• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : الانتخابات البرلمانية .
                    • الموضوع : العراق بين حكومة الشراكة الوطنية وحكومة الأغلبية السياسية .
                          • الكاتب : علاء كرم الله .

العراق بين حكومة الشراكة الوطنية وحكومة الأغلبية السياسية

  
  لا شك أن نتائج الأنتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت بالعراق في 30 /حزيران الماضي والتي لم تعلن لحد الآن  ستحظى بأهتمام كبير ومتابعة وترقب من قبل  أمريكا ودول الغرب ودول المنطقة العربية ودول الخليج  ودول الجوار الأقليمي للعراق لكون جميع هذه الدول لعبت دورا كبيرا ومؤثرا في مجريات الأحداث التي جرت بالعراق منذ سقوط النظام السابق ولحد الآن وما زالت هذه الدول مهيأة  للعب أدوار جديدة وحسب ما تقتضي مصالحها القومية العليا وحسب ما يفرضه الحراك الساسي الدولي على عموم المنطقة!!  . لقد أثبتت  تجربة السنوات العشر التي مرت على العراق فشل حكومة الشراكة الوطنية التي لم تكن في حقيقتها ألا كذبة كبيرة كذبها السياسيين وصدقوها ومن ثم هم أول من رفضها وانتقدها!، فمثلما يصعب أن تجمع بين (الذئب والحمل)!! في مكان واحد فكذلك من الصعب أن تجمع بين الضحية والجلاد في مكان واحد!، وهذه هي صورة حكومة الشراكة الوطنية !! التي لم تكن خليطا متجانسا وأفتقدت الى الثقة في التعامل؟!، حيث رفض الكل  العيش بسلام بين بعضهم البعض!، وفي حقيقة الأمرأن الجميع لا يريدون الشراكة! والكل يريد أن يكون هو وحده من يخطط ويقود دون غيره!، وهذا بسبب موروث الدكتاتورية  والآفة المزمنة المستوطنة ليس في عقل السياسي العراقي حسب بل لدى عموم الساسة العرب!! يقول المؤرخ الكبير بن خلدون( آفة العرب الرئاسة)!.وحقيقة الأمر ان العراق فعلا لا تلائمه حكومة الشراكة الوطنية ولا حتى الأنتخابات البرلمانية!!، بل يلائمه النظام الرئاسي( وهذا موضوع سنتناوله ان شاء الله في مقال قادم). فالحكومة التي أطلق عليها حكومة الشراكة الوطنية كانت فقط بالأسم! وبالواقع كانت حكومة عداءات وموت وصراع وتصفيات ومحاصصة سياسية وطائفية بأمتياز!! وهذه ومع الأسف الحقيقة المرة التي بات يعرفها حتى الأ’طفال!.رئيس الحكومة المالكي الذي يقاتل في سبيل الفوز بولاية  ثالثة على الرغم من عدم وجود نص واضح وصريح في الدستور العراقي (دستور الأزمات والأجتهادات والقنابل الموقوتة!!) يسمح له بالترشيح بولاية ثالثة !! ألا أنه رشح نفسه و تحدى جميع خصومه السياسيين في هذه الأنتخابات ليس لثقته بالفوز بالأنتخابات بالمرتبة الأولى حسب بل بأصراره وأعلانه وتصريحاته  وحتى قبل الأنتخابات بأن الحكومة القادمة ستكون حكومة الأغلبية السياسية!!. وفي حقيقة الأمر أرى أن حكومة الأغلبية السياسية هي حقا ستكون بمثابة  طوق النجاة للعراق والبداية الحقيقية لأعادة بنائه كما أنها في نفس الوقت قادرة على أيجاد البوصله التي ستقود العراق  الى بر الأمان  بعد أكثر من عشر سنوات من الضياع وسط أمواج وأهوال  من الأزمات والمشاكل. وهنا لابد من الأشارة أن ( آلية الحكم بالعراق قسمت طائفيا بأن يكون: رئيس الجمهورية سني/ كردي او عربي—رئيس الحكومة شيعي--- رئيس البرلمان /سني كردي أو عربي)!!!، وما حكومة الشراكة الوطنية في حقيقتها ألا  مكملة لهذا التقسيم الطائفي! فهذا الوزير لهذا الحزب وذاك الوزير لهذه الكتلة وهكذا الى بقية الوزارات حتى نزلت المحاصصة الطائفية والسياسية الى درجة (المدير العام)! فهذا المديرالعام الذي سيتم تعينه بالمنصب الفلاني سيكون من حصة أي حزب أو أية كتله!! وحسب الدور (السرة!!). وأعتقد وقد يتفق معي الكثيرين أن حكومة الشراكة الوطنية على مدى السنوات التي مضت كانت مهزلة المهازل وأودت بالعراق الى الهاوية حيث كانت عنوان للفساد والنهب والسرقة والمصالح الشخصية والحزبية والفئوية الضيقة! وهنا لا بد من التوضيح  أن هذا التقسيم السياسي الطائفي المقيت والمرفوض منطقا وشرعا وعقلا هو من ترتيب الأمريكان ومباركة وموافقة الأحزاب السياسية النافذة!! والعاملة  على الساحة العراقية من بعد السقوط!؟، وبالوقت الذي تحد حكومة الشراكة الوطنية كثيرا من سيطرة رئيس الحكومة على كابينته الوزارية! لأن ولاء الوزراء هو في حقيقة الأمر يكون لأحزابهم وكتلهم السياسية التي رشحتهم قبل ان يكون للحكومة والوطن والشعب ! وهذا ما لمسناه  في كل الحكومات التي تشكلت منذ السقوط ولحد الآن ، وهم يأتمرون بأمر زعمائهم الساسيين لا بأمر رئيس الوزراء؟!!.بالمقابل أن حكومةالأغلبية السياسية ستطلق يد رئيس الحكومة بالسيطرة على كابينته الوزارية ومحاسبة وزرائه أن اخفقوا في أداء عملهم  لأنه هو من سيشكل الوزارة وهو من سيختاروزرائه، ولا يفرضون عليه من قبل الأحزاب والتيارات السياسية!! وهي بذلك  ستحد كثيرا من موضوع المحاصصة!!. ( وهنا لابد من التذكير أن رئيس الحكومة سبق وأن طرح قبل سنتين موضوع ان تكون الأنتخابات  رئاسية وليس برلمانية  ألا أنه جوبه بمعارضة شديدة من الأكراد!! الذين لا يريدون أن يفقدوا منصب رئيس الجمهورية المقسم لهم حصرا حسب المحاصصة السياسية !!).والسوال الذي يطرح نفسه؟: هل ستسمح أمريكا ودول الغرب ودول الخليج  وأيران والسعودية وتركيا الذين تدخلوا جميعهم بالشان العراقي الداخلي منذ سقوط النظام السابق ولحد الآن وهم من أوصلوه الى هذا الحال الذي لا يحسد عليه !!! للمالكي بتشكل حكومة الأغلبية السياسية التي يتوقع الكثير من المتابعين والمحللين السياسيين بأنها ستكون فعلا طوق النجاة للعراق من حالة الضياع التي هوفيها؟!، وهم من يضمرون كل الشر للعراق وما زالوا يعملون على تدميره وتقسيمه وأثارة المشاكل والأزمات والنعرات الطائفية؟!.  هذا ما ستسفر عنه الأيام والأشهر القادمة فأيام العراق القادمة حبلى بالكثير من المفاجأات!.
 


