• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مجلس لم يجلس .
                          • الكاتب : هادي جلو مرعي .

مجلس لم يجلس

بالفعل هو لم يجلس حتى لو كان النواب الجدد، ومن فاز من المعتقين حضروا وإكتمل بهم النصاب لبرهة ثم ذهب كل الى حال سبيله ووفقا للعرف السياسي وللقوانين الدستورية فإن كل ماجرى في جلسة مجلس النواب التي جلس فيها السياسيون الى بعضهم وتحدثوا قليلا ومنهم من ادى اليمين الدستوري كان بسيطا للغاية مع معرفة سابقة بعدم تحقق ماكان المواطنون يأملون تحققه وهو إختيار الرئاسات الثلاث البرلمان والجمهورية، ثم رئيس الحكومة، وكان أكبر الأعضاء سنا مهدي الحافظ يدير تلك المسماة جلسة بطريقة مؤدبة مهذبة لكنه كان يفتقد القدرة على الإدارة والمعرفة، وكان الدكتور إبراهيم الجعفري يلقنه مايفعل، بينما بدا نائب آخر وكأنه يوبخه لعدم معرفته بطريقة الإدارة ومايجب عليه أن يفعل، وكان هو يرد بإسترخاء وحياء وكأنه لم يكن عضوا سابقا في البرلمان العتيد.
أخيرا رفعت جلسة الثلاثاء التي تطلبت من مجلس الوزراء إعلان ذلك اليوم عطلة رسمية بإستثناء المؤسسات ذات الأهمية القصوى في حياة الناس، وظهر بعض القادة وكأنهم يريدون رفع الجلسة لأسبوع لعلهم يتنفسون بعض الإنجازات على الأرض في إطار صراعهم المحموم مع بعض، ولتحقيق تقدم ما يسبق الجلسة المزمعة بعد أسبوع من الآن، وكالعادة لم يظهر النواب الجدد بخلاف ماظهر عليه من سبقهم في دورات مضت وكان همهم الأوحد أداء اليمين، وأدركت واحدة من نوائب البرلمان الجديد سوء ماحصل من نزاع وصراع وتهديد ووعيد وشتائم فقالت على صفحة الفيس بوك الخاصة بها، إنها تعتذر للشعب العراقي الذي كان يأمل تحقيق شئ ما من جلسة الثلاثاء، وهو مايؤكد ماسبق وذكرناه في مقالات وتعليقات سياسية عن عدم جدوى تغيير الوجوه مادامت السياسات ثابتة ولعل الدكتور إياد علاوي قال ذلك لقناة عربية من يومين وهو يريد تغيير النهج بإعتبار إنه من الوجوه الثابتة في الميدان السياسي، وصار يعرف إن المشكلة ليست في الأشخاص ماداموا يعيشون ويعملون ويتصارعون في بيئة واحدة والمطلوب بالفعل هو تغيير النهج السياسي والسلوك المعتاد الذي ألفناه من سنوات طويلة ويحكم البلاد منذ تلك الفترة وحتى اللحظة دون إن يتم إنجاز شئ على الأرض، ولاشك في أن علاوي وغيره من السياسيين في الحكم والمعارضة على حد سواء مسؤولون عن ذلك الترهل في العملية السياسية وعن النهج المتبع وغير المجدي في إدارة الدولة.
لم تكن تلك الجلسة هي المنتظرة، وكان الجميع يأمل في حسم موضوعة الرئاسات الثلاث لتستو الأمور فالميزانية العامة للدولة لم تقر، والمعارك على أشدها في مدن عدة مع مجموعات من المسلحين الأجانب وجماعات تمرد أخرى، والخلافات عميقة بين المكونات الأساسية، وصار الصراع داخل التحالفات نفسها يحتدم كل يوم ويثير الشك في إمكانية النهوض بأعباء ومشاكل البلاد المتراكمة، وإذن فلابد من إنجاز عسكري على الأرض في مواجهة المسلحين، ولابد من قرارات سياسية ناجعة  لاتستثني معاناة الناس لعلنا نشعر بأمل يلوح.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=48017
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 07 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29