• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : دُوَيْلَةُ قَطَرَ ... وَ الحُلُمُ بِالامْبِرَاطُوْرِيَّة. (الحَلقَةُ الثَانِيَةُ) .
                          • الكاتب : محمد جواد سنبه .

دُوَيْلَةُ قَطَرَ ... وَ الحُلُمُ بِالامْبِرَاطُوْرِيَّة. (الحَلقَةُ الثَانِيَةُ)

فِي هذهِ الحَلقَةِ، سَأُبيّنُ التَّناقُضَ الّذي وقَعَ فيهِ، رَاسِمُوا سَياسَةَ دُوَيْلَةِ قَطَرَ، و هُمْ يُحاولونَ تَصميمَ صُوْرَةٍ لِدُوَيْلَتِهِمْ المجهريَّةِ، بشَكلٍ يُظْهِرُهَا، و كأَنَّها عِمْلاقٌ عَلى بَعضِ دُوَلِ المَنطِقَةِ. مُستَغلّْينَ بَعضَ نُقَاطِ الضَّعفِ، الطّارِئَةِ فِي تلكَ الدُّوَلْ، الّتي أَفْرَزتَها ظُروْفٌ استِثْنَائِيَّةٌ شَاذَّةٌ، مَرَّتْ بِها. فأَصبَحَتْ تلكَ الدُّوَلُ بِيْئَةً صَالِحَةً، لِنمُوِّ الأَفكارِ الشِّريرَةِ، الّتي تُسْهِمُ فِي تَنميَتِها بشَكلٍ مُباشرٍ، كُلٌّ مِن السَعودِيَّةِ و قَطَرَ أَوّلاً، و ثانياً دولٌ خليجيةُ أُخْرَى، لِذَا فأَقُوْلّْ: 
لقَدّْ اتَّخَذَ النِّظَامُ القَطَريُّ، بِدءً مِن تَسَنُّمِ (حمد بن خليفة آل ثاني)، دَفَّةَ الحُكمِ فِي قَطَرَ، مَنهجَاً سِياسِيَّاً مُزدَوَجَاً مُتَنَاقِضَاً، فِي البُنْيَتَيّْنِ الاسْتِرَاتِيْجِيَّةِ و العَقَائديَّة. و نَلمَسُ ذلكَ بِجَلاءٍ في عدَّةِ مَحاوِرَ مِنْها: 
أَوَّلاً: 
سَمَحَ نِظَامُ(حمد) لِنَفْسِهِ، إِقَامَةَ أَوْسَعِ العِلاقَاتِ مَعَ الكِيَانِ الصِّهْيُونِيّ، مُنْذُ عَامِ 1996م. فَفِي 29/1/2007، زارَ الدَّوْحَةَ رَئيْسُ وزَراءِ الكِيَانِ الصِّهْيُونِيّ، (شمعون بيريز). كمَا تَكرَّرَتْ زيَارَاتُ مسؤوْلِيْنَ إِسْرائيليّْينَ، رَفيْعِي المُسْتَوَى إِلى الدَّوحَةِ. و هذِهِ الاسْتِراتِيْجِيَّةُ، تُخَالِفُ توجُهَاتِ الكَثيْرِ مِن الدُّوَلِ العَربيَّةِ و الإِسلاميَّة. إِضَافةً لذلكَ، أَصبَحَتْ قَطَرُ، قاعِدَةً عَسكريَّةً أَمريكيَّةً، و مَركَزاً لِدَائرَةِ عَمليَّاتِ الـ(CIA) فِي الشَّرقِ الأَوْسَطِ،  و مَركَزاً للتَّجَسُسِ الصِّهْيُونِيّ، على دُوَلِ المَنطِقَة.
