• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : تاملات في القران الكريم ح201 سورة الكهف الشريفة .
                          • الكاتب : حيدر الحد راوي .

تاملات في القران الكريم ح201 سورة الكهف الشريفة

بسم الله الرحمن الرحيم
 
وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً{21} 
تبين الآية الكريمة ( وَكَذَلِكَ ) , كما انمناهم , ( أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ ) , اطلعنا عليهم اهل مدينتهم , ( لِيَعْلَمُوا ) , ليعلم من اطلع على حالهم امرين : 
1- ( أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ) : بالبعث , فالله تعالى الذي القى النوم عليهم كل هذه المدة من غير طعام ولا شراب قادر على بعث الموتى .
2- ( وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا ) : ان القيامة واقعة لا محالة .    
( إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ ) , اختلف المفسرون في المتنازعين وفي اي موضوع تنازعوا , لذا ننقل رأيين :  
1- (يتنازعون) أي المؤمنين والكفار (بينهم أمرهم) أمر الفتية في البناء حولهم . "تفسير الجلالين للسيوطي" . 
2- أمر دينهم وكان بعضهم يقول تبعث الأرواح مجردة وبعضهم يقول تبعثان معا ليرتفع الخلاف ويتبين إنهما تبعثان معا كذا قيل وكان في حديث الأحتجاج ايماء إلى ذلك وقيل أمرهم أي أمر الفتية حين توفاهم ثانيا وكان بعضهم يقول ماتوا وبعضهم يقول ناموا كنومهم أول مرة وقد سبق في حديث القمي وكيف كان . "تفسير الصافي للفيض الكاشاني" . 
( فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَاناً ) , حين عادوا الى منامهم الثاني , ( رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ ) , بشأنهم , ( قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ ) , الملك المؤمن والمؤمنين , ( لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً ) , للصلاة والتبرك .         
 
سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِراً وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً{22} 
تبين الآية الكريمة ان هناك نزاع او خلاف في عددهم , فكانت الآراء على ثلاثة وجوه : 
1- ( سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ ) .  
2- ( وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ ) . 
كلا الرأيين لنصارى نجران كما اشار اليه السيوطي في تفسير الجلالين , ويلاحظ ان ( رَجْماً بِالْغَيْبِ ) جاءت بعدهما مباشرة , مما يفقدهما ويجردهما من الصواب .     
3- ( وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ) : وهذا الرأي الثالث لم تشمله ( رَجْماً بِالْغَيْبِ ) , فقد يشير ذلك الى صحته , كما تقدم في رواية عن الامام علي بن ابي طالب (ع) .        
( قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم ) , الله جل وعلا يعلم عددهم , ( مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ) , ولا يعلم عددهم من البشر الا قليل , ( فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِراً ) , فلا تجادل اهل الكتاب فيهم جدالا معمقا , الا جدالا ظاهرا يقتصر على ما يوحى اليك في شأنهم , ( وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً ) , لا تأخذ الرأي والفتيا في شأن اصحاب الكهف من اي شخص من اهل الكتاب , ( يعني يقول حسبك ما قصصنا عليك من أمرهم ولا تسأل أحدا من أهل الكتاب عنهم ) ."تفسير القمي" .      
يضيف السيوطي في تفسيره الجلالين ان اهل مكة سألوه (ص واله) عن خبر اصحاب الكهف , فقال (ص واله) : اخبركم به غدا , ولم يقل انشاء الله فنزلت الآية الكريمة التالية . 
 
وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً{23} 
تنهى الآية الكريمة ان يعزم احد على فعل امر في مستقبلي من غير ان يعلق ذلك على مشيئته جل وعلا . 
 
إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً{24} 
تستكمل الآية الكريمة موضوع سابقتها , ونستقرأها في ثلاثة موارد :  
1- ( إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ) : كل حركة وسكون ترتبط بمشيئته جل وعلا , فينبغي القول ( ان شاء الله ) عند العزم على اي امر مستقبلي سواء كان قريبا او بعيدا .    
2- ( وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ ) : يبين النص المبارك انك اذا نسيت قول ( ان شاء الله ) , يمكنك قوله اذا تذكرت , فلا بأس في ذلك . 
3- ( وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً ) : في النص المبارك عدة اراء منها : 
أ‌) (وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا) من خبر أهل الكهف في الدلالة على نبوتي (رشدا) هداية وقد فعل الله ذلك . " تفسير الجلالين للسيوطي , تفسير الصافي ج3 للفيض الكاشاني" . 
ب‌) ( وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً ) : قيل أي يهديني لشيء آخر بدل هذا المنسي أقرب منه رشدا وأدنى خيرا ومنفعة . " تفسير الصافي ج3 للفيض الكاشاني" .          
 
وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً{25}
تبين الآية الكريمة ان اصحاب الكهف لبثوا في كهفهم ثلاثمائة وتسع سنين .
حول هذه المدة ننقل رأيين متشابهين : 
1- للسيوطي رأي لطيف في هذا الموضوع حيث افاد (  وهذه السنون الثلاثمائة عند أهل الكتاب شمسية وتزيد القمرية عليها عند العرب تسع سنين وقد ذكرت في قوله (وازدادوا تسعا) أي تسع سنين فثلاثمائة الشمسية ثلثمائة وتسع قمرية ) .
2- جاء في مجمع البيان ( روي أن يهوديا سأل علي بن أبي طالب عليه السلام عن مدة لبثهم فأخبر بما في القرآن فقال إنا نجد في كتابنا ثلثمأة فقال علي عليه السلام ذلك بسني الشمس وهذا بسني القمر ) .  
 
قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً{26} 
تستمر الآية الكريمة في موضوع سابقتها الكريمة ونستقرأها في خمسة موارد : 
1- ( قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا ) : الله اعلم بمدة لبثوا من الذين اختلفوا فيها من اهل الكتاب , والحق ما اخبر الله تعالى به . 
2- ( لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) : علمه جل وعلا .  
3- ( أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ ) : ما ابصره وما اسمعه جل وعلا ! , جاءت بصيغة التعجب دلالة ان امره بالإدراك خارج عن كل الحدود التي يمكن للمخلوقين تصورها . 
4- ( مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ ) : ولي يتولى امورهم في النصرة والتأييد والتسديد . 
5- ( وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً ) : وهو جل وعلا غني عن الشريك . 
 
وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً{27} 
توجه الآية الكريمة خطابها للنبي الكريم محمد "ص واله" ( وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ ) , القرآن الكريم , ( لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ) , لصدقها وسلامتها من التحريف , ( وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً ) , ملجأ .    
 
وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً{28} 
تستمر الآية الكريمة في خطابها للنبي الكريم محمد (ص واله) (  وَاصْبِرْ نَفْسَكَ ) , احبسها , (  مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ ) , طرفي النهار , (  يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ) , رضاه جل وعلا , (  وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ ) , لا تصرف نظرك الى غيرهم , (  تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) , في مجالسة اهل الغنى او طلاب الدنيا وزخرفها , (  وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا ) , بالخذلان , (  وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ) , في الشرك , (  وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ) , في تجاوز الحد ونبذ الحق .        
يروي القمي في تفسيره ان الاية الكريمة ( نزلت في سلمان الفارسي ( رضى الله عنه ) كان عليه كساء فيه يكون طعامه وهو دثاره وردائه وكان كساءا من صوف فدخل عيينة بن حصين على النبي صلى الله عليه وآله وسلمان عنده فتأذى عيينة بريح كساء سلمان وقد كان عرق فيه وكان يوما شديد الحر فعرق في الكساء فقال يا رسول الله إذا نحن دخلنا عليك فأخرج هذا وحزبه من عندك فإذا نحن خرجنا فادخل من شئت فأنزل الله عز وجل ولا تطع من أغفلنا قلبه الآية وهو عيينة بن حصين بن حذيفة بن بدر الفزاري ) . 
وفي مجمع البيان انها (  نزلت في سلمان وأبي ذر وصهيب وخباب وغيرهم من فقراء أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وذلك أن المؤلفة قلوبهم جاؤوا إلى رسول الله عيينة بن حصين والأقرع بن حابس وذووهم فقالوا يا رسول الله إن جلست في صدر المجلس ونحيت عنا هؤلاء وروايح صنانهم وكانت عليهم جباب ( جمع جبة ) الصوف جلسنا نحن إليك وأخذنا عنك فلا يمنعنا من الدخول عليك إلا هؤلاء فلما نزلت الآية قام النبي صلى الله عليه وآله يلتمسهم فأصابهم في مؤخر المسجد يذكرون الله عز وجل فقال الحمد لله الذي لم يمتني حتى أمرني أن أصبر نفسي مع رجال من امتي معهم المحيى ومعهم المماة ) .  
 
وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً{29} 
تستمر الآية الكريمة في خطابها للرسول الكريم محمد (ص واله) ( وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ) , هو الحق الثابت المبين منه جل وعلا , ( فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ ) , اختاروا اي الطريقين , طريق الايمان ام طريق الكفر , في النص المبارك شيئا من التهديد لمن استكبر واختار طريق الكفر , ( إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً ) , يبين النص المبارك ان الله تعالى اعد وهيأ للكافرين نارا خاصة لعقابهم , ( أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ) , فسطاطها , ( وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ) , وان استغاثوا من العطش وطلبوا ماءا , اغيثوا بماء كعكر الزيت وقي النحاس المذاب , يشوي الوجوه من شدة حرارته , ( بِئْسَ الشَّرَابُ ) , المهل , ( وَسَاءتْ ) , النار , ( مُرْتَفَقاً ) , يقابل قوله عز من قائل ( وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً{31} ) .         
 
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً{30} 
تقرر الآية الكريمة ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) , امنوا بالله تعالى ورسوله (ص واله) وعملوا الاعمال الصالحة , ( إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً ) , فأنه جل وعلا لا يضيع اعمالهم وان كانت صغيرة , وسيثيبهم عليها .     
 
أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً{31}
تبين الآية الكريم ثواب واجر ومقام المؤمنين الذي ذكرتهم الآية الكريمة السابقة : 
1- ( أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ ) : اقامة دائمة . 
2- ( تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ ) : لبيان كثرة الانهار . 
3- ( يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ ) : اشارة الى حليهم في تلك المنزلة والمقام . 
4- ( وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ ) : يبين النص المبارك لباسهم ( مِّن سُندُسٍ ) , ما رق من الديباج , ( وَإِسْتَبْرَقٍ ) , ما غلظ منه .  
5- ( مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ) : على الاسرة { عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ }الصافات44 .   
ثم تختتم الآية الكريمة بختام يقابل ختام سابقتها الكريمة (  نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً ) , يقابله في سابقتها الكريمة  (  بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً ) . 
للفيض الكاشاني رأي لطيف في لباس اهل الجنة الاخضر (  وكأن الثياب الخضر كناية عن أبدانهم المثالية البرزخية المتوسطة بين سواد هذا العالم وبياض العالم الأعلى فإن الخضرة مركبة من سواد وبياض والرقة والغلظة كنايتان عن تفاوتهما في مراتب اللطافة ) . 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=45908
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 05 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20