• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : السيد المالكي والأصوات التي حصدها .
                          • الكاتب : صاحب ابراهيم .

السيد المالكي والأصوات التي حصدها

العراقيون هذه الأيام في خضم الصراع التظاهري وفي معمعة الرفض الذي لا أرى انه رفض منطقي بسبب ما حصل عليه السيد المالكي من أصوات في الانتخابات النيابية والتي وصل عدد الأصوات لشخص السيد المالكي حصرا والتي تجاوزت النصف مليون صوت وهي أعلى نسبة يحصل عليها سياسي عراقي في دائرة الانتخابات الديمقراطية ، وقبلها ما حصل عليه حزب الدعوة من أصوات تكاد تكون قد اكتسحت أغلب محافظات الوسط والجنوب وبين فكرة التظاهرات هذه الأيام والتي أغلبها تنتقد أداء الحكومة وبالذات المسؤولين من حزب الدعوة وكأن هنالك حملة شعواء تقوم بها جهات سياسية غايتها النيل من هذا الحزب ومن شخص السيد المالكي تحديدا متغافلين إن الانتخابات مر عليها اليوم عاما واحدا ، لا افهم سر هذا الانقلاب المفاجئ عند الشعب العراقي وانتفاض الشعب بهذه الطريقة التي تكاد تكون شبه همجية بسبب اليافطات المخجلة والكلام الذي لا يدل على ثقافة شعب عريق يعود تاريخ حضارته لسبعة آلاف عام مضت .

من يتابع التظاهرات يجدها لا تخرج عن مسارين فالأول هو مسار فوضوي يبحث من خلاله من يريد أن يقتنص فرصة الهجوم على الأملاك العامة والخاصة وإعادة العراق لمربع الحواسم والنهب والسلب والتي جربها هؤلاء في فترات سابقة ليست بالبعيدة وحصدوا من خلالها ملايين الدنانير ، أما المسار الثاني فهو مسار سياسي خبيث لا يكترث بالعراق أو بالعراقيين وأملاكهم العامة والخاصة بل لتحقيق أجندات سياسة بعد أن شعر هؤلاء بخسارتهم الانتخابية وهبوط نجمهم بسبب ما اقترفوه من أخطاء مخجلة في الفترة التي سبقت الانتخابات البلدية والنيابية.

بالتأكيد كلنا مع التظاهرات الحرة النزيهة والمهذبة والتي غايتها الإصلاح ولكن ليس لمظاهرات باطنها يختلف عن ظاهرها وهذا ما يحصل الآن فعلا في محافظات العراق .

أدبيا لا يجوز أن يخرج العراقيون بتظاهرات ضد سياسي عراقي حصد أكثر الأصوات ولا يجوز تحميل السيد المالكي وزر أخطاء الوزراء  والمسؤولين ولسبب واحد بسيط وهو إن السيد المالكي ليس هو المسؤول المباشر عن تعيين هؤلاء الفاسدون بل يجب محاسبة الأحزاب التي رشحت هذا أو ذاك ولكن الشعب العراقي دائما يبحث عن كبش فداء أو شماعة يعلق عليها أخطاءه دون أن يذكر محاسن أي إنسان قدم للعراق ما لم يستطيع أن يقدمه أي سياسي آخر في هذا الزمن والذي برأيي هو من أصعب الأزمنة التي عصفت بالبلد من يوم تأسيس الدولة العراقية قبل عقودا مضت .

يفترض بهذا الشعب عليه أن يتحمل وزر أفعالة وان يفكر بان التظاهرات الحقيقة ضد من يعتقد انه غير مؤهل لمنصب سياسي أن ينتظر الانتخابات القادمة وحينها يستطيع أي مواطن أن يختار من يعتقد انه الرجل الكفء لشغل المناصب الحساسة في الدولة وإلا كيف نفسر الاندفاع الأعمى في الاتجاه الايجابي قبل عام من الآن وبين الاندفاع الأعمى السلبي في هذا الوقت ، إنني أراها قمة في التناقض وهمجية وفوضوية في التفكير والذي كما أسلفت في مقالات سابقه إن العقل العراقي لا يعترف بأي تخطيط  فكري مستقبلي وهمه ينصب على اللحظة التي يعيشها دون وعي أو إدراك ويقود جموع التظاهرات شلة من المراهقين المدسوسين للأسباب أعلاه ( سبب مادي أو سبب سياسي ) .

هل يعلم العراقيين إن طيلة هذه الفترة التي تجاوزت الشهر من التظاهرات انها قد شلت كل الأعمال في العراق وتوقفت تماماَ حركة البلد في اغلب الاتجاهات والفوضى التي سببوها تجاوزت ملايين الدولارات إن كنا نتكلم بلغة الأرقام دون أن يعوا إن الشعب هو الخاسر الوحيد من هذه الفوضى ، لو كنا نعلم بالحسابات الاقتصادية لما صفق وهتف احدنا لهذه التظاهرات لأنها لا تقدم ولا تؤخر بل تشل حركة البلد وتهدم اقتصاده ولكن من يفهم بأبجديات الاقتصاد من هؤلاء الشباب المتظاهر ، أما الساسة الذين هم وراء هذه التظاهرات فهؤلاء لا يهتمون باقتصاد البلد وجل اهتمامهم ينصب على تحقيق مكاسب خفية يبحثون عنها وهذه هي الغنيمة التي ينتظرها السياسي المعمم والمرأة السياسية الفاشلة والتي شاءت بها الأقدار أن تكون عضو في مجلس النواب وتتكلم بنبرة المرأة الوطنية وهي بحقيقتها مجرد زبون دائم في صالونات الحلاقة في عمان وغيرها من البلدان العربية وجامعة للموضات التي تنزل بين حين وآخر في محلات صياغة الذهب ومرآة مخلصة لمبيضات الوجه ومن الماركات الأجنبية .

 

                          


كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو زهراء العبادي ، في 2015/07/14 .

في كلام موجز ..الاحزاب الشيعية هي وراء تلك الاحداث ومن صنعها المنغمسة حتى النخاع في صراع التنافس الانتخابي .وهي تستخدم كل وسيله ممكنه وتوضفها في هذا الصراع ...ووصل الامر عندها الى هذا المستوى من الثقافة المتدنية وتستخدم المواطن وتزجه الى الشارع لغرض توصيف الحال بان الحكومة فاشلة والناس غاضبه ..وهي لم تكلف نفسها يوم للحديث عن منجزات التي تحققت للعراق في زمن الحكومات السابقة وهي موجودة لكن البعض يحاول تغيبها عمدا وعدم تسليط الضوء عليها او حتى التكلم عنهافي فضائياتها ...انه زمن اخوة يوسف زمن الحسد والحقد ،،،



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=4550
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 04 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29