• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الإسلام الثقافي .
                          • الكاتب : بوقفة رؤوف .

الإسلام الثقافي

 الحضارة لا دين لها تتداول بين الناس فمن يحقق التقوى منهم تنزل في فنائهم  فان فقدوا  التقوى الجمعية ذات الصيغة التعاونية ( وتعاونوا) رحلت الحضارة من عندهم
ويجب أن نفرق عند حديثنا عن الإسلام بين الإسلام التعبدي والإسلام الثقافي , فالإسلام التعبدي علاقة فردية بين العبد والله ,أما الإسلام الثقافي فهو مجموع القيم الإنسانية في الإسلام من عدل وحرية ومحبة وتعاون وإيثار وإحسان وصدق ...
والإسلام الثقافي أو ما عرف أيضا بالإسلام الحضاري لا يتعارض بالمطلق مع الإنسانية وهو الذي يحقق الإنسان المتكامل رجل الحضارة وهو المقصود بنشره والدعوة له بالحكمة والموعظة الحسنة , بينما تمسك الفكر الأعرابي بالإسلام التعبدي (الذي هو جزء متكامل من الإسلام ونحن هنا لا ننكره ولا نحاول أن نلغيه) جاعلا منه هو الإسلام الكلي ومحاولا نشره وحده فقط عن طريق الغزو لا عن طريق الجهاد الذي هو عملية تفاعلية بين المجاهد ورسالة الإسلام حيث يعمل المجاهد على إيصال رسالة الإسلام إلى الإنسانية عن طريق الوسائط الموصلة المحققة للهدف فتتفاعل معه الإنسانية لأنها رأته محققا لذاتها مبرزا لقيمها حاميا لها من الذوبان في المادية الغائية فكان الجهاد الإسلامي في الشرق وفي الجنوب حيث انتشر الإسلام الثقافي إنسانيا فوجدت فيه الإنسانية إنسانيتها المفقودة , بينما عمل الفكر الأعرابي على الغزو لأجل تجسيد في المعمورة الإسلام التعبدي بالسفك وإراقة الدماء والسبي لكن لم يتغلغل الإسلام التعبدي في الرجل الغربي لأنه لم يلامس إنسانيته بل لامس العبودية التي يمقتها كل حر ...
والإسلام الثقافي الذي يلامس في الإنسان إنسانيته ويحرر أحلامه يهيئ الأرضية الإنسانية للإسلام التعبدي الذي يأتي بعده فيتم القبول الفطري , لكن الإسلام التعبدي لا يمكن بحال من الأحوال أن يأتي أولا ليهيئ البشرية للإسلام الثقافي فتلك سنة اجتماعية وقد جسدها الرسول  حين بدأ دعوته للإسلام بالإسلام الثقافي أولا ثم بعده جاء الإسلام التعبدي , وان تخلل بداية دعوته أحيانا إسلام تعبدي فقد تخلله على نطاق الأفراد لا على نطاق الجماعات
والفكر الأعرابي حين اصطبغ بالصبغة الإسلامية جعل الإسلام يدور ويرتكز ويتمحور فقط على الإسلام التعبدي لكي يمنع بعث الإسلام الثقافي الذي تقوم به ومن خلاله الحضارة الإنسانية وحتى يحصن الفكر الأعرابي الاسلاماوي نفسه جاء بفكرة الفرقة الناجية التي نجدها تتعارض مع الإسلام الثقافي ومع الإنسانية ومع الحضارة القائمة على قيم يشترك فيها الجميع متعاونين على البر والتقوى بينما نجد كل فرقة من فرق الإسلام التعبدي ترى نفسها هي المعصومة جماعيا وهي الناجية وغيرها هالك وعلى ضلالة وبدعة فتمارس كل فرقة سياسة الإقصاء ويتعاون أفرادها على الإثم والعدوان في إطار الغزو التعبدي الذي يسمونه بالباطل جهادا
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=46175
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 05 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20