• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لاتفرحوا بداعش .
                          • الكاتب : هادي جلو مرعي .

لاتفرحوا بداعش

تكمن الخطورة في تقديرات خاطئة وقاتلة قد يعتمدها من يريد تحقيق أهداف يراها حيوية. وفي إطار الصراع السياسي والجغرافيا المذهبية فإن الإختيار للأهداف والأساليب المتبعة في الوصول إليها قد يكون سببا في النجاح، وربما طريقا الى الخيبة والفشل والإحباط. وتحاول وسائل إعلام عربية مناوئة للنظام السياسي في العراق ان تذهب بعيدا في رسم معالم صورة تراها قريبة الى الواقع وقد تتحقق خلال ساعات أو أيام، فيظهر عنوان خبر في قناة العربية التي تمول من قبل النظام السياسي السعودي عند الساعة الواحدة من فجر الإثنين ( ثوار العشائر يزحفون نحو بغداد) بينما تبدو كل الطرق هادئة الى العاصمة. في هذه الأثناء تتجاهل العربية إغتصاب خمسة عشر فتاة في الموصل، وربما نساء بالغات ومتزوجات، وتتجاهل إحصاءات داعش لنوعية النساء وإنتماءاتهن، وتتجاهل مقتل أربعة عشر رجل دين في الموصل رفضوا التعاون مع التنظيم الإرهابي، وتتجاهل قتل العشرات من المسيحيين، وعناصر الجيش والعشرات من سجناء بادوش، وتتجاهل إحتلال التنظيم لمراقد الأنبياء ( شيت ودانيال ويونس صاحب الحوت) بالتأكيد هي غير محقة، لكن الهدف الأكبر هو النظام السياسي، والصراع مع إيران التي تراها السعودية تتمدد أكثر، وتتوسع في العراق، بينما الفقه الحاكم في السعودية يبيح تدمير مراقد الأنبياء وقبور الأولياء والصالحين لأن ذلك شرك واضح، ولابد من مواجهته بتدميره.

تغيرت تسمية داعش الى ثوار عشائر بحسب العربية السعودية والقوى المعارضة لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، كان ذلك قرارا جيدا فالفرصة أصبحت سانحة لإسقاط النظام السياسي العراقي المتهم بشيعيته وولائه لإيران، ثم يمكن التخلص من داعش في وقت لاحق، بينما تتجاهل الرياض كارثتها في سوريا حين مكنت الجماعات التكفيرية وهي غير قادرة على كبحها اليوم حتى أضطرت لدرجها في قائمة المنظمات التابعة لإيران، ذلك يعني إن القرار العربي والإقليمي يتجه الى إستخدام داعش من أجل الزحف على بغداد وإسقاط النظام.

من الصعب نجاح معركة بغداد لأسباب مرتبطة بالتغيير الديموغرافي العنيف في المدينة الكبيرة التي تحولت الى كتلة شيعية جبارة تضم أكثر من سبعة ملايين إنسان، وعدا عن قوى الأمن والقوات الخاصة توجد مجموعات قتالية شرسة ك(جيش المهدي، وعصائب الحق، وكتائب حزب الله، وجيش المختار) وألوية تم تشكيلها بعد إعلان مرجعية النجف الجهاد ضد داعش، يمكن أن تستمر بعض الضربات والتفجيرات لكن نجاح عملية الإجتياح غير ممكنة على الإطلاق، وقد يؤدي الضغط الممارس على بعض التجمعات الشيعية في محافظات كالموصل وصلاح الدين وديالى الى ردات فعل عنيفة ضد التجمعات السنية في بغداد وبعض مدن الجنوب التي ماتزال لم تخل من السنة برغم إخلاء الأنبار بالكامل من الشيعة، وهناك بوادر لهذا التحرك بعد إجتياح الموصل. توازن الرعب الذي يتبعه الشيعة نجح في ديالى حيث تستهدف الجماعات الشيعية تجمعات السنة بعد كل عملية للقاعدة، أو داعش.

إسقاط النظام السياسي في العراق لم يعد ممكنا، وهذا ماعبر عنه مجلس الوزراء السعودي الذي وجد بالفعل إن الأفضل هو إصدار بيان يطالب بتغيير في البنية السياسية وإصلاحات في النظام السياسي.

الأيام القادمة ستكون قاسية فلاتفرحوا بداعش.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=47512
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 06 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29