) كشف (سامي ريفيل) مؤلف كتاب)قطر و اسرائيل.. ملف العلاقات السرية(: ان السبب الرئيسي لانتفاخ الدور القطري، يعود الى الدور المناط بها، كـ(صندوق بريد سريع نشيط لخدمة الكيان الإسرائيلي). مشيراً الى الدور الذي لعبته قطر، في تشجيع العديد من الدول العربية، ولا سيما دول المغرب العربي، على الانفتاح تجاه الكيان، تحت عناوين اقتصادية علنية و امنية سراً. و (سامي ريفيل)، عمل مديراً لمكتب مدير عام، وزارة خارجية الكيان الإسرائيلي، و مديراً لمكتب المصالح الكيان، في الدوحة. و أَكد الكاتب: من الصعوبة بمكان، نسج العلاقات القطرية الاسرائيلية، التي شارك فيها هو بنفسه لولا، المساعدة التي حظي بها، من مسؤولين قطريين كبار، و شركات قطرية كبرى.)(انتهى)(بتلخيص عن موقع/دي برس). 
كما نَشَرَتْ صَحيفَةُ الأَهرامِ في 20/12/2013 النصّ التالي:
(أمير قطر(خليفة بن حمد آل ثاني) في زيارة لإسرائيل يتفقد سير العمل في بناء عشرين مستوطنة إسرائيلية بأموال قطرية ... و تقديم ستة ملايين دولار لبناء (استاد الدوحة) البلدي في إسرائيل، في مايو الماضي. وكانت(قطر) قبل ذلك بشهر واحد، قد ضخت استثمارات بملايين أخري من الدولارات في مستشفي (حداسه) داخل إسرائيل. ... وبينما كان المال القطري يتدفق إلي داخل إسرائيل، لتوفير السكن والعلاج و الرفاهية، كان هناك من يتساءل عن( بن اليعازر) وزير الدفاع الإسرائيلي، و مجرم الحرب الذي قتل آلاف الفلسطينيين، في غزة والضفة الغربية، ماذا كان يفعل في قطر؟. ... تقول صحيفة (كالكست) الإسرائيلية بأن (حمد بن جاسم) رئيس وزرائها، هو الذي يشرف شخصياً علي التعاون الإلكتروني الجديد مع إسرائيل. لأن أميرها مهتم بتشجيع شركات التكنولوجيا الإسرائيلية، لتصدير تقنياتها المتطورة إلي بلاده، و حريص علي زيارة إسرائيل، لتعزيز العلاقات الاقتصادية، في مجال صناعة التكنولوجيا المتقدمة. ... أيضا دولة قطر التي قال عنها رئيس الموساد السابق، في مارس الماضي، انها (لعبت دوراً تاريخيا لصالح اسرائيل). .... و في اغسطس2011 كشفت وثائق ويكيليكس أَنَّ: وزير الخارجية القطري (حمد بن جاسم)، ابلغ اسرائيل أَنَّ الدوحة، تتبني خطة لضرب استقرار مصر بعنف، و اللعب بمشاعر المصريين لإحداث الفوضى، عن طريق قناة الجزيرة، باعتبارها عنصراً محورياً في الخطة.... ثم بعد ذلك بشهر واحد، و بعد نهاية العدوان الاسرائيلي علي غزة مباشرة، يقوم أمير قطر و وزير خارجيته، بزيارة اسرائيل و يلتقيان بـ(تسييي ليفني) زعيمة حزب(كاديما) الاسرئيلي وقتها، وهي احدي الشخصيات المؤثرة في القرار الاسرائيلي. و في نفس العام ايضاً(قطر تعتزم ضخ الغاز الطبيعي، بدلا من مصر الى اسرائيل، و بأسعار أقل.))(انتهى).
(لم تهتم الجزيرة بعرض قصة (المجند الأمريكي) الذي صفـع مواطناً قطرياً على أرض قطر، بل لم تصـوّر (الحانات) و الخمّارات، التي فتحها أمير قطر، تحت اسم الحرية.)(د.نادية حلمي – موقع الحدث نيوز)(انتهى).
ثَانِيَاً:
التَّنَاقُضُ الآخَرُ، فِي سِياسَةِ حَاكِمِ دُويْلَةِ قَطَرَ، (خليفة بن حمد آل ثاني)، تَبَنِّيْهِ دَعمِ الفِكْرِ الإِخْوَانِي، و دَعمِ مُنظَّمَةِ حَمَاس. و هَذا المَنهَجُ العَقَائدِيّ، يَتنَاقَضُ تَمَامَاً، معَ تَقارُب حاكِمِ قطرَ، مِن الكيَانِ الصِّهْيُونِيّ، و انْفِتَاحِهِ عَلى السِّياسَةِ الأَمريكيَّة. 
