• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : جائزة أفضل بائع شاي وزعيم عربي .
                          • الكاتب : هادي جلو مرعي .

جائزة أفضل بائع شاي وزعيم عربي

في واحد من مطارات العرب الكثيرة والجديرة بكل شئ عدا الإهتمام بها كحقيقة سألني بائع الشاي اليمني عن بلدي؟ وحين عرف إنني من العراق أبدى على الفور إهتماما وإعجابا منقطعين بكرم وشجاعة العراقيين ، ثم سألني عن أفضل وأحسن وأجمل زعيم عربي؟ ودون تردد وبسرعة بديهة حاضرة عندي حالي كحال أي عربي عبقري قلت له، صدام حسين. نظر إلي بحنو وبنوع من الإحترام قال، أحسنت والله إنك فاهم، قلت له، طبعا أنا فاهم جدا وأعرف الزعماء العرب كلهم سيئين، قال صدقت. ويبدو إنه لم يفهم من جوابي سوى الشق المتعلق بالأفضل وتجاهل عن جهل شق السيئين الذي تحدثت به. قال والله ياسيدي الحكام العرب جبناء مش كويسين، سألته عن اليمن ومن أين هو فيها؟ قال، أنا من تعز التي ثارت ضد نظام علي عبدالله صالح، وتفاخر إنه كان من أول الثوار وجاء في مسيرة عريضة الى صنعاء بعد أن قطع مع المواطنين الغاضبين على النظام أكثر من ثلاثماية كلم، لم أعبر له عن إعجابي وسكتت، وكان من المعقول لو إني سألته عن النهايات في عالم الثورات العربية، وكيف إنتهى به الحال من ثائر الى بائع شاي في مطار، وهو مهدد بالطرد، وعليه أن يحتال للبقاء هنا، ثم محاولة خداع المسافرين وبيع الشاي لهم بطريقة مبتذلة، لم أسأله عن كيفية دخوله صالة من صالات مطار عربي مهم جدا بطريقة غير قانونية مايثير سؤالا عن الفساد في المطارات التي دمرتها الثورات ؟.

لماذا قلت للبائع اليمني، إن صدام هو أفضل الزعماء العرب؟ ولم اقل له، إنك أفضل بائع شاي عربي إنتفع من ثورة بلاده ليبيع الشاي بالإحتيال؟ العرب عموما يفضلون صدام حسين على بقية زعمائهم. فهو كان ذكيا في توصيل الرسائل لهم، كان يقمع العراقيين بينما يغازل المواطنين المقموعين في بلدانهم، وقد يستقبل منهم من يستطيع الحديث والكتابة عن القومية العربية وضرورة الوحدة وتحرير فلسطين، كانت شعاراته قومية, وكانت حروبه قومية، وخطاباته قومية يوجهها لمواطنين أتباع حضارة بدوية موغلة في عشق القوة والنفوذ والسلطة، لم يكن بائع الشاي ليتحمل مني إجابة مختلفة فالعرب عموما (تايهين صايعين ضايعين) في النهاية بلا مستقبل وبلا هوية حقيقية، هم ضحايا ثورات الربيع العربي التي جعلت من المصريات أن يفقدن كرامتهن في ساحات التحرير ويتعرضن للتحرش الجنسي الذي تحول الى ظاهرة علامتها خلع ( السوتيان) وفي اليمن نشطت القاعدة بعد رحيل صالح ونشط الحوثيون والجنوبيون والصنعانيون ليقدموا نموذجا مختلفا. لم يكن صالح صالحا، لكن اليمن كان مكبوتا فإنفجر مرة واحدة، بينما يجوع التوانسة ويضطرون للترحيب بعودة حركة الإخوان المسلمين ومعهم السياح اليهود الراغبين بالوصول الى جزيرة جربة. في بقية البلدان العربية تحدث المهزلة،في سوريا والبحرين ووووووو، وبلا إستثناء إلا في بعض المحميات العربية الموغلة في الرمال.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=46230
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 05 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28