كافة التعليقات (عدد : 2)


• (1) - كتب : محمد ابراهيم ، في 2014/05/16 .

ممششككوورر

• (2) - كتب : نبيل محمود ، في 2014/05/16 .

السلام عليكم اوج ان اقول في البدايه انني متفق معك في هذا المجال فالشراكه ليس هو الحل لانها ستوءدي الى المحاصصه للبلد فنقول هذا الوزير من الحزب الفلاني وهذا الوزير من الحزب الاخر وكل وزير ياءتي باصحابه بتعيينهم في المكان الغير المناسب للشخص الغير المناسب لانه من حزب ذااك الوزير وعلى ذا لم نفعل اي شي فتعود الكرة كما كانت يبقى العراق في دوامه الصراع الطائفي والعرقي ويكون ولائه للحزب الفلاني وليس للوطن انا اتفق معك باءن الغلبيه الساسيه هي الحل الوحيد للبلد لانقاذه من هذه الدوامه التي نعيش بها الان ونفشل المخططات تاتي يراد بها تقسيم البلاد ويعملون على ذالك الدول الجوار الحنينه على العراق وكانه هذا البلد كتب عليه الشقاء ةلا احديريد له الخير ولا اعرف لماذا هذا الحقد على العراق بالرغم من مساعدته للدول المجاورة فلا يريدون الخير لهذا البلد العريق..........بارك الله فيك على المقال الشيق واسف على التاءخير للاحابه ابو اوس



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=45963
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 05 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29