(رصد موقع (ورلد بولتيكس ريفيو) المعني بنشر تحليلات حول الشؤون الدولية، الأسباب التى تجعل قطر تدعم الإخوان المسلمين، و تساءل عمّا يمكن أن يفعله مقامر، عندما يبدو أن الحصان الذى وضع عليه رهانه يخسر. .... في ظل الاضطراب في الشرق الأوسط، و كون الاتفاق النووي مع إيران لا يزال غير مؤكد، و استمرار القتال فى سوريا و المرحلة الانتقالية في مصر، فإن حكام قطر يعتبرون الإخوان ميزة لا يملكها الآخرون، و ليسوا مستعدين للتخلي عنها)(موقع اليوم السابع/ 14/3/2014 )(انتهى).
بتاريخ 23/10/2012، زار (حمد بن خليفة آل ثاني)، قطاع غزة و قدم مساعدة مالية لحكومة إسماعيل هنية. (حصلت حركة حماس التي تحكم قطاع غزة على وعد من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بمنحها دعماً مالياً اضافياً يبلغ 150 دولار لصالح مشروعات اعادة الاعمار في القطاع، حسب ما صرح به إسماعيل هنية رئيس وزراء حكومة حماس. وبهذا يصل اجمالي ما تعهدت به قطر 400 مليون لاعادة الاعمار في القطاع.)(موقع بي بي سي )(انتهى)
فَقَدّ تَبنّى حَاكِمُ قَطَرَ، سِيَاسَةَ التَّقَارُبِ معَ حَركَةِ حَمَاسٍ، و تَقَرَّبَ أَيْضَاً مِن قِيَادَةِ الإِخْوَانِ، و دَعَمهُم فِي زَمَنِ حُكْمِ الرَّئيْسِ المِصرِيّ، (محمد مرسي) (24 حزيران، 2012 – 3 تموز  2013). و بالرَّغمِ مِن رِضَا و عَدَمِ رِضَا أَمريكا، عَن ظُهورِ نُفوذِ الإِخوَانِ فِي مِصرَ، تِبْعَاً لِمَا تَقتَضِيْهِ مَصَالِحُهَا فِي المَنطِقَةِ. و السِيَاسَةُ الأَمريْكيَّةُ تَعتَمِدُ ابتِداءً، على تَقيّيمِ نُقَاطِ الضَّعفِ و القُّوَّةِ، فِي أّيّ نظَامٍ سِيَاسِيٍّ، تُريدُ التَّعَاونَ مَعَه. 
و جَديرٌ بالذِّكْرِ، أَنَّ مَوقِفَ السَعوديَّةِ اتّسَمَ، بمَوقِفِ المُتَحَسِّسِ مِن نِظَامِ الإِخْوَانِ فِي مِصْرَ، خُصوصَاً بَعدَ حُضُورِ الرَّئيْسِ (مُرسي)، فِي الدَّوْرَةِ (16)، لمُؤتَمَرِ قِمَّةِ دُوَلِ عَدَمِ الانحِيازِ، الّذي انْعَقدَ فِي طَهْرَانَ، بتَاريخِ  30 آب  2012. و فِي هِذهِ القِمَّةِ القَى الرَّئيْسُ (مُرسي)، كلِمَتَهُ بمُناسَبَةِ تَسْليْمِ مِصْرَ، لِرئاسَةِ الدَّوْرَةِ إِلى إِيْرَان. 
