• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : علمتني الحياة .
                          • الكاتب : جسام محمد السعيدي .

علمتني الحياة

خلال دراستي لسنوات في علوم الاجتماع والنفس والعقائد والفقه، وُفقت الى بعض ما اعتقده صحيحاً من قواعد، قد تفيد من يطبقها، على أرض الواقع بحثاً أو عملاً، أرى من واجبي ولو أخلاقيا طرح بعضها، عسى ان يتسنى لي طرح المتبقي لاحقاً.. اتمنى ان تغنيني تعليقاتكم..

 

1. سلوك الانسان هو نتاجٌ لنزاعٍ طبيعي بين العقل ومتبنياته، وبين النفس ومشتهياتها، فان انتصر الأول حصلت التقوى، وان انتصر الثاني حصل الفسق، وان تعادل الفريقان حصل القلق وعدم الاستقرار، لأن كلا الفريقين حينها يطمحان لتحقيق الفوز ولو بضربات الترجيح!!! وان ادت الى الموت.

2. في العلوم الأكاديمية التي تمس سلوك الانسان، الاجتماع، النفس، الانثروبولوجيا، يجب تحري الدقة في القول، ودراسة المشاكل من جميع أوجهها، الروحية والمادية، والبحث عن علل الأشياء في هذين المضمارين، على أن نرجح مصادر الغيب الموثوق فيما يعطيه من قواعد ومعلومات، على ما يخالفه في العلوم المادية عند التعارض بينهما، لتكتمل عندها مقدمات البحث، فنضمن خروج نتائج كاملة، وعندها نكون قد استفرغنا الوسع فيما بذلناه، وأُعذرنا امام الله فيما تبنيناه ونشرناه. 

3. كلام الغيب (قرآن، حديث، رواية) ان تأكدنا صدوره منه، وكان مطلقاً غير مقيدٍ بمثيله، هو حقائق علمية حاكمة على غيره، غير قابلة للتعديل والنقض، مطلقة لا تحتمل النسبية، لا يغيرها الزمان ولا يعطل تطبيقها المكان، لأن مصدرها المهيمن على الوجود، العليم الخبير بكل تفاصيله، والحاضر عنده كل شيء، فلا وجود لعامل الزمن لديه، فالحاضر عنده والماضي والمستقبل مسميات لها مصاديقها عندنا، ولا وجود لها عنده، وكل كلامٍ غير كلام الغيب هذا يحتمل الصحة والخطأ، وهو نسبي قد يتغير بتغير الزمان والمكان، وقابل للنقد والجرح والتعديل بخلاف الأول.

4. يجب ان لا نتعصب لفكرة لمجرد اننا ولدنا ونحن نعتنقها دون البحث فيها ومعرفة مدى صحتها..

5. ما زلنا نعاني - وخاصة المثقفين - من خطأ مقولات في العلوم الانسانية لشخصيات مرموقة ليس لها صفة العصمة.. لكن مريديها قدسوها، إما لبديع كلامها وجميل سبكه، حقيقة كان ام لا، أو لصحته في مقولات عمّموها على ما لم يصيبه كتابها في غيرها، أو لأنه ينطبق على مصاديق ظنوا أنها كل ما موجود فظنوا انه القاعدة وغيره الاستثناء، فانزل البعض مقولاتهم منزلة القرآن.. رغم انها صادرة من انسان...

6. الكثير منا نحن البشر ينساق خلف الرأي الجمعي للمجتمع، لكنه عندما يخلو ونفسه ويُعمل عقله، قد يخالف ما أيده سابقاً ويعارض ما آمن به من مفاهيم..

7. لا يؤمن كل الناس بنصوص الغيب التي ترسم طريق الحياة، رغم ان ايمانهم او عدمه بها، لا ينفي صحتها.. المشكلة لغير المؤمن، هي عند اثبات العلوم البشرية صحة تلك النصوص، لكن بعد فوات الأوان، وعندها تكون الخسارة مرتين، الأولى تضييعه ثمرة الايمان، والثانية خسارته ما كان ممكن ان يكون مصدر سعادته، او سببا في حل مشكلته، أو مدخلاً في فهم ما يجري في الحياة بشكل صحيح، وحينها قد لا ينفع الندم، لأن هذا الاكتشاف قد يكون في الوقت الضائع للعبة الحياة .. 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=47572
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 06 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16