إن هذه الزيارة ليست فحسب خرقاً لحكم مراجع الدين وموقف الحوزة العلمية المقتضي مقاطعة هذا الضال؛ بل محلاًّ لسخط الله تعالى إذ فيها تقوية المضل على إضلاله والمبتدع على بدعته، وذلك من أشد المحرمات شرعاً، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ”من أتى ذا بدعة فعظّمه فإنما يسعى في هدم الإسلام“! (الكافي ج1 ص54 والمحاسن ج1 ص208) وقال أمير المؤمنين عليه السلام: ”مَن مشى إلى صاحب بدعة فوقَّره فقد مشى في هدم الإسلام“! (المحاسن ج1 ص208 والفقيه ج3 ص572).
كما أن هذا الضحك في وجه هذا المبتدع الضال هو من المنكرات المنصوص عليها، فقد قال نبيّنا صلى الله عليه وآله: ”مَن تبسّم في وجه مبتدع فقد أعان على هدم دينه“! (البحار ج47 ص217). وفي بيانه لقوله تعالى: ”كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ“ قال إمامنا الصادق صلوات الله عليه: ”أما إنهم لم يكونوا يدخلون مداخلهم ولا يجلسون مجالسهم، ولكن كانوا إذا لقوهم ضحكوا في وجوههم وأنسوا بهم“! (الوسائل ج16 ص269) فكيف وقد زاد المذكور على مجرّد اللقاء مشياً إلى صاحب المنكر ودخولاً في مدخله وجلوسا في مجلسه! ألا بئس ما فعل! ولو كان آية الله الشيخ جواد التبريزي (قدس سره) حياً اليوم لكان له معه موقف يماثل موقفه من الضال البيروتي
وكما فعل السيد كاظم الحائري من قبل حين طرده من خيمته في عرفة ولم يأذن له بالدخول لأدعاءه للمرجعية !!! ولتأييده آراء الضال شريعتي! وليست هذه بأول قارورة كُسرت!
إن من أخطر الأمور على الدين وأهله أن يعلو النفاق على الموقف الشرعي، سيّما ممن يدّعي انه من الخطباء المعروفين مع أنه لم يُرَ له فيه قدم ولا باع! كما أن من أكثر الأمور إيلاماً لقلوب المؤمنين هو أن تُنتهك حرمة الصديقة الكبرى (صلوات الله عليها) بهذا الشكل المخزي! فلو أن المذكور دُفع دفعاً لزيارة مَن يثني على صدام مثلاً لما فعل احتراماً لمشاعر ذوي مَن قتلهم وأجرم بحقهم؛ فيا لله ألا احترم مشاعر مهدي آل محمد (عليهم السلام) حين فكّر بزيارة مَن يثني على من انكر مظلومية الزهراء (روحي فداها) وهو يتهجم على مراجع الأمه و رموز مذهب آل محمد“؟! هذا مع أنه قد تبيّن أن هذه ليست زيارته الأولى له، بل سبقتها زيارة أو أكثر غير أن صورها لم تصل! فهل إلى هذا الحد هانت عليه الزهراء ودماؤها؟! والحسين ومظلوميته !! والمرجعيه وحرمتها !!
اللهم إني إليك من هذا وأمثاله بريء في الدنيا والآخرة! واليوم أنعى المرجع الراحل العظيم جواد التبريزي (قدس سره) الذي ما إنْ بلغته كلمة من كلمات هذلك الضال المضل (العالم البيروتي ) زعم فيها أنّا لم نستفد من الزهراء (عليها السلام) شيئاً من الفقه حتى اغرورقت عيناه بالدموع وكيف أذا سمع ورأى من يثني على مبتدع جديد محارب للمرجعية العليا ولشعائر الحسين كيف به يسمع من يثني على هذا الضال من شخص يدعي وصلاً بحوزه أمير المؤمنين
اليوم أنعاه لأن هذه المصيبة وقعت من شخص حاد عن منهجه وسمته!
فشكوانا إلى الله تعالى، هو حسبنا ونعم الوكيل