• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : الخبز في المأثور العراقي .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

الخبز في المأثور العراقي

يقترن الخبز عند العراقي بحياته ووجوده وعيشه وجعل السعي في الحياة من اجل الرزق مرادفا لمعناه (ناكل خبزه، وياكل خبزه) واكتسبت قيمة الخبز واهميته دلالات ومفاهيم متنوعة عند العراقيين دخلت في اقوالهم وامثالهم الشعبية فهم يقولون عن الانسان الطيب (خبزته حلال) ونستطيع من خلال اقامة دروس بحثية عن العادات والتقاليد المرتبطة بمفهوم الخبز ان نصل الى الكثير من البنى الاجتماعية والاقتصادية الحياتية فمثلاً نجد ان العراقي معتد بنفسه يحب الاتقان في العمل فهو يرى(اعطي الخبز الخبازته ولو كلت نصه) او ترى تمسكه الايماني بأئمته ومحتواه فهو ينذر لوجه الله خبزالسمسم وخبز العروق وخبز العباس المستعجل وخبز الدهن ويسمى خبز الشكر ويقدم الخبز لضيوفه مع تعدد انواع الاطعمة وعبر تفاصيل عديدة تـُعبـِّرعن الواقع الذي يصل الى وجود مناطق اجتماعية داخل النطاق الجغرافي ولتحقيق هذا الهدف على تبيان وضعية المناطقية مثلاً نساء المدن الى وقت لايخبزن في البيوت بل يعتمدن على المخابز والافران بينما هناك قرى فلاحية وأخرى بدوية تراها تتسم بالزراعات التجارية والبحث فيها عن انواع الخبز والاسماء التي تطلق عليها مثل خبز ركاك وخبز الطابك والمكانة التي تحتلها بين افراد هذه المجتمعات وكيفية الطحن والنخل والعجين وبعد سنوات الحصار والحروب اصبحت المدن تحمل نفس العادات والتقاليد المصاحبة لنساء القرى ومن ناحية أخرى نستطيع من خلال هذا الموضوع ان نلم بطبيعة التقاليد والعادات ودورالتنشئة الاجتماعية داخل البيت في الحفاظ على العادات والتقاليد المرتبطة بالخير وانتقالها من جيل الى آخر مثلا يعامل الطفل العراقي الخبز معاملة خاصة فهو يقدسه ويرفعه من الارض ويقبـِّله ويعتبرها نعمة وفضيلة من نعم الله وهناك عادات خاصة من أهل الريف معظمها قد انقرض لأسباب الحصة التموينية فقد كان الريف يشهد طقوساً خاصة للغربلة والطحن والخزن مصطحبة بأهازيج نسائية ودعوات خاصة وما تزال في المجتمع العراقي هناك عادات وتقاليد اثناء الخبز فاذا طالت الخبزة قالوا عنها انها لسان الناس ويعتقدون ان الخبازة محسودة وثمة مؤآمرة تـُحاك ضدها وحديث سوء تـُذكر به من قبل الاخريات واذا طفر شيء من العجين قـُلن هناك ضيف قادم ويصفون السيدة التي يختمرعجينها بسرعة بأنها مباركة ومن يتأخر اختمارعجينها يقولون عنها انها باردة وغير مبالية ومازالت النساء يفتخرن الى اليوم بخبزهن ويسمون المرأة الجادة أم خبزة والشغلة المربحة يقولن عنها (بيهه خبزة) ويطلقون على اللامـُبالي بأنه (فطير) ومثل هذه الرؤى تحتاج الى مقالات اوسع ومتابعة أدق. 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=45052
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 04 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28