• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : الـعــراق.. بــتــوقـيـتِ الـفِـتـَــن .
                          • الكاتب : د . بهجت عبد الرضا .

الـعــراق.. بــتــوقـيـتِ الـفِـتـَــن

هذا هـو الوقتُ الـمناسبُ للتفرقِ والخصامْ...
ياساسة البلد الـجـريـحِ
ألم يــَــحـِـــــن وقتُ التفاهمِ بينكمْ والانسجامْ...
فبلادنا في ذروةِ الأزماتِ
يــنـخــرُ جسمها الـموتُ الزؤامْ...
حيث الـحدودُ مباحةٌ
للمجـرمـيـن وكل تـجارِ الظـلامْ...
وحرائـقٌ وسـَــط الشوارعِ
والبيوتِ
كأنـما ألعابُ نارٍ في مديـنـتـنا تـــُـــقــامْ...
لكنها ألعابُ موتٍ،
دون تسليةٍ ودون إرادةٍ مـنـــّـــا،
نظل بــِـــفـِـــعــلــِــــهـا مـتـرقــــِّـــبــيــنَ
عيونـنا تأبى الـمنامْ...
وهناك من يـحلـو لــهُ
باسمِ الـحداثة أن يــُـــؤقــلـمـنــا
ويطـلبَ الانـقسامْ...
والـموطنُ الـمنكوبُ مسلوبُ الارادةِ
فوق طاولة النزاعِ
وماله حـقٌ سوى حـقِّ الكلامْ...
الرافدانِ مـمدَّدانِ كجـثـتـيـنِ من الـجـفـافِ،
فهل وفاةُ الرافدينِ
تـــَــمـُـــــــــرُّ في أوراقكــــــُـــــمْ مـَـــــــــرَّ الكرامْ...
من سوف يأخذ ثأر نـهـرينا،
وأنـتـــُــم هـَــــمــُّـــــكــــُـــــمْ حـِـــصـَــــصٌ من الإرثِ الكبيرِ،
ومن يفكـــرُ بانتقامْ...
ونـخـيلـنا نـسـلٌ مـبــادٌ
أو كآثــارٍ يـغـطـيهـا الـــــركــامْ...
ياسـاســة الـبلـدِ العـظـيــمِ
صراعـُــــكـــُــــــــمْ،
مسمـارُ نـــَـــعـــشِ وجـودنـا
ووجودكمْ
فعلى بـقـيــَّــــتــــنـــا الـسـلامْ...
****************************
هل مـمـكــنٌ
أن تـحــتــَــــسـُـــــوا شيئاً من الصبـرِ
الذي مازال يشربهُ الـمواطنُ من قــرونْ...
أم أنكم خـَـــلــقٌ سـوانا،
ليس مشمولاً بضبطِ النفسِ في زمنِ الجنونْ...
هل تأمرون الناس أن يتصبروا،
يتصوفوا،
يتسامـحـوا مابينهمْ
يامن لــِــــبـعـضٍ تـحـفِــرونْ...
لاتطلبوا شيئاً وأنتم ضدهُ
إن التناقضَ في تصرفكمْ يـمـزقـنـا
ألستم تدركونْ...
وعدونا وعدوكمْ
متغلغلٌ عبر الـخلافات التي مابينكمْ
وإذا استمر خلافكمْ
فسنـنـتـهي وستـنـتـهـونْ...
****************************
لونُ الشوارعِ شاحبٌ
والعابرونَ بـها سرابْ...
إنَّ الشوارعَ قــبــرُنــا الـمفتوحُ
تـحـفـرهُ لـنـا خـطـواتـنـا،
نـمشي فيرصُــــدُنا الـغـيـابْ...
والـموت يـخـطـف كل يوم ثـــــُـــلـــَّــــــةً مـنـا
ويغمــُـــــــــرُنا الضبابْ...
وبذاتِ يــومٍ لن يـظــل هـناك شـعـبٌ
لن يـظـلَّ سوى التـرابْ...
وبــِـــمــوتِ هذا الشعبِ
لاصوتٌ يظل ولا انتخابْ...
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=47316
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 06 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18