• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مع الجويهل محمود الصرخي حول التولي والتبري الحلقة السادسه .
                          • الكاتب : ابواحمد الكعبي .

مع الجويهل محمود الصرخي حول التولي والتبري الحلقة السادسه

 لست أدري لماذا لا يبذل هؤلاء جهدهم في اكتساب العلوم والمعارف ليعرفوا كيف يتحدثون وكيف يوجهون الأمة، ليعلموا مثلاً أن كلامهم هذا غير دقيق،

بل غير صحيح، فإنه لا شك أن منهج أهل البيت (عليهم السلام) هو منهج الموعظة الحسنة، ولكن من الجهة الأخرى، منهج أهل البيت (عليهم السلام) أيضاً هو منهج النيل من أعداء الله تعالى بما يجعلهم مطرودين عن دائرة الاعتبار في أعين الناس، وبما يجعل الناس تحترس من الاقتراب منهم ومن مناهجهم الوضعية المنحرفة.

لو تعلّم هؤلاء وتفقّهوا لعرفوا كيف يزيلون هذا الالتباس الذي قد يصيب أحدهم حين يتصوّر أن ههنا تناقضاً بين ما دعا إليه أمير المؤمنين (عليه السلام) وبين ما كان يفعله

لا تناقض هنا، فكما بيّنا أولاً، إن النيل من أعداء الله تعالى حتى إذا كان يرتدّ على أولياء الله تعالى فلا حرمة فيه إذا كان مَن يُنال منه سيعدو بعلم، أي أنه عدو معاند أو رمز ضلالة عالم بالحق لكن يجحده.

معاوية وأصحابه كانوا من هذا الصنف، لذا فمع علم أمير المؤمنين (عليه السلام) بأن ابتداءه بلعنهم سيحملهم على تأسيس اللعن له ولأهل بيته وأصحابه وسيستمر ذلك ثمانين عاماً تقريباً؛ مع علمه بذلك أظهر لعنهم في قنوت صلاته، وفي خطبه،

وفي مواقفه المختلفة، فلا يختلف اثنان على أن أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) لعن معاوية وعمرو بن العاص وأضرابهما، ونال منهم أشد النيل. لماذا؟ لأن هؤلاء جاحدون، فلن يكون الكف عن لعنهم سبباً لهدايتهم، كما أن لعنهم لن يكون منفراً لهم عن الحق، لأنهم قد أبوه وتأصل ذلك في نفوسهم، فلا تُحتمل هدايتهم.

هؤلاء فليُلعنوا، وإن ردّوا اللعن إلى أولياء الله تعالى، لأنه لا يمكن تأسيس موقف شرعي واضح، يفيد الأمة بأن هؤلاء على كفر وضلالة، ويدفع الأمة إلى البراءة منهم، ويقيها الانخداع بمنهجهم

لا يمكن تحقيق كل هذا - على أتم وجه وأثبته - بغير إظهار اللعن لهم، فإن اللعن هو بمثابة إعلان رسمي من حجة الله وسفيره بطرد الملعون عن عالم الحق، فلا يغتر أحدٌ بأنه على حق

بل الجميع يحكم بأنه على باطل، لصدور اللعنة من الحجة المعصوم له. وهذا وإن ترتّب عليه أن يقوم هذا الملعون بالعدو مع العلم فيلعن أو يسب أولياء الله تعالى؛ إلا أنه مطلوب، لأن المصلحة المترتبة على تثبيت الموقف الشرعي الصريح من المعصوم تجاه الملعون، فيسلم دين الناس؛ أعظم وأولى من المفسدة المترتبه .

تتمة الحديث تأتي في الحلقة القادمه




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=46787
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 06 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16