• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أنامل مُقيّدة: طارق نجم والحقيقة الغائبة .
                          • الكاتب : جواد كاظم الخالصي .

أنامل مُقيّدة: طارق نجم والحقيقة الغائبة


لم أعتد الكتابة بشكل شخصي او الحديث عن أشخاص بذاتهم وإنما كل ما اكتبه هو عن بلدي العراق وما رافقه من مشاكل سياسية طيلة العقود الماضية فأغوص كثيرا في متاهات بلاد النهرين وأتغنى بكل شيء في هذا البلد الذي رافقني في ترحالي ومحطات حياتي وفي غربتي ، وقد لاحظت ان الكثير من التحامل والتآمر ومحاولة تقزيم العراق يمارس من أعلى المستويات وقمة الهرم في حكومات عربية وذلك من اجل النيل منه والعودة به الى مربع انطلاقته في مركب الديمقراطية وتصفير كل الانجازات التي قام بها هذا الشعب الذي ظُلم من ذوي القربى والجيران ولعل ابرز ما أنجزه أبناء العراق هو ترسيخ الانتخابات ولعبة الديمقراطية التي تشكل لدينا حكومات منتخبة من خلال صندوق الاقتراع خلافا للتوريث المعمول به في تلك الدول التي تعمل على عرقلة النظام السياسي في العراق.
حاول الاعداء كثيرا النيل من بلدنا وربما كان الاعلام الغير مهني احد السكاكين التي تمزق جسد هذا البلد طيلة السنوات الماضية وواحدة من تلك المفردات هي منصب رئاسة الوزراء في حكومة العراق التي أصبحت واحدة من هموم هذه الدوائر الاستخبارية المشرفة على ذلك الاعلام وهو يعمل على تشويه الحقائق وصورة كل شخصية تتقدم الى رئاسة الوزراء خصوصا اذا كانت من طيف معين من هذا الشعب المتجانس، وعندما لا يريدون شخصية من الشخصيات أن تصل الى هذا المنصب بعد أن تتناوله وسائل الاعلام او يتم تسريب خبر عنه حتى وان كان كاذبا سنجد ان تلك الوسائل الاعلامية الصفراء تنبري للنيل منه وتسقيطه والصاق التهم به عبر تلغيم معلومة صحيحة قريبة للمنطق الى مجموعة معلومات اذبة ومؤدجلة لترقيعها بتلك المعلومة فتكون عملية خلط للحقائق واضحة بشكل كبير .
ولذلك هنا اود الخوض في موضوع يخص الدكتور طارق نجم العبد الله الذي ما أن بدأ تسريب الخبر عن انه المرشح الى رئاسة الوزراء بديلا عن السيد المالكي حتى بدأت المواقع المجندة لهذا الغرض بالخوض في عملية التحريف والتسقيط المبرمج بحقه  فأخذت تسرد الكثير من الاكاذيب ومنها موقع حراك المعروف بموقفه المعادي للعملية السياسية في العراق والمؤسف أكثر ان موسوعة الويكيبيديا تستقي منه المعلومات المغلوطة وأمنيتي على أصحاب هذا الموقع ان يراجعوا معلوماتهم بشكل جيد ، لأنهم نشروا الكثير من المعلومات الخاطئة عن الرجل وعن شخصيته ولكوني اعرفه معرفة شخصية ومنذ سنين طويلة فلا بد من أن أبين الحقيقة التي قد تغيب عن البعض لتكون واضحة حتى يبتعد اولئك الكاذبين عن هذا التدليس والتسقيط المبرمج الذي يطرحوه بين يدي القرّاء.
فما ذكر عن سيرة الرجل الشخصية والعلمية فيها من الأخطاء الكثير مما ورد في موقع حراك فهو مولود في تموز من عام 1945 في إحدى قرى قضاء الشطرة في محافظة  ذي قار في العراق ينتسب إلى عشيرة السعداوي إحدى أكبر عشائر الشطرة. وكان والده نجم العبد الله شيخ العشيرة وآلت المشيخة من بعده إلى أخيه موحان العبد الله شيخ العشيرة الحالي.
أكمل دراسته الجامعية في كلية أصول الدين في بغداد التي أسسها السيد مرتضى العسكري، وتتلمذ على جملة من كبار أساتذة العراق في حينها مثل العلامة حسين محفوظ والدكتور عناد غزوان، وأشرف على بحثه للتخرج المرحوم الشهيد آية الله السيد محمد باقر الحكيم.
انتمى في سني دراسته إلى حزب الدعوة الإسلامية في نهاية الستينيات. ونشط في العمل الإسلامي في صفوف حزب الدعوة في بغداد ، قبل أن يغادر العراق سنة 1976 إلى مصر بعد حملة الاعتقالات والاعدامات التي طالت أعضاء الحزب. حيث نال شهادتي الماجستير والدكتوراة من جامعة الأزهر في اللغة العربية.
عمل في قسم اللغة العربية بجامعة الملك عبد العزيز في جدة في المملكة العربية السعودية من عام 1981 ولغاية عام 1986 وقد كان زميلا للمرحوم آية الله  الشيخ الدكتور عبد الهادي الفضلي في هذه الجامعة وتربطه علاقة مميزة به، حيث انتقل إلى جامعة الإمارات ليُدرّس فيها إلى سنة 1991. التي غادرها إثر إنهاء الإمارات لتعاقدها مع الأساتذة العراقيين بسبب غزو صدام للكويت متوجها إلى اليمن حيث عمل في كلية الآداب بجامعة صنعاء حتى عام 2001 وكانت تلك الفترة حافلة بنشاطه السياسي والاجتماعي للعمل ضد النظام السابق نظام صدام وحزب البعث ما دفع السفارة العراقية آنذاك في اليمن الى مضايقته وقد تعرض على إثرها الى محاولات اغتيال مارسها ضده نظام بغداد ومخابراته في الفترة التي تواجد فيها في اليمن، كما إن له عدد من البحوث والمؤلفات المنشورة في مجال اختصاصه وفي الفكر الإسلامي. وأشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه وساهم في تأسيس عدد من الكليات والأقسام في جامعات مختلفة.وحصل على درجة الأستاذية (بروفسور) في تخصصه سنة 1996.
وهذه المعلومات التي ذكرتها اعلاه تختلف كثيرا عما ذكره موقع حراك الذي يعطينا الصورة الواضحة من أن ما قدمه الموقع هي معلومات مغلوطة ومفبركة ومقلوبة الحقائق لنستنتج في النهاية إن المعلومات الأخرى حول حصوله على الجنسية البريطانية أيضا خاطئة كونه وصل الى بريطانيا في العام 2001 ولا يمكن بحال من الأحوال ان يحصل المرء على الجنسية قبل مرور ما يقارب خمسة الى ستة سنوات من تواجده على الاراضي البريطانية ولذلك لا زال الرجل الى اليوم لا يمتلك الجنسية البريطانية ، او نقرأ ادعاء الموقع عليه بالفساد المالي والدليل ان جميع ان جميع السياسيين والنواب لا يمتلكون ورقة فساد واحدة عليه، او النكتة المضحكة عن ارتباطه بجهاز المخابرات العراقية آنذاك مقابل مبلغ 400 دولار وهو مطلوب لدولة البعث ومطارد بسبب الانتماء الى حزب الدعوة وهذه التهمة كما يعرفها الجميع لوحدها تحكم عليه بالإعدام وفق المادة 54 /أ من قانون العقوبات العراقي للنظام السابق ، كل ذلك إنما يعطينا الصورة الواضحة على سذاجة المعلومة، ويضاف اليها كذبة  أخرى تكاد تكون مضحكة وتعبر عن عدم إدراك ومعرفة الشخص الذي كتب سطور الاتهام الى الرجل على أن السيد طارق نجم وابنه منتظر عملا على المتاجرة بالنفط بحكم منصبيهما ولا اعرف أن لأبنه منصبا غير وظيفته في احدى الشركات البريطانية كمهندس مدني ولم يعمل في العراق ولا في أي مؤسسة عراقية على الإطلاق  وما أتحدث عنه أمر مؤكد لا لبس فيه ولا مغالطة لأنه أمام أنظاري وأراه كما أرى كل ما يدور حولي من مخلوقات فلا أتحدث في إطار الرواية أو الخيال عند نقل الحقيقة .
من هنا نتيقن ان الكذب والخداع في المعلومة يبدو واضحا جدا في محاولات هؤلاء للتسقيط بأي شخصية تمتلك اليد النظيفة البعيدة عن كل تلك الافتراءات، واستخدامهم للازدواجية في المعلومة من خلال الكذب والنفاق وتضليل الحقيقة الغائبة عن الناس.
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=47855
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 07 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29