• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : الانتخابات البرلمانية .
                    • الموضوع : هل ما زال الشعب العراقي لم يرتق الى مستوى ثقافة الدعاية ؟ .
                          • الكاتب : محمد علي الهاشمي .

هل ما زال الشعب العراقي لم يرتق الى مستوى ثقافة الدعاية ؟

يؤسفنا ما نراه في الشارع العراقي او في مواقع الكترونية مختلفة او مواقع التواصل من تشاتم وتنابز وقذف غير مبرر وغير مهذب بين اغلب اطياف وشرائح الشعب العراقي الواحد ، اقف متالما عند بعض الكلمات النابية التهجمية الصادرة من عراقي يدعي الثقافة وموجهة الى عراقي آخر ، كلمات تشعرك وكأن المتحاورَين اعداء منذ ولدتهم امهاتهم ، ولو كان حوارهم وجها لوجه لا شك ان النقاش يتحول من كلمات الى نقاش الايدي والارجل واذا اردنا ( التحضّر ) اكثر فبالاسلحة
ما سبب هذا العداء والكره رغم انهم يعيشون في بيئة واحدة على ارض واحدة تحت سماء واحدة ؟! يفترض منهم ان تكون معاناتهم مشتركة يشعرون بالخدمات معا وينتقدون التقصير معا ومن اية جهة .
قلوب العراقيين اصبحت اسيرة النظام الفدرالي قبل ان تخضع مناطقه لهذا النظام ولكن الفرق ان قلوب العراقيين غير متحدة وغير متآلفة ومتباغضة ،ولا ترجع الى مركزية واحدة . حقيقة مؤلمة لا يمكن المجاملة فيها ،
ما نشاهدة نذير شؤم وان كان موسمي ووقتي ، ولكنه يفصح لك عن حقد وكره كامن في النفوس ينتظر لحظة انطلاقه ليفصح عن مراده ونيّاته !
اعتقاد كل شخص انه هو الحق ومن خالفه فهو باطل ، ما هو الا اعتقاد داعش التي تبيح دماء كل من خالفها ، فالاثنان يؤمنان بمبدا : من لم يكن معنا فهو ضدنا ! هذا الاختلاف نقمة وبلاء سيدمر البلد وسيرسخ ثقافة العداء في عقول ابنائه ، هل يعقل ان العراق بلد لم يرتق بعد الى ثقافة الخلاف وادبياته !؟
هذا الخلاف المخالف لمبادىء وادبيات الخلاف انما هو ناشىء من اعتقادنا بأشياء لا نملك دليل على صحتها ، بل ما نعتقده نابع من عصبياتنا العمياء .
الاغلبية لا تعرف معنى الترغيب في انتخاب كتلة معينة او شخص معين من خلال طرح مشاريعه المستقبلية كبقية الدول في دعاياتها الانتخابية ، واذا وُجد من يروج من خلال المشروع فلا يستغني عن تسقيط الاخر فهي داخلة في صميم دعايته !
محاولة تسقيط الآخرين من خلال تلفيق الاكاذيب وتحريف الحقائق ، ومحاولة زعزعة ثقة الشعب ببعض الشخصيات المخلصة ، والعصبية في التمسك برأي معين ، ونبذ الاخر ومعاداته بمجرد مخالفته الرأي والفكرة واختلاف وجهة نظره ... هذه وغيرها هي المسيطرة على دعاياتنا الانتخابية ، واذا استمر الحال هكذا فسنتفوق على مصر في عدد الميادين الشعبية فاذا كان في مصر ميدان ساحة التحرير وميدان رابعة العدوية فستكون عندنا ميادين بعدد الكتل السياسية والشعب الذي ما زال يحلم ان يكون بمستوى اقل دول الجوار تطورا ورفاهية وتحضرا  هو من يملأ هذه الميادين وكأنهم - مع احترامي - دمى تحركها ألسنة نشاز تضحك على عقول السذج مستغلة عواطفهم وعصبياتهم .
ايها الاحبة : عراقنا هو بلدنا وليس بلد غيرنا ، واذا لم نرحم بلدنا فلا نتوقع من غيرنا الرحمة . واذا لم نهيئ لأطفالنا مستقبلا يليق بهم فلا
ننتظر من احد تهيئة ذاك المستقبل ، والشعب المتفرق والمشتت لا ينتج حكومة قوية خادمة للشعب




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=45167
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 04 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28