و بهَذِهِ المنَاسَبَةُ، أَشَادَ الرَّئيْسُ المِصْرِيُّ، بِدَوّْرِ إِيْرَانَ المِحْوَرِيّ، فِي المَنطِقَةِ و العَالَمِ، مِمَّا جَعَلَ السَعوديَّةُ، أَكثرَ حَسّاسيَّةٍ مِن نِظَامِ الإِخْوَانِ فِي مِصْر. نَعَم السَعوديَّةُ تَدعَمُ الإِخْوَانَ، و لكِنْ الجَنَاحَ اليَميْنِيّ مِنْهُمْ، و الّذي يُسَمّى بالاتِّجَاهِ السَّلَفِيّ المتَشَدِّد. فَهذا الاتِّجَاهُ يُؤْمِنُ بقَيْمُومَةِ وَلِيّ الأَمْرِ الحَاكِمِ. ولا يُجِيْزُ الخُروجَ عَن طاعَتِهِ،(فَسُلطَانٌ ظلومٌ خيرٌ مِن فِتْنَةٍ تَدُوْم). و هَذا ما يَتَطابَقُ تَماماً، مَع طُمُوحِ الأَنظِمَةِ الوِراثِيَّة، الحَاكِمَةِ فِي دُوَلِ الخَليْجِ. كمَا أَنَّ هَذا الخَطُّ، يُرَكِزُّ على الشَّكلِيَّاتِ و السَّطْحِيَّاتِ مِن الأُمُورِ، أَكثَرَ مِن تَركيْزِهِ على تَغيّيرِ السُلْطَةِ، و إِسْقَاطِ الأَنْظِمَةِ الدِّكتَاتُورِيَّة. 
ثَالِثَاً: 
إِنَّ سِيَاسَةَ قَطَرَ، تَعتَمِدُ فِي إِثْبَاتِ قُوَّتِهَا، عَلى مَنْهَجِ تَدمِيْرِ الدُّوَلِ الأُخْرَى، مِن الدَّاخِلَ و تَفْكِيكِهَا، عَن طَريْقِ دَعْمِ و تَوْجِيْهِ، الأَنْشِطَةِ الإرهَابِيَّةِ، و إِثَارَةِ النَّعَرَاتِ الطَّائِفِيَّة. كمَا يَحصَلُ الآنَ فِي العِراقِ، و لُبنَانَ و سُورِيّا. أَو عَن طريْقِ دَعْمِ مُنظمَاتٍ انْفِصَاليَّةٍ، مِثْلِ مُنَظَمَةِ تَحريْرِ جَنُوبِ السُوْدَانِ، المُرتَبِطَةُ بالموْسَادِ الإِسْرَائِيْلِيّ. 
(فقد السودان مليارات الدولارات، عقب انفصال جنوب السودان عنه في 2011، الذي اخذ معه 75% ، من إنتاج النفط البالغ 470 ألف برميل يومياً. و يعاني الجنيه السوداني، منذ ذلك الوقت، من تراجع قيمته).(انتهى)(مؤسسة فرانس24 في 2/4/2014).
النَّصُّ المُقْتَبَسُ التَّالي، يُعطِيْنَا صُوْرَةً واضِحَةً، عَن دَوْرِ دُوَيْلَةِ قَطَرَ، في رِعَايَةِ مَشْروْعِ انْفِصَالِ جَنوبَ السُودَان: 
(و ترعى الدوحة منذ (6) أعوام، مفاوضات سلام بين حكومة الخرطوم، و متمردين بإقليم دارفور غربي البلاد، و نجحت في إبرام اتفاق سلام، بين الحكومة و حركة مسلحة من بين (4) حركات رئيسية، في يوليو 2011 . و في ابريل من العام الماضي ،تكفلت قطر بدفع (500) مليون دولار، خلال مؤتمر المانحين الذي استضافته، لإعادة إعمار دارفور، من أصل (3.65) مليار دولار، التزمت بها (35) دولة مشاركة). (انتهى)(محمد عبد الجواد/ صحيفة مدى البلد/ الأربعاء 2/4/2014).
للحَديْثِ تَتِمَّةٌ، فِي الحَلقَةِ القَادِمَةِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالى. و الّتي سَأَتَحَدَّثُ فِيهَا عَن عَنَاصِرِ القُوَّةِ الاسْتَراتِيْجِيَّةِ، الّتي يَجِبُ تَوَّفُرُهَا بالدَّوْلَةِ، لِتَلعَبَ دَوْراً اسْتراتِيْجِيّاً، في مُحِيْطِهَا الإِقْليْمِيّ و العَالَمِيّ أّيضاً. و هلّْ دُوَيْلَةُ قَطَرَ، تَمْلِكُ شَيْئَاً مِنْها؟.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=45448
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 04 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 3