بغـــدادُ يـاهـالــةَ التأريخِ في القِـــدمِ ....وقبلــةً شمخـتْ في حاضـرِ الأمـمِ
بغـــدادُ يا مـرتـــعَ الأحـرارِ ياقـدراً .... وصحـوةً في سمـاءِ المجـدِ لم تنـمِ
أنتِ السّــبيلُ لمَنْ أمســى بلا سُبُـــلٍ ....أنتِ الدّلـيلُ بلِ الأنــوارُ في الظّلــمِ
ياكعبــةً أمّـهــا الحجاجُ فاعتمــــروا .... كـأنّـمـا هــم بـبـيــتِ الله والحـــرمِ
قـدِ ارتقيتِ صـروحَ المجـدِ شامخـةً .... حتى سموتِ الى العليــاءَ في شمـمِ
يا قمــةَ المجـدِ قد ذلّـتْ لهــا قمــــمٌ .... لمّــا بـدتْ شامخــاً يعلو على القممِ
قـد ذلّ حاســدُهـا فارتـدّ منحســــراً .... فمجــدُ بغــداد لـم يُـدركْ ولم يُـــرَمِ
لتشـرأبّ رؤوسُ العـربِ عاليــــــةً .... فـعـزّ بغـــدادَ من قحطــانَ لم يُضمِ
يا تائــهَ الفكـرِ لا مجــداً يضـلـلُـــــهُ ....عـرجْ لبغـدادَ حيثُ المجدُ واعتصمِ
هـي الأصالــةُ من عـزٍّ ومن شـرفٍ .... هـي السّماحـةُ من جـودٍ ومن كـرمِ
هـي الـرّياضُ بلِ الفـردوسُ في حللٍ ....قـدِ استطالتْ على صرحٍ من النّعمِ
طـوفي على الـروحِ أحلامـاً تداعبُني ....أنّى ابتسمتِ ، عيونُ الصّبحِ تبتسـمِ
للـــهِ ليلُـكِ يا بغــــدادَ إنْ همســـــتْ .... فيـهِ النّسـائمُ همـسَ العاشـقِ النّـهـمِ
فينحني الـرّوضُ في شوقٍ لطارقِـــهِ .... للـــهِ من طارقٍ أبـرى من التّهـــمِ
فـقـبّـلَ الـــوردَ طــلٌّ مـن نســـائمِــهِ .... حتى كســـاهُ بـعـقــدٍ منــهُ منتظــمِ
فلتـرشفي من ثنـايـا الـــوردِ كـوثَــرَهُ .... ولْيغـفُ دجلــةُ في عينيْـكِ ولْينــمِ
أشكـو لدجـلـةً من بعـدي ومن شجني ....من زائـرٍ خـانـقٍ في الليلِ مقتحــمِ
فاروي بخمــرِكِ قلبـاً ذابَ من ظمـــأٍ .... يـا مـاءَ دجلــةَ أطفأ جـذوةَ الحمـمِ
# # #
حــيّي الديــارَ بدمــعٍ منــكَ منســجمِ .... والثــمْ ثــراهــا بقلبٍ موجــعٍ كلــمِ
حــيّي الديـارَ ونـاجِ الـرّبـعَ في عتبٍ ....فالروحُ ولهى ونارُالوجدِ في ضرمِ
بغــــدادُ مهـلاً فقـد لاقيتُ في سفـري ... ما لا أطيـقُ من الأهــوالِ والسّقــمِ
لقــد مضغتُ صديـدَ البعدِ عن وطني ....أنـا السّقيمُ فهــاكِ القلبَ واحتكـمي
قـد ذابَ وجــداً على أطــلالِ باقيــــةٍ ....من ذكـريـاتٍ تمنّينــي الى العـــدمِ
فكيف أحيــا على أرضٍ بلا نســـــبٍ ... ولا تـراثٍ وعنّي النّـاسُ في صممِ
أم كيف أتـركُ أرضـاً لي بهــا حسبٌ .... لهــا من الحـقّ مَنْ يبخسْهُ يُـتهــمِ
أرضَ العـراقِ اليكِ الـروحُ شاخصةٌ .... شـوقاً اليكِ كشـوقِ الأرضِ للدّيــمِ
فلتنفخي الروحَ في روحي فقــد أفلتْ .... مـا بين محتـرقٍ منهـــا ومنخــرمِ
بغــدادَ يعـربَ سلّي السّيفَ من غمــدٍ .... ولْيفطـرنّ على هـامـاتِهــــم بــــدمِ
فيـهِ انعتـاقٌ وفيـهِ عـزُّ من ظُلِمــــوا ... يا صارمَ العربِ يكفي الصّومَ لاتصمِ
فلتخلعـــنّ ثيــابَ الـوهــنِ مقتحمـــاً .... إنّ المهنّــــدَ قـد ينبــــو بـلا هـمـــمِ
فالنّصـرُ أقـربُ من حبلِ الوريـدِ دنـا ... بوركتَ فاقطفْ ثمارَ النّصـرِواغتنمِ
# # # |