• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : السيدة الميسورة .
                          • الكاتب : حمزة اللامي .

السيدة الميسورة

كنت في مكتبي متظاهرا بأني مشغول وعلى عجلة من أمري كالعادة إذ رن هاتفي معلناً عن ورود رسالة جديدة من رقم مبهم!
بسملت .. وفتحت
وإذا بها رسالة من إحدى المعجبات!!
يا سلام .. هذا الذي ابحث عنه في هذا الصباح .. رسالة ومن معجبة
ويبدو انها من المتابعات لأنشطتي الثقافية .. ففرحت بما وردني ورحت أتلو كلماتها وأنا اخذ شهيقا طيبا بين كل جملة، فأتممتها، ورجعت إلى مكتبي لأتظاهر بالانشغال والبحث عن أجزاء الثواني
وبعد يومين رن هاتفي الميمون من جديد وإذا بها المعجبةَ!
وقد خصصت لرقمها نغمة خاصة تبعث على التفاؤل والأمل والمحبة لانتبه لأمرها كلما رن هاتفي .. وما ان فتحت حتى أمطرتني بتلك الكلمات المعسولة المنتقاة بحنكة وفطنة فريدة، واسترسلت صاحبتنا بالكلام وانا أسير بالرواق منشرح البال والصدر وارفع حواجبي كلما رمقني احد الزملاء بنظرة من نظراتهم غير البريئة وهم يدركون ما اخفي فأمري مفضوح بينهم على الدوام فأنا فتى لا أطيق ولا احتمل كتمان الأسرار ويضيق صدري بها ذرعا
وأغلقت الخط .. واستسلمت على كرسيي لاسترخاء فكري وجسدي الى ان استقر رأسي على كتفي .. ونمت
......................................
بعده عدة أيام اتصلت بي وكانت تناديني بـ\" زيزو\"!!
يا الهي ما أسعدني واذ أصبحت زيزو بليلة وضحاها ،، وكان ملخص حديثها ان تدعوني لأحد المطاعم الفاخرة!
فوافقت من فوري .. وهل يسعني ان اكسر بخاطرها \"وافوت\" على نفسي الدسم من الطعام واللذيذ من الشراب!!
وظلت علاقتي بها تكبر وتكبر وتكبر حتى اني خفت معها من الانفجار، وبقينا نحن الاثنان نخرج معا بسيارتها الأنيقة كلما سنحت السانحة فمرة لمشاتل بيع الزهور وأخرى الى المحال الفارهة لبيع الموضات والأزياء وأخرى للنزهة واكل المرطبات فادحة القيمة!
وكانت المرأة اكبر مني سنا وعلى درجة معتدلة من الجمال وذات حسب ونسب كبيرين والأدهى من ذلك كانت ميسورة
نعم ميسورة!!
الله كم تروق لي هذه الكلمة \" ميسورة\" وقسما بمعتقدك ان هذه المرأة الوحيدة التي لم تكلفني فلسا واحدا كسابقاتها، بل انا من كان يكلفها .. ولك ان تتصور كم كانت تتصل بي في اليوم الواحد او في المرة الواحدة، فكانت كل ساعة تتصل بي لمرتين او ثلاث تقريبا وكانت كل مكالمة منها يصل وقتها الى اكثر من ساعة ونيف وكنا نتبادل الكلام في مختلف الميادين والمحاور لاسيما الساخنة منها!
وعلى اثر ذلك أوقفت جميع علاقاتي بالأخريات وقررت التخلص منهن والبقاء مع هذه السيدة النبيلة لعام او عامين او الدهر كله ان لزم الامر،، وأخذت هذه السيدة المحترمة تغدق عليّ الهدايا بين الفينة والأخرى فمرة علبة حلويات أنيقة ومرة هاتف نقال ومعه كمية من أرصدة التعبئة ومرة \"لابتوب\" جميل .. والظاهر ان عطاياها تتصاعد بالتدريج ولنرى ماذا يخبئ لي المستقبل القريب!!؟؟
وأتذكر انها دعتني في احدى الليالي عبر الهاتف ان ارافقتها في صباح اليوم التالي الى حيث تبني دارا حتى تطلعني على بيتها وأين وصلت في بنائه، وتبين لي انها مشرعة ببناء دار منيف يقع في احد الأحياء الراقية، وعندما سمعت تلك الدعوة ادركت ان ساعة الصفر قد دقت! وسوف احصل على غايتي منها في هذا البيت الكبير، فوافقت
وجاء الصباح ..
وجاءتني بسيارتها الانيقة ..
وركبت بالمقدمة كالعادة .. وراحت السيارة تنهب الطريق نهبا
ووصلنا ..
واذا ببيت كبير وعال ،، فركـَّنا السيارة، ونزلت، وانا ألحق بها فأخرجت \"كومة\" مفاتيح ودست واحدا بقفل الباب وفتحت ومضت منادية خلفي : هيا تفضل ..
حينها شعرت برعشة تنتابني، وتذكرت القول القائل\" ما اجتمع اثنان الا كان الشيطان ثالثهما\" فأطرقت برأسي وقررت عدم الدخول وخجلت من نيتي المبيتة نحو هذه السيدة العظيمة التي أرادت ان أكون لها صديقا وحسب، فقررت الانسحاب،
فاستدرت عائدا ..
فسمعت نفسي وهي تصرخ بي وتقول:
الى اين تمضي؟؟ فقد دقت ساعة العمل .. دقت ساحة الزحف .. دقت ساعة الانتصار .. لا رجوع .. الى الامام .. إلى الأمام
فقلت لها تبا لك يا نفس من الخلف وتبا لك من الأمام
وأدخلت يدي في جيوبي ومضيت في طريقي عائدا




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=4784
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 04 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29