يحكى أن شابا في دول الغرب كان يجلس مع حبيبته في جلسة رومانسية جميلة! يناجيها وتناجيه بأحلى كلمات العشق والهيام ويبث لها لوعته وشوقه الدائم لها حتى وأن كانت تجلس أمامه!، فجأة مر شاب بالقرب منهما وألتفت أليهما وأذا به يعرف الشاب الذي يجلس مع حبيبته فهم زملاء منذ أيام الجامعة، وتعانقا عناقا حارا لكونهما  لم يلتقيا منذ تخرجهما من الجامعة قبل اكثر من 5 سنوات وقدم له حبيبته قائلا : أعرّفك (بسوزان) زميلتي في العمل. عندها أستأذن الشاب وطلب من صديق سوزان أن يتكلم معه على أنفراد؟!، قال الشاب لصديق سوزان: من أين تعرفت عليها ؟ أجابه  في العمل في الشركة التي أعمل بها ونحن نحب بعضنا وتعاهدنا على الزواج وسنتزوج عن قريب!، رد عليه الشاب قائلا: لا أنصحك بالزواج منها؟؟!!، تسمر صديق (سوزان) في مكانه وفغر فاه متسائلا لماذا؟! فرد عليه صديقه قائلا: أن سمعة عائلة صديقتك (سوزان) غير طيبة!!، قال له: كيف؟ رد عليه صديقه الشاب: أنهم  متهربين من دفع الضرائب؟!! فرد عليه ما ذا تقول!؟ أأنت متاكد من ذلك؟ قال له نعم بكل تأكيد. شكره كثيرا ثم عاد الى صديقته سوزان ليعتذر عن موضوع الزواج!!؟. لا شك نحن العرب والعراقيين في سنواتهم العشر الأخيرة تحديدا نضحك عندما نسمع مثل هذه القصص ونسخر منها ومن اصحابها!! لأن مفهوم الشرف عندنا نحن العرب هو أعضائنا التناسلية وكيف نحافظ عليها؟!!!، أما أن ننهب ونسرق ونقتل ونكذب ونزور ونتحايل ونتآمر  ونغتب بعضنا بعضا ولا نخلص في عملنا ونغش ونتجاوز على الآخرين في أبسط سلوكياتنا. كل هذا عندنا مقبول ومسموح به وحلال ولايدخل في مفهوم الشرف!!! فما دامت أعضائنا التناسلية بخير فنحن شرفاء! وكل ما عدا ذلك لا يدخل في معنى الشرف لا من قريب ولا من بعيد!!، حتى وصل الأمر في قياسنا لشرف المرأة وسمعتها على قدر خرقة القماش (الحجاب) الذي تضعه على رئسها!! فالكثير من أصحاب العقول الظلامية ونتيجة لتخلفهم الفكري والثقافي والديني يرون المحجبة هي الشريفة!! ومن لم تلبس الحجاب ينظرون لها نظرة غير مؤدبة!!. هكذا يفهم الغرب الشرف وهكذا نفهم نحن العرب المسلمين الشرف ضمن نضرتنا الغريزية والجنسية الضيقة!! وهذه قياساتنا وأعتباراتنا له!! فالتهرب من دفع الضريبة عند الغرب يعتبر عيب وعيب كبيرويجلب الخزي والعار للفرد والعائلة!! ويحاسب عليه القانون بشدة، لأنه يدخل في موضوعة الوطنية! فالذي يتهرب من دفع الضريبة يعتبر مواطن غير صالح ولا يحب وطنه!!، عندنا أصبح النصب والأحتيال والتزوير وأستغلال المنصب والسرقة نوع من أنواع الشطارة والفهلوة!!. ما يؤسف عليه أن العراق دمر ونهب وتراجع الى الخلف عشرات السنين بأسم الشرف والحجاب والدين!!!. أخيرا أقول أن الغرب يتقدم ويزدهر يوميا ويقدم لنا كل انواع العلوم والمعرفة والخدمات والأفكار الأنسانية على طبق من ذهب! لأنهم فهموا الحياة فهما صحيحا وفهموا الشرف  بمعانيه الكثيرة والمتعددة والحقيقية،على العكس منا نحن أمة العرب المسلمين المتناقضين الذين ما زلنا  نقبع في زوايا النسيان والظلام والتخلف بأفكارنا ومفاهيمنا السمجة والسخيفة لأننا فهمنا الشرف من تلك النظرة الجاهلية الضيقة!. ويبقى السؤال قائما: ترى من منا على صواب؟ الغرب الكفار!! أم نحن العرب المسلمين؟؟!!.