• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : مقالة نقدية للنص المونودرامي (فلا انا بلقيس ولا فيكم نبي) .
                          • الكاتب : كاظم اللامي .

مقالة نقدية للنص المونودرامي (فلا انا بلقيس ولا فيكم نبي)

تاليف الكاتب والمخرج العراقي .... ميثم السعدي

بقلم الكاتب .. كاظم اللامي

عالم يكتنفه المجهول متلون بالرعب متخم بالوهم لا يملك حجة ولا منطقا ولا يملك اهلية في تفسير ما يجري او حتى الدوران حول محيط ما التبس من اشكاليات نعيش فصولها كل حين كل ذلك يجعلك ان تتخذ من الهلوسة اسلوبا بليغا لترتيب اوراق هذا العالم العابثة وهذا ما دعا البطلة(نورا) ان تتخذ من هلوستها وسيلة الية لغاية تنتزع بواسطتها ما علق بالروح من اشواك تثير الالم تلو الالم لتحمل هذه الهلوسة صدقا وحقيقة مؤطرين بجماليات ادبية تؤثر في الواقع ترفع بعض الغشاوة وهذا هو المسرح الحر الذي نفض كل المعوقات السلبية المتكلسة ليقف ضد سلطة العقل والدولة ضد الكلاسيكية المقيتة من خلال خيال جامح يعترض على النمطية والقالب الفج لخيال فوضوي ميت .. صراع الاخيلة ..  بانفعال عاصف واندفاع فانتازي رائده الانسانية والفكاهة القاتلة بتمازج العنصر المأساوي في الملهاة والعنصر الملهاتي في المأساة بعملية انصهار متعددة الجماليات المتفاعلة في الدراما اعتمدها النص كفلسفة القبح والمبدأ الساخر في رغبة اثارة للتناقض لتكسير المعايير السائدة وكما يقول اوجين يونسكو( يجب ان نلجأ في المسرح الى تضخيم الاحداث) أي تكبير الصورة المنتقاة من الحياة من الواقع الساخر القاسي المفرط من نسغ الكوميديا الدرامية او المأساوية وكما قلنا شخصية نورا شخصية كروتيسكية تريد ان تقول بصراحة ما لا يستطيع ان يقوله الاخرون بالتعبير عن الاخر المتحكم بالمصائر فهي لا تخاف من الموت على يديه والذي يعني تحررها انما تخاف من الحياة مع هذا التوتاليتاري ..  فالموت لديها ليس نفيا للحياة بل هو حياة اخرى تعج بالحركة والوثوب وهذا هو الانفجار الغريب والكبير في نشأة الحياة من اللاحياة كما في صورة انسان واع يخرج من رحم نعجة ليتأكد لنا جوهرة من جواهر التخيل البشري وضرورة من ضرورات الفن والفلسفة ولمسة من اللمسات الجمالية وذلك لكونه خليطا من المكونات المتنافرة واقعيا ونسف وتدمير للنظام الطبيعي وشذوذ حر للصور والاشكال وتعبير عن تعاقب الابتهاج والامتعاض في اطار رفضي للأنا الأنا التي يختلط بوحها وتناولها للموضوع بين السيرة الذاتية والتخيل وايراد القصص التي تحكي واقع الحال وتنشد تحطيم جدار كبير وان لم تستطع تحطيمه فلديها القدرة كي تتسوره.. جدار بين الواقع والخيال بين الرجل والمرأة بين الضحية والجلاد بين السلب والايجاب .. لترسم صورا بديلة للواقع المصور من قبل اناس بعينهم ولو بتصوير مؤقت له أبطاله الذين يتحركون في فضاء النص وهم يتحولون ببطء الى أبطال يوجدون خارج فضائه ويمارسون أدوارهم وبطولاتهم في الحياة وفي اليومي المعاش تداخل بين عالم الحياة وعالم الشكل المفتوح وبقاء الحال على ما هو عليه ليس من باب العجز في ايجاد الحل بل هو عملية تحريضية للذات الواعية التي تراكبت عليها الغبارات كي تستفيق وكأنها تخاطب جمهور النظارة وهؤلاء بدورهم يخاطبون المجتمع بعملية تفكيكية راشدة.. المسؤولية ملقاة على عاتقكم انتم اولى بالتغيير ابحثوا جاهدوا ناضلوا من اجل ايجاد الحل فالحل ليس بالضرورة ان يكون بيد المسرح فالمسرح يكشف يسلط أضويته بقوة على الحياة لكن من بيده مفاتيح الحل هو الانسان الواعي الاخر فربما التغاير ينطلق من هنا مع عدم فرض الحل وهي عملية ذكية في عدم مصادرة حرية الاخرين في التغيير الذاتي النوعي ليسجل الحاضر انطلاقا من رصد الماضي وتتبع أحداثه الراسخة في ذهن الكاتب وبالتبعية في ذهن البطلة وهي تتحدث عن الماضي لتثير انتباه الجمهور لمآسي الحاضر لدفعه وحثه على الثورة عليه فلسفيا وديناميا ... تناول الكاتب  بطريقة إيحائية ورمزية وفقا لخزينه المعرفي والذاكراتي جدلية الماضي والحاضر ويتضح ذلك من خلال محاورة الماضي تاريخيا وإسقاطه على الحاضر سياسيا ليصبح قناعا دراميا يطل من خلاله ليقدم مجمل انتقاداته للحاضر المر الملون بالقهر والهزيمة والانبطاح والذي تتصارع فيه القوى الظلامية الجشعة من أجل الانقضاض على الشعوب الضعيفة للهيمنة عليها سيطرة واستغلالا واسترقاقا حيث لمسنا ذلك من خلال سيرة امه وابيها والمعاناة التي المت بهم عن طريق نزفها الذاكراتي المهشم  ووجودها الهش اطلت به علينا  بلحظات واعية تغرد خارج انياب السلطة الدراكولية..

يندرج هذا النص ضمن المسرح الذهني الذي يعتمد على التحريض السياسي العابث مع انغلاق المواقف الدرامية على اللاحل نتيجة تراكمات تجريبية بجزئية قدرية حاكمة تغلبت بعنف على سيزيفية البطلة ملونة الصراع العام بمأساوية المصير الإنساني والتقوقع داخل مكان مغلق ضيق الحدود متمثلا بالسجن الكبير الذي تحول بفعل فاعل الى الوطن المأمول الذي كان الجميع يحلم به جنة خضراء لكنه استحال الى كابوس جاثم في خبايا عقل وذاكرة الانسان الغارق بالخوف والقلق والضياع والوحدة والغربة وعدم الاطمئنان.. هذا الإنسان الذي تخلى عن قصد وسبق اصرار عن الاستقرار والأمان والعيش الكريم مما الجأ هذا الانسان كي يتخذ حيلا امام ضعف الانا حيلا ميكانزمية تدعم الانا كي تتخلص من وبال  إخفاقاتها في إقامة علاقة متكافئة  بينها وبين البيئة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وحتى الجمالية واقعا وتخيلا وهذا ما سنراه من خلال قفزات البطلة نورا بعقلها المغاير بين هذه المثابة وتلك الهضبة.. انطلقت مستهلة علينا الظهور بعقل ووعي مغاير لذاتها وللذوات الاخرة الماثلة امامها كمتفرجين (بعد اكتمال عناصر العرض)او من هم ماكثون في دائرة القصد والمعنى وهي محاولة منها لصقل الوعي بذاتها من خلال طرفية حوارية تؤجج المعرفة بالذات المحيطة التي تقود في الاخير لمعرفة الذات ومحتواها الانا والانا المقابلة بإيجاد مشتركات موضوعية بي الطرفين .. والسؤال اذا كانت معرفتي لذاتي متوقفة على الغير فمعرفة ذلك الغير لذاته متوقفة علي ؟اذن من هنا ننطلق فتتأكد ابجدية المغايرة في معرفة الانا .. لنجد اجابات وان كانت مختصرة لمعرفة اين تقف؟ وفي أي زمن؟ من خلال محو المكان والزمان والذوبان والانصهار في بوتقة ألمية واحدة مع الغير وهذا ما لمسته في فكرة النص بوضوح لكن بشكل عام نتيجة التداعي العميق للذات الفردية جعلها تتضخم حتى تبدو لا تشبه احدا. 

ما طرحه النص فكريا وعلى لسان البطلة نورا هو اشاعة هيئة راسخة في بلورة رؤية ومفهوم ذاتي يدعو الى بناء يرى ظاهره من باطنه يحمل فلسفة غائية باستبعاد ما عداه بعملية انزياحية رائدها التواجد بقوة داخل منطلق ما من التصور يعتقد الثبات والاطلاق فتتولد لديها عملية اصلاحية واحدة هي الثورة على كل ما هو موجود لأنه مرتبط بالحاكم الاعور المتسلط الذي لا يعرف الرحمة واصفة اياه ولو من طرف خفي بالمياه الاسنة في خزينة الفضلات لا يمكن ان تخرج منها سوى الروائح الكريهة لذا يجب اجتثاث كل ما له علاقة بهذا التوتاليتاري البغيض.

يتسم دور المرأة في هذه المسرحية العابثة بالدونية اجتماعيا وحقوقيا وإنسانيا، بمواجهة الرجل الجلاد في جدلية قائمة في مدى انصاف المرأة وصراعها مع الرجل في انها دائما الضحية وجلادها دائما هو الرجل.

من اساسيات المونودراما انصهار الكل في الواحد والواحد في الكل بنزيف ذاكراتي يعزف على اوتار هاجسها الوجع الكاشف لزيف المجتمع ودناءة السياسة والحكومات الفاقدة لشرعية القبول والاستحسان لدى العامة وما تفجر في استهلال النص وعيا مثيرا مطرزا بالمعرفة ان دخلت علينا شخصية خارجية بوعي مغاير للبطلة بقولها (ذات زمن جميل حدثتني عنه أمي) بمونولوج داخلي كثيف الرمز مؤدلِجا صراع الطبقات وهو يكشف لنا الواقع المغاير للحقيقة وهو يتسرب من طوق السيطرة بقوة مزيجة بين الشد من طرف والتراخي من الطرف الاخر مع تأرجح للروح التي لا تعرف الاستقرار فتراها كحبات بن على صفيح ساخن لتتأصل حالة ما  تؤكد التصادم والانزياح عن الواقع والاغتراب عنه والعزلة والتوحد لينشا نزيف مستمر بلعنات الالم مع وعي شاذ مرتبك يصب لعانته المستمرة على هذا الواقع المغاير على اقل تقدير لأحلام واماني المتألم الموجوع الذي تحول لديه الواقع الى تيه في الذاكرة المزدحمة بتشوهات جعلت سرد الاحداث يتقفز بين هذه المثابة وتلك الهضبة فلا الذاكرة تتلاشى ولا الواقع يغازل الاحلام لتبقى دائرة الصراع مستمرة بين حقيقي ومتحقق زمكانيا في عقل ووعي مجنون وعي اخر لا تربطه بما حوله اية صلة هذا الوعي خاصة امرأة لا تهدا آلامها الموجعة وهذا هو اغتراب المثقف الواعي الذي يعيش واقعا لا يلبي طموحاته لكنها في النهاية تحتال على الواقع بإشراكها المجتمع المتمثل بنظارة المتفرجين وتهديم الجدار الرابع الإيهامي لتنطلق من مشتركات بين الطرفين وكما لمسناه من خلال بوحها وجواب النظارة بكلمة اه. 

كآبة وانغلاق المسرح يخلق هوة لا تردم بين المتفرج_القاري  والنصوص والعروض تؤدي الى العزوف عن المشاهدة والمتابعة وحسنا فعل الكاتب في وجود بعض القفشات الساخرة التي تقتل الرتابة والبيروقراطية المسرحية الكلاسيكية كنوع من الكوميديا السوداء(الكوميك الصادم).

ان البوح في المونودراما عملية فيزيقية كيمياوية تهدف لاكتشاف النفس من خلال عدة تحولات زمكانية حالمة ثم مراقبة لها عند غيرها وهي تتحقق من خلال انزياحها من ثقوب عديدة افضت الى تسربها دون رجعة لتعزي نفسها انها ترى احلامها لدى غيرها وقد اصبحت حقيقة على ارض الواقع ومع العجز يتولد هذا الخطاب ترتد القهقري لتتبنى امالا خارجية وربما واقعا خارجيا لا تنتمي اليه ولا يمثل لها مصداقا بالمرة كما في العاهرة والوزيرة وغيرها.

الحقيقة الغائبة هي ان هذه المرأة ميتة قد شيعها السياسيون وفق مبدا يقتلوا القتيل ويسيرون في جنازته وها هي تسرد حكاياتها لموتى اخرون موتى الضمير في محاولة منها لاستدرار عطفهم فحولتهم ضمائرهم اخلاقهم عروبتهم فروسيتهم لكنها ترتد خاسرة لأنها تكلم امواتا فكيف بالميت يحيا من جديد ويستجيب لمنطق الحياة .. عمق المعاناة التي تعيشها الذات لا تجد لروحها من يماثلها مع جوهرها لا تجد من يستوعبها لتصاب بالإحباط المزمن وخيبة الامل وهذا الاغتراب القاتل الذي تعيشه يستحثها للبحث عمن يستمع اليها في محاولة للتطهير لكن صدى كلماتها لا تجد لها اثرا لدى الاخرين او ان الاخرين لا وجود لهم اصلا لذا ان كان هناك صوت نشاز سيمد عنقه من ركام التخاذل الذي ادمنتموه سأعدمه بحقيقة لتحمل الجميع مسؤولية هذا الخراب بقولها ما انا بلقيس وما فيكم نبي ... 

لا تركن الى تسلسل زمني لسرد آلامها ايما وجع يستفز فانه يظهر للسطح من خلال الاه تنتقل احيانا من مجهولية الانسان الى تثبيت وجوده الحسي والمكاني هناك قيء للصور مع استقلاب حر حر لتتجلى ذاتها خارج المدى المرسوم لتزج عنوة في عالم الالام لكنها لا تملك القدرة على كتمها او تلوينها بغير الاه ورواية الالم الم اخر لتتضاعف الآلام لديها.

هناك رموز تتفجر تريد بنا ان نصل اليها ان نحذرها ان لا تبقى تلك الغشاوة التي على العين هناك مساحة للاستعارة التأويلية تدعوك لوظيفة التأويل انت لا غيرك من يستطيع ذلك وما تراه في المكان لديها بداية الرمز التفجيري (السجن) اختارت احقر اماكن الطغاة وهويتهم وكرسيهم الباقي متربعا مادام هذا المكان يحتل ذاكرة الانسان ويخيم على واقعه صعودا للمعنى الكامن وراء هذه الإنثيالات على اعتبار ان السجن علامة فارقة تترمز كنتوء في الذاكرة لا يقبل الانزياح فهناك مزج للمكان مع الرموز الاخرى لتضيء ساحة الخيال بأماكن اخرى لا تبتعد كثيرا عن تأويل الصورة وزمانها نراها خائفة مرعوبة وهي تحمل قلق الانسان عذاباته خساراته وسط سطوة الموت المدججة بالقهر ومن هنا تنطلق الفكرة الايحائية بلغة انسيابية توأمها الكاتب مع رمزية نورا ورمزية الجمهور.

لننطلق مع لغة النص واحالاته الرمزية 

 الأقذر من القتل هو:- يائس.. تجعله يحلم... يحلم فيصير حُلُمهُ أمل.. تعود اليه فتذبح احلامه وتغتصب امله!!!...

امر من المرارة انك ترى النور ولا تنتفع به ترى احلامك تتمثل امامك بشرا سويا الا انها تتقزم كسراب يحسبه الظمآن ماء  تتسرب كقبضة ماء من خلل اصابعك وهذا ليس بغريب على قادتنا وسادتنا في بلاد العرب وهم يبثون صورا من الآمال في البوم حياتنا حتى تنقلب صورا مثخنة بالوجد والحزن والالم وخير دليل حلم العراقيين في التغيير والامل الذي راودهم بنقلة نوعية نحو حياة افضل حتى ان الناس راحت تتحدث حتى في فراش النوم عن ما سيجنيه العراقي من عملية التغيير وكل يضع قائمة بما يمكن ان يحصل عليه في قابل الايام مما كان ينقصه يراه بعينه لكنه لا يطاله لتعسف النظام وهنا التفاف كبير للقادة الجدد على احلام الشعب الذي اثبت غباءه حتى تحرفن في ذلك.

نرى تكرر ذكر الحكومة والساسة والدولة وفضح منهجها وخبايا فلسفتها في ادارة الحياة على ارض الوطن وكما في التالي من حوارات نورا ...

(الكراهية عند اصحاب القرار جعلتهم يكرهون الشعوب السعيدة ...) في اشارة الى دول الاستكبار العالمي وعملائهم من ذوي النفوذ السياسي في بلدانهم

(أيها الشعب.. الارذال  يتكاثرون كالأميبيا ....) وحسب فهمي القاصر ان الاراذل هم السياسيون البرلمانيون الذين بدأوا بثلاثين عميل حتى اصبحوا 325 والعدد في ازدياد حتى يأتي اليوم الذي يصبح الشعب فيه كل الشعب سادة القرار وفي خانة الاراذل بسبب العدوى الاخلاقية والنظرة القاصرة في اثبات الوجود وفقا لعقل جمعي يقود الجميع الى الهاوية وهذا ما لمسناهم في رغبة الجميع للترشيح للانتخابات بمختلف مسمياتها واهدافها في سبيل الحصول على الامتيازات الكبيرة. رتابة الحياة وبؤسها تدعوك لاجترار الامل .. الامل الذي اغتصب على مرأى ومسمع الجميع حتى تشوهت معالمه ليحل محله ياس مرير يلغي خارطة الطريق لكل مرجو من احلام تتحقق رغم وجود رغبة للتصالح مع الحياة ونسيان الافل منها وشعار عفا الله عما سلف لذا رضيت الشعوب بالتغيير لكن القادم لم تتسرب له أي جذوة يمكن لها ان تكبر لتصبح مشعلا يضيء الدروب الكالحة

(لبنان اجمل بلد اصبح خرابا .....) العراق اجمل بلد اصبح خرابا مصر اجمل بلد اصبح خرابا  تونس ليبيا الجزائر اليمن سوريا كل الدول العربية اصبحت خرابا بسبب (كل المسلحين في العالم يعيشون على اطلال الخراب حتى وان كانت أوطانهم)صرخة كبيرة بوجه من باع نفسه للأجنبي وراح ينفذ خطط الاعداء بعلم منه او بغير علم بقصد او غير قصد بسبب تقوقعات دينية خبيثة وعملية تأسلم غبية وولاءات صماء لاحجار لا تعي لغة الا لغة الخراب والموت اودت بالعالم العربي للاحتراق على مرأى اهله وابناءه . مع ملاحظة ان السلاح وكما يعلم الجميع اما بيد الدولة او بيد ميليشياتها المعروفة والمجهولة مما اعطى الكاتب صورة واضحة لمن ساهم ويساهم بإحراق الجمال في بلده وهم ساسة البلد دون ادنى شك.

(ستقولون ان الممثلة ذات المعطف تهذي ...)وهذا ما اكدته انا في انف المقالة من ان هناك قول للحقيقة قول صادم يزلزل الارض تحت اقدام الاخرين يدعو الظلاميين لإيداع فكرة ما في عقول النظارة والجمهور ليواجهوا بدورهم الممثلة واتهامهم لها بانها تهذي لترد عليهم بانها لا تهذي بل تقول الحقيقة .. الحقيقة التي يريد الساسة لها ان لا تكون حقيقة وهذا ما الفناه من عمليات التسقيط الخبيث لأصحاب النظرة العالمية الكونية لأصحاب الضمير الحي في عملية اقصاء وتهميش لم تنطلي على احد لتؤكد لنا ذلك بقولها (بدأ لساني السليط يطلق حقائق تزعج بعض الأبواق وذباب الموائد) وهذا ما ربطته بعد ذلك من بعض التمنيات والرغبات مع المحقق بانها عاهرة وساقطة وغيرها من الوظائف المشينة والتي تعكس نظرتهم السلبية للمواطن الشريف وكأنها تريد القول أليست هذه اتهاماتكم لمن يخالفكم ولو بالتفكير مع خياله.

(سأحكي لكم حكاية لكن دعوني اختار لكم شيئا لنستمع اليه سوية....) المشاركة في صنع الحدث والمسرح البريختي مما يعد تجربة فريدة لكاتب النص في قدرته الفائقة في توظيف النظريات المسرحة في الكتابة مع تصديق النظريات الاخراجية للعروض من خلال مفردات النص وانتقالاته مما يعطي الجميع القدرة في صناعة العرض من خلال النص وهذا ما لمسته ذاتيا وانا اقرا هذا النص الكبير جعلني اخرج وامثل ما قراته وبالتالي تشكيل هيئة راسخة من قبل المؤلف لدى القاري في استكناه النص وفك رموزه ووفقا لبساطة تفكيري انها نظرية كبيرة اراد الكاتب ان يطرحها من خلال نصه هذا مع تواجد لنظريات اخرى ممكن ان تفرز لتكون سابقة في عالم المسرح.

(أنا يا سادة اسمي نورا فليس كل فتاة اسمها سعاد هي سعيدة)حالة اجتماعية تتمظهر بشكل صادق وواع في بلادنا العربية ان هناك تناقضا مرير بين الحقيقة المتمثلة بالاسم الذي يطلق على المولود والواقع المتمثل بخط سيره المتعرج في الحياة او بالعكس كما في نورا وهي قد خسرت النور الذي سرقه منها السياسيون بلا وازع من ضمير او من كان اسمها سعاد وهي تعيش حياة بائسة تحت سلطة رجل فاشل لا يرقى لان يكون راع لنعجة وكأنها تشير ايضا من خلال اسمها نورا لاسم رئيس وزراء العراق نوري المالكي في الاتجاه المعاكس بانه تخلى عن نور الانسان لتتسم ملامحه بالسواد والخواء ليكون محله الدهاليز السفلية كخفاش للظلام .

(بين حاضرة احزاني وذاكرتي فجوة صنعتها الكبوات.. فجوة بعمق التاريخ القذر للسياسيين) نجد هنا الذاكرة الجمعية وكأنها تستحث ذاكرة القاري او المتفرج من اجل الوثوب فوق زيف الرخاء الذي حاول الاوباش تصويره للبسطاء محملة الساسة تلك الكبوات التي لفت الحبل الخانق على رقاب مجتمع لم يعد بمستطاعه ان يمد راسه من خرم الابرة التي حشر بها بلا سابق دعوة او انذار.

(من حقكم أن تستثنوا من شئتم) اراد الكاتب هنا وعلى لسان نورا في استذكار الساسة الذين قادوا البلد الى التزحلق على قارعة العدم ولكنه اعطى القارئ والمتلقي فرصة ولمحة من الحرية في الاستثناء لاعتبارات عقائدية وولائية حيث اراد الكاتب ان يقول ضمنا ان هناك من يجد وليجة ما مع هذا القائد او ذاك وهذا من حقكم على اعتبار اننا نعيش الديمقراطية والحرية ولكن من جانبها السيء المنافق المحتال خالصا في قوله الى اننا في خبط عشواء لا يجمعنا راي واحد لكن الكاتب ونورا لم يستثنوا احدا لان القادة وضعوا انفسهم في خانة واحدة خاصة تتمثل بالتعسف والعنف والطغيان والغباء السياسي الذي جعلنا نفترش الطرقات في محاولة لاستدرار عطف احدهم كي يرمي لنا كسرة خبز ترتق فتق انسانيتنا لذا نورا لم تستثني واحدا منهم لأنها تمثل مجتمع بأكمله متحدثة عن حالة عامة لا تعترف بالمكان والزمان مثلا ان صدام حسين قرب السنة وابعد البقية والمالكي قرب الشيعة وابعد البقية ولو نزلنا صعودا لوجدنا مزاجية وانتقائية لدى الجميع تبرر لنورا ان تقول من حقكم ان تستثنوا من شئتم لأنكم اهل ولاءات .

(سألني وبيديه دريل همر، وهذا عادة ما يستخدم في حفر الاسفلت، قال ما رأيك يا ست نورا بمولانا السلطان؟ وهل هناك من هو اجمل منه زي العسل مولانا الحيوان) التاريخ لا يؤدلج ولا يفلسف بل هو معلم ثابت الوجود لا يعرف الانزياح جميل جدا ان نرى الجرأة من قبل الكاتب ان يسرد علينا لمحة تاريخية لطريقة التعذيب التي لم يعرفها القدامى من الطغاة وهي تطبق اليوم في سجوننا العراقية والعربية وهذا ما اكدته الاحداث الطائفية التي دارت في العراق ابان 2005 و 2006 و 2007 حيث كانت الجرائم البشعة ترتكب بحق العراقيين من خلال استخدام الدريل (المزرف الكهربائي) كالة للتعذيب الوحشي والذي يعكس مدى دموية السلطة وعدائية ليس لها نظير للشعب المكلوم.

(انا نورا الحلوة التي كان يحبها اخوتها، واخواتها، وابويها، وجيرانهم، واقاربهم، وكل تلاميذ المدارس وطلبة الجامعات) بكيت كثيرا وانا اقرا هذه السطور نورا تتجلى بمعنى اكبر تتجرد من فرديتها كفتاة لتصبح العراق بعينه لتنتهي على يد السلطة الى حبيس حبيسة الجمال والرقي والعلم والتعامل الانساني مع العلم ان القادة الجدد ابلغونا انهم سيحررون العراق لكنهم لم يفوا بوعدهم فحبسوا العصفور في القفص واذاقوه ذلا وجوعا وعريا ثم بعد ذلك تصرخ نورا صرختها المدوية بقولها (من يحب الحرية لا يحبس عصفورا أو طيرا لأن ذلك نفاقا وكذبا) مما يحيلنا هذا القول الى زيف حقيقي يمتاز به اولي الحل والعقد في بلادنا المنكوبة يتحدثون عن الدستور وقدسيته وهم اول من خالفه يتحدثون بالديمقراطية وهم اول من اغتصبها وتم تصوير هذا الاغتصاب بفلم اباحي عرضته كل القنوات الدينية السنية والشيعية يتحدثون عن الحرية وهم يحترزون على مقص غليظ حاد ماض يقصون به السنة الناس لجعلوا منها شريط السنة تتحدث بلغتهم  لنخلص للقول بان عدمية السلطة وعناصرها المتمثلة بالسجن هي من يضع اشتراطات الحياة والسلوك حتى تأتى لنورا ان تدعي انها الساقطة والعاهر .. اشتراطات السلطة هي من يضع اسلوب الحياة والعيش حتى يصل بها الامر الى الحيرة في الانتماء نتيجة قوة وزخم السلطة ليجعلها تتخذ قرارات من غير وعي رغم وعيها في سفالة وتهافت هذه القرارات تنتهي بنا الى جزئية ربما ليست بهذه الضالة ربما كلية وكلية عامة ان لا خلود في هذه الحياة الا لجلاد وضحيته ولا يمكن ان تعتدل الامور لنجد مصالحة ما بين الاثنين .

(تعالوا نحلم... نحلم.. ما رأيكم؟ هيا نحلم.. انا أحكي الحلم وأنتم تقولون آه.. ما رأيكم تحكون أحلامكم وانا اصرخ بــــــ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ستكون هاء حارة جدا كسكين تذبح رضيعا... احلامنا كخنجر في خاصرة السلطويين..) من خلال هذه الجملة انكسر وتحطم وتهاوى الجدار الرابع بالمرة لتندمج ارواح واجساد وكراسي الجمهور مع نورا في قالب واحد من الوجع لكنني اجد ان هذه الــ(آه) تعطينا رمز ادانة واضح للجمهور بانهم لا يملكون من القوة شيئا لانهم جبناء ليس لهم الا قول (آه) قمة السلبية في مواجهة الالم انك تقول اه وقولك الاه على اه اخرى تراكم عمودي طاغ يقتل كل فعل ايجابي يدعم المواجهة وربما يراه غيري كنوع من التطهير او هو هذا ما يحصل حقا لكن التطهير اراه حالة سلبية لأنك تركن الى من يتكلم بلسانك ولكنه لا يملك الحلول كما في دارجنا الشعبي حينما نرى مصيبة تحل بأحدهم او نزف وجرح غائر يتعرض له قلب احدهم وقولنا (خطيه) لأنها حياتنا وبما اننا لا نملك القدرة على التغيير نقول اه كتصديق لما نسمع ونرى .

(نورا لا تريد منكم شيئا تريد فقط.. قطرة حياء ليعيش قلبها.. قلبي وطني فحافظوا عليه) نورا الوطن .. الوطن الذي لا يريد منكم شيئا لأنه ياس ان تنال قلوبكم الكلمات الشفافة والمحرضة تريد منكم فقط الحياء ان يستفزكم مرأى وطنكم عار كمومس في مفترق طرق تتعرض لنهش الذئاب العالمية تضاجعها وتبصق في قبلها باحتقار وسياتي اليوم الذي تتحقق فيه نبوءة نورا وستصل هذه الذئاب العالمية الى مخادعكم الزوجية فيلجوا سمومهم في اقعى اقعى خبايا شرفكم الزائف. 

منذ البداية المحت نورا من خلال امها ودخولها للسجن انها ضحية للسلطة وراحت تسرد انتهاكات النظام السياسي وطريقته الوصولية في الاستحواذ على الحياة من خلال بوحها .. عن الحرية اذن الحاكم دكتاتور.. انها متعلمة اذن السلطة جاهلة.. قد سُرِقت فالسارق هو الحاكم .. اعضاء السلطة خونة وهي وغيرها قد بيعوا وبيع الوطن ..وكل تلك الخصال في السلطة الحاكمة تتواجد بشكل امراض عقيمة الشفاء تتلخص بعداء الشعوب السعيدة وهو اسقاط على دعة الشعب العراقي اللبناني المصري السوري في المراحل الحياتية المختلفة كل حسب دوره وتمحور جميع الدول للنيل من سعادة ابناءه في اشارة الى دول الاستكبار العالمي والتي اوجد لها المبرر قادة هذه الدول للتحكم بمقدراتها من خلال سيناريوهات قذرة مع فتح ابواب الوطن الحصينة بوجه خراتيت الاستبداد والاستعمار لتلجها وتلج سمومها في بدن الوطن وابناءه الابرياء.  

إن غوغائية العنف الدموي في هذه البلاد سار بمنهج واحد لم يتغير و ما زالت هذه الغوغائية متواصلة دون توقف مدفوعة بالنوازع السيكولوجية العدوانية للانا الغارقة بوحل الذاتانية بنفس الطريقة والأسلوب والمنهج التصعيدي المتفجر ولا يمكن ان نلغي او نغير فيها الا التسميات والايام وأسماء الأشخاص ... من خلال هذه الجزئية استطاع الكاتب ان يلم بما بين القوسين من تاريخ لحكومات وشعوبها من خلال جدلية العنف السلطوي ومدى شرعيته من عدمها وفقا لاهواء من اراد ان يدلي بدلوه كمحلل سياسي او ناقد تاريخي او متابع مثقف او حتى رجل شارع لا يجيد فك الخط.

ذكرت البطلة عدم حبها للأشياء الجميلة مما يدلل يأسها وخراب روحها وذلك من خلال حوارها في بداية المسرحية لذا يؤشر هنا ثمة تناقض بين الواقعين وان كان قصدها ان هناك غشاوة مريرة بسبب الدعة والحياة المرهفة تمنع الانسان ان يستشعر اللذة في الاشياء الجميلة الا بعد فقدانها لكن دخولها سجن الطواغيت جعلها تستشعر كل هذه الاشياء الجميلة عندما فقدتها .. وحسنا فعلت حينما جعلت السجن يؤدي بها لبناء شخصيتها واحترام الحرية مع تفتق ذهنها في تمييز الاشياء رغم الاسى والقهر الذي تعرضت له .. لكن انقطع حوار المرأة بعد ذلك ولم نعرف ما الذي واجهته في السجن او من هو المتكلم.. والسرد خاصةُ من؟ نورا ؟ام الام ؟ام ان نورا هي الام والابنة غير معرفة ؟ام العكس؟ لذا تمنيت ان تكون الفكرة ان الام اغتصبت في البدء اي في السجن وعملية الطلق والولادة بعد ذلك لتلد لنا نورا وهي تسرد معاناة امها وهي في اللفة فحجمها وعمرها الذي امامنا هو نوع من الميتافيزيقيا فالراوية لهذه المعاناة هي طفلة رضيعة استشعرت معاناة امها وهي في بطنها لكن الضرورة جعلتنا نقدم الطفلة بصورة نورا هذه الفتاة الناضجة التي امامنا.

لا اتذكر اين قرات هذه العبارة لكنني احفظها عن ظهر قلب وتمسك بتلابيب هذا النص جملة وتفصيلا ( احداث التاريخ تتكرر وإن الأخلاقيات السائدة قد تأخذ فلسفات ومناهج فكرية مختلفة لكن أساس البناء النفسي واحد، يتمظهر في عدم قبول الآخر وإلغائه بل وانهاء حياته إن تطلب الأمر ذلك) أي نعم هي وجهة نظر تحتمل النقاش والمعارضة والإيضاح لكنها تترجم الكثير من مبهم الحدث والفعل والسلوك والغايات... وهذا ما درجت عليه الة السلطة الشوفينية البغيضة في تحري الغاء الاخر وتهميشه مع تكميم الافواه التي تغرد خارج سرب الببغاوات التي تردد جمل الحاكم بامر الشيطان مع قدرة على قلب الحقائق وتفسيرها وفقا لمزاجية انتقائية ترقى ان تلغي نصا باكمله من خلال مجموعة متكاملة من ماكنة اعلامية بوليسية تحكم الناس بالحديد والنار 

قارنت نورا بين الدول المتقدمة والدول المتخلفة بان الاولى تأكل البطاطا وكما هو معلوم ان البطاطا متوفرة بكثرة في بلادنا المسحوقة وفي متناول اليد اذن لو اختارت نبات او حاجة صعبة كان افضل مع فاعلية اكبر في اذكاء جذوة الالم المتلون بدراما مثيرة كما ان حلم الشعوب التالفة بالتفاح ايضا فيه شيء من المبالغة فهو الاخر اصبح في متناول الجميع فاختيار انواع اخرى فيها شيء من الواقعية امر جميل ومحبذ  ويدفع بالنص الى مناطق اكبر عمقا ومساحة لكن المقارنة بهذا الشكل بتبيان واقعين مختلفين في حياة الشعوب يعطي زخما لنوع من الصراع على لسان البطلة وهي حالة مؤشرة في اوطاننا فهناك من يحلم بخيمة تقيه حر الصيف وبرد الشتاء وهناك من مل السكن في فيلا كبيرة رغبة في التجديد مقارنة مرعبة مليئة بالألم .. حيث نجد ان الانسان العربي يموت كي يحيى اعداءه من الغرب والاثرياء الذي ما كان ليبيع حياته لهولاء الا نتيجة لقهره بمشاكل وجوع وحاجة وفاقة حتى وصل الحال بنا لبيع اعضائنا البشرية من اجل فتات موائدهم بعد ذلك اعطت التبرير لكل ما قالت من متناقضات وان كانت تحمل بين طياتها سذاجة ما والتبرير هو انكم للان لم تسمعوا الحكاية وربما تعتبرون كلامي هذيان وهنا التفاتة ذكية وطريقة مميزة للالتفاف على كل انعطاف حاد في الهذيان في قابل يدعو للاستغراب وحتى الاستهجان وبعدم الترابط .

(دخل ثلاثة ملثمين يلبسون الاسود .... ماذا فعلت أمي ليشنقوها؟ ماذا فعلت؟ لأن ابي لم يخن وطنه) .. تصوير بليغ لحالة ..  لظاهرة اشرها قلم الكاتب وتناسخها مع الواقع ..فالفايروس وهو يخترق الاشياء الجميلة ملوثا ذرات الهواء وتربة الارض وجمال الاشياء بغرابة وجوده ككيان ممسوخ لا يشبه شيئا ولا يمت لما حوله بشيء البتة ليخترق ما اعتاد الاخرين عليه من تناسق ونظام جماليين .. وكل ذلك نلمسه بقول نورا(دخل) هذا الدخول الغير متوقع وغير المرحب به كمن يجلس في بيته امنا ويسقط علليه صاروخا يحطم جمالية معينة في البيت والانسان .. وهذا الدخول لمن؟ لثلاثة ملثمين .. الثلاثة الملثمون لا يمتون لنا بشيء ليس فينا ملثم لاننا نحمل وجوها ربانية منيرة حالمة تحب الحياة حباها الله بكل خصال الجمال فليس من المنطقي ان نضع عليها لثاما اما هولاء لانهم يحملون وجه حيوان مفترس استطعم عذابات الاخرين وجسد انسان وهذا هو عنوان الامتساخ البشري والسقوط في فك الازدواجية الروحية والجسدية ايضا مع اصطباغهم بلباسهم الاسود في اشارة للون ظلامي كئيب اعتاد مصاصي الدماء ارتداءه وهو اسقاط تاريخي اجاد الكاتب في تصويره بشكل مؤدلج مع الصورة الصادقة المنتقاة من الواقع ..التاريخ ..الحاضر ..والمستقبل  .. الجميل في الموضوع ان الكاتب لم يجعل انتقاده للواقع الماساوي بشكل مستقل من ناحية واحدة لا تعطي للصورة ابعادا متشظية بل جعلها تحمل الفكر الاستفزازي نحو فضاءات اوسع واكبر كما في هذه الجملة لنورا استطاع وبحنكة كاتب مميز ان يلم بكل الاتجاهات ويضعها في طبق واحد من الجماليات ماض حاضر مستقبل تاريخ اجتماع فلسفة عقائد طباع موروث كل ذلك بجملة واحدة.. لنكمل ونرى ماذا فعلت هذه المجموعة الملثمة بالعار والخزي .. شنقوا ام نورا قتلوها وقتلوا معها كل نساء الوطن الشريفات الحاملات هما لا يستطيع الهامشيون طاقته لانه هم الوطن والحياة كانت كاتمة اسرار زوجها وشريكته في العفة والنظال واحترام الذات .. زوجها الذي لم يخن وطنه مما يعني ان هؤلاء القتلة هم من خانوا وطنهم وبالتالي تم تحديد المجرم والقاتل.. القاتل الذي باع وطنه وكم كان الكاتب كبيرا وهو يطلق في مقصده شخصنة الملثمين الثلاثة باطلاقية عممها بشكل يؤسس لمنطق الرفض لكل من يخون وطنه باي فعل كان كأن يرمي احدهم زجاجة كوكاكولا في قارعة الطريق او يتنكل عن وعوده للاخرين كما في اعضاء مجلس النواب او حتى من ساء خلقه مع الاخرين وحتى نصل بمن يتآمر على بلده مع دول ناصبت العداء للوطن وهذا امر اجده منطقيا وواقعيا وحقيقيا في حياتنا اليومية وبالضد من ذلك من لا يقبل او لا يجامل على الحق حتى في ابسط الامور يصبح عرضة للتسقيط والتنكيل والمحاربة كما فيمن لا يفرق بين سني وشيعي هذا الامر يغيض الكثير او يرفض الرشوة او ينتقد الاساءة الى املاك الدولة اذن نخلص الى القول ان السوادويين لا يستسيغون الكونيين الذي جعلوا الوطن وسموه غايتهم الكبرى. 

(لماذا نأتمن من كان طبعه الغدر من السياسيين) عودة من جديد للسياسين وكانها تريد القول بعد الاطلاق الى تحديد المسار وحصر الاتهامات ومن هو الذي ارسى دعائم ومشروعية القتل لامي بالطريقة البشعة .. ليكون جوابها السياسيون ومن سار على خطاهم  الذي اعتادوا الغدر كل سني تربعهم افات على صدرونا الخاوية ومن هنا تنطلق بادانة واضحة لسذاجة البعض واعطاء الساسة اعطاء الذليل الغبي الذي لا يعي مؤامراتهم الخبيثة وضحكمهم على الذقون

هل ان اوزارنا مثل معطف شتوي لا نفارقه ايام البرد القارص؟ بعض الاوزار تغفر فلماذا لا نغفر للأخرين خطاياهم

تعالوا نرسم اجمل لوحة لأجمل وطن.. وطن بلا طاغية ... لقد تمكنت نورا من فهم الحقيقة بمعناها المتجلي واحاطت بما يجب ان يكون الا وهو ان نرسم ان نكون شعراء فنانين ادباء نرسم ونرقص ونغني ونكتب للجمال ... الجمال الذي لا يقبل بالطاغية ولكن السؤال ما هي الالوان والادوات ومن يستحق منا ان يمسك الفرشاة ويرسم لكنها تفتح نوافذها على الجميع وتدعوهم للمشاركة بقولها لماذا لا نغفر للاخرين خطاياهم

تطرقها الى ذباب الموائد الذين انزعجوا لكلامها السليط الا وهم الصحفيون وحتى الفنانون الذين تسوروا المحراب وظهروا للسطح بين ليلة وضحاها وهم يتسنمون المناصب العليا في دنيا الفن والصحافة وحتى الادب والجميع لا هم له سوى التصفيق المستمر دون ان يفقه ما الذي يدور حوله ... اجد هنا نوع من الوعي لدى البطلة يقابله اناس مخدرون مصابون بمرض لحس الاقدام لتلميع احذية اسيادهم .. كم هي خسيسة صفة ان يكون احدهم ذبابة تاكل فضلات الاخرين

(حين صفعني السجان قلت له: هل تريد أن تثبت لنفسك أنك رجل حين صفعتني؟ أين رجولتك حين استشهد محمد البو عزيزي الذي احرق نفسه نتيجة الجوع ؟ وحين انتهكت اعراض الناس )السجان رجل صفع نورا تذكره ببو عزيزي الذي صفعته امرأة تريده ان يثار لرجولته تستحثه على فعل لا يتقنه لأنه متلبس غارق بوحل الخسارة خسارة الضمير والغيرة .. وكأنها ترمي بحجارة في الظلمة علها تصيب ولكنها وفقا لهذا السياق تبدو ساذجة فأمثال هذا السجان لا يعرف معنا للاستثارة بالكلام الوطني وكلام الشرف والاخلاق لأنه وغيره تركوا كل شيء نبيل في حفرة لردم النفايات قبل ان يمتهنوا هذه المهنة القذرة وهي خصلة من خصال كل جلادي السجون  العربية الذين لا يعرفون شيئا الا الطاعة العمياء لسيدهم ومولاهم.

نورا:-  أنا العاهرة .... عرضوا عليَّ ان اكون وزيرة رفضت .. قلت لهم انا اريد عملا شريفا وثابتا 

ً سـتكونين راقصة وجاسوسة وقاتلة...

قد اقبل لكن اريد الشطر الثاني من الاقتسام... وزيرة واميرة ومومس.. تليق السمسرة بالخائنات...

اريد وزارة الثقافة..

يتربع الكروتيسك لدى نورا بقوة في نظام بحثها عن كشف الغموض والملتبس من العمياهات بنقطتي نظام .. الاولى الموقف والثانية اللغة في اعتبارها بطاقة الدخول  في احداث النقلة الفلسفية المثمرة وقي تفاعل الذات والانا والوعي والوعي المغاير حيث عادت تنقر على وتر الامتساخ البشري لايجاد الصورة المناسبة المثيرة الدينامية بقولها انا العاهرة وعرض السلطة لها ان تكون وزيرة فرفضت اريد ان اعمل عملا شريفا وهي تقصد ما تقول فكل وزاراتكم محلا للنهب والسرقة واقتراف الآثام والجرائم وانا عاهرة حسب تسفيطكم طاهرة حسب ما حباني الله به لذا لا يكون اجتماع النقيظين من المحال كما يقول المناطقة وبالتالي اما ان اكون عاهرة حقا ووزاراتكم محلا للطهر او اكون طاهرة وهي الحقيقة فلا اتشرف بان اكون وسط كومة قذارات انتم صانعوها لتنتهي بالقول في سخرية مدمرة خانقة قاتلة انها تريد وزارة الثقافة لما لهذه الوزارة من خلفية مهينة في تدمير الذائقة والحس والجمال لان من تسنم عليائها اناس لا يفقهون بالحياة شيئا علاوة على الثقافة وفاقد الشيء لا يعطيه ... لكنهم يعرفون من يستحق هذا المنصب الجانح نحو التهميش والجهل لذا اعطوها ما يجعلهم يتمتعوا بلحمها اكثر نهشا وتقطيعا بقولهم ستكونين راقصة وجاسوسة وقاتلة 

سرير السعادة

تنزيلات هائلة... اغتنموا الفرصة

بمناسبة اقتراب موعد الانتخابات العراقية

سرير السعادة يسهل وصول المرشحات الى البرلمان...

المباشرة بالطرح احيانا تجد صداها في امثال هذا المسرح الحر فقد احسن الكاتب صنعا بعد ان جعل الفكرة عالمية كبيرة تسع كل المنحنيات والمدارج الاجتماعية والسياسية مسرحا لبوح نورا اتت الساعة التي به يحدد بواسطة المحلية منطلق النار وجذوتها من اين اتت وما الذي حركها بالتاكيد ان الهم المحلي هو منطلق كل الادباء والفنانين والعلماء أي المحيط النفسي والاجتماعي والسياسي لاننا جزء منه جزء من المشكلة والحل وكل ذلك من خلال ذكر الانتخابات البرلمانية العراقية فاسقطت ما ترح من واقعنا الملون بالسخرية وقامت بترميز السرير واعطته اسما احتياليا (سرير السعادة) وجعلته ممرا وجوز سفر لمن تريد ان تلج بفضلاتها تحت قبة البرلمان والحصول على لقب نائبة بالبرلمان مع بيع عفتها وكيانها كنصف المجتمع لتكون سلعة تباع وتشترى بين رئيس هذه الكتلة وتلك ولا ننسى تعبير السرير للنوم والخمول والغباء لتختصر الحديث ان سرير السعادة رخيص رخيص جدا لانه بيع بالتنزيلات وستباعون بالتنزيلات ايضا والتنزيلات كما هو معروف ثمنها بخس وعمرها قصير لانها كثيرة الاستعمال لذا فان مآلكم الى هباء .. لله درك ايها الكاتب كم انت بليغ وانت تصورالمعاني بجمالية انقطع نظيرها تحيلنا  من سفح الى هضبة الى جبل .. 

إن التيارات التي تحاول زعزعة البلد، وتريد النيل من سيادتنا الوطنية مصيرها الاحباط، وسنعيش في عصر ذهبي تحت قيادة مولانا الحجي.. سأجيبكم على كافة الاسئلة لكن اعذروني سأختصر جدا فهناك وفود كبيرة لابد ان نستقبلها

هنا تنتقل بنا نورا الى حالة الوعي المغاير او نقولها جوازا الانفصام الشخصي او الشخصية الغير راسخة في ذهن نورا .. كل هذه الشخصيات تواجدت في هذه الصورة مع بعض الفوارق فتم ترشيح النائبة عن طريق سرير الحجي .. الحجي الذي يمثل القوى الحاكمة المتسلطة الدكتاتورية بمختلف اتجاهاتها فمنها الدينية والسياسية والاجتماعية لذا كان لزاما على نورا ان تنطق بصوت الحاكم الآمر الناهي فراحت تزوق الصور المشوهة للواقع المسخ بقولها سنعيش في عصر ذهبي تحت قيادة مولانا الحجي .. تعتذر بعد ذلك عن اتمام تزويقها لأنها ستستقبل وفودا كبيرة وهذا هو منطق عملها الجديد في بيع المتبقي من ظلها لمن حاز رضا الحجي .

الوطن والشعب والحكومة.. كلمات فقد معناها لكثرة تكرارها اجترارا على السن المنافقين اصبحت لا تاخذ ذهن المتلقي الا لخاصة خصيصة في مدى نفاق من ينطقها تبجحا .

ايام النضال السري حيث طاردتنا العناصر المعادية انا وجلالة ...عفوا وسيادة الـ..\\ الاشرار استطاعوا لكن الحمد لله النصر كان حليفنا... لم يدع الكاتب شاردة او واردة تخص المجتمع والدولة الا اغرقها محليا فكانت هذه الصور ومنها صورة النضال الكاذب الذي يحيلنا على من كان يقتل الجندي او يسلبه نقوده وهو عائد باجازة بعد ثلاثين يوما من العذاب او من كان الاهوار ينعم بالسمك والقيمر والزبد والرصاع والسياح ونساءه يفترشن شوارع العمارة وساحاتها المستديرة لبيع منتجات المواشي ومع اول محط قدم لها قرب هذا المناضل ينتزع منها وريقات جهدها وعنائها واضعا قدما على قدم .. وكان نورا تصرخ لائمة لهؤلاء تبا لكم ولرجولتكم ولنضالكم الزائف.

(إن ما تعانيه الأمة من عجز جنسي... عفوا عفوا اسفة ان ما تعانيه الامه من عجز اقتصادي قد استطعنا ان نحصل على وعود مقابل تقديم الخدمات السياحية للسادة الضيوف...لحل الازمة  ..إن الرئيس السابق حاول اغتصابي عليه اللعنة.. اخبرني الاخصائيون وقتها انه مصاب بعجز جنسي عجز جنسي... واو منذ متى؟ وكيف ذلك؟ اولاده الثلاثة كانوا وزراء الاجهزة الامنية من ابوهم الحقيقي اذن؟) هذا هو واقع الجبابرة عجز في كل شيء عجز في ادارة الدولة عجز وصل مداه عن ان ياتي بخصلة خير واحدة فتراكم عجزه حتى راح يقذف به الاخرون للتخلص من ربقة هذا العار المستثار وكم كان الكاتب كبيرا وهو يذكر اولاد الرئيس الثلاثة وهم بمواقعهم الكبيرة في الدولة وهم من اب عاجز من اين اتوا هؤلاء حيث اراد الكاتب ان يقول ليس اتهاما لاحد بل حقيقة ماثلة للعيان والعميان ان الحاكم اما قواد او مغفل جبان وهي اشارة الى عدم شرعية من هم على سدة الحكم لانهم ليسوا من اختيار الشعب ..

نورا:- هل فعلا ان السياسة قذرة الى هذا الحد؟

- غدا لابد ان نجد رئيس الحكومة ميتا في سريره..

يوجه ضابط الامن لنورا وهي في حالة من الاغماء امرا بقتل الرئيس لان دوره في احداث شرخ في جسد الامة قد انتهى وحانت ساعة رحيله وهذا امر بات يعلمه الجميع حتى الاطفال في رياضهم ان الخائن لابد ان تكون نهايته على يد من باع نفسه لهم والعاقبة للمتقين..

قفز على الحقيقة والواقع ولماذا ينتصر الحق دائما في الحلقة الاخيرة في المسلسلات والافلام؟ ماذالو نكتب نصا فيه الحق منتصراً ...سأحتسي كؤوساً بعدد خيبات النساء في وطني منذ المشهد الاول و حتى ظهور عصر المتعة وعصر الاستحداثات للزنا كالمسيار ونكاح الجهاد محاولات الباطل فاشلة حتى النهاية ماذا سيحدث

تمرد على حتمية التاريخ والحتمية الالهية من قبل نورا ورغبتها بان يكون الحق منتصرا منذ البداية وفي رايي حق مشروع لاحلامنا ان نراها تتحق ولو من خلال رسم الكلمات كل ذلك لقهر اصابنا اننا الخاسرون دائما منذ بداية اللعبة حتى نهايتها.

(حسون شوفلنا تجمع مواطنين حرس وطني اليوم اني وياك نتغده يم النبي) اسقاط حي ودسم وطازج وانتقاد واضح لخفافيش الظلام وهي تتسابق كطيرة الدبا للموت انتحارا بحجة اللحاق بمحمد النبي الى جنة الخلد والغداء معه وهي سخرية قاهرة انك ترى من حباهم الله بالعقل ان ينتهج هذا المبدا سلوكا لبلوغ رضا الله بان يقتل الجميع دون تمييز لانه مستعجل كثيرا لبلوغ وجبة الطعام مع النبي ناسيا انه في سيره الحثيث نحو مادبة الطعام سيكون معه ممن قتلهم الكثير وسيقفون بين يدي الله ونبيه شاكين زهق ارواحهم من جاهل غر لا يعي فك خط اسمه حتى واحسن الكاتب صنعا حينما كشف زيف علمية هؤلاء الاوباش القتلة ومدى جاهليتهم الرعناء.

اطوار بهجت

نجمة ٌ ..

ركلتين

ثلاث لوعات

اربع دمعات 

خمس لطمات

ست اغتصابات

سبع انتهاكات

ثمان جلدات

تسع اغتيالات

عشرة اصابع 

عشرة اصابع فقط ،لتغسل بها الصحون والملابس وبها تكنس ..

وبها تصفعُ ايضاً

أيرضيكم هذا؟

(صرخة)قفوا(لحظة صمت)….. انكم مسؤولون.

هنا اكتمل النصاب فلم يعد للقول والتفسير حاجة هي الصرخة المدوية التي يجب ان يردد صداها الجميع في عملية رفض وادانة  لكل فاسد ... 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=46541
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 05 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19