• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : الانتخابات البرلمانية .
                    • الموضوع : المثقف ودوره في الانتخابات .
                          • الكاتب : مهدي المولى .

المثقف ودوره في الانتخابات


لا شك ان للمثقف دورا كبيرا ومهما واساسيا في اي انتخابات في نزاهة واستقامة  ونجاح الانتخابات لانه النور الذي يهدي الناخب الى الطريق السليم المستقيم ويبعده عن الانحراف والضلال
وهذا يتطلب   حركة ونهضة ثقافية جماعية وفق برنامج خطة متفق عليها ونزول المثقفين الى الجماهير والتعايش معهم في المعمل في الحقل في المدرسة في الشارع في افراحهم واحزانهم  وهذا يعني على المثقف ان ينطلق من مستوى هذه الجماهير من رؤيتها   من اجل رفعها الى مستوى ارقى واعلى ويكون على حذر من الاصطدام  معها لان اي اصطدام لا شك سيؤدي الى فشل المهمة فالمثقف معلما للشعب وخاصة المستويات الفكرية المتدنية ليس مدرسا في فرع من فروع المعرفة يتوجه لمجموعة معينة مثل اللغة الرياضيات الفيزياء الكيمياء وغيرها اما المثقف فانه يخاطب عقول الجماهير  الهدف منه التغيير والتجديد في تلك العقول من افكارها قيمها سلوكها علاقاتها الاجتماعية
يعني المثقف حرا مستقلا لا يخضع لمجموعة لسلطة لحزب لانه ينطلق من مستوى الجماهير التي امامه  المثقف لا يفرض على الجماهير اراء  وافكار ومعتقدات معينة بل واجب المثقف ان يعلم الجماهير كيف تختار ما ترغب به بقناعة ذاتية وتطرح ما تريده وما ترفضه بحرية بدون خوف من احد او مجاملة لاحد
للاسف الشديد لم تنطلق في العراق حركة جماعية للمثقفين  والنزول الى الجماهير بل الى تحت مستوى الجماهير ثم  رفع مستوى الجماهير نعم هناك حركة فردية وهذه الحركة في بروج عاجية مرتفعة تطلب من الجماهير الصعود اليها وهذا هو المستحيل لهذا هناك فجوة كبيرة بين الجماهير والمثقف اي الجماهير في واد والمثقف في واد مما ادى بالنتيجة تراجع كبير في وعي المجتمع وثقافة المجتمع واصبح السيادة للخرافات والاساطير واهل الدجل ليس في العراق بل على مستوى  المنطقة بكاملها
فالذي ينظر الى حركة الثقافة وتأثير المثقف قبل موجة الانقلابات العسكرية يرى لها صوت وصورة واضحتان ويحس ويشعر لهما بعض التأثير التدريجي والمثقف يشعر هناك تقدم وهناك تأييد لكن بعد هذه الموجة انتكست الثقافة وتراجع المثقف واصبحنا نسمع طبول تطبل وابواق للحاكم للسلطة الحاكمة وللحاكم حيث الجماهير انخدعت بالتغيرات الكاذبة المزيفة  لا تدري انها انتقلت من حالة سيئة الى حالة اكثر سوءا رغم تزويق وتلوين هذه المرحلة بالوان جذابة قد تسر النظر الا ان واقعها يقول غير ذلك فادى ذلك الى  ولادة ثقافة  ظلامية ارهابية معادية للانسان والحياة  وللعقل لا هدف لها الا  الذبح والتدمير وهكذا مات العقل وساد ت ثقافة ارسلت للذبح فاذبحوا  فسادت الوحشية وتغلبت الوحوش
رغم ذلك اقول ان الاوضاع الحالية في صالح المثقف الذي يريد التغيير وسيادة العقل وتحول المجتمع من القيم الحيوانية التي هي لغة السيف والقتل الى القيم الانسانية التي هي لغة العقل
وهذا يتطلب
اولا حركة ثقافية  موحدة جماعية اي وحدة كل المثقفين الذين  يؤمنون بالعقل وقدرة العقل
ثانيا ان يضعوا خطط وبرامج وفق دراسة دقيقة للواقع الذي نعيشه لاعادة وعي الجماهير التي غيبته الظروف والاوضاع
ثالثا ان ينزلوا الى مستوى الجماهير ومعها اينما وجدت  في المدارس في المعامل في الحقول في افراحها واحزانها في مساجدها ومناسباتها الدينية والاجتماعية
رابعا ان ينطلقوا من مستوى تلك الجماهير الفكري والاجتماعي والديني ويكونوا على حذر من الاصطدام بذلك المستوى الاصطدام الذي يؤدي الى التمرد ان يكونوا كالمعلم الذي يبدأ مع طلابه دار دور ليس الهدف الدار الدور لكنها البداية  لتقبل هؤلاء الطلاب التعلم والعلم ومن ثم رفع مستواها الى الاعلى  لا شك ان تقديم معلومات وطرق الى هؤلاء الطلام  اعلى من مستواهم لا يتقبلوها وبالتالي ينفرون من الدراسة والعلم وكذلك الجماهير لا يمكنها ان تقبل دفعة واحدة وبشكل مباشر افكار وقيم مخالفة لافكارها او اعلى من مستواها وبهذه الحالة قد يحدث نفور وتصادم وهذا ليس في صالح المثقف وما هذا التراجع وهذا الارتداد الا نتيجة لذلك الاصدام والنفور
خامسا ان مهمة المثقف لا مبشرا  ولا داعية لدين او او حزب اوتيار او ايدلوجية وانما هدفه يعلم الشعب كيف يطور ويستخدم عقله مثل المعلم الذي يعلم طلابه دار دور هدفه ارشادهم للعلم والتوجه به ولا يهمه كيف  يصبحون اطباء مهندسين معلمين وزراء موظفين شرطة جيش
يعني على المثقف ان يكون متواصل  لا ملتزم كما يقول احد الكتاب  اي ان يكون متواصل مع الجماهير في طموحاتها وحركتها
وهكذا تخلق حركة ثقافية قادرة على توجيه الشعب وتعليمه  وفي نفس الوقت تحيط بالجماهير والجماهير تحيط بها وقادرة على مواجهة اي ريح صفراء اي قوة وحشية تواجهها
وبهذا نضمن انتخابات نزيهة وصادقة ومرشح نزيه صادق وناخب نزيه صادق
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=44563
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 04 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3