• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : عملاء .... ولكن .
                          • الكاتب : محمد شفيق .

عملاء .... ولكن

 قد يضطر المرء يوما للتحالف مع ألد اعدائه لامر معين تقتضيه مصلحته , ليستطيع من خلالها تمرير او انجاز قضية ما . والتاريخ يروي لنا نماذج من ذلك فتشرشل رئيس الوزراء البريطاني قال يوما في حادثة شهيرة ( اذا دخل هتلر الجحيم فأستحالف مع الشيطان ) ونوري السعيد رئيس الوزراء العراقي في العهد الملكي قالها ايضا ( اذا اصبحت مصلحة العراق مع الشيطان فسأمد يدي لاصافحه ) عبد المحسن السعدون عندما انُتقد لتحالفه مع بريطانيا برر فعله بأن المصلحة تقتضي ذلك . اذن هناك مصلحة شخصية تدفع المرء ان يتحالف مع شخصيات وقوى وتيارات غير شرعية اوغير مقبولة , لان هناك مصلحة عامة تعود بالنفع على الجميع وهو مبرر اذا حملناه على القاعدة التي تقول ( الغاية تبرر الوسيلة ) او الاية القرانية ( فمن اضطر غير باغ ولا عاد فأن الله غفور رحيم ) .
بعد تأسيس دولة اسرائيل في القرن الماضي ومطالبتها بدولة فلسطين كونها الارض الشرعية لليهود والتي سكنوها منذ الاف السنيين . اصبحت اسرائيل العدو رقم واحد للعرب والمسلمين وهب الشعب العربي للدفاع عن ارض فلسطين ( العربية ) ومَد الفلسطنيين بالمال والسلاح . لكن بما ان العرب يفتقدون لنظام سياسي وعقول سياسية واقتصادية وعلمية كالعقول اليهودية التي انجبت كارل ماركس الذي ترك بصمة لاتمحى في عالم الاقتصاد . وعجيبة دهره البرت انشتاين في الرياضيات . بدأ العرب يتراجعون عن عدائهم لاسرائيل وتطوربهم الامر الى ان قامت العديد من الدول العربية الاعتراف بدولة اسرئيل وفتح سفارات وقنصليات لها وجعلت النجمة الداودية ترفرف عاليا في سماء مدنها وعواصمها . من اعلن الصلح مع اسرائيل كان ذكيا وابتعد عن التثميل والخداع ولم يكن كالانظمة التي تلعن اسرائيل وتبكي على فلسطين صباحا , وتحتسي الشاي والقهوة والخمر مع شارون ونتنياهو وباراك مساءا , وتعود صباحا لتعلب من جديد دور المحامي والمدافع عن فلسطين وتتغنى بالمقاومة وتنصب العداء للصهاينة اخوة القردة والخنازير !! . الاولى كانت ذكية لم تخادع وتداهن , اعلنت الصلح مع اسرائيل وكانت موفقة في ذلك حيث حققت منجزات كبيرة لشعوبها وبلدانها . يكفينا ان ننظراليوم الى البلدان العربية التي تتمتع بعلاقات جيدة مع اسرائيل كيف كانت وكيف اصبحت ؟ لنأخذ الامارات العربية مثالا لننظر الى التقدم الكاسح التي حققته الامارات العربية في مجال العمران والبناء والتطور الفكري والثقافي والاقتصادي . كيف استطاعت بدهاء وذكاء حكامها ان تشيد اعلى برج في الشرق الاوسط في مدينة دبي ؟ كيف تفكر اليوم ببناء عمارة لولبية الشكل الاول من نوعه في العالم .
لنأخذ كمثال آخر دولة قطر, كيف اصبحت حال قطر بعد توطيد علاقتها مع اسرائيل ؟ لقد اصبحت قطر اليوم اوربا العرب او اوربا الثالثة كما يطلق عليها الشباب العربي المحروم , كيف استطاعت ان تستظيف مونديال كأس العالم لعام 2022 .
لننظر الى مستوى الرفاهية التي يتمتع بها المواطن الاماراتي وشقيقه القطري ؟ هل سمعنا يوما شيئا عن البطالة والفقر في هذين البلدين , هل سمعنا ان 10 او 20 بالمئة من القطريين والامارتيين يعيشون تحت خط الفقر كما هو الحال في اغنى البلدان العربية التي تفوق تروتها قطر والامارات بأضعاف .
ان حكام قطر والامارات لعبوها صح واصابوا قلب الهدف كما يقولون , لم يكونوا كرجال الانظمة العربية الاخرى الذين يلعنون اسرائيل لكن في نفس الوقت يناطح عقاله قبعة الحاخامات ورجال الكنيست , واستغلوا علاقتهم مع اسرائيل لمصالحهم الشخصية والفئوية وديمومة بقائهم في الحكم , بينما افقروا شعوبهم ونهبو خيراتها تحت وطأة افيون المقاومة والجهاد والوقوف صفا واحدا مع الثوار الفلسطنين . اعجبني العقيد القذافي مرة عندما قال ( كلنا عملاء ) ستقولون ان القذافي مجنون , نعم مجنون لذلك صدقته استنادا الى ( خذ الحكمة من افواه المجانين ) .
الانظمة التي اعلنت شراكة ستراتجية مع اسرائيل لم يدرس حكامها ورجالها فقه السياسة وعلومها , لكنهم استطاعوا ان يمارسوا السياسة كأمهر لاعب شطرنج , لم يدخوا كلية العلوم السياسية ولم يدرسو الاقتصاد لكنهم تفوقوا على فطاحل علماء السياسة والاقتصاد الذي لايجدون سوى الثرثرة, واثراء المكتبة العربية البالية بعشرات الكتب والمؤلفات سنويا , وكتابة عشرات المقالات والاعمدة والبحوث في الصحف والمجلات الصفراء شهريا , المساكين لايعلمون او ربما استيقنوها وجحدتها انفسهم بأن اكثر من 29% من العرب اميين , وان معدل ما يقرأه العربي اسبوعيا لاتتجاوز 6 دقائق حسب احدث احصائية . ولم يعلموا بأن اسرائيل احتلت مؤخرا المرتبة الاولى في الطباعة والنشر , حيث ان ما تطبعه مطبعة اسرائيلية واحدة تفوق مطبوعات العرب قاطبة , واخيرا اقول لهم حقيقة اخرى لعلهم يستيقظون من حلم الامة العربية الخالدة بأن اسرائيل الاولى في ترجمة الكتب خصوصا العربية الى اللغة العربية فهل ادركتم الان مدى الذكاء الذي يتمتع به هؤلاء العملاء ؟
 
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=4682
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 04 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19