• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : علي(عليه السلام) ومعاوية في الرواية العربية المبكرة .
                          • الكاتب : د . حميد حسون بجية .

علي(عليه السلام) ومعاوية في الرواية العربية المبكرة



(دراسة في نشأة ونمو الكتابة التاريخية الإسلامية حتى نهاية القرن التاسع الميلادي-الثالث الهجري Ali and Mu'awiya in early Arabic tradition : studies on the Genesis and growth of Islamic historical writing until the end of the ninth century)تأليف أيرلنك ليدوك بيترسن Erling Ladewig Peterson ترجمة وتقديم وتعليق الأستاذ عبد الجبار ناجي. من منشورات دار المجتبى في النجف الأشرف ودار الأميرة للطباعة والنشر والتوزيع بيروت     2009م | 1430هـ. عدد الصفحات: 336.
     يتكون الكتاب من مقدمة للمترجم وتقديم للمؤلف وثلاثة أقسام:
       يحتوي القسم الأول أربعة أجزاء: نشأة الرواية(خلفية عامة) ونشأة الرواية(الكوفية) والمراحل الثانوية للرواية في العهد الأموي.
     بينما يتضمن القسم الثاني من الكتاب: مقدمة، والرواية السنية(750-800) والرواية العباسية(800-850) والرواية الشيعية(750-850) والرواية المتبقية المؤيدة للأمويين(750-850) وأخيرا إعادة مختصرة للنقاط الأساسية.
     ويشتمل القسم الثالث على: محاولات ومساع للتسوية وتمهيد، والبلاذري(المتوفى892) والطبري(المتوفى923) والدينوري(المتوفى حوالي895) وخلاصة واستنتاج ثم مسرد بالترجمة الانكليزية لبعض المصطلحات يليها في التاريخ الإسلامي ثم ثبت المراجع.
   وجاء غلاف الكتاب موحيا بالكثير، فعندما يلقي القارئ نظرة على الغلاف يجد أن شجرة مثمرة تقع تحت اسم علي(ع) مع سماء زرقاء وقليل من السحب توحي بالربيع، بينما تكتنف كلمة معاوية دكنة توحي بجو ملبد بالغيوم حالكة السواد مع شجرة ذابلة قد سقطت كل أوراقها.
     يقول المترجم في مقدمته الضافية وعلى مدى 35 صفحة إن الكتاب يقع ضمن دائرة دراسات المفاضلة التي شاعت لدى الكتاب العرب مثل الجاحظ والمقريزي الذي صنف كتابا بعنوان(النزاع والتخاصم فيما بين أمية وبني هاشم). ويذكر المترجم أن أول كتاب في هذا الاتجاه هو كتاب أبي الخطاب ابن دحية الكلبي المتوفى سنة 633هـ| 1235 م (أعلام النصر المبين في المفاضلة بين أهلي صفين). ثم يعرج المترجم على كتابات معاوية التي وجهها إلى علي(ع)مما تشتمل على مثل تلك المفاضلات. بينما يجيبه الإمام  شعرا أو نثرا مما يعبر عما لديه من فضائل مما لا يتسع المجال للخوض فيه.
   ثم يذكر المترجم أن الكتاب دراسة تفكيكية في أصل ونشأة الرواية التاريخية. إذ يدرك القارئ أنها(دراسة استشراقية تحليلية قيمة أخذت على عاتقها منهج تفكيك الروايات...وصولا إلى نتائج ومحصلات تفيد كثيرا في فهم جديد) للأحداث التاريخية.
     ويعرج المترجم على ما فرضه موضوع كهذا على البروفيسور بيترسن أن يرجع إلى الوراء قليلا وبالذات الى ما حدث في حرب الجمل ومن قبلها ما أسماه د. طه حسين(الفتنة الكبرى) في التاريخ الإسلامي، وما حدث من تمرد الأمصار الإسلامية على عثمان وما كان له من تداعيات(كانت سريعة جدا ومذهلة). وقد تتبع البروفيسور منهج الاستشراق الدانيماركي وبالأخص لكتاب مثل كيتاني وفلهاوزن وفاجيلري وفريدلاندر وغيرهم. ويقول المترجم أن ذلك شجعه على الاستشهاد بذلك المنهج(لجعله أنموذجا في منهج إعادة قراءة تاريخنا الإسلامي قراءة جديدة متحررة تعمل بجد على تنقيته مما علق به من إشكاليات كثيرة في تدليس الروايات التاريخية وتزييفها وتلفيقها والدس فيها).
    ثم يعرّج المترجم على ما أصاب الرواة الحقيقيين من حيف واستبدال رواياتهم بروايات مصدرها رواة لم يحصلوا على قسط وافر من الثقة حتى عند علماء الجرح والتعديل، كون الثقاة من الرواة يوصمون بميلهم للرافضة.
  ويقول المترجم إن (إحداث ثورة في إعادة قراءة التاريخ الإسلامي لم يكن منهجا استشراقيا على وجه الحصر)، رغم أن المستشرقين قد طبقوه، (ولكنه في الأصل منهج قد شخصه عدد من مؤرخينا الأعلام، وأخص بالذكر فيلسوف التاريخ العربي الإسلامي ابن خلدون). ثم يقول أن فحول المؤرخين استوعبوا أخبار التاريخ وجمعوها لكن المتطفلين وبدسائس من الباطل لفقوا فيها روايات مضعفة، واتبعهم من جاء بعدهم دون تحقيق. وقد شخص ابن خلدون في القرن الثامن للهجرة تلك المعايب وشكك بها, وقد سبقه إلى ذلك منذ القرن الرابع الهجري الطبري والمسعودي ومسكويه وابن الأثير والمقريزي. ويتساءل المترجم عن التخوف من إعادة كتابة التاريخ العربي والإسلامي في مراحله الساخنة في القرون الثلاثة الأولى من الهجرة. ثم يعرّج على تغييب الرواة الشيعة وإقصائهم وإحلال روايات الأمويين والعباسيين محل رواياتهم.
  ويعزو المترجم كثرة التأليف فيما بعد بدءا من القرن الرابع الهجري، إلى (أن هناك حالة متفشية في التدليس والتلفيق في التدوين التاريخي والأهم من ذلك في تدوين الحديث الشريف)، مما أدى بهؤلاء الكتاب أن يقوموا (بتهذيب التدوين وتصحيحه وتصفيته مما علق به من شوائب وتحريف زائد جدا). لكن البعض يعزوها إلى محاولات البعض (لاتخاذ موقف ضدي بالمرويات التي أخذت تتنامى في العصر العباسي بالأخص تلك التي توالي أهل البيت العلوي).
  وقد كان الإعلام بحاجة إلى ظهور روايات الجرح والتعديل وتصنيف الرواة إلى ثقة وغير ثقة وعمدة وضعيف ومتروك(والى عالم ثقة ثقة ثقة والى رافضي ضعيف).  ويتناول المترجم فيما تبقى من مقدمته أسماء للرواة وطبيعة مروياتهم وثناء الكتاب عليهم أو رفضهم حسب ما يراه أولئك الكتاب. فيذكر أن (البلاذري لم يعتمد منهجا تحليليا في اختياره الروايات بقدر ما كان يجمع الرواية الهزيلة والضعيفة دون أن يتحرى عن قائلها وفيما إذا كانت صحيحة أم أنها محرفة وفيما إذا كانت من صنع راويها كبوق لأعمال معاوية ومآثره أم غير ذلك). ويتناول المترجم شخصيات مثل عامر بن شراحيل بن عبد الشعبي الذي كان متذبذبا وأميا ولكن مأثرته الوحيدة أنه كان بوقا للأمويين.
  ثم يثني المترجم على ما حققه البروفيسور بيترسن(في تتبعه التحليلي لأسانيد المرويات عن معركة صفين بالدرجة الأساس).وهو –أي بيترسون-يميز بين (الرواية الضدية لرواية الشام وهي الرواية الكوفية التي بدأت ثابتة في خطها الإخباري وانتهت به). كما أنه (لا يغفل الرواية العثمانية البصرية وميلها وأحيانا اندماجها بالرواية الشامية الأموية).
  وأخيرا فهذا كتاب لا يعوّض عن قراءته أن نقرأ شيئا عنه بل ينبغي أن نقرأه كاملا.
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=48086
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 07 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28