الذكر هو جلاء للقلب كما ورد في الروايات المعصومة وبطبيعة الحال نجد الأذكار كثيرة و متعددة من حيث اللفظ والمعنى ولكل ذكر اثر خاص به لكنها تجتمع في ازالة ظلمات القلب التي حجبته عن رؤية نور الحق سبحانه . واليوم نريد الوقوف على ذكر من هذه الأذكار والذي أولاه العرفاء اهتمام خاص ولا يكاد يخلو اي كتاب يتحدث عن الأذكار منه ، وهو الذكر اليونسي المستلهم والمستفاد من الآية الكريمة في سورة الأنبياء التي يقول الحق في الآية السابعة والثمانون منها ( وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) ، والذكر مقتص من هذه الآية وهو ( لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) وقد ذكروا آداب له منها السجود ويذكر أربعمائة مرة على الأقل في حاله ، وأفضل أوقاته بعد صلاة العشاء ، والبعض كان يقرأه لمدة ساعة او ثلاثة ساعة في حال السجود والبعض ثلاثة الألف مرة وهكذا ... وقد ذكر العارف السيد مرتضى الكشميري قدس الله سره : ان من فوائده فتح العين البرزخية وقضاء الحوائج وإزالة حجب الذنوب المتلبدة على القلب بسبب كثرة الذنوب والانشغال بغير الحق سبحانه وتعالى . اسأل الله ان أوفق لشرح هذا الذكر العظيم وبيان سبب تأكيد العرفاء عليه ...
وهنا أكلم نفسي واسمعكم كلامي ، ان سجدة نذكر فيها هذا الذكر أربعمائة مرة تكلفنا عشرون دقيقة من يومنا المتكون من الف وأربعمائة وأربعين دقيقة ! الا يجدر بنا الإتيان بها ؟
ومن لم يستطع فمائة مرة يعني خمسة دقائق هل هذا كثير ؟
اخوتي أخواتي يجب ان نجعل شيء من وقتنا للستحبات فضلا عن الواجبات عسى ان يرتفع حجاب الغفلة ويحل نور اليقظة فنكون من الناجين إن شاء الله رب العالمين ... |