• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الصَحَابِيُ الجَلِيلُ سَلَمَانُ المُحَمَديُ (إطلاَلَةٌ عَلى الأبعَادِ الشَخصِية) .
                          • الكاتب : حسن الجوادي .

الصَحَابِيُ الجَلِيلُ سَلَمَانُ المُحَمَديُ (إطلاَلَةٌ عَلى الأبعَادِ الشَخصِية)

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

الحَمدُ للهِ الواحِد الاحدُ الفردُ الصَمَد غَنِي كُلِ فَقِيرٍ وعِزِ كُل ذَلِيل وقُوةَ كُلِ ضَعِيف ،الابَدُ الِذي لا أَمَدَ لَهُ، وأَحمِدَهُ كُلَما وَقَبَ لَيلٍ وَغَسَق وأَحمِدَه كلما لاحَ نَجمٍ وَخَفَق ، ذلك اللَهُ رَب العَالَمِين وَصَلاته التامَة الوَفَيِرة الكَثيِرة على رَسُوِلهِ الكَريم خَاتِم الانبياء والمُرسَلِين مُحَمد وأَحمَد في العَالَمِين وعَلى آلهِ الهُداةِ المَيامِين عَليٌ وفَاطِمَة وأبنائهما الطَاهِرِين ..

وبعد:

إنَ البَشَريةَ مُحتَاجَةُ للدروسِ والعبرِ لِكي تسلك في الحياة مسلكاً صحيحاً ولكي تسير في هذا النهج الصحيح عليها النظر في تاريخ من تحتاج منهم الموعظة والدرس في شتى ميادين الحياة والامة الاسلامية حفظ لها التاريخ رجالاً كانت سمتهم الخلود على صعيد العلم والعمل والفكر والجهاد والتربية فكانوا حقاً مثالاً يحتذى به لذا سنبحث في تاريخ أحد هؤلاء الامجاد الذين خلدهم التاريخ بخلود العز والمجد. 

تتصاغر الكلمات وتنحني الجمل متواضعةً عند التعبير عن شخص جعل الدنيا جسراً للاخرة فكانت عنده دار ممر لا دار مقر هو إنسان لكن ليس كغيره من البشر عرفَ من أين وفي اين الى اين ونال حظه الاوفر هو غير معاصر ببدنه لكنه معاصر بفكره وخلقه ومثله وقيمه فخَلدَ بجدهِ وكدهِ ودونه التاريخ شخصاً استثنائياً في سجل الخالدين من الشرفاء والنجباء، كوكب يلوح للناظرين في أفق سماء المعرفة في تاريخ الاسلام الاصيل مجاهداً يلوح للثائرين مشعلاً ونبراساً وعابداً زاهداً قدوة للمؤمنين، جاهد الجهادين في البحث عن الاسلام فكان رجل الصبر والجهاد والايمان ذاك هو سلمان الخير المنعوت بالمحمدي ابن الاسلام صاحب الرسول (صلى الله عليه واله) الذي اعطى الصحبة حقها فكان ممن تخلق باخلاق النبي (ص) واهتدى بهديه، شخصية غير اعتيادية في ابعادها الشخصية طاوية بين جعبتها معاني سامية وأمثلة الخلق النبيل والصفات الحميدة فكان لنا وقفة واطلالة على تلك الابعاد والجوانب المشرقة من هذه الشخصية الفذة فكان البحث يدور حول النصوص التي ذكرت سلمان الخير والنصوص التي رويت عنه فمن تلك النصوص كانت الانطلاقة في بيان تلك الابعاد الشخصية المشرقة الرائعة للصحابي الجليل وقد قسم البحث على عدة نقاط اعتماداً في ذلك على كتب السير والتاريخ التي تناولت حياته المباركة 

اسمه الكريم: 

عند مراجعة المصادر التي تناولت سيرة الصحابي الجليل سلمان المحمدي تجد هنالك نقاط اتفاق ونقاط خلاف في بعض الجوانب لهذه الشخصية الكبيرة لكن هذا الخلاف ليس من باب النقيض الا في موارد قليلة جداً نحو أعتناقه للديانة المجوسية او انه لم يعتنق ديانة غير سماوية وكان موحداً ـ كما هو الصحيح ـ وكذلك حصل الخلاف في اسمه الفارسي الاصل وسجل لنا هذا الخلاف المحدث النوري في كتابه فقال: 

(كان اسم سلمان روزبه بن خشبوزان (... فأعتقني رسول الله صلى الله عليه وآله وسماني سلمان): (قيل: إن اسم سلمان ماهويه، وقيل: ما به، وقيل : بهبود بن بدخشان من ولد منچهر الملك، وقيل: بهبود بن بودخشان بن مردسلان بن بهبودان بن فيروز بن شهرل من ولداب الملك)، وقال حمد الله المستوفي: (اسمه ناجيه بن بدخشان بن أردچين بن مرد سالار من نسب منوچهر الملك) ويظهر منه ان اسم أبيه (بدخشان) وفيه: (هذا كتاب من محمد رسول الله)، سئله سلمان وصية بأخيه ماهاد بن فرخ (بن بدخشان) وعن المناقب: (مهاد بن فروخ ابن مهيار)( ) 

هذا تمام الكلام حول اسم الصحابي سلمان الخير الذي نقلناه من نفس الرحمن باختصار غير مخل بالمعنى العام، فالذي يظهر ان النبي (ص) هو الذي سماه سلمان وقد كان سلمان يسأل عن نسبه فيقول انا سلمان ابن الاسلام كما هو موجود في عدد من المصادر ولا يهم هذا الاختلاف الحاصل في اسمه الفارسي فهو عندما انتقل الى الاسلام عرف بهذا الاسم سواء كان هو الاصل ام لا فاذا كان الذي اختاره النبي(ص) فهذا يدل على ان صاحب الاسم عزيزاً عند النبي(ص) وله مقام رفيع عنده والعرب تهتم بالاسم والقبيلة والاجداد وهذا من شأنهم كما أن الاسلام عندما اتى اهتم بمثل هذه القضايا كحسن التسمية وقبحها إلا انه الغى الفوارق الانتمائية القومية وجعل الميزان الصحيح هو التقوى كما في قوله تعالى:( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)( ) 

نقل الكراجكي (قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله أيها الناس ان ربكم واحد وان أباكم واحد لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى قال الله ان أكرمكم عند الله أتقاكم)( )

هذا ما يؤيده العقل والطبع فأن الانسان بعمله واتزانه وخلقه لا بحسبه ونسبه فالعمل والنجاح والايمان مقدم قبل كل شيء في الاسلام وهذا ما سعى الاسلام ان يثبته في نفوس المسلمين ولا يهم من أنكر ذلك فلا كلام بعد كلام القران ونبيه وأهل بيته الكرام

نسبه: 

هو من نسل الملوك، و جدّ آبائه « منوجهر » مؤسس الدولة الثانية من دول الفرس القديمة، و لكن سلمان يرفض الانتساب لغير الاسلام، و كان يقول: أنا ابن الاسلام، أعتقني اللّه بمحمد، ورفعني بمحمد، وأغناني بمحمد ، وصلى اللّه على محمد وآل محمد، فهذا حسبي ونسبي، وأقره محمد على هذا الحسب والنسب وقال: سلمان منا أهل البيت، وكان يقال له: سليمان المحمدي، و سلمان الخير، وسلمان الحكمة والعلم ، و سلمان باك أي النظيف في لغة الفرس، والطيب والطاهر، وصاحب الكتابين: القرآن والانجيل( )

كنيته:

لعله كان معروفاً باسمه اكثر من كنيته وكان يكنى بـابي عبد الله( ) والروايات كثيرة في هذا الباب عند الفريقين وهنالك كنيتان هما أبو البينات وأبو المرشد( ) لكن الاولى اشهر واقوى 

القابه:

الالقاب كانت ولا تزال أمراً جميلاً عند العرب بل عند كثير من الامم والقوميات والصحابي الجليل سلمان كانت له عدة القاب وبطون المصنفات تحكي لنا ذلك وهي سلمان المحمدي وسلمان ابن الاسلام وسلمان الخير( ) 

وهذا اللقب الاخير تجده في رواية البحار عن عبد الله بن محمد العلوي ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي عليه السلام قال : حدثني سلمان الخير رضي الله عنه فقال : يا أبا الحسن قل ما أقبلت أنت وأنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله : إلا قال : يا سلمان هذا وحزبه هم المفلحون يوم القيامة ومن طرق العامة عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى سلمان الخير قال إن نبي الله عليه السلام يريد ان يمنحك كلمات تسألهن الرحمن ترغب إليه فيهن تدعو بهن بالليل والنهار( ) فتجد عبارة سلمان الخير في هذه الرواية فان لم تكن من أظافات الراوي فهي من قول أمير المؤمنين (ع) فيكون هذا اللقب معروفاً في عهده او هو من أطلق عليه هذا اللقب 

وتجد في بعض المصادر عبارة روي عن سلمان الخير مما يدل على ان هذا اللقب ثابت لسلمان ومن هذه المصادر مسند احمد وصحيح مسلم وسنن النسائي والمستدرك والسنن الكبرى ومجمع الزوائد والمصنف وصحيح ابن حبان وتحفة الاحوذي والمعجم الكبير وبالاظافة الى تلك الالقاب الناصعة والجميلة فله ايضاً لقب تأخر عن تلك الالقاب وهو (سلمان باك) وباك تعني بالفارسية (الطاهر)( )

شدة ملاصقته للرسول الاكرم:

الملاحظ من الروايات التي رويت عن طريق العامة والخاصة ان سلمان المحمدي كان شديد الملاصقة مع أهل البيت والنبي الاعظم وفي ذلك عدة اشارات مهمة تدل على المقام والمنزلة التي يكنها النبي وأهل بيته لهذا الصحابي الجليل فلم يفارقهم لا في المسجد ولا في الحرب وهذا القرب لا يعني ان بقية الاصحاب الاخيار كانوا غير مقربين كالمقداد وعمار وغيرهم لكن سلمان حسب المستفاد من سيرته كان قريبا منهم جداً وصدر به القول (سلمان منا أهل البيت) ومما يدلل على قربه من النبي الاعظم (ص) رواية ابن عبد البر في الاستيعاب عن عائشة قالت: كان لسلمان مجلس من رسول الله (صلى الله عليه واله) ينفرد به بالليل حتى كاد يغلبنا على رسول الله( ) قال الحلبي (وكان معدودا من أخصائه صلى الله عليه وسلم)( )

وكثيراً ماروى سلمان عن النبي (ص) المواعظ والاخلاق والاحكام وحفظه لاحاديث رسول الله (ص) واستشهاده بكلامه (ص) في كثير من الامور مما يعطي تصوراً عن تأثره الكبير برسول الله (ص) فكان دائماً ما يقول أخبرني رسول الله ويأتي بالقول فيستشهد به فيجعله القانون والدستور الاقوم في حياته التي ختمها بالخير والايمان، كما ان بعض النصوص وصفته بحواري رسول الله (ص) 

فضله وعلمه:

