لعله من مآسي الدهر أن يتم الاحتفال هذه الأيام بعيد وثني بامتياز فيجعلونه رمزا لقيامة يسوع المسيح بعد اعدامه . عادة مستمرة منذ ذهاب يسوع وإلى هذا اليوم يرعاها آباء الكنيسة ويُقدمون الدعم لها ويُباركونها لا بل يُساهمون شخصيا الاحتفال بها مع الناس وتشجيعهم عليها.
لعلها وسيلة هابطة من سائل الحفاظ على الدين المسيحي من الانقراض ان يقوم هؤلاء الآباء بالتمسك بكل ماهو سخيف فيجعلون (الأرنب والبيض) (1) دليل على قيامة يسوع المسيح من الاموات وعودته للحياة مرة أخرى.
الأرنب الذي لم يرد له ذكر في الكتاب المقدس إلا كونه احد الحيوانات النجسة التي لا يُمكن اكلها حالها حال الخنزير لأنه حيوان مخلبي يحيض وله رحم ولعله من اغرب الحيوانات على الاطلاق حيث انه الوحيد الذي تحبل انثاه وهي حامل فيما يُسمى (الحمل على الحمل)وهو مسخ من المسوخ المحرم لحمها، ولا أدري ما علاقته بيسوع المسيح وقيامته ؟؟؟؟
وأما البيض فهو أيضا لم يرد له ذكرٌ في الكتاب المقدس بشقيه القديم والجديد سوى مرة في حكم شرعي حول سلب الطير فراخه وبيضه من عشه (2).
هذا البحث عبارة عن الاجابة على سؤال سألتني إياه اخت عزيزة (ساندرا) عن هذا العيد فقالت : (( سلام الرب عليك اختي العزيزة ايزابيل كيف الحال أتمنى ان تكوني بخير ؟ عندي سؤال حول قضية الأرنب والبيض وعلاقتهم بعيد القيامة؟ اعرف في العراق يصنعون البيض ويلونه بألوان مختلفة اما في الدول الأوربية فانهم أيضاً يعملون البيض ولكن لماذا الأرنب؟ ومادخل البيض والأرنب بقيامة المسيح؟ ولك مني خالص الشكر والتقدير)). ساندرا
الجواب.
بالنسبة للبيض الملون.
فهناك أسطورة تقول أن القديسة (مريم المجدلية) ذهبت إلى قيصر في روما بعد صلب يسوع احتجاجا على صلب المسيح من قبل واليه بيلاطس البنطي، وقامت بشرح قصة محاكمة المسيح وصلبه وقيامتة، إلا أن القيصر لم يصدقها و طلب برهانا قائلا: لو تحول لون هذا البيض إلى أحمر سأصدق أن المسيح قام من الأموات وكانت هناك سلة بيض امامه ،عندها أمسكت مريم بيضة وقالت: المسيح قام، فتحول لون البيض إلى أحمر. ليصبح هذا التقليد بصبغ البيض على الفصح تأكيداً على قيامة المسيح . وهي محاولة ساذجة لترسيخ مسألة الصلب بين الناس لتخدم اهداف يهودية قديمة
واما بالنسبة للأرنب.
فهو ليس تقليدا حديثا، إنما يعود إلى زمن ما قبل المسيحية في أوروبا، حيث كانت شعوب الساكسون في أوروبا تحتفل بعيد الخصب في أول الربيع و ترمز إلى اله الخصب بالأرنب، نظراً لخصوبته العالية وسفاده الجنسي الكبير حيث يمكن لأنثى الأرنب البري أن تحمل مرة أخرى قبل أن تلد جنينها الأول. وتعرف هذه الظاهر بالحمل على حمل.ولتزامن عيد الفصح اليهودي الذي انتقل للمسيحية وارتباطه مع الانقلاب الربيعي ورث المسيحيون هذا الرمز، ثم نقله الأوروبيون المهاجرون إلى القارة الأميركية معهم ويطلقون عليه (أرنب الفصح).
كما أدت فكرة أن الأرانب البرية تتكاثر بدون فقدان عذريتها إلى وجود علاقة مع مريم العذراء مع الأرانب البرية التي استخدمت أحيانا في إنشاء المخطوطات المزخرفة واللوحات الأوروبية الشمالية للعذراء والسيد المسيح.
من كل ذلك نستخلص ان هذه الممارسات وثنية وكلها خاطئة لم يرد ذكرها في الكتاب المقدس ولا في اي مصدر أخر وهي من البدع الخبيثة التي تم وضعها للتشويش على دين يسوع ، والتي تلاقفها مع الاسف الكثير من العرب والمسلمين من دون وعي.
توضيحات ــــــــــــــــــــ
2- جاء ذكر الأرنب مرتين وفي كلا النصين تحذير من اكل لحمه لانه نجس كما في سفر التثنية 14: 7 (( الجمل والأرنب والوبرُ، فهي نجسة لكم فلا تأكلوها)).
2- جاء ذكر البيض مرة واحدة في سفر التثنية 22: 6 (( إذا اتفق قدامك عُش طائر في الطريق او في شجرةٍ فيه فراخ أو بيض، والام حاضنة الفراخ أو البيض)). |