• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حكومة الأغلبية تتطلب قرارا حازما .. .
                          • الكاتب : راسم قاسم .

حكومة الأغلبية تتطلب قرارا حازما ..

 لقد جربنا حكومة المحاصصة وذقنا مرارة تبعاتها وآلامها وخسرنا نحن المواطنون وخسر العراق الكثير من جراء المحاصصة التي كانت عبارة عن تجمع نفعي يهبر بالجسد العراقي دون رحمة ولا أريد أن أخوض بتفاصيل فشل حكومة المحاصصة ولأورد مثال حيا لا يزال شاهدا على خيبة عمل حكومة المحصصة ألا وهو عدم مصادقة البرلمان على موازنة الشعب وعدم تنفيذ أي فرار حكومي يصدر من مجلس الوزراء فهل نعيد ممارسة تجربة أثبتت فشلها من اجل بعض النفعيين الذين لم يعتبروا العراق الاغنيمة يريدون الاستحواذ عليها واستغرب من تصريحات بعض المساهمين الرئيسيين في العملية السياسية من أن حكومة الأغلبية السياسية غير صحيحة وانها ليست من مصلحة الشعب العراقي  وهم يعلمون جيدا ان حكومة الأغلبية هي الحل لكل مشاكل العراق المعلقة لانها ستكون حكومة قوية تمتلك القرار الشجاع وتحترم راي المعارضة الحقيقية ، لكنهم لم يوضحوا عناوينهم التبريرية هذه ، بل أضافوا بان حكومة الشراكة الوطنية أفضل للعراق برغم انها تأخذ وقتا. لاأجد تبريراً لاصرار بعض الأطراف على استمرار نظام المحاصصة، وإن بعناوين أقل إثارة للاشمئزاز كالتوافق والشراكة الوطنية ، سوى أن هذه الاطراف تنظر الى السلطة بوصفها كعكة، وأن اعتماد نظام الأغلبية السياسية سيحرمها من حصتها منها. هذا يعني ان الهدف بالنسبة للكثير من الأطراف، ليس بناء دولة بل بناء مصالح حتى لو كان ذلك على حساب الدولة، وبالتالي على حساب المواطن. يعني أيضا أن هذه الأطراف تفترض أنها ستكون خارج الاغلبية وبالتالي لن تحظى الا بفرصة المعارضة داخل البرلمان بعيدا عن الوزارات والهيئات التي قد تكون من نصيبها. ولأن معارضي نظام الأغلبية هم في الغالب من خصوم السيد المالكي فان افتراض البقاء خارج الأغلبية يقوم على جزمٍ بأن هذه الأغلبية ستكون برئاسته أيضا.تغيّر لهجة الكثير من الأطراف المخالفة سابقا لدورة ثالثة، وما يتردد عن قبولها بهذه الولاية شرط ترك موضوع الأكثرية والبقاء على خيار المحاصصة، سيحرك الكثير من الأسئلة، ربما أولها: ما هي حقيقة اتهاماتكم السابقة للمالكي التي تراوحت بين الدكتاتورية و تهميش الشركاء وإقصاء المكونات و..الخ؟ الامر لا يتعدى أمرين الأول: انها كانت اتهامات باطلة؟ إذن أين هي مصداقيتكم أمام جمهوركم؟ وكيف سيثق بكم بعد هذا؟. أما الأمر الثاني فهو ان تلك الاتهامات صحيحة، وهنا سيسألكم هذا الجمهور عن سبب دخولكم حكومة برئاسة الشخص ذاته الذي توجهون له كل هذه الاتهامات. عندما لن تجدوا جوابا مقنعا سيدرك جمهوركم ان هدفكم الأول هو السلطة والمكاسب الذاتية، الحزبية والفردية.ومهما كانت تبريرات هؤلاء للدخول في حكومة محاصصة مع ولاية ثالثة، فان بروز احتمال صحة عودة حكومة المحاصصة أمر يبعث على الأسى. سيعني ذلك ان شعار التغيير قد طار. لا اعني هنا تغيير الأشخاص، فهذا ليس مكمن المشكلة، إنما أعني تغيير طبيعة النظام المعتمد من محاصصي إلى أغلبي ،الأول هو الذي أعاق أي إنجاز فلم لا تدعوننا نجرب الثاني؟.هل الامر منوط بالأطراف العراقية، أم  بإطراف أخرى ؟ براي ان هذه المكونات تعلم جيدا ان حكومة الاغلبية هي الانفع والاجدى لكن حساباتها النفعية وتغليب مصالحها هو الذي ترتكز عليه تطلعاتهم  فقط ..



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=46812
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 06 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18