يرى المفكر المسيحي يوسف كتاني ان نهج البلاغة سيبقى خالدا الى الابد بسبب طراوة وحداثة موضوعاته، وان كانت المجتمعات البشرية تبحث عن السعادة الحقيقية، يجب ان تستفيد من الارشادات الواردة في هذا الكتاب وتطبقها في حياتها العملية.
ويوسف كتاني هو ابن أخ المفكر والكاتب المسيحي سليمان كتاني المولود في امريكا وتلقى تعليمة العالي في مادة الفلسفة بجامعة لبنان، والف العديد من الكتب حول 9 من المعصومين من اهل البيت (عليهم السلام)، بما فيها كتاب حول "فاطمة الزهراء (س)".
وبعد وفاة عمه سليمان كتاني، تولى يوسف كتاني مسؤولية اصدار واحياء اعماله.
وردا على سؤال ل "شفقنا" حول توليه مسؤولية احياء مؤلفات عمه قال يوسف كتاني ان "عمي المغفور له كان واسع الثقافة والمعرفة، وكان يحب ان يضعها بتصرف الجميع، لذلك فقد اوكلني اصدار اعماله".
وما السبب الذي دفع المغفور له سليمان كتاني لتاليف كتاب حول حياة "فاطمة الزهراء (س)"؟ قال ان عمه لبى لاول مرة دعوة جاءت من النجف الاشرف من كبار علماء الحوزة العلمية لتاليف كتاب حول الامام علي (ع) واستطاع بواسطته ان ينال جائزة العام. وبعدها اجرى لقاءات مع كبار شخصيات وعلماء النجف الاشرف الذين طلبوا منه لاسيما اسرة الحكيم ان يؤلف كتابا حول السيدة فاطمة الزهراء (س)، لذلك فقد صدر هذا الكتاب في طبعته الاولى في العراق عام 1967 واعيدت طباعته لاحقا عدة مرات، وقد نفدت اعماله الان في السوق وانوي اصدار جميع هذه الكتب مع سيرة حياة سليمان كتاني.
وعما اذا كانت صدرت عنه مؤلفات حول اهل البيت (عليهم السلام) قال يوسف كتاني انه القى مداخلة قبل عام في مؤتمر فاطمة الزهراء (س) في النجف الاشرف، لكنه لم يطبعها وقد تكون قد صدرت في النجف الاشرف.
وعما اذا كان قرا نهج البلاغة ورايه حول الامام علي بن ابي طالب (ع) قال كتاني انه قرا هذا الكتاب القيم سابقا. وتابع: ان علي بن ابي طالب (ع) هو انسان عظيم لم يكن يرى فرقا بين المسلم والمسيحي الا بالتقوى. ان الامام علي (ع) هو في الحقيقة قدوة واسوة للجميع. لقد كان رجل الحكم وبرغم الزمن الذي يفصلنا عن عصر الامام علي (ع) لكن رجال الحكم والساسة في العالم يجب ان يقتدوا بهذا الامام في الوقت الحاضر.
وعن رؤية المرحوم سليمان حول التشيع قال يوسف كتاني ان المغفور له سليمان وضع كتابا حول شخصيات مثل جبران خليل جبران لكن شخصيات مثل الامام علي (ع) والنبي الاكرم (ص) اجتذبته اكثر، وكان يعتبر ان الامام علي (ع) ونبي الاسلام (ص) وعيسى المسيح (ع) يكملون احدهم الاخر، لذلك فانه انجذب اليهم.
وعن الخصائص التي وجدها في الامام علي حتى انجذب اليه قال كتاني ان نهج البلاغة يحوي موضوعات كثيرة، ويتناول جميع قضايا المجتمع ويضم جميع الابعاد الاجتماعية، وحين يتحدث عن الحكم يظهر في هيئة انسان عظيم، وحين يتحدث عن الحياة الفردية للناس يظهر في هيئة اب حريص على ابنائه. ان مشكلة المجتمعات البشرية تتمثل في عدم اهتمامها بارشادات علي (ع) في الابعاد التربوية والاجتماعية والسياسية ولم تطبقها عمليا في المجتمع.
وهل يمكن اعتبار نهج البلاغة بانه لجميع المجموعات البشرية اجاب يوسف كتاني، ان نهج البلاغة هو لجميع البشرية وسيبقى حتى الوف السنين وسيكون كتابا خالدا نظرا الى النماذح التي يقدمها.
واللافت انكم ان قراتم كتب سليمان كتاني حول اهل البيت (عليهم السلام) سترون بانه وصفهم افضل من المسلمين انفسهم. |