• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : جشع التجار في رفع الاسعار .
                          • الكاتب : ماء السماء الكندي .

جشع التجار في رفع الاسعار

 لم يصل الحال بناء بعد لإعادة مأساة العقوبات التي فرضت على العراق في تسعينيات القرن الماضي ، حيث عاش الشعب حالة حصار طويلة أسفرت عن انقطاع الإمدادات والمؤن لإسعاف رمقهم الأخير بسبب اشعال حربٍ قذرة ابتدعها العرب فيما بينهم.
استنفر التجار طاقاتهم الاستخباراتية لاستنزاف هموم المواطنين ومعرفة طرق تفكيرهم في ادخار المؤن وخططهم المستقبلية لضمان ديمومة الحياة والحد من تعاظم أزمة المواد الغذائية وشحتها اثر الحرب المندلعة بين العراق والإرهاب قبل اسبوع من الان .
يشكو المواطنون من ارتفاع واضح في اسعار الخضروات والفواكه والمعلبات ، حيث قفز مؤشر الأسعار ليصل  للضعف! ، ما أثقل كاهلهم دون ان ترد الجهات المعنية بتصريحات تريح سريرته.
يشهد العراق عموما نفيرا عسكريا وتأهبا واضحاً اثر هجمة البعثيين والصداميين والمساندين لهم تحت مسمى تنظيم داعش وقد شهد الشارع العراقي ضجة كبيرة واخذ المواطنون يتراشقون فيما بينهم عن الأنباء المتواترة التي عانت من التناقض بين مختلف وسائل الإعلام، ونتيجة لهذا الضغط الملح فقد اتخذ تجار المواد الغذائية طريقة رائعة ومغايرة للجهد الإرهابي حيث عملوا على رفع الأسعار تحت ذريعة انقطاع طرق التبادل السلعي ولم تحرك الجهات الحكومية المسؤولة اي ساكن تجاه تلك التصرفات او ان تعمل على استنفار عناصرها الرقابية لفرض عقوبات على من يتلاعب بالتسعيرة الحقيقة للمنتجات والسلع.
اثناء عودتي الى المنزل ادهشني موقف يقشعر البدن لعظمته ، حيث رأيت طابورا طويل وحشود من المواطنين يتكورون خلف اسوار احدى محطات تعبئة الغاز وقد لفت انتباهي هذا الموقف انقراض بائعي اسطوانات الغاز قبل يومين او ثلاث والذين كانوا في كل صباح يوقظونا على انغام موسيقى مونامور، لمست ذعر المتوافدين على المحطة والخوف من ان تنقطع الإمدادات عنهم بسبب للوضع الراهن، بيد ان الإعلام المرتقب والمـُـتابع من قبل المواطنين لم يؤبد الطمأنينة في نفوس هذا الشعب.
لاشك من ان الجهد المبذول من قبل الجيش والشرطة وابناء العشائر والمتطوعين المدنيين في حربهم ضد الارهاب قد حفز المواطنين على ارتداء ثوب المعنويات العالية والصبر والدعاء لأبنائهم وإخوتهم كما حفز مراجعنا العظام شباب شعبنا على الالتحاق بإخوتهم والتأهب لخوض المعركة حين أعلنوا بصوت واحد الجهاد ضد الارهاب (داعش والبعثيين المساندين له)، هذه النداءات المباركة ايقضت الروح الحقيقة للعراقي الذي زخرف التأريخ اسمه وسمعته وشرفه وشجاعته ،وها نحن نرى مئات الآلاف بل الملايين ينتظرون أوامر الرؤساء العسكريين لزفهم الى تحرير رياض العراق.
من هنا ومن حنجرة كل عراقي ادعُ الجهات المعنية ان تشكل لجان متابعة للحفاظ على تسكين ذعر المواطنين وطمأنتهم عن طريق شاشات التلفزة من تحذير وملاحقة كل من يستغل الوضع الراهن ويتلاعب بتسعيرة المنتجات والمواد  وان تعمل دوريات مستمرة في الاسواق والمحال التجارية واماكن بيع الجملة ومحطات الوقود بكافة تشكيلاته، لإعادة الأمور بصورة طبيعي وعدم السماح لسماسرة الجشع ان يتلاعبوا بمعنويات العراقيين من خلال استنزاف دخلهم المحدود لشراء الطعام وتزويد عوائلهم بالمؤن اللازمة. كما ونأمل محاسبة كل من يسعى لافتعال الأزمات من التجار والمسؤولين عن المشتقات النفطية، فقد مررنا بتجربة قاسية حين تخاذل السياسيين والقادة العسكريين في واجبهم تجاه الوطن ولا نسمح بتكرار ذلك التخاذل والتباطؤ المبطن عن طريق رفع الأسعار وادخار المواد والمنتجات في مخازن التجار الذين يسعون لإفراغ السوق منها ، فكلنا نريد ان تنتهي غيمة الحقد وان تنقشع بسرعة كي تشرق شمس العراق وننعم بدفئها وعلينا ان نقف وقفة رجل واحد وليس ان يطعن بعضنا الأخر.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=47108
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 06 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29