• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : أخبار وتقارير .
              • القسم الفرعي : أخبار وتقارير .
                    • الموضوع : حفل تكريم وتوديع سماحة الشيخ المعزي وتعريف سماحة الشيخ الشمالي .
                          • الكاتب : المركز الاسلامي في انكلترا .

حفل تكريم وتوديع سماحة الشيخ المعزي وتعريف سماحة الشيخ الشمالي


بحضور حاشد من ابناء الجالية الاسلامية عموماً ورواد المركز الاسلامي أقيمت مراسم تكريم وتوديع لسماحة الشيخ المعزي بمناسبة انتهاء فترة خدمته رئيساً للمركز الاسلامي في انجلترا وتعريف سماحة الشيخ محمد علي الشمالي رئيساً جديداً للمركز الاسلامي وقد القيت كلمات عدة باللغات الأربع أشاد المتحدثون بالخدمات الجليلة لسماحة الشيخ المعزي طيلة السنوات العشر التي قضاها رئيساً للمركز الاسلامي الى جانب كلمات الاستقبال والتقدير لقدوم سماحة الشيخ الشمالي داعين له بالتوفيق في مسؤوليته الجديدة ورئاسته للمركز الاسلامي حيث تحدث سماحة الشيخ الشمالي عن الخطوط العريضة لسياسته وبرنامجه القادم كما عرض فيلم وثائقي عن نشاطات المركز خلال عشر سنوات ماضية وكان لسماحة الشيخ المعزي كلمة باللغة الفارسية وأخرى بالعربية شكر من الحضور تفاعلهم ونشاطهم خلال هذه السنوات العشر حيث بادلوه بعواطف الاحترام والتقدير والثناء على جهوده المباركة وذكّر بالخطوط العريضة للأعمال التي قام بها والتي أشار اليها في كلمته باللغة العربية أيضاً، واليكم نص الكلمة العربية التي ألقاها سماحته:

بسم الله الرحمن الرحيم

والآن حديث الاشتياق والمحبة مع ابنائي واخواني واخواتي الناطقين باللغة العربية، وانتهز الفرصة لأبارككم يوم الربيع يوم النوروز، اللهم: (يا مقلب القلوب والابصار يا مدبر الليل والنهار، يا محول الحول والاحوال، حوّل حالنا إلى أحسن الحال).
نعم أبارك لكم السنة الشمسية الجديدة 1393 واستقبال الربيع الندي وخضرة الطبيعة التي أبدعتها يد الرحمان، وأسأله تعالى ان يجعلها عليكم وعلى الأمة الإسلامية والانسانية جمعاء خيراً وبركة ونماءً.
واسمحوا لي ان أذكر لكم باختصار السنوات التي قضيتها في خدمتكم:
اني أشكر الله سبحانه ان وفقني لخدمة الجالية في النمسا وبريطانيا على مدى أربعة عشر عاماً قضيتُ منها عشر سنوات بينكم عشت معكم أخاً محباً لكم وأباً انطلاقاً من وظيفتي الشرعية في خدمة الدين وإبلاغ الرسالة بأخوية ومحبة في طريق الله جل وعلا: (الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله وكفى بالله حسيباً)(الاحزاب: 39).
وكان عملي هكذا منذ ان دخلت الحوزة العلمية وأنا يافع صغير حيث كان شطر من دراستي الحوزوية في النجف الأشرف قبل اكثر من خمسين عاماً.
حين قدمتُ الى أوربا ممثلاً لسماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي (حفظه الله) قبل أربعة عشر عاماً والى هذا اليوم واجهت أربع مسؤوليات استراتيجية:
1-كيف نتعامل مع الجيل الأول من الجالية الاسلامية بمختلف اللغات وهم اولئك الذين قدموا الى المهاجر الغربية وعاشوا فيها فهم يحملون تراثاً وثقافة من بلدانهم الاصلية، وكان دورنا ان نحمي هذا الجيل ونوجد الانسجام الحياتي بين الماضي والحاضر لهذا الجيل الأول.
2-كيف نتعامل مع الجيل الثاني من الجالية الاسلامية وهم من وُلِدوا في المهجر وقد صار بعضهم كباراً وأنشأوا عوائل واولاداً، وكان دورنا ان نساعدهم على البناء والتربية وملء الفراغ الفكري والعقائدي. وقد تعاظمت علاقاتنا وروابطنا معكم ايها الاعزاء لانكم مؤمنون ومعتقدون بصحة هذا المنهج الذي يخدم الجالية بكل تنوعاتها.
3-المسؤولية الثالثة في نشر مفاهيم الاسلام والفكر الاسلامي ومدرسة أهل البيت (عليهم السلام) وبالخصوص للمنصفين من ابناء هذا المجتمع الذين يتطلعون لمعرفة الاسلام وقد أقبلت اعداد كبيرة جداً على الاسلام وأسسوا عوائل وعاشوا مع اخوانهم من المسلمين، وكان دورنا ان نحافظ على هذا التغيير الايجابي الذي أحدثوه لأنفسهم.
4-المسؤولية الرابعة في مواجهة المخططات العالمية على الامة الاسلامية لا سيما الغزو الثقافي باستهداف العقل المسلم والانسان المسلم بسلوكه وتصرفاته ومواقفه، وكان دورنا توضيح وكشف هذه الاخطار والمشاكل وآثارها التدميرية وتحصين المسلمين من هذه الاخطار ولعل من أهم المسائل التي يثيرونها على المسلمين التفرقة والاختلاف ومن هنا جاء تأكيدنا على عقد مؤتمرات التقريب الدولية السبعة، من اجل تعميق الاخوة الاسلامية ونبذ التطرف والكراهية الوهمية بين اتباع الدين الاسلامي الواحد.
وازاء كل تلك المواقف ولأداء هذه المسؤوليات الأربع عقدنا المؤتمرات والندوات والملتقيات والاحتفالات ومجالس العزاء والبرامج المتنوعة والمجلات والنشرات واللقاءات والحوار الديني واقامة الصلاة واحياء المناسبات وغيرها. وكنتم أنتم الفاعلين في الحضور والمشاركات جزاكم الله خيراً. وان تفاعلكم المؤثر كان وراء هذه التوفيقات والنجاحات.
وفي سياق هذه الحلول والمواقف جاء تأكيدنا على عرض الاسلام الحياتي بعيداً عن الأنزواء أو الأنطواء على النفس لاعتقادنا بان الاسلام هو الذي يبني الحياة حقيقة فهو دين الرقي والحضارة والتعايش الانساني لذا جاءت برامجنا وعقد الكثير منها تحت عنوان: (الاسلام والحياة)، قبال من يدعو إلى التحجر والانغلاق والتكفير وتهميش الآخر وإقصائه.
انكم أيها الاعزاء الركن الركين لفعاليات هذا المركز الاسلامي حيث ننطلق ببرامجنا معكم بعيداً عن الاعتبارات الفئوية او المناطقية أو القومية فكلكم لآدم وآدم من تراب و (ان اكرمكم عند الله اتقاكم) وهذا هو المنظار الذي ينظر من خلاله سماحة المرجع آية الله العظمى السيد علي الخامنئي (حفظه الله).
لقد كنت مأنوساً بكم طيلة هذه السنوات العشر، سعيداً بوجودكم على الرغم من أتعاب العمل وثقل المسؤوليات، وهذا هو مركزكم. كنتُ أستمد القوة من الله سبحانه وبوجودكم أحيينا كل هذه البرامج والفعاليات والنشاطات فهو بحق مركزكم نحو الحياة الاسلامية حيث يشكل هذا المركز مجتمعاً اسلامياً مصغراً في وسط مجتمع انساني كبير بكل ملابساته الايجابية والسلبية.
سيكون بأذن الله تعالى الاخ سماحة حجة الاسلام والمسلمين الدكتور الشيخ محمد علي شمالي ممثلاً لسماحة آية الله العظمى السيد على الخامنئي (حفظه الله)، انه الاختيار الموفق لرجل عاش في هذا البلد منذ سبع عشرة سنة درس وتخرج من جامعة مانجستر وكان يعمل معنا في مركز قسم البحوث العلمية لهذا المركز وكذلك في المركز الاسلامي في مانجستر ولديه خبرات واسعة وجيدة في التعامل مع الجالية الاسلامية بكل تنوعاتها لا سيما الشباب وسوف يكمل بأذن الله تعالى هذا الطريق المبارك، وإنْ فاتتنا بعض المجالات كالمخيمات والمدرسة فانه بتوفيق من الله سبحانه سيكمل هذه البرامج وغيرها وسيكون أخاً لكم يرعى حقوق هذه الجالية الكريمة بتعاونكم وتأييدكم ومشاركاتكم.
لذا أدعوكم اخوتي أخواتي ابنائي جميعاً الى استمرار هذا التعاون والعمل المشترك مع سماحة الشيخ شمالي (حفظه الله) الذي هو ثقة المرجع الخامنئي وثقتي، وأبارك له هذه المسؤولية وادعو له بالنجاح في ادائها وفقه الله لصالح الاعمال.
وفي الوقت الذي اتقدم لكم فيه بالشكر الجزيل على كل ما أبديتموه من حب وعمل ونشاط ومشاركات واقتراحات ومبادرات وغيرها وحتى حضوركم اليوم الذي هو تعبير عن حبكم واحترامكم فأني اشكر أركان المركز الاسلامي والعاملين فيه للجهود الكبيرة التي يقدمونها لكم بالخصوص القسم العربي في هذا المركز.
أيها الاعزاء:
لقد عبّرتم عن الكثير بمشاعركم الطيبة وعواطفكم الكريمة تجاهي من خلال رسائلكم واتصالاتكم وأحاديثكم المباشرة وهذا فخر لي اعتز به وأثمّنه وأشكر الله عليه فبعد عشر سنوات من الخدمة والعمل معكم أعود بكل هذا الحب والاحترام والتقدير جزاكم الله عن ذلك أحسن جزاء وانا أخ لكم في مسراتكم وأيامكم جميعها.
وكما تعلمون لقد انتهت مدة عملي بعد عشر سنوات كرئيس للمركز الاسلامي في انجلترا واعتذر اليكم عن كل تقصير أو ضعف وأرجو الاستغفار لي والدعاء فأني بحاجة دعواتكم الكريمة ولا أنساكم من دعائي ولا أنسى هذه الايام الطيبة معكم فكانت لله وفي الله وفي سبيله سبحانه.
مرة أخرى أشكركم واتمنى لكم التوفيق والنجاح وتقبل الله اعمالكم بأحسن القبول وسنة جديدة عليكم جميعاً بالخير والبركة والرحمة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=44253
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 03 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 8