيا، وليس من باب السخرية كما
تعودناها في مباريات كرة القدم التي كنا نخسر فيها ونفوز. بينما المخربة
العراقية الشهيرة تجاوزت الحدود وربحت بقوة، وتركت أثرا لايمحى في العالم
كله.
نسمي زها مخربة للحواسيب اليابانية، وهو توصيف قاس لكنه ملائم، فنحن
أبناء بيئة جامحة متمردة ترفض إستخدام التعابير الهادئة، وتبحث عن
توصيفات تلائم ثقافتها المعتادة التي ترفض الإبتكار، وتصر على إستخدامات
تقليدية لايرغب بها أبناء الجيل الجديد لكنهم مضطرون لها.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=44227
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 03 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29