المتتبع للروايات الكثيرة المروية في كتب جمهور المسلمين التي تذكر شخصية الصحابي الجليل سلمان الخير يجد انها تتركز في بيان فضل سلمان ومنزلته وكذا علمه ومعرفته مما يدل على عظم هذه الشخصية التي يندر وجود مثلها في كل زمن حتى صار شاهداً يضرب به المثل بعلمه وفضله ولم تكن تأتي هذه المنزلة والرتبة الشريفة من لاشيء بل اتاه هذا المقام والشرف والعلم بسبب حبه للاسلام ولرجالات الاسلام وجهاده وثباته على مبادئ الاسلام الحقة فنال ما نال من الدرجات الرفيعة والمنزلة السامية حتى بلغ به قول النبي(ص) اعلى واكمل ما يطمح مسلم ان يصل اليه فجعله من أهل البيت بقوله المعروف (سلمان منا أهل البيت) فهذا الحديث اعطى انعطافة كبيرة في فهم مقام الصحابي الجليل سلمان الخير بأن منزلته وفضله لم تحدد من قبل الناس وانما بين ذلك رسول رب العالمين الذي لا ينطق عن الهوى ابداً غير ان كثيراً من الروايات وصفة بالمحَدَث وهذا الوصف لم يكن لاي كان بل لاشخاصٍ مشخصين قلائل فصار بذلك من أبرز صحابة رسول الله (ص) وان لم يكن من غير العرب فأن الاسلام ألغى هذه الاعتبارات فجعل اعتباره التقوى والايمان كائناً من كان من دون تمايز بين الاشكال والالوان والاقاليم والاوطان فالرب والخالق هو الله جل جلاله، والوطن هو الاسلام، والنبي هو محمد (ص) والدستور هو القران، فكان سلمان خير من جسد هذا العنوان ولم يفتخر بوطنه وقوميته امام العرب تفاخر الكبرياء والعظمة لانه سعى لتطبيق مبادئ الاسلام وكان ممن يهتدي بهديه لذا تمسك بتعاليم الاسلام فنال الدرجات العلى وقدم السبق في نيل الفضائل، وإليك بعض الدلائل والبينات على ما اردجناه اعلاه: 

1ـ قال تعالى: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا)( ) فهذه نزلت في سلمان الفارسي كان عليه كساء فيه يكون طعامه وهو دثاره ورداؤه وكان كساء من صوف فدخل عيينة بن حصين على النبي صلى الله عليه وآله وسلمان عنده ، فتأذى عيينة بريح كساء سلمان وقد كان عرق فيه وكان يوم شديد الحر فعرق في الكساء ، فقال: يا رسول الله إذا نحن دخلنا عليك فأخرج هذا واصرفه من عندك فإذا نحن خرجنا فأدخل من شئت فأنزل الله ( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا )( )

2ـ ثمّ أقبل رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على سلمان فقال : يا أبا عبد اللّه ! أنت من خواصّ إخواننا المؤمنين ، ومن أحباب قلوب ملائكة اللّه المقرّبين ، إنّك في ملكوت السماوات والحجب والكرسي والعرش وما دون ذلك إلى الثرى أشهر في فضلك عندهم من الشمس ، الطالعة في يوم لا غيم فيه ولا قتر ولا غبار في الجوّ، أنت من أفاضل الممدوحين بقوله ( الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ)( ) 

هذه من الروايات ذات المضامين الرائعة في حق سلمان والتي تبين الابعاد الايمانية في هذه الشخصية الفذة وفيها من الكلام الذي تتيه في العقول ولا يدرك بعد غوره الى من وقف على حقيقته فرضوان الله عليه من عبد صالح مطيع لله ولرسوله 

3ـ عن انس بن مالك قال: قال رسول الله (ص): (السباق اربع: أنا سابق العرب وصهيب سابق الروم وسلمان سابق الفرس، وبلال سابق الحبشة)( ) 

4ـ فقالوا حدثنا عن سلمان فقال أدرك العلم الأول والعلم الآخر بحر لا ينزح منا أهل البيت( )

5ـ قيل لعلي، فحدثنا عن سلمان قال: من لكم بمثل لقمان الحكيم ؟ ، ذاك امرؤ منا أهل البيت ، أدرك العلم الأول ، والعلم الاخر، وقرأ الكتاب الأول والكتاب الاخر بحر لا ينزف( ) 

وهذه من الروايات التي تبين سعة علم سلمان الخير وانه معلمٌ من قبل أهل بيت النبي (ص) وهذا البيت العظيم الذي انحصر فيه العلم ومنه انتشر في ربوع المعمورة من النبي وأهل بيته (عليهم السلام) 

6ـ عن سعيد بن جبير قال قال حذيفة سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول اشتاقت الجنة إلى أربعة علي وسلمان وأبي ذر وعمار بن ياسر( ) 

بيان لفضل سلمان ومقامه الكبير في الاسلام وهذا بيان للمؤمنين في أمر هذه الثلة المؤمنة وهذا لا يعني الانكار لمقام واهمية الصحابة الذين تمسكوا بتعاليم الاسلام وهداه وانما بيان الدرجات والفضل 

7ـ عن ابي بريدة قال: قال رسول الله (ص): (نزل علي الروح الامين فحدثني أن الله تعالى يحب أربعة من اصحابي) فقال من حضر: من هم يا رسول الله؟ فقال: علي وسلمان وابو ذر والمقداد)( )

هذه وبقية الروايات التي تشترك معها بالمضمون يمكن تسميتها بروايات الرباعيات التي دائماً ما ترفق اربعة من الصحابة وهم علي وسلمان وابي ذر وعمار وبعض الروايات تذكر المقداد وعند مراجعة الكتب الرجالية تجدها تطلق مصطلح الاركان الاربعة على هؤلاء الاصحاب الاخيار 

8ـ ومن كلام للنبي مع إعرابي (يا أعرابي إن سلمان مني ، من جفاه فقد جفاني ، ومن آذاه فقد آذاني ، ومن باعده فقد باعدني ومن قربه فقد قربني ، يا أعرابي لا تغلظن في سلمان فإن الله تبارك وتعالى قد أمرني أن اطلعه على علم المنايا والبلايا والأنساب وفصل الخطاب ، قال : فقال الأعرابي يا رسول الله ما ظننت أن يبلغ من فعل سلمان ما ذكرت أليس كان مجوسيا \" ثم أسلم فقال النبي صلى الله عليه وآله : يا أعرابي أخاطبك عن ربي وتقاولني، إن سلمان ما كان مجوسيا \" ولكنه كان مظهرا \" للشرك مضمرا \" للإيمان ، يا أعرابي أما سمعت الله عز وجل يقول : \" فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا \"مما قضيت ويسلموا تسليما\" أما سمعت الله عز وجل يقول : \" ما آتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا \" يا أعرابي خذ ما آتيتك وكن من الشاكرين ولا تجحد فتكون من المعذبين وسلم لرسول الله قوله تكن من الآمنين)( )

وهذه الرواية تتضح منها أشياء مهمة للغاية الاول ان سلمان له خصوصية تختلف عن بقية الصحابة وهذا شيء واضح الدلالة والبرهان والثاني ان رسول الله (ص) جعل من يؤذي سلمان فقد آذاه وهذا يحمل بين طياته شيء عظيم لاصحاب اللب البصيرة والثالث ان النبي (ص) هو من تكفل بتعليمه العلوم والمعارف التي تختلف عما يتعلمه الاخرون عند أي كان وانها لاغزر المعارف ولاغوص الاعماق ولاوسع البحور وبها له ينكشف الخفي والمستور 

10ـ عن زرارة ، قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : أدرك سلمان العلم الأول والعلم الاخر ، وهو بحر لا ينزح ، وهو منا أهل البيت . بلغ من علمه : أنه مر برجل في رهط فقال له : يا عبد الله تب إلى الله عز وجل من الذي عملت به في بطن بيتك البارحة ، قال : ثم مضى ، فقال له القوم : لقد رماك سلمان بأمر فما دفعته عن نفسك . قال : إنه أخبرني بأمر ما اطلع عليه الا الله وأنا( ) 

فهذا الذي أخبر به سلمان الخير يكشف عن منزلته الرفيعة والابعاد الايمانية في شخصيته الفذه 

11ـ عن كتاب الزينة تأليف أبي حاتم سهل بن محمد السجستاني المتوفى سنة 205 ه‍ . أن لفظ الشيعة على عهد رسول الله كان لقب أربعة من الصحابة: سلمان الفارسي ، وأبي ذر ، والمقداد بن الأسود ، وعمار بن ياسر( )

فنكتفي بهذا بهذا المقدار من البينات الواضحات في فضل سلمان الخير وعلمه 

اقوال العلماء في حقه:

1ـ ومنهم سابق الفرس ورائق العرس الكادح الذي لا يبرح والزاخر الذي لا ينزح الحكيم والعابد العليم أبو عبد الله سلمان بن الاسلام رافع الالوية والاعلام أحد الرفقاء والنجباء ومن اليه تشتاق الجنة من الغرباء ثبت على القلة والشدائد لما نال من الصلة والزوائد( ) 

2ـ حكي عن الفضل بن شاذان أنه قال : ما نشأ في الاسلام رجل من كافة الناس كان أفقه من سلمان الفارسى( )

3ـ سلمان الفارسي مولى رسول الله صلى الله عليه وآله، أبو عبد الله أول الأركان الأربعة أجل من أن يوضح حاله( )

4ـ قال السيد ابن طاووس: حاله عظيم جدا عليه السلام( ) 

5ـ قال في الدرجات الرفيعة: وكان سلمان ( رضي الله عنه ) خيرا فاضلا حبرا عالما زاهدا متقشفاً وهو أول الأركان الأربعة وثانيها المقداد وثالثها أبو ذر ورابعها عمار( )

6ـ قال العلامة الاربلي: ان فضل سلمان مشهور معلوم ومكانه من علو المكانة والزهادة مفهوم ولولا الخروج عن عرض هذا الكتاب لذكرت من فضله ما يشهد بنبله ولا مللت من مناقبه ما يؤذن باعتلاء مراتبه التي أغنته عن مناسبه ، وأنت لو فكرت لعلمت ، ورأيت أنه يكفيه نسبا قوله صلى الله عليه وآله : سلمان من أهل البيت( )

7ـ قال ابن الاثير الجزري: كان سلمان من خيار الصحابة وزهادهم وفضلائهم وذوي القرب من رسول الله( ) 

قصة اسلامه:

تناولت الكثير من المصادر الاسلامية قصة اسلام الصحابي سلمان الخير وهنالك اختلاف واضح في مضمون هذه الاخبار كما انها رويت بطرق متعددة وفيها شيء من التفصيل وتعتبر من الروايات الطوال مما يضعف بعض مضامينها كما أنها رويت من طرق الفريقين ويمكن اجمال هذه الروايات والخروج بنتيجة فيها نسبة وضوح لا بأس بها، واختلفت عباراتهم المروية عنه (رضوان الله عليه) فبعضها تصرح أنه كان على المجوسية واجتهد فيها والبعض الاخر تنفي ذلك الشيء كما تجد في طرق مدرسة الصحابة اختلاف واضح في قصة اسلامه ومما وجدت من تلك الروايات ذات أهمية وفيها نسبةً جيدة في مطابقة الكثير من مضامين قصته التي تقرب من الواقع هي رواية الطبراني في معجمه الكبير فهي الرواية ذات المؤشر الحقيقي لكشف الخفايا في شخصية الصحابي الجليل سلمان الخير إذ تجد فيها ان الله تعالى اشرق في قلبه البحث عن الديانة الحق (فبينا أنا إذ ألقى الله في قلبي من حق السماوات والأرض)( ) 

بدأ رحلته الشاقة والمتعبة في البحث عن الاسلام (فانطلقت) مستعيناً بالله تعالى ومتوكلاً عليه باحثاً عن الدين الحق ومتقلباً بين راهب واخر حتى اخرهم الذي أخبره بالنبي الخاتم وعلامات نبوته (فلما حضرته الوفاة قلت له أين تأمرني أن أذهب قال ما أعلم أحدا من أهل الأرض على ما أنا عليه لكن إن أدركت زمانا يسمع برجل يخرج من بيت إبراهيم صلى الله عليه وسلم وما أراك تدركه وقد كنت أرجو أن أدركه فإن استطعت أن تكون معه فافعل فإنه على الدين وأمارة ذلك أن قومه يقولون ساحر مجنون كاهن وأنه يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة وأن عند غرضوف كتفيه خاتم النبوة)( )

بعد معرفته لعلامات النبوة خرج يبحث عن أمله بين متاعب الحياة وجهاد البحث عن الحق في غياهب الليل (وبينما أنا كذلك حتى أتت عير من نحو المدينة فقلت من أنتم قالوا نحن من أهل المدينة ونحن قوم تجار نعيش بتجارتنا ولكنه قد خرج رجل من أهل بيت إبراهيم صلى الله عليه وسلم فقدم علينا وقومه يقاتلونه وقد خشينا أن يحول بيننا وبين تجارتنا ولكنه قد ملك المدينة قال فقلت ما يقولون فيه قالوا يقولون ساحر مجنون كاهن فقلت هذه الأمارة دلوني على صاحبكم)( ) وجدَ ما كان ينتظر ففرح قلبه وسُعد بالخبر فبدأت تشرق شمس المعرفة في قلبه جراء معرفته طريق الوصول الى حضرة الرسول الاعظم(ص) ذاهباً معهم الى المدينة التي يكسن فيها حتى مهما كلفه الامر من جهد ومرارة فأن من طلب العلى سهر الليالي الا وان للحروب رجالٌ تعرفهم ساحات القتال(فجئته فقلت تحملني إلى المدينة قال ما تعطيني قلت ما أجد شيئا أعطيك غير أني لك عبد فحملني فلما قدمت جعلني في نخله فكنت أسقي كما يسقي البعير حتى دبر ظهري وصدري من ذلك ولا أجد أحدا يفقه كلامي حتى جاءت عجوز فارسية تسقي فكلمتها ففهمت كلامي فقلت لها أين الرجل الذي خرج دلني عليه قالت سيمر عليك بكرة إذا صلى الصبح من أول النهار) هنا أحسست ببشارات الخير وفتحت ازهار الربيع في قلبي شوقاً لتلك الطلعة البهية المشرقة بنور الايمان فما هي الا لحظات ويستيقظ دمي بحرارة مصافحة سيد الكائنات رسول الله الاعظم(ص) (فخرجت فجمعت تمرا فلما أصبحت جئت فقربت إليه التمر فقال ما هذا صدقة أم هدية فأشرت أنه صدقة قال انطلق إلى هؤلاء وأصحابه عنده فأكلوا ولم يأكل فقلت هذه الإمارة فلما كان من الغد جئت بتمر فقال ما هذا فقلت هذه هدية فأكل ودعا أصحابه فأكلوا ثم رآني أتعرض لأنظر إلى الخاتم فعرف فألقى رداءه فأخذت أقلبه وألتزمه فقال ما شأنك فسألني فأخبرته خبري فقال اشترطت لهم أنك عبد اشتر نفسك منهم فاشتراه النبي صلى الله عليه وسلم) هذا تمام الكلام في قصته برواية الطبراني في المعجم الكبير وأما روايته من الطرق المتعددة في كثيرة نذكر منها روايتين الاولى تلتمس فيها العظمة والمقام الارفع للصحابي سلمان الخير والثانية مهما حوته من الفاظ وعبارات الا انها لا تخلوا من الشيء الرهيب الذي يكشف عن الابعاد المهمة في شخصية سلمان المحمدي وختمنا القصتين باستنتاجات على ترتيب نقطي ولم نورد التعليقات الجانبية عليهما خشية الاطالة: 

1ـ الطريق الاول من طرق الشيعة رواية الشيخ الصدوق في كتابيه كمال الدين وتمام النعمة وعلل الشرائع عن موسى بن جعفر عليهما السلام قال : قلت : يا ابن رسول الله ألا تخبرنا كيف كان سبب إسلام سلمان الفارسي ؟ قال : حدثني أبي صلوات الله عليه أن أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب صلوات الله عليه وسلمان الفارسي وأبا ذر وجماعة من قريش كانوا مجتمعين عند قبر النبي صلى الله عليه وآله فقال أمير المؤمنين عليه السلام لسلمان : يا أبا عبد الله إلا تخبرنا بمبدء أمرك ؟ فقال سلمان : والله يا أمير المؤمنين لو أن غيرك سألني ما أخبرته ، أنا كنت رجلا من أهل شيراز من أبناء الدهاقين وكنت عزيزا على والدي فبينا أنا سائر مع أبي في عيد لهم إذا أنا بصومعة وإذا فيها رجل ينادي أشهد أن لا إله إلا الله وأن عيسى روح الله ، وأن محمدا حبيب الله ، فرسخ وصف محمد في لحمي ودمي فلم يهنئني طعام ولا شراب ، فقالت لي أمي : يا بني مالك اليوم لم تسجد لمطلع الشمس ؟ قال : فكابرتها حتى سكتت ، فلما انصرفت إلى منزلي إذا أنا بكتاب معلق في السقف فقلت لأمي : ما هذا الكتاب ؟ فقالت : يا روزبه إن هذا الكتاب لما رجعنا من عيدنا رأيناه معلقا ، فلا تقرب ذلك المكان فإنك إن قربته قتلك أبوك ، قال : فجاهدتها حتى جن الليل فنام أبي وأمي فقمت وأخذت الكتاب وإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم هذا عهد من الله إلى آدم أنه خالق من صلبه نبيا يقال له : محمد ، يأمر بمكارم الأخلاق وينهى عن عبادة الأوثان ، يا روزبه ائت وصي عيسى وآمن واترك المجوسية ، قال : فصعقت صعقة وزادني شدة قال : فعلم بذلك أبي وأمي فأخذوني وجعلوني في بئر عميقة ، وقالوا لي : إن رجعت وإلا قتلناك ، فقلت لهم : افعلوا بي ما شئتم ، حب محمد لا يذهب من صدري ، قال سلمان : ما كنت أعرف العربية قبل قراءتي الكتاب ، ولقد فهمني الله عز وجل العربية من ذلك اليوم قال : فبقيت في البئر فجعلوا ينزلون في البئر إلى أقراصا صغارا . قال : فلما طال أمري رفعت يدي إلى السماء فقلت : يا رب إنك حببت محمدا و وصيه إلى فبحق وسيلته عجل فرجي وأرحني مما أنا فيه ، فأتاني آت عليه ثياب بيض فقال : قم يا روزبه ، فأخذ بيدي وأتى بي إلى الصومعة فأنشأت أقول : أشهد أن لا إله إلا الله وأن عيسى روح الله ، وأن محمدا حبيب الله ، فأشرف علي الديراني فقال : أنت روزبه ؟ فقلت : نعم ، فقال : اصعد فأصعدني إليه وخدمته حولين كاملين ، فلما حضرته الوفاة قال : إني ميت فقلت له : فعلى من تخلفني ؟ فقال : لا أعرف أحدا يقول بمقالتي هذه إلا راهبا بأنطاكية ، فإذا لقيته فأقرئه مني السلام وادفع إليه هذا اللوح ، وناولني لوحا ، فلما مات غسلته وكفنته ودفنته وأخذت اللوح وسرت به إلى أنطاكية وأتيت الصومعة وأنشأت أقول : أشهد أن لا إله إلا الله وأن عيسى روح الله وأن محمدا حبيب الله ، فأشرف علي الديراني فقال : أنت روزبه ، فقلت : نعم ، فقال : اصعد فصعدت إليه فخدمته حولين كاملين ، فلما حضرته الوفاة قال لي : إني ميت ، فقلت : على من تخلفني ؟ فقال : لا أعرف أحدا يقول بمقالتي هذه إلا راهبا بالإسكندرية فإذا أتيته فأقرئه مني السلام وادفع إليه هذا اللوح ، فلما توفي غسلته وكفنته ودفنته وأخذت اللوح وأتيت الصومعة وأنشأت أقول : أشهد أن لا إله إلا الله وأن عيسى روح الله وأن محمدا حبيب الله ، فأشرف علي الديراني فقال : أنت روزبه ؟ فقلت : نعم ، فقال : اصعد فصعدت إليه وخدمته حولين كاملين ، فلما حضرته الوفاة قال لي : إني ميت فقلت : على من تخلفني ؟ فقال : لا أعرف أحدا يقول بمقالتي هذه في الدنيا وإن محمد بن عبد الله بن عبد الملك قد حانت ولادته فإذا أتيته فأقرئه مني السلام ، وادفع إليه هذا اللوح ، قال : فلما توفي غسلته وكفنته ودفنته وأخذت اللوح وخرجت ، فصحبت قوما فقلت لهم : يا قوم اكفوني الطعام والشراب أكفكم الخدمة ؟ قالوا : نعم ، قال : فلما أرادوا أن يأكلوا شدوا على شاة فقتلوها بالضرب ، ثم جعلوا بعضها كبابا وبعضها شواء فامتنعت من الاكل ، فقالوا : كل فقلت : إني غلام ديراني وإن الديرانيين لا يأكلون اللحم ، فضربوني وكادوا يقتلونني فقال بعضهم : أمسكوا عنه حتى يأتيكم شرابكم فإنه لا يشرب ، فلما أتوا بالشراب قالوا : اشرب ؟ فقلت : إني غلام ديراني وإن الديرانيين لا يشربون الخمر ، فشدوا علي وأرادوا قتلي ، فقلت لهم : يا قوم لا تضربوني ولا تقتلوني فإني أقر لكم بالعبودية فأقررت لواحد منهم فأخرجني وباعني بثلاثمائة درهم من رجل يهودي قال : فسألني عن قصتي فأخبرته وقلت : له ليس لي ذنب إلا أني أحببت محمدا ووصيه ، فقال اليهودي : وإني لأبغضك وابغض محمدا ، ثم أخرجني إلى خارج داره وإذا رمل كثير على بابه ، فقال : والله يا روزبه لئن أصحبت ولم تنقل هذا الرمل كله من هذا الموضع لأقتلنك ، قال : فجعلت أحمل طول ليلتي فلما أجهدني التعب رفعت يدي إلى السماء وقلت : يا رب إنك حببت محمدا ووصيه إلي فبحق وسيلته عجل فرجي وأرحني مما أنا فيه ، فبعث الله عز وجل ريحا فقلعت ذلك الرمل من مكانه إلى المكان الذي قال اليهودي ، فلما أصبح نظر إلى الرمل قد نقل كله ، فقال : يا روزبه أنت ساحر وأنا لا أعلم فلأخرجنك من هذه القرية لئلا تهلكها ، قال : فأخرجني وباعني من امرأة سلمية فأحبتني حبا شديدا وكان لها حائط ، فقالت : هذا الحائط لك كل منه وما شئت وهب وتصدق . قال : فبقيت في ذلك الحائط ما شاء الله فبينا أنا ذات يوم في الحائط إذا أنا بسبعة رهط قد أقبلوا تظلهم غمامة ، فقلت في نفسي : والله ما هؤلاء كلهم أنبياء ولكن فيهم نبيا قال : فأقبلوا حتى دخلوا الحائط والغمامة تسير معهم ، فلما دخلوا إذا فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام وأبو ذر والمقداد وعقيل بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة ، فدخلوا الحائط فجعلوا يتناولون من حشف النخل ورسول الله صلى الله عليه وآله يقول لهم : كلوا الحشف ولا تفسدوا على القوم شيئا ، فدخلت على مولاتي فقلت لها : يا مولاتي هبي لي طبقا من رطب ، فقالت : لك ستة أطباق ، قال : فجئت فحملت طبقا من رطب ، فقلت في نفسي : إن كان فيهم نبي فإنه لا يأكل الصدقة ، ويأكل الهدية، فوضعته بين يديه ، فقلت : هذه صدقة فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : كلوا وأمسك رسول الله وأمير المؤمنين وعقيل بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب ، وقال لزيد : مد يدك وكل فقلت في نفسي هذه علامة ، فدخلت إلى مولاتي فقلت لها : هبي لي طبقا آخر ، فقالت : لك ستة أطباق قال : فجئت فحملت طبقا من رطب فوضعه بين يديه فقلت : هذه هدية، فمد يده وقال : بسم الله كلوا ومد القوم جميعا أيديهم فأكلوا ، فقلت في نفسي هذه أيضا علامة ، قال : فبينا أنا أدور خلفه إذ حانت من النبي صلى الله عليه وآله التفاته ، فقال : يا روزبه تطلب خاتم النبوة ، فقلت : نعم ، فكشف عن كتفيه فإذا أنا بخاتم النبوة معجوم بين كتفيه عليه شعرات قال : فسقطت على قدم رسول الله صلى الله عليه وآله أقبلها ، فقال لي : يا روزبه ادخل إلى هذه المرأة وقل لها يقول لك محمد بن عبد الله تبيعينا هذا الغلام ؟ فدخلت فقلت لها : يا مولاتي إن محمد بن عبد الله يقول لك : تبيعينا هذا الغلام ؟ فقالت قل له : لا أبيعك إلا بأربعمائة نخلة مائتي نخلة منها صفراء ومائتي نخلة منها حمراء ، قال : فجئت إلى النبي صلى الله عليه وآله : فأخبرته ، فقال : وما أهون ما سألت ، ثم قال : قم يا علي فاجمع هذا النوى كله فجمعه وأخذه فغرسه ، ثم قال : إسقه فسقاه أمير المؤمنين فما بلغ آخره حتى خرج النخل ولحق بعضه بعضا فقال : لي ادخل إليها وقل لها يقول لك محمد بن عبد الله : خذي شيئك وادفعي إلينا شيئنا قال : فدخلت عليها وقلت ذلك لها ، فخرجت ونظرت إلى النخل فقالت : والله لا أبيعكه إلا بأربعمائة نخلة كلها صفراء ، قال : فهبط جبرئيل عليه السلام فمسح جناحيه على النخل فصار كله أصفر ، قال : ثم قال لي : قل لها : إن محمدا يقول لك : خذي شيئك وادفعي إلينا شيئنا قال : فقلت لها ذلك فقالت : والله لنخلة من هذه أحب إلي من محمد ومنك ، فقلت لها : والله ليوم واحد مع محمد أحب إلي منك ومن كل شئ أنت فيه ، فأعتقني رسول الله صلى الله عليه وآله وسماني سلمان .قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه : كان اسم سلمان روزبه بن خشبوذان وما سجد قط لمطلع الشمس وإنما كان يسجد لله عز وجل وكانت القبلة التي أمر بالصلاة إليها شرقية وكان أبواه يظنان أنه إنما يسجد لمطلع الشمس كهيئتهم ، وكان سلمان وصي وصي عيسى عليه السلام في أداء ما حمل إلى من انتهت إليه الوصية من المعصومين ، و هو آبي عليه السلام وقد ذكر قوم أن \" أبي \" هو أبو طالب . وإنما اشتبه الامر به ، لان أمير المؤمنين عليه السلام سئل عن آخر أوصياء عيسى عليه السلام فقال : \" آبي \" فصحفه الناس وقالوا : \" أبي \" ويقال له : \" بردة \" أيضا( ) 

2ـ رواية مدرسة الصحابة من طرق ابن كثير الدمشقي عن عبد الله بن عباس، قال: حدثنى سلمان الفارسى - من فيه - قال: كنت رجلا فارسيا من أهل أصبهان، من أهل قرية يقال لها جى، وكان أبى دهقان قريته، وكنت أحب خلق الله إليه، فلم يزل حبه إيادى حتى حبسني في بيته كما تحبس الجارية واجتهدت في المجوسية، حتى كنت قطن النار الذى يوقدها لا يتركها تخبو ساعة، قال: وكانت لابي ضيعة عظيمة، قال: فشغل في بنيان له يوما فقال لى: يا بنى إنى قد شغلت في بنياني هذا اليوم عن ضيعتي، فاذهب إليها فاطلعها، وأمرني فيها ببعض ما يريد.

ثم قال لى: ولا تحتبس عنى فإنك إن احتبست عنى كنت أهم إلى من ضيعتي وشغلتني عن كل شئ من أمرى، قال: فخرجت أريد ضيعته التى بعثنى إليها، فمررت بكنيسة من كنائس النصارى، فسمعت أصواتهم فيها وهم يصلون. وكنت لا أدرى ما أمر الناس، لحبس أبى إياى في بيته، فلما سمعت أصواتهم دخلت عليهم أنظر ما يصنعون، فلما رأيتهم أعجبتني صلاتهم ورغبت في أمرهم وقلت: هذا والله خير من الدين الذى نحن عليه فو الله ما برحتهم حتى غربت الشمس وتركت ضيعة أبى فلم آتها، ثم قلت لهم: أين أصل هذا الدين ؟ قالوا: بالشام.

فرجعت إلى أبى وقد بعث في طلبى وشغلته عن أمره كله. فلما جئت قال: أي بنى أين كنت ؟ ألم أكن أعهد إليك ما عهدته ؟ قال: قلت يا أبت مررت بأناس يصلون في كنيسة لهم، فأعجبني ما رأيت من دينهم، فو الله ما زلت عندهم حتى غربت الشمس، قال: أي بنى، ليس في ذلك الدين خير، دينك ودين آبائك خير منه، قال: قلت: كلا والله إنه لخير من ديننا، قال: فخافني فجعل في رجلى قيدا ثم حبسني في بيته، قال: وبعثت إلى النصارى فقلت لهم: إذا قدم عليكم ركب من الشام فأخبروني بهم، قال: فقدم عليهم ركب من الشام فجاءوني النصارى فأخبروني بهم.

فقلت: إذا قضوا حوائجهم وأرادوا الرجعة إلى بلادهم فآذنونى، قال: فلما ارادوا الرجعة إلى بلادهم أخبروني بهم، فألقيت الحديد من رجلى ثم خرجت معهم حتى قدمت الشام، فلما قدمتها قلت: من أفضل أهل هذا الدين علما ؟ قالوا الاسقف في الكنيسة، قال فجئته فقلت له: إنى قد رغبت في هذا الدين وأحببت أن أكون معك وأخدمك في كنيستك وأتعلم منك فأصلى معك.

قال: ادخل، فدخلت معه، فكان رجل سوء، يأمرهم بالصدقة ويرغبهم فيها، فإذا جمعوا له شيئا كنزه لنفسه ولم يعطه المساكين، حتى جمع سبع قلال من ذهب وورق، قال: وأبغضته بغضا شديدا لما رأيته يصنع، ثم مات واجتمعت له النصارى ليدفنوه، فقلت لهم: إن هذا كان رجل سوء، يأمركم بالصدقة ويرغبكم فيها، فإذا جئتموه بها كنزها لنفسه ولم يعط المساكين منها شيئا.

قال: فقالوا لى: وما علمك بذلك ؟ قال: فقلت لهم أنا أدلكم على كنزه قالوا:

فدلنا، قال: فأريتهم موضعه، فاستخرجوا سبع قلال مملوءة ذهبا وورقا، فلما رأوها قالوا: لا ندفنه أبدا، قال: فصلبوه ورجموه بالحجارة، وجاءوا برجل آخر فوضعوه مكانه.

قال سلمان: فما رأيت رجلا لا يصلى الخمس أرى أنه أفضل منه، وأزهد في الدنيا ولا أرغب في الآخرة، ولا أدأب ليلا ونهارا، قال: فأحببته حبا لم أحب شيئا قبله مثله، قال: فأقمت معه زمانا، ثم حضرته الوفاة، فقلت له: إنى قد كنت معك وأحببتك حبا لم أحبه شيئا قبلك، وقد حضرك ما ترى من أمر الله تعالى، فإلى من توصى بى؟ وبم تأمرني؟ قال: أي بنى والله ما أعلم اليوم أحدا على ما كنت عليه، لقد هلك الناس وبدلوا وتركوا أكثر ما كانوا عليه، إلا رجلا بالموصل، وهو فلان، وهو على ما كنت عليه فالحق به، قال: فلما مات وغيب لحقت بصاحب الموصل، فقلت: يا فلان، إن فلانا أوصاني عند موته أن ألحق بك، وأخبرني أنك على أمره، فقال لى: أقم عندي، فأقمت عنده فوجدتة خير رجل على أمر صاحبه، فلم يلبث أن مات، فلما حضرته الوفاة قلت له: يا فلان إن فلانا أوصى بى إليك وأمرني باللحوق بك، وقد حضرك من أمر الله ما ترى، فإلى من توصى بى، وبم تأمرني ؟ قال: يا بنى والله ما أعلم رجلا على مثل ما كنا عليه، إلا رجلا بنصيبين، وهو فلان، فالحق به،فلما مات وغيب لحقت بصاحب نصيبين، فأخبرته خبرى وما أمرنى به صاحباى، فقال: أقم عندي، فأقمت عنده، فوجدته على أمر صاحبيه، فأقمث مع خير رجل، فو الله ما لبث أن نزل به الموت، فلما حضر قلت له: يا فلان إن فلانا كان أوصى بى إلى فلان، ثم أوصى بى فلان إلى فلان، ثم أوصى بى فلان إليك، فإلى من توصى بى وبم تأمرني؟ قال: يا بنى والله ما أعلمه بقى أحد على أمرنا آمرك أن تأتيه، إلا رجل بعمورية من أرض الروم، فإنه على مثل ما نحن عليه، فإن أحببت فائته، فإنه على أمرنا، فلما مات وغيب لحقت بصاحب عمورية، فأخبرته خبر، فقال: أقم عندي، فأقمت عند خير رجل على هدى أصحابه وأمرهم، قال: واكتسبت حتى كانت لى بقرات وغنيمة. قال: ثم نزل به أمر الله، فلما حضر قلت له: يا فلان إنى كنت مع فلان فأوصى بى إلى فلان، ثم أوصى بى فلان إلى فلان، ثم أوصى بى فلان إلى فلان، ثم أوصى بى فلان إليك، فإلى من توصى بى وبم تأمرني ؟ قال: أي بنى، والله ما أعلم أصبح أحد على مثل ما كنا عليه من الناس آمرك أن أن تأتيه، ولكنه قد أظل زمان نبى مبعوث بدين إبراهيم يخرج بأرض العرب، مهاجره إلى أرض بين حرتين بينهما نخل، به علامات لا تخفى: يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، بين كتفيه خاتم النبوة، فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل، قال: ثم مات وغيب، ومكثت بعمورية ما شاء الله أن أمكث، ثم مر بى نفر من كلب تجار، فقلت لهم احملوني إلى أرض العرب وأعطيكم بقراتي هذه وغنيمتي هذه قالوا: نعم، فأعطيتهموها وحملوني معهم، حتى إذا بلغوا وادى القرى ظلموني فباعوني من رجل يهودى أبدا، فكنت عنده، ورأيت النخل، فرجوت أن يكون البلد الذى وصف لى صاحبي، ولم يحق في نفسي، فبينا أنا عنده إذ قدم عليه ابن عم له من بنى قريظة من المدينة، فابتاعنى منه، فاحتملني إلى المدينة، فو الله ما هو إلا أن رأيتها فعرفتها بصفة صاحبي لها، فأقمت بها، وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقام بمكة ما أقام، ولا أسمع له بذكر مما أنا فيه من شغل الرق، ثم هاجر إلى المدينة، فو الله إنى لفى رأس عذق لسيدي أعمل فيه بعض العمل، وسيدي جالس تحتي إذ أقبل ابن عم له حتى وقف عليه فقال: يا فلان قاتل الله بنى قيلة.

والله إنهم لمجتمعون الآن بقباء على رجل قدم من مكة اليوم يزعمون أنه نبي قال سلمان: فلما سمعتها أخذتنى الرعدة حتى ظننت أنى ساقط على سيدى، فنزلت عن النخلة، فجعلت أقول لابن عمه ماذا تقول ؟ ماذا تقول ؟ قال: فغضب سيدى فلكمنى لكمة شديدة، ثم قال مالك ولهذا ؟ أقبل على عملك، قال: فقلت لا شئ إنما أردت أن أستثبته عما قال، قال: وقد كان عندي شئ قد جمعته، فلما أمسيت أخذته، ثم ذهبت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بقباء، فدخلت عليه فقلت له: إنه قد بلغني أنك رجل صالح ومعك أصحاب لك غرباء ذوو حاجة، وهذا شئ كان عندي للصدقة، فرأيتكم أحق به من غيركم، قال: فقربته إليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصحابه: \" كلوا \" وأمسك يده فلم يأكل، فقلت في نفسي: هذه واحدة، ثم انصرفت عنه فجمعت شيئا، وتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ثم جئته فقلت له: إنى قد رأيتك لا تأكل الصدقة، وهذه هدية أكرمتك بها، قال: فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم منها وأمر أصحابه فأكلوا معه، قال: فقلت في نفسي هاتان ثنتان، قال: ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ببقيع الغرقد قد تبع جنازة رجل من أصحابه وعليه شملتان وهو جالس في أصحابه، فسلمت عليه، ثم استدبرته أنظر إلى ظهره، هل أرى الخاتم الذى وصف لى صاحبي ؟ فلما رأني رسول الله صلى الله عليه وسلم استدبرته عرف أنى أستثبت في شئ وصف لى، فألقى رداءه عن ظهره فنظرت إلى الخاتم فعرفته، فأكببت عليه أقبله وأبكى، فقال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم: \" تحول \" فتحولت بين يديه، فقصصت عليه حديثى كما حدثتك يا ابن عباس فأعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسمع ذاك أصحابه، ثم شغل سلمان الرق حتى فاته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدر وأحد، قال سلمان: ثم قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم \" كاتب يا سلمان \" فكاتبت صاحبي على ثلاثمائة نخلة أحييها له بالفقير وأربعين أوقية.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لاصحابه: \" أعينوا أخاكم \" فأعانوني في النخل: الرجل بثلاثين ودية، والرجل بعشرين ودية، والرجل بخمس عشرة ودية، والرجل بعشرة، يعين الرجل بقدر ما عنده، حتى اجتمعت لى ثلاثمائة ودية، فقال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم: \" اذهب يا سلمان ففقر لها، فإذا فرغت فائتني أكن أنا أضعها بيدى، قال: ففقرت، وأعانني أصحابي، حتى إذا فرغت جئته فأخبرته، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم معى إليها، فجعلنا نقرب إليه الوادي، ويضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، حتى إذا فرغنا، فو الذى نفس سلمان بيده ما ماتت منها ودية واحدة، فأديت النخل وبقى على المال، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل بيضة الدجاجة من ذهب من بعض المعادن، فقال: \" ما فعل الفارسى المكاتب ؟ \" قال: فدعيت له قال: \" خذ هذه فأدها مما عليك يا سلمان \"، قال: قلت: وأين تقع هذه مما على يا رسول الله ؟ قال: \" خذها فإن الله سيؤدى بها عنك \" قال: فأخذتها فوزنت لهم منها، والذى نفس سلمان بيده، أربعين أوقية، فأوفيتهم حقهم وعتق سلمان، فشهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق حرا ثم لم يفتنى معه مشهد( )

النتائج النهائية من القصص المروية من الفريقين:

1ـ المشترك بين هذه القصص ان سلمان رجل من بلاد فارس وهو الذي يروي قصته لكن رواها عنه عدة اشخاص فعندنا انها مروية عن أمير المؤمنين حدثه بها سلمان وعند مدرسة الصحابة راها عبد الله بن عباس وزيد بن صوحان وغيرهم وهذا مؤشر على ان سلمان الخير قد حدث المسلمين بقصة اسلامه او انهم طلبوا منه ذلك ثم ان ثبت عن أمير المؤمنين انه طلب منه ان يحدثهم عن قصة اسلامه فهذا يعني ان في قصته شيئاً فيه درس للمسلمين وخصوصاً الضعفاء منهم او يعرفهم بجلالة قدره وكيف كان يبحث عن الاسلام، تحقيقاً لا جزافاً كان رجلاً بما في الكلمة من معنى 

2ـ الرواية التي نقلها الشيخ الصدوق في كتابيه تقول انه رجل من أهل شيراز لكن رواية ابن كثير انه رجل من اصفهان وكذا رواية ابن الاثير والحاكم قال انه من قرية (جي) فيرد اسم هذه المدينة في أكثر من رواية كما في رواية ابن كثير وابن الاثير وابن أبي الحديد وقد اورد الشيخ الطبرسي الاقوال في ذلك ويمكن التقريب فيما بين تلك الروايات والاحتمال يساعد أنه كان من قرية (جي) وكيف ما كان فان امثال هذه الامور لا تضر ولا تنفع في شخصه أبداً 

3ـ ان اغلب المرويات تقول ان والده كان دهقاناً ورواية الشيخ الصدوق صرحت باسم الصحابي سلمان ب(روزبة) وغيرها من الاسماء التي اوردها الشيخ الطبرسي وفي قول صريح ان النبي هو من سماه بسلمان وقد عُرِفَ بالاسلام بسلمان المحمدي والفارسي وسلمان الخير وسلمان ابن الاسلام وأدرجنا بعض التعليقات حول ذلك في بداية البحث 

4ـ تكاد تتفق المرويات انه كان أحب الخلق الى ابيه وهذا يعطي بعداً آخر لشخصية الصحابي سلمان الخير وهذا الحب الذي يكنه والد سلمان لابنه يدل على ان سلمان الخير كان يمتلك من الخلق العظيم او الصدق والامانة أذ المقام والمكانة لا تاتي جزافاً الا من يتحلى بشيء من الخلق والنبيل والصفات النبيلة التي يقر بها كل عاقل رشيد 

5ـ الملاحظ من رواية الشيخ الصدوق أنه لم يكن مشركاً وخصوصاً عند التأمل في بعض جمل الرواية وان كانت هنالك عبارة التصريح بالسجود لمطلع الشمس لكن يمكن ان تجد لها مخرجاً بعد امعان النظر في القصة بشكل عام وهذه العبارة كما هي أعلاه ان والدته قالت له ما لك اليوم لم تسجد لمطلع الشمس، فقد يكون سجوده لاجل الاكراه او شيئاً آخر ويمكن التعويل على رواية الحاكم في المستدرك حيث ورد فيها (وكان أهل قريتي يعبدون الخيل البلق فكنت أعرف أنهم ليسوا على شيء) لكن بعض الروايات تصرح انه اجتهد في المجوسية كما يظهر ذلك من رواية ابن كثير وأما الروايات الصريحة التي اوردها الشيخ الصدوق وغيره تدل انه كان موحداً وغير مشرك اطلاقاً وامعان النظر الدقيق في قصة هذا الرجل واعتناقه للاسلام يعطي مؤشراً واضحاً انه كان رجلاً عظيماً لم يتطرق اليه الشرك، كل هذا الكلام بعيداً عن بعض النصوص التي وصفته بوصي عيسى(ع) الاخير او وصي وصي عيسى(ع) 

6ـ كانت نقطة انطلاقته للبحث عن ديانه التوحيد هو سماع اسم النبي من شخص نصراني كما في رواية الشيخ الصدوق وبعض المرويات تقول انه مر بكنيسة للنصارى والبعض الاخر انه أرشد لمدينة الموصل للبحث عن الديانة السماوية وهكذا بقي يتنقل بين معلم حتى أخرهم الذي أعطاه أوصاف النبي الخاتم وهنالك اطراب واضح في الكثير من مقاطع القصة فالرجل كان باحثاً عن الديانة الحقيقة مهما كلفه الامر وهذا يعد من المقاطع الجميلة والرهيبة في القصة قلما تجد من يبحث عن الحق والحقيقة وخصوصاً في تلك الازمنة التي اتسمت بالضوضاء الفكري والركود المعرفي

7ـ تتفق المرويات ان سلمان الخير كان عبداً قبل ان يدخل الاسلام فأعتقه رسول الله (ص) ولم يذكر انه كان مشركاً فأمره النبي بالتشهد والانتقال من الديانة التي يدين بها الى الاسلام الحنيف 

8ـ يمكن الخروج بنتيجة مقنعة لكل طرف ان سلمان هو من كان يبحث عن الاسلام وهذا الامر يسجل في تاريخ الصحابي الجليل شرفاً ما بعده شرف ويدلل على المقام السامي لهذا الرجل العظيم والصحابي الكبير.

زهده وعبادته:

الزهد ضد حب الدنيا وهو ان يترك ملذات الدنيا والاعراض عن متاع الدنيا وطيباتها من الاموال والمناصب وسائر ما يزول بالموت والرغبة عن الدنيا عدولاً الى الاخرة قالى تعالى (وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى)( )( )

ومدحت الروايات الزهد وبينت فوائده فعن عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : من زهد في الدنيا أثبت الله الحكمة في قلبه وأنطق بها لسانه وبصره عيوب الدنيا داءها ودواءها وأخرجه من الدنيا سالما إلى دار السلام( ) 

وبينت اصنافه كما في رواية علي بن هاشم بن البريد ، عن أبيه أن رجلا سأل علي بن الحسين ( عليهما السلام ) عن الزهد ، فقال : عشرة أشياء ، فأعلى درجة الزهد أدنى درجة الورع وأعلى درجة الورع أدنى درجة اليقين وأعلى درجة اليقين أدنى درجة الرضا ، ألا وإن الزهد في آية من كتاب الله عز وجل: (لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم)( ) 

ان كثيراً من النصوص قد شرحت لنا حال سلمان وكيف كان دينه وايمانه وتقواه وقد عرف في زمانه بالزاهد المعرض عن الدنيا وليس هذا الامر بسيطاً لكل احد وامراً مستساغاً كشربة ماء بل يحتاج الى رجال اشداء اقوياء اصحاب علم وعمل قد انغرست الحكمة والمعرفة في قلوبهم وهم بذلك نتاج لتلك اليد الطاهرة التي علمتهم المبادئ والاخلاق الاسلامية فبعد تلك الصحبة الطويلة مع رسول الله (ص) وأمير المؤمنين (ع) ماذا ننتظر من سلمان ان يكون غير الزاهد العابد صاحب العقيدة الراسخة كالبنيان المرصوص فكان احد الاركان الاربعة الذين مثلوا الدين الاسلامي انذاك احسن تمثيل وجسدوا الاخلاق والعقيدة الحقة فلننظر الى التراث الاسلامي ماذا يحكي لنا عن زهد سلمان الخير

1ـ روى ابن عساكر في تاريخيه: كان سلمان إذا أصاب شاة من الغنم ذبحت أو ذبحوها عمد إلى جلدها فيجعل منه جوابا وإلى شعرها فيجعل منه حبلا وإلى لحمها فيقدده ويستنفع بجلدها ويعمد إلى الجبل فينظر رجلا معه قوس قد صاع به فيعطيه ويعمد إلى اللحم فيأكله في الأيام وإذا سئل عن ذلك يقول أن أستعين بالله في الأيام أحب إلي من أن أفسده ثم أحتاج إلى ما في أيدي الناس( ) 

2ـ معن عن مالك أن سلمان كان يستظل بالفئ حيث ما دار ، ولم يكن له بيت( )

3ـ عن جرير بن عبد الله قال : نزلت بالصفاح في يوم شديد الحر ، فإذا رجل نائم في حر الشمس يستظل بشجرة ، معه شئ من الطعام ، ومزودة تحت رأسه ، ملتف بعباءة، فأمرته أن يظلل عليه ، ونزلنا فانتبه ، فإذا هو سلمان . فقلت له : ظللنا عليك وما عرفناك . قال : يا جرير ! تواضع في الدنيا فإنه من تواضع يرفعه الله يوم القيامة ، ومن يتعظم في الدنيا يضعه الله يوم القيامة ، لو حرصت على أن تجد عودا يابسا في الجنة لم تجده . قلت : وكيف ؟ قال : أصول الشجر ذهب وفضة، وأعلاها الثمار، يا جرير! تدري ما ظلمة النار؟ قلت: لا، قال : ظلم الناس( ) 

في المقطع اعلاه يتضح مدى ترك سلمان الخير للدنيا وهاجره لها وهذا ديدن العظماء حيث لا يفتخرون بالقصور والملذات بشتى انواعها رغم قدرتهم على الحصول عليها لكن يتركوا ذلك ويهتموا باخرتهم ويفضلوها على غيرها فكان نائما تحت الشجرة لتقيه من حرارة الشمس ومعه طعام يتزود به ليتقوى على العبادة وهذا هو احد عظماء الاسلام 

4ـ عن عطية بن عامر قال رأيت سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه أكره على طعام يأكله فقال حسبي حسبي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا في الآخرة يا سلمان إنما الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ( ) 

وكم تلاحظ هنا تأثره بكلام النبي (ص) وحفظه له وهذا الشيء يدل على تمسكه بتعاليم الاسلام والذي يظهر انه كان يبحث عن الرقي والكمال ولا يتوقف عند درجة ومقام معين وهذا ديدن العظماء يبحثون عن الافضل والاهم لينالوا الدرجات العلى 

5ـ عن ابن شوذب قال كان سلمان رضي الله تعالى عنه يحلق رأسه زقية( ) قال فيقال له ما هذا يا أبا عبدالله فقال إنما العيش عيش الآخرة ( ) 

العيش انما يكون حقيقياً بخلوده والحياة كذلك فأما الدنيا فهي حتماً زائلة مقدرة بايام معدودة فالعيش عيش الاخرة والحياة حياة الاخرة لان الاخرة هي التي يكون الخلود فيها وهذا النص يؤكد على الابعاد الفكرية التي تمخض عنها زهد الصحابي الجليل سلمان الخير 

6ـ عن الحسن قال : لما احتضر سلمان بكى وقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلينا عهدا فتركنا ما عهد إلينا : أن يكون بلغة أحدنا من الدنيا كزاد الراكب . قال : ثم نظرنا فيما ترك فإذا قيمة ما ترك بضعة وعشرون درهما أو بضعة وثلاثون درهما( ) 

أخلاقه:

الاخلاق الفاضلة هي التي تحقق في الانسان معاني الانسانية الرفيعة وتحيطه بهالة وضاءة من الجمال والكمال وشرف النفس والضمير وسمو العزة والكرامة وليس أثر الاخلاق فحسب بل يسري الى الامم والشعوب حيث تعكس الاخلاق حياتها وخصائصها ومبلغ رقيها او تخلفها في مضمار الامم فلذلك صار للاخلاق علماً اتفقت البشرية على أهميته وان اختلفوا في مقاصده ومعانيه فعلم الاخلاق هو العلم الباحث في محاسن الاخلاق ومساوئها والحث على التحلي بالمحاسن والتخلي عن المساوئ( )

فلذلك عدَ من مبادئ الاسلام الرئيسة التي سعى لايجادها في نفوس المؤمنين بدعوته، وأولاها الاسلام العناية الفائقة كما دلت على ذلك الايات القرانية والروايات المروية عن النبي الاكرم واله الطاهرين ومن ذلك عظم شخصية النبي ببعدها الخُلقي التي ذكرها القران بقوله تعالى:(وانكَ لعلى خلقٍ عظيم) من هنا اوضح النبي (ص) احد جوانب بعثته (انما بعث لاتمم مكارم الاخلاق)( ) 

وكما اوضحت لنا الروايات منزلة حسن الخلق في الاسلام حيث روى عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : (إن حسن الخلق يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم)( ) 

بل هنالك روايات اولت حسن الخلق أهمية ابعد من ذلك كما في رواية عبدالله بن سنان عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : (ما يوضع في ميزان امرئ يوم القيمة أفضل من حسن الخلق) هذا ما أكد عليه النبي(ص) وأهل بيته وصحابته المكرام فكانوا يمثلون الخلق الرفيع والصفات الحميدة والخصال المرضية عند الله تعالى فكان من أولئك الاصحاب الاخيار سلمان الخير الذي أخذ التعاليم الاخلاقية والابعاد التربوية من مرافقته للنبي الاعظم (ص) فالرفيق يؤثر في رفيقه الاكمل فالاكمل والافضل فالافضل وبما ان الرسول الكريم كان هو قدوتهم واسوتهم فقد تغيرت اخلاقهم وسلوكهم وصارت مشابه لسلوكه المبارك ولسلمان الخير مواقف تدل على اتسمامه بالسلوك الحسن والصفات الحميدة وندرج احد تلك الشواهد في هذا المضمار:

عن علي بن أبي طلحة : اشترى رجل علفا لفرسه ، فقال لسلمان : يا فارسي تعال فاحمل ، فحمله وأتبعه فجعل الناس يسلمون على سلمان فقال: من هذا ؟ قالوا: سلمان الفارسي . فقال : والله ما عرفتك أعطني فقال سلمان: لا، إني أحتسب بما صنعت خصالا ثلاثا: أما إحداهن : فإني ألقيت عني الكبر، وأما الثانية: فإني أعين أحدا من المسلمين على حاجته، وأما الثالثة: فلو لم تسخرني لسخرت من هو أضعف مني فوقيته بنفسي( ) 

فهذه احد الشواهد التي حكاها لنا التاريخ التي تدل بشكل واضح على تواضع سلمان المحمدي وحبه لاخوانه المؤمنين 

زوجته واولاده:

من يراجع المصادر ويتفحصها لا يجد ذلك الكلام الكثير حول زواج سلمان واولاده الا الشيء اليسير وما ذكرته بعض المصادر ننقله هنا بنصين هما:

1ـ وأما بقيرة فهي امرأة سلمان الفارسي وهو سلمان الخير رضي الله عنه وهي آخر من تزوج من أزواجه وشهدت موته وأمرها أن تديف مسكا أصابه من الفئ وخبأه لأجل وفاته وقال لها ميثيه في الماء ورشي بالماء حولي فإن اليوم يحضرني من ملائكة ربي من لم أرهم قط ففعلت ذلك وتوفي في ذلك اليوم من سنة اثنتين وثلاثين من الهجرة( )

2ـ إن سلمان الفارسي تزوج امرأة من كندة ، فلما كان ليلة البناء عليها، جلس عندها فمسح بناصيتها ودعا لها بالبركة ، وقال لها : أتطيعيني فيما آمرك ؟ قالت : جلست مجلس المطيع قال : فإن خليلي ( صلى الله عليه وآله ) أوصاني إذا اجتمعت إلى أهلي ، أن اجتمع على طاعة الله عز وجل فقام وقامت إلى المسجد فصليا ما بدا لهما ، ثم خرجا [ إلى منزلهما ] فقضى منها ما يقي الرجال من النساء ، فلما أصبح غدا عليه أصحابه وقالوا : كيف وجدت أهلك ؟ فأعرض عنهم ، ثم قال : إنما جعل الله الستور والخدور ، والأبواب لتوارى ما فيها ، حسب امرئ منكم أن يسأل عما ظهر له ، فأما ما غاب عنه فلا يسئلن عن ذلك، فإني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : \" التحدث عن ذلك كالحمارين يتشاما في الطريق\"( ) احفاده: 

من أحفاد سلمان رضي الله عنه ضياء الدين ، من علماء خجند ، وله شرح على محصول الرازي ، قيل : إنه في غاية الجودة وكان متكفلا للأمور الشرعية في بخارا ، توفي بهراة في سنة 622 ، وكان شاعرا مجيدا يتخلص بفارس بمناسبة النسب( ) 

شمس الدين محمد من أحفاد سلمان المحمدي كان من شعراء سمرقند لقى الحكيم السنائي وصحبه توفي في سمرقند سنة 569هـ،( ) 

الحسن بن علي بن سلمان: نزيل السناباد ، واعظ فصيح صالح ، من أحفاد سلمان الفارسي ، ذكره العلامة الخوئي عن الشيخ منتجب الدين في فهرسته مع نسبه الذي ينتهي إلى إبراهيم بن سلمان بن محمد بن سلمان الفارسي بعشرين واسطة( )

الشيخ بدر الدين الحسن بن على بن سلمان ابن ابى جعفر بن ابى الفضل بن الحسن بن ابى بكر بن سلمان بن عباد بن عمار بن احمد بن ابى بكر بن على بن سلمان بن منبه بن محمد بن عمارة بن ابراهيم بن سلمان بن محمد بن سلمان الفارسى \" رضى الله عنه \" صاحب رسول الله \" صلى الله عليه وآله \" ورضى عنه ، نزيل (اشناباد) السد من الرى، واعظ ، فصيح ، صالح

أقواله:

نورد هنا باقة عطرة من نوادر حكم الصحابي الجليل سلمان المحمدي التي تدل على رجاحة عقله وعمق فهمه للاسلام وانه لم يكمن من الجاهلين بل كان عالماً عابداً ورعاً فالانسان يعرف من حديثه وكلامه فكان يرشد من يجالسه ويعطي النصائح والاحكام التي تعلمها من الاسلام 

1ـ عن طارق بن شهاب أنه بات عند سلمان ينظر اجتهاده قال : فقام فصلي من آخر الليل ، فكأنه لم ير الذي كان يظن ، فذكر ذلك له ، فقال سلمان : حافظوا على هذه الصلوات الخمس فإنهن كفارات لهذه الجراحات ما لم تصب المقتلة ، فإذا أمسى الناس كانوا على ثلاث منازل ، فمنهم من له ولا عليه ، ومنهم من عليه ولا له ، ومنهم لا له ولا عليه ، فرجل اغتنم ظلمة الليل وغفلة الناس فقام يصلي حتى أصبع فذلك له ولا عليه، [ و ] رجل اغتنم غفلة الناس وظلمة الليل فركب رأسه في المعاصي فذلك عليه ولا له، ورجل صلى العشاء ثم ثام فذلك لا له ولا عليه ، فإياك والحقحقة وعليك بالقصد ودوام( )

2ـ قال فقال له سعد يا أبا عبد الله أعهد إلينا بعهد نأخذه بعدك قال فقال له يا سعد أذكر الله عند همك إذا هممت وعند يدك إذا قسمت وعند حكمك إذا حكمت( )

3ـ عن عمرو بن جميع رفعه ، قال : قال سلمان الفارسي ( رض ) : أوصاني خليلي بسبعة خصال لا أدعهن على كل حال ، أوصاني أن أنظر إلى من هو دوني ولا أنظر إلى من هو فوقى ، وأن أحب الفقراء وأدنو منهم ، وأن أقول الحق وإن كان مرا ، وأن أصل رحمي وإن كانت مدبرة ، ولا أسأل الناس شيئا ، وأوصاني أن أكثر من قول \" لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم \" فإنها كنز من كنوز الجنة( )

4ـ عن سلمان ( ره ) ، قال : مر سلمان على المقابر فقال : السلام عليكم يا أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، يا أهل الديار هل علمتم أن اليوم جمعة ؟ فلما انصرف إلى منزله وملكته عيناه أتاه آت فقال : وعليك السلام يا أبا عبد الله تكلمت فسمعنا ، وسلمت فرددنا ، وقلت : هل تعلمون أن اليوم جمعة وقد علمنا ما تقول الطير في يوم الجمعة ، قال : فقال : وما تقول الطير في يوم الجمعة ؟ - قال : تقول : \" قدوس قدوس ربنا الرحمن الملك ، ما يعرف عظمة ربنا من يحلف باسمه كاذبا( ) 

5ـ عن أبي - جعفر ( ع ) قال : كان سلمان إذا رفع يده من الطعام قال : \" اللهم أكثرت وأطبت فزد، وأشبعت وأرويت فهنئه \"( )

روايته عن النبي(ص):

أكثر ما عثرت عليه من الروايات التي يرويها سلمان المحمدي هي تلك الروايات التي تخص فضائل اهل البيت عليهم السلام ومنها ما ادرجناه اسفل هذه السطور فيمكن ان يعطي ذلك رؤية واضحة عن ولائه لاهل بيت النبي (عليهم السلام) وانه كان معهم في الفكر والعقيدة وممن تربى على نهجهم وروى من بحرهم العذب وممن تعلم بتعاليمهم واهتدى بهديهم 

أولاً: روايته في أهل البيت(عليهم السلام):

1ـ عن أبي حازم ، عن سلمان الفارسي رحمة الله عليه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : الأئمة من بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل ، وكانوا اثني عشر . ثم وضع يده على صلب الحسين عليه السلام وقال : تسعة من صلبه ، والتاسع مهديهم ، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، فالويل لمبغضيهم( )

2ـ عن سلمان الفارسي رحمة الله عليه ، قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعنده الحسن والحسين يتغديان والنبي \" ص \" يضع اللقمة تارة في فم الحسن وتارة في فم الحسين ، فلما فرغ من الطعام أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحسن على عاتقه والحسين على فخذه ، ثم قال : يا سلمان أتحبهم ؟ قلت : يا رسول الله كيف لا أحبهم ومكانهم منك مكانهم . قال : يا سلمان من أحبهم فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله . ثم وضع يده على كتف الحسين عليه السلام فقال : إنه الإمام ابن الإمام ، تسعة من صلبه أئمة أبرار أمناء معصومون ، والتاسع قائمهم( )

3ـ عن عليم الأزدي ، عن سلمان الفارسي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : الأئمة بعدي اثنا عشر . ثم قال : كلهم من قريش ، ثم يخرج قائمنا فيشفي صدور قوم مؤمنين ، ألا إنهم أعلم منكم فلا تعلموهم ، ألا إنهم عترتي من لحمي ودمي ، ما بال أقوام يؤذوني فيهم لا أنالهم الله شفاعتي ( )

4ـ عن القاسم، عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : معاشر الناس إني راحل عن قريب ومنطلق إلى المغيب ، أوصيكم في عترتي خيرا ، وإياكم البدع فإن كل بدعة ضلالة والضلالة وأهلها في النار . معاشر الناس من افتقد الشمس فليتمسك بالقمر ، ومن افتقد القمر فليتمسك بالفرقدين ، فإذا فقدتم الفرقدين فتمسكوا بالنجوم الزاهرة بعدي ، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم . قال : فلما نزل عن المنبر صلى الله عليه وآله وسلم تبعته حتى دخل بيت عائشة ، فدخلت إليه وقلت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله سمعتك تقول \" إذا افتقدتم الشمس فتمسكوا بالقمر ، وإذا افتقدتم القمر فتمسكوا بالفرقدين ، وإذا افتقدتم الفرقدين فتمسكوا بالنجوم الزاهرة \" فما الشمس وما القمر وما الفرقدان وما النجوم الزاهرة ؟ فقال : [ أنا الشمس وعلي القمر والحسن والحسين الفرقدان ، فإذا افتقدتموني فتمسكوا بعلي بعدي ، وإذا افتقدتموه فتمسكوا بالحسن والحسين ] ، وأما النجوم الزاهرة فهم الأئمة التسعة من صلب الحسين ، تاسعهم مهديهم .ثم قال عليه السلام : إنهم هم الأوصياء والخلفاء بعدي ، أئمة أبرار ، عدد أسباط يعقوب وحواري عيسى . قلت : فسمهم لي يا رسول الله ؟ قال : أولهم علي بن أبي طالب ، وبعده سبطاي ،وبعدهما علي زين العابدين ، وبعده محمد بن علي الباقر علم النبيين والصادق جعفر بن محمد وابنه الكاظم سمي موسى بن عمران والذي يقتل بأرض الغربة ابنه علي ثم ابنه محمد والصادقان علي والحسن والحجة القائم المنتظر في غيبته ، فإنهم عترتي من دمي ولحمي ، علمهم علمي وحكمهم حكمي ، من آذاني فيهم فلا أناله الله شفاعتي( )

5ـ عن سلمان الفارسي ( رض ) ، أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : خلقت انا وعلى من نور واحد قبل ان يخلق آدم بأربعة عشر الف عام ، فلما خلق الله تعالى آدم ، ركب ذلك النور في صلبه ، فلم نزل في شئ واحد ، حتى افترقنا في صلب عبد المطلب ، ففي النبوة ، وفي علي الخلافة( ) 

6ـ عن حمزة الثمالي ، عن علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ، قال : قال سلمان الفارسي ( رحمه الله ) : كنت ذات يوم جالسا عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، إذ أقبل علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال له : يا علي ، ألا أبشرك ؟ قال : بلى يا رسول الله قال : هذا حبيبي جبرئيل يخبرني عن الله جل جلاله أنه قد أعطى محبيك وشيعتك سبع خصال : الرفق عند الموت ، والأنس عند الوحشة ، والنور عند الظلمة ، والامن عند الفزع ، والقسط عند الميزان والجواز على الصراط ، ودخول الجنة قبل سائر الناس من الأمم بثمانين عاما( ) 

7ـ روى القاسم عن سلمان الفارسي فإذا فقدتم الفرقدين فتمسكوا بالنجوم الزاهرة ثم قال : واما النجوم الزاهرة فهم الأئمة التسعة من صلب الحسين والتاسع مهديهم ، الخبر . وقد سمى الله تعالى اثنى عشر شيئا نورا : نفسه ( الله نور السماوات ) ، ونبيه ( قد جائكم من الله نور ) ، ووليه ( نور على نور )، والأئمة الاثني عشر ( يريدون ليطفؤا نور الله )، والايمان ( مثل نوره كمشكاة ) ، والنهار ( وجعل الظلمات والنور )، والقمر ( وجعل القمر فيهن نورا )، والسعادة ( يسعى نورهم ) ، والنار ( مثلهم كمثل الذي ) ، والطاعة ( ليخرجكم من الظلمات إلى النور )، والتوراة ( انا أنزلنا التوراة فيها هدى ونورا ) ، والقرآن ( واتبعوا النور الذي )، والعدل ( وأشرقت الأرض بنور ربها )( ) 

8ـ عن أبي وقاص عن سلمان الفارسي رضى الله عنده قال سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول في قول الله عز وجل ان في ذلك لايات للمتوسمين فكان رسول الله صلى الله عليه وآله يعرف الخلق بسيماهم وانا بعده المتوسم و الأئمة من ذريتي المتوسمون إلى يوم القمية( )

ثانياً: التختم

عن سلمان الفارسي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي \" ع \" يا علي تختم باليمين تكن من المقربين قال : يا رسول الله وما المقربون ؟ قال جبرئيل وميكائيل قال : بما أتختم يا رسول الله ؟ قال بالعقيق الأحمر فإنه أقر لله عز وجل بالوحدانية ولي بالنبوة ولك يا علي بالوصية ولولدك بالإمامة ولمحبيك بالجنة، ولشيعة ولدك بالفردوس( )

ثالثاً: شهر رمضان:

عن سعيد بن المسيب عن سلمان الفارسي قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في آخر يوم شعبان فقال : أيها الناس فإنه قد أظلكم شهر عظيم شهر مبارك شهر فيه ليلة خير من الف شهر جعل الله صيامه فريضة من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فيه فريضة كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه فهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة وشهر المواساة وشهر يزاد فيه الرزق للؤمنين من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبة من النار من غير أن ينتقص من أجره شيئا قيل يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم فقال صلى الله عليه وآله وسلم يعطى الله هذا الثواب من فطر صائما على قطرة من لبن أو شربة من ماء ومن أشبع صائما سقاه الله من حوضه شربة لا يظمأ بعده حتى يدخل الجنة وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار ومن خفف فيه عن مملوكه غفر الله له وأعتقه من النار فاستكثروا فيه من أربع خصال خصلتين ترضون بهما ربكم وخصلتين لأغنى بكم عنهما فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه وأما اللتان لا غنى بكم عنهما فتسألون الله الجنة وتتعوذون به من النار( ) 

رابعاً: الدعاء

عن سلمان الفارسي رضي الله عنه ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : إن الله ليستحيي من العبد أن يرفع إليه يديه فيردهما خائبتين( ) 

خامساً: كربلاء:

عن عبد الأعلى عن أبيه عن المسيب ابن نجبة الفزاري قال : لما أتانا سلمان الفارسي قادما تلقيناه فيمن تلقاه فسار حتى انتهى إلى كربلا فقال : ما تسمون هذه ؟ قالوا : كربلا فقال : هذه مصارع إخواني ، هذا موضع رحالهم ، وهذا مناخ ركابهم ، وهذا مهراق دمائهم يقتل بها خير الأولين، ويقتل بها خير الآخرين ثم سار حتى انتهى إلى حرورا فقال : ما تسمون هذه الأرض ؟ قالوا : حرورا فقال : حرورا خرج بها شر الأولين ويخرج بها شر الآخرين ، ثم سار حتى انتهى إلى بانقيا وبها جسر الكوفة ، فقال : هذه الكوفة ؟ قالوا : نعم ، قال : قبة الاسلام ( )

سادساً: الحياء

عن علي ابن أسباط ، رفعه إلى سلمان قال : إذا أراد الله عز وجل هلاك عبد نزع منه الحياء، فإذا نزع منه الحياء لم تلقه إلا خائنا مخونا فإذا كان خائنا مخونا نزعت منه الأمانة ، فإذا نزعت منه الأمانة لم تلقه إلا فظا غليظا فإذا كان فظا غليظا نزعت منه ربقة الايمان، فإذا نزعت منه ربقة الايمان لم تلقه إلا شيطانا ملعونا( ) 

سابعاً: ترك القران 

عن محمد بن حكيم قال ذكر عند أبي جعفر عليه السلام سلمان ، فقال : ذلك سلمان المحمدي ، ان سلمان منا أهل البيت ، انه كان يقول للناس : هربتم من القرآن إلى الأحاديث ، وجدتم كتابا رقيقا حوسبتم فيه على النقير والقطمير والفتيل وحبة خردل فضاق ذلك عليكم وهربتم إلى الأحاديث التي اتبعت عليكم( ) 

منزلته عند أهل البيت:

ان الانسان الذي يسير على الخط الصحيح المرسوم من قبل الشريعة السمحاء يكون محط انظار الجميع فضلا عن المقام والجاه في قلوب المؤمنين فكثير من الشخصيات التي رافقت النبي واهل بيته حصلت على خصوصية معينة امتازت بها عن غيرها من ولائها وتضحيتها في سبيل الاسلام ومواقف الانسان الايجابية المتعددة تعطيه تقدماً ملموساً في طريق الحق وكان سلمان الخير من اولئك النفر الثابتين على نهج الحق ولم تزعزعهم رياح التغيير والتبدل والانجراف فلذا كان له من المقام الكبير عند أهل البيت (عليهم السلام) ما يظهر من الروايات المتعددة فمنها ما تنسبه لاهل البيت واخرى تحمل الدعاء ومنها التي تبين مقامه وعلمه ودفاعه عن الاسلام واليك هذه الروايات التي تبين مقامه عند اهل البيت (عليهم السلام) 

1ـ دعاء الامام الصادق: عن عبد الرحمن بن الحجاج ، قال أكلنا مع أبي عبد الله ( ع ) فأتينا بقصعة من أرز فجعلنا نعذر ، فقال : ما صنعتم شيئا ، إن أشدكم حبا لنا أحسنكم أكلا عندنا ، قال عبد الرحمن : فرفعت كشحة ما به فأكلت ، فقال : الآن ثم أنشأ يحدثنا أن رسول الله صلى الله عليه وآله أهديت له قصعة أرز من ناحية الأنصار فدعا سلمان والمقداد وأبا ذر ( رحمهم الله ) فجعلوا يعذرون في الاكل، فقال : ما صنعتم شيئا ، إن أشدكم حبا لنا أحسنكم أكلا عندنا ، فجعلوا يأكلون جيدا ثم قال أبو عبد الله ( ع ) : \" رحمهم الله وصلى عليهم \"( ) فترحم الامام (ع) 

2ـ عن الفضل بن عيسى الهاشمي قال دخلت على أبى عبد الله عليه السلام انا وأبى عيسى فقال له امن قول رسول الله صلى الله عليه وآله سلمان رجل منا أهل البيت فقال نعم فقال أي من ولد عبد المطلب فقال منا أهل البيت فقال له أي من ولد أبى طالب فقال منا أهل البيت فقال له انى لا اعرفه فقال فاعرفه يا عيسى فإنه منا أهل البيت ثم أومى بيده إلى صدره ثم قال ليس حيث تذهب ان الله خلق طينتنا من عليين وخلق طينة شيعتنا من دون ذلك فهم منا وخلق طينة عدونا من سجين وخلق طينة شيعتهم من دون ذلك وهم منهم وسلمان خير من لقمان( ) 

3ـ عن مسعدة بن صدقه عن جعفر عن أبيه قال ذكرت التقية يوما عند علي بن الحسين عليه السلام فقال والله لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله ولقد أخا رسول الله صلى الله عليه وآله بينهما فما ظنكم بساير الخلق ان علم العالم صعب مستصعب لا يحتمله الا نبي مرسل أو ملك مقرب أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للايمان قال وإنما صار سلمان من العلماء لأنه امرؤ منا أهل البيت عليهم السلام فلذلك نسبه إلينا( ) 

4ـ عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال كان علي عليه السلام محدثا وكان سلمان محدثا قال قلت فما آية المحدث قال يأتيه ملك فينكت في قلبه كيت وكيت( )

وفاته:

دار الدنيا لا خلود فيها للانسان مطلقا فبين طول العمر وولاية المدائن انطفأ نور حياته بعد رحيل النبي الكريم (ص) متوجاً بالعز والعطاء فكان عبداً صالحاً مؤمناً برسالة السماء قد اختتم عمره الشريف بالدفاع عن الاسلام فسجل اسم هذا الصحابي الجليل في سجل الخلود وسجل رجالات الاسلام الاوائل الذين بذلوا كل شيء في سبيل نصرة دين الله تعالى ولم يكن يهتم انه من قومية تختلف عن القومية التي منها النبي (ص) بل انصهر في الاسلام ولذا يروى انه كان عندما يسئل عن نسبه كان يقول دائماً انا سلمان ابن الاسلام فتخلى عن كل شيء في سبيل الاسلام مثل هذا الرجل احق ان يحتذى به ويكون قدوة لكثير من البشر في هذه الايام، وبهذا الامر يكون سلمان صورة من صور الاسلام التي قدمها للبشرية في صبر الانسان واخلاصه وتفانيه من أجل الهدف الاسمى والنتيجة الكبرى ومن الصعوبة بمكان ان ينهي الانسان حياته مستقيماً ثابتاً على المبدأ الحق لا تغيره حوادث الخطران ولا وسوسة الشيطان لكن سلمان الخير ختم حياته بالخير بكفاحه وبفضل مرافقته للنبي (ص) وأمير المؤمنين (ع)، وتجد في مصادر الامامية التي ترجمة حياة الصحابي سلمان الخير ان الذي تولى دفنه والصلاة عليه هو أمير المؤمنين 

حصل خلاف كبير في سنة وفاته ففي الاستيعاب قال: توفي سلمان رضي الله عنه في آخر خلافة عثمان سنة خمس وثلاثين وقيل بل توفي سنة ست وثلاثين في اولها وقيل توفي في خلافة عمر والاول أكثر( ) توفي سلمان في خلافة عثمان وفيه نظر والصواب أنه تأخر إلى خلافة معاوية( )سنة خمس وثلاثين وفيها توفي سلمان الفارسي رضي الله عنه( ) وهذا مجمل الخلاف الحاصل في سنة وفاته هل انها كانت سنة 33 او 34 او 35 او 36 وهنالك ترجيحات لسنة على سنة ولكن الوقت متقارب وينحصر من 33للهجرة الى 36للهجرة والمتفق عليه أنه كان والياً على المدائن في العراق ومدفنه فيها وكان من المعمرين ولكن حصل خلاف في عدد سني عمره فقال الاصبهاني(حدثناه عبد الله بن محمد بن جعفر قال سمعت جعفر بن أحمد بن فارس قال سمعت العباس بن يزيد يقول لمحمد بن النعمان يقول أهل العلم عاش سلمان ثلاثمائة وخمسين سنة فأما مائتين وخمسين فلا يشكون فيه وكان من المعمرين)( ) ورجح ابن حجر طول العمر بعد سرد كلام الذهبي (قال الذهبي وجدت الأقوال في سنة كلها دالة على أنه جاوز المائتين وخمسين والاختلاف إنما هو في الزائد قال ثم رجعت عن ذلك وظهر لي أنه ما زاد على الثمانين قلت لم يذكر مستنده في ذلك وأظنه أخذه من شهود سلمان الفتوح بعد النبي صلى الله عليه وسلم وتزوجه امرأة من كندة وغير ذلك مما يدل على بقاء بعض النشاط لكن إن ثبت ما ذكروه يكون ذلك من خوارق العادات في حقه وما المانع من ذلك..)( ) 

من مصادر البحث: 

القران الكريم 

ـ حلية الاولياء وطبقات الاصفياء: الحافظ أبي نعيم أحمد عبد الله الاصفهاني الشافعي(430هـ) دارسة مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية ،ط3، 2007م ـ 1427هـ، بيروت ـ لبنان 

ـ نفس الرحمن في فضائل سلمان: الميرزا حسين النوري الطبرسي (1320هـ)، تحقيق جواد القيومي،ط1، مؤسسة الافاق

ـ في ظلال نهج البلاغة: الشيخ محمد جواد مغنية(ت1400هـ)، ط1،1427هـ، انتشارات كلمة الحق 

ـ الكنى والاسماء: الحافظ أبي بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي(ت310هـ)،ط1، 1420هـ ـ 1990م، دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان 

ـ مسند الامام أحمد بن حنبل: احمد بن حنبل، دار الكتب العلمية ، بيروت ـ لبنان

ـ الاعلام: خير الدين الزركلي، دار العلم للملايين، ط7، 2007هـ، بيروت ـ لبنان

ـ الاستيعاب في معرفة الاصحاب: لابي عمر يوسف بن عبد البر القرطبي(ت463هـ)، تحقيق وتعليق الشيخ علي محمد معوض والشيخ عادل عبد الموجود، ط2، 1422هـ ـ 2002م، دار الكتب العلمية ، بيروت ـ لبنان 

تاريخ الصحابة الذين روي عنهم الاخبار: الحافظ أبي حاتم محمد بن حبان(ت354هـ)،ط1، 1408هـ ـ 1988م، دار الكتب العلمية ، بيروت ـ لبنان 

تهذيب التهذيب: للحافظ شهاب الدين أحمد بن حجر العسقلاني(ت852هـ)، ضبط ومراجعة جميل العطار، ط1، 1415هـ ـ 1995م، دار الفكر للطباعة، بيروت ـ لبنان 

ـ جامع السعادات: الشيخ محمد مهدي النراقي(ت1209هـ)،ط1، 1427هـ ـ 2006م، مؤسسة الاعلمي للمطبوعات، بيروت ـ لبنان 

ـ المحاسن: الشيخ أبو جعفر احمد بن محمد البرقي(ت280م)، ط1، 1429هـ ـ 2008م، مؤسسة الاعلمي للمطبوعات، بيروت ـ لبنان

ـ عيون اخبار الرضا: الشيخ ابو جعفر الصدوق(ت381هـ)،ط2، 1426هـ ـ 2005م، مؤسسة الاعلمي، بيروت ـ لبنان 

ـ علل الشرائع: الشيخ ابو جعفر الصدوق(ت381هـ)، تعلق الشيخ حسين الاعلمي، ط2، 1428هـ ـ 2007م، مؤسسة الاعلمي، بيروت ـ لبنان 

ـ بصائر الدرجات الكبرى: الشيخ ابو جعفر محمد بن الحسن الصفار(ت290هـ)، تحقيق السيد محمد السيد حسين العلم، ط1، 1428هـ ـ 2007م، دار جواد الائمة، بيروت ـ لبنان 

ـ تفسير القمي: ابو الحسن علي بن إبراهيم القمي، تحقيق الشيخ محمد الصالحي، ط1، 1428، الناشر ذوي القربى،

ـ تاريخ دمشق: الحافظ ابو القاسم علي بن الحسين الشافعي المعروف بابن عساكر(ت571هـ) تحقيق ابو عبد الله الجنوبي، ط1، 1421هـ ـ 2001م، دار إحياء التراث العربي، بيروت ـ لبنان 

ـ السيرة الحلبية: ابو الفرج الحلبي (ت1044هـ)،ط2، 1427هـ ـ 2006م، دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان 

ـ ذكر اخبار اصفهان: الحافظ ابو نعيم احمد بن عبد الله الاصبهاني(ت430هـ) مطبعة بيرل ـ 1934م، 

ـ أُسدُ الغابة في معرفة الصحابة: عز الدين ابن الاثير الجزري(ت639هـ)،تحقيق الشيخ علي محمد معوض والشيخ عادل احمد عبد الموجود، ط2، 1429هـ ـ 2008م، دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان 

ـ وسائل الشيعةالى تحصيل مسائل الشريعة: الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي(ت1104هـ)، ط1، 1412هـ، مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لاحياء التراث، قم ـ إيران 

ـ بحار الانوار الجامعة لدرر اخبار الائمة الاطهار: الشيخ محمد باقر المجلسي، أحياء الكتب الاسلامية، قم ـ إيران 

ـ الاصول من الكافي: محمد بن يعقوب الكليني (ت329هـ)،تعليق علي أكبر غفاري، ط7، دار الكتب الاسلامية، 

ـ اختيار معرفة الرجال: الشيخ محمد بن الحسن الطوسي(ت460هـ) تحقيق السيد مهدي الرجائي، 1404هـ مؤسسة آل البيت لاحياء التراث، قم ـ ايران

ـ الدرجات الرفيعة الى طبقات الشيعة: السيد علي خان المدني الشيرازي(ت1120هـ) تقديم السيد محمد صادق بحر العلوم، منشورات مكتبة بصيرتي، قم ـ ايران

ـ الامالي:الشيخ ابو جعفر محمد الصدوق(ت381هـ)ط5، 1410هـ ـ 1990م، مؤسسة الاعلمي للمطبوعات، بيروت ـ لبنان 

ـ مناقب آل ابي طالب: زين الدين محمد بن علي بن شهر آشوب(ت577هـ) د.يوسف البقاعي، ط3، 1429هـ، انتشارات ذوي القربى 

ـ كفاية الاثر في النص على الائمة الاثني عشر: أبو القاسم علي بن محمد الخزاز القمي(ت400هـ) تحقيق عبد اللطيف الحسيني، (1401هـ) انتشارات بيدار 

ـ عمدة عيون صحاح الاخبار في مناقب إمام الابرار: ابن البطريق(ت600هـ)1407هـ ، مؤسسة النشر الاسلامي 

ـ المعجم الكبير: الحافظ ابو القاسم سليمان بن احمد الطبراني(ت360هـ)، تحقيق وتخريج حمدي عبد المجيد السلفي، ط2، 1405هـ ـ 1985م، دار احياء التراث العربي، بيروت ـ لبنان 

ـ السيرة النبوية: ابو الفداء الحافظ ابن كثير الدمشقي(ت774هـ) تحقيق صدقي جميل العطار، ط1، 1425هـ ـ 2005م، دار الفكر، بيروت ـ لبنان

ـ سلمان المحمدي ابو عبد الله: الشيخ عبد الواحد المظفر(ت1395هـ) ط1، 1422هـ، الناشر المكتبة الحيدرية 

ـ سلمان الفارسي(عرض وتحليل): الشيخ محمد جواد آل الفقيه، ط4، 1420هـ ـ 2000م، مؤسسة الاعلمي للمطبوعات، بيروت ـ لبنان 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=46163
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 05 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28