• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كفى مزايدات على أبناء السنة .. .
                          • الكاتب : راسم قاسم .

كفى مزايدات على أبناء السنة ..

بؤساء أولئك الذين يتبرقعون ببراقع الوطنية الكاذبة ويتمشدقون بالدين الذي هو براء من كل ممارسة مريبة وخبيثة وبعيدة عما يريده الله والشعب . إن كل وطني حقيقي يهمه مصير ومستقبل العراق ,  يبتعد كل البعد عن الادعاءات الفارغة والتبجحات الكاذبة وينغمس في هموم ومعاناة المواطنين وغيرهم ,  ويفتش عن الوسائل الخلاقة والتي تحقق النجاحات المطلوبة التي تضمن إرادة ورغبات أتباع جميع الديانات والمذاهب المتطلعون إلى رجال أمناء وأقوياء  يمثلوهم في الحكومة العراقية والبرلمان والمؤسسات , وان  أبناء السنة  ليس بحاجة للمزايدات , وإنما بحاجة لممثلين عنهم ملتحمون بإرادتهم ويجسدون تطلعاتهم المشروعة . إننا عندما ننظر بدقة وإمعان وإتقان إلى المناطق السنية في العراق نجدها طافحة بالمتناقضات والإشكاليات والتطاحنات والتمزقات التي لم تفرز إلا الضياع والانهيار, ومما يحز في القلب ويثير حشودا من التساؤلات هو أننا نجد أن بعض العناصر التي تبوأت مواقعا ما في السلطة ببركة أصوات أبناء السنة والجماعة لن تحقق الحد الأدنى لما يريدوه ويبتغيه المواطن . إن هذا الأداء النفعي الذي يسلكه البعض يجب الابتعاد عنه و يجب التمسك بالوطنية الحقة والانجاز الملموس ,  حيث نجد مشاهدا مستغربة ودخيلة على العمل الإنساني و السياسي الشريف الذي يجعل مصلحة ومستقبل الوطن أعلى وأغلى وأسمى من كل اعتبار شخصي وحزبي ,  حيث نرى بوضوح أن بعض  المدافعين عن أبناء السنة والجماعة يحيطون أنفسهم بهالات براقة من التفاني والتضحية والإخلاص والعمل الدءوب من اجلهم واجل الوطن ,  لكن في الواقع نجد البعض منهم جنود مجندة لأداء الخدمة المطلوبة لبعض الأجندات الخارجية, وسلاحهم الدائم هو التزلف والتملق مقابل الثمن الرخيص المدفوع , فأي نفاق هذا ..؟ وأي خساسة وانحطاط ..؟  وأي سقوط يتمرغ في مستنقعه الانتهازيون والنفعيون..؟ والذين هم أجراء وأذلاء تحت الطلب .فأي مضيعة وضياع يعيشه المواطن في هذه الحالة  ..؟ ومن المسؤول عن هذه المزايدات المجانية..؟ .  إن الأرواح  تتحرق شوقا لوجود قيادة سنية حكيمة وواعية تتسابق من اجل خلق وصناعة الحلول والانجازات التي يتوق لها المسلمون الذين يعانون الآمرين ويقاسون العذاب والشقاء والاحباطات من الجر والعر ومن الاندفاع والتراجع , فإلى متى يظل السنة ألعوبة وسط هذه الصراعات التي أحالتهم إلى أناس يكابدون القهر والمنغصات , فإننا نتساءل لماذا لن يكمل احدنا الآخر بنوايا نظيفة وصادقة ..؟ لماذا لا نلتزم بالوطنية العالية والتضحية الحقيقية ونضع يدا بيد لمواصلة بناء العراق ..؟ لماذا لا نكون فريق عمل واحد من اجل الأمن والأمان ..؟ إن الواجب الوطني والديني والأخلاقي يفرض غلى الجميع سنة وشيعة  وبإلحاح أن نرفع رايات الصدق والمكاشفة والصراحة التي تبني ولا تهدم ,  تصون ولا تبدد ,  توحد ولا تفرق وتعانق الحق والحقيقة . لقد شبعنا من التصريحات التي ذهبت مع الريح ,  وغرقنا في لجج الدعايات والإشاعات والتقولات التي تفيض لؤما وغدرا وكذبا وخسة , فالشعب واع ولا ولم ولن يخدع لأنه يكتنز تجارب جمة وحقائق دامغة  وكشوفات واضحة , وانه خاض من الكفاح ما لم يخضه شعب آخر مثله، قدم ملايين الضحايا , وانهار من الدماء الشريفة , وجبال من العذابات والآهات والآلام عبر المراحل الزمنية ,  فالشعب هو الباقي وكل الأدعياء زائلون , إننا نروم قيادة ( سنية ) موحدة ملتزمة بكل صدق وأمانة بالمبادئ السامية وبالثوابت الوطنية ,  فأبناء السنة  يريدون قيادة تقول لهم حققنا لكم ,  وأنجزنا إليكم هذه المنجزات والمعجزات ,  وإنهم ليس بحاجة إلى تمشدقات وتقولات ومواثيق هوائية وتصريحات مفرغة من محتواها ,  لا سيما وإننا نمر بأدق وأحرج مرحلة تاريخية , وكل الأعصاب الوطنية مشدودة ومتوترة ,  وكل النفوس والقلوب والعيون تواقة للأمان والمحبة والتآخي والود والسلام ..



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=47166
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 06 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16