لم يعد الصبية الصغار يلعبون خلف السدة
ولكن ظلت احلامهم الكبيرة صغيرة
ترعى ساحة كرة القدم بلا اهداف
لم يعد العشب ينمو خلف حوافر الخيل
التي جرحت الحرب من ذيلها
الى ساحات المدينة
لم اعد اجلس في مقهى الفقراء في الباب المعظم
لان المعظم غادرها صوب ناحية السلام
حيث يرقد طفل الجنوب النائم بجوار الباب
محمد
محمد
محمد
الحمراني
قال الحمراني لي على غفلة من اهوار الجنوب
ان الرواية قادمة بحر
والشعر راحل
فمضت الى النهر وعدت باسماك وفيرة
قلت ان الشعر قادم
ورحل الحمراني تاركا روايات وشعر
هل تذكر
انها سوف تمطر
مادمت تذكر
ان الصبية الصغار
يكسرون اقلام الرصاص
يقبلون البندقية
يشمون رائحة القرنفل والبارود
ويشتمون التماثيل في احلامهم
ويصفقون لها في الساحات
الصبية الصغار يكتبون الشعر والنثر والرواية
ويحملون بالاميرة النائمة
وبنت السلطان
ولا احد
يؤقظهم من احلامهم المؤجلة
لاحد على المنصة
لا منصة
ولا احد
سوف اتي
كل المدن نائمة
على سرير الحرب
الا مدينتي فهي
حرب نائمة في سريري
وانا احلم قلبا من ورق ونبض
كيف تعيش المدينة والنهر حرب
والكلام قاتل سري
والشعر لا ينام
سلام عليكما
يوم يبعث الشعر
